الأبدية
النار بلا عيون لتنام
الأصدقاء الحقيقيون هم من لا يقشطون قلقك بأظافرهم الطيبة
بل يدفعونك وأنت مخمور الى قلب بحيرة لتغرق أو لتعوم الى الضفة الثانية.
الأصدقاء الطيبون يشحذون سكينك إذا قرّرت موتاً مميزاً، قبل أن تعلم السماء بذلك
فترسل من يجنبك من مخنثي الملائكة في الأيقونات الكنسية
الأصدقاء الذين يحبونك، لا يمنحونك مورفينهم وأدرينالينهم
عندما تئن كعذراء تلد حملاً أو عجلاً، أو يحبسون النوم عنك كي لا يأتي مرة ولا تراه
وتلمس جلدته التي من ضباب.
النار لا تعرف النوم، والنوم لا يغلب النار،
فلم لا تصير حطباً قابلاً للاشتعال مرة كل عمر.
الأصدقاء الذين يحبونك، لا يمنحونك مورفينهم وأدرينالينهم، الأصدقاء الطيبون يشحذون سكينك إذا قرّرت موتاً مميزاً... مجاز
القوادة البغدادية
وصلت عبر البحر، في الموجةً الهجرية الكبرى
تفترش متنزه Hagaparken، تتكئ على فجر ستوكهولمي ناعم.
تلصق علكتها بأقرب مصطبة، تطفئ مجمرة سيجارتها بجدار الريح.
تهمس لـ "ترانس" جاءت معه من بغداد: اتركني هنا، اذهب.
تهمس للقلب: شختُ كشجرة آدم.
هربتُ من الحطابين طويلاً، لا أخشى الفأس، ضاجعت الطير ودود الأرض.
هي الآن تتعرى إلا من ثوب الصبح.
تصرخ بسويدي بفضول يصورها عن بعد: " لك داد... ايش دا تسوي. لك أبو الـ.. يورة؟
*****
الترانس، عيناه تطيران بعيداً،
وجهة صخرة دهشة، جسده يتهجى نفسه،
خده فوق العشب الرطب، ينام
يتراءى خوفه خلفه، من كل مدجج بلباس أسود، أو بالعنوة...
رشقات طلقات قضيب، في القلب في الوجه، بالفم،
في الثقب البشري السري في الشارع ، خلف الصبّات الأسمنتية، في نقطة تفتيش الشرطة.
تفّها كلها
تفّ اسمه، فوق العشب الرطب الآن وقام.
*****
كما يبدوان للآخرين
امرأة من بغداد من خشب الزان وصبي
ربما شرقيان، عربيان، لا أحد يكترث،
يستعجل أحدهم نفسه حين يمرّ،
إحداهن تتصفح وجه الهاتف مسرعة، امرأة تتسكع بكلب يشعر بالفخر،
رجل خمسيني يعدو، سكون، عشب خامل، وشجر يضيء بخضرته صباحاً آخر
وطبعاً... امرأة من خشب الزان وصبي.
الكوماندوز يهبطون في سريرك فجراً، لست أنا من يزيح شيفونك الآن عن الخاصرة، الكوماندوز يفعلون ذلك... مجاز
الكوماندوز والنوم
الكوماندوز يهبطون في سريرك فجراً
وأنا هناك ولست هناك، وأنت هناك ولست هنا
كنت في باحة النوم عند شجيرة تلمس المارة والريح.
لست أنا من يزيح شيفونك الآن عن الخاصرة،
الكوماندوز يفعلون ذلك.
جاؤوا ليسألوا عني، بينما كنا، أنت، أنا والريح
نتشارك الجسد والذاكرة واللعاب.
الكوماندوز المدجج بالأوامر وواقي الرصاص
وذكريات عن أمهات طيبات ينشغلن بالتريكو في دفء شمس الظهيرة في الريف،
بعضهن كن عاهرات لغلاء المعيشة،
والله يتفهّم ذلك لاحقاً.
باحتراف، دسّوا أصابعهم في فمك بحثوا عني،
عن إشارة توصل وجهتهم ليلتقطوني.
لكنك انزلقت بالشيفون والنوم دون أي اهتمام.
وحين أفقت، كنت معلقة في الهواء،
رأسك في سطل بول ذكوري برغوة، وساقاك للأعلى كالذبيحة في العيد.
لم تجيبيهم مرة أخرى، رحلت دون أي اهتمام.
تعجلت،
لم تستأذن الريح التي شاركتنا السرير كـ "threesome"
لم تبلغيني حتى!
ألم أخبرك، أن للكوماندوز أمهات طيبات
ينشغلن بالتريكو في دفء شمس الظهيرة في الريف، وأخريات صرن بالتقادم،
سوبر عاهرات في دبي الجميلة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...