شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
خيول محتدمة فوق مسرح روماني... قصيدتان لشوقي عبد الأمير

خيول محتدمة فوق مسرح روماني... قصيدتان لشوقي عبد الأمير

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مجاز

السبت 2 أكتوبر 202112:20 م

 مجاز الأبدية، طريق طويل إلى إيثاكا


السُّدرة

 

في جذع  السّدرة العجوز

بابٌ لا  يدخلُه إلّا الموتى والأطفال

كلاهما يعرفان الدّهاليز التي فيها

تصلُ إلى الما وراء

هناك من يحلو له المقام فيقيم

آخرون يعودون خائفين

لا يدرون من ماذا

سيتوجَّبُ علينا نحن أن نبتكر لهم

كلّ أشكال السّعالي والطناطل

أمّا الّذين آثروا الإقامة

إنّما هربوا منا

لقد كنّا لهُم

سعالي  وطناطل.


السّدرة الّتي تعرفُ كلّ هذا

لا تقول شيئا لأسماعنا ولا لعيوننا

عرّافةٌ خرساء

تكتفي بظلّها الوارف وثمرها الشّهي

والحكايا  الّتي تنبعُ من ضلوع الجدّات

وتسيلُ مع دموعهن

سواقيَ دائمة الجريان

في ليالي الشّتاء الباردة

تملأ التوابيت

بالثّمار الّتي لم تنضج بعد

وذاكرة الأطفال بالعجائب والآلهة

كالسّلال الصّغيرة بالكرز والتّوت الأسود.

 السّدرة الّتي تعرفُ كلّ هذا، لا تقول شيئا لأسماعنا ولا لعيوننا، عرّافةٌ خرساء، تكتفي بظلّها الوارف وثمرها الشّهي، والحكايا الّتي تنبعُ من ضلوع الجدّات... شوقي عبد الأمير في مجاز الأبدية

وتسيلُ مع دموعهن

سدرةٌ  لم أجدها بعد عودتي

إلى الدّار الأولى

كان صرير الباب الخارجي

المصنوع من خشب الزّان

يشبهُ صهيل حصان يموت

السّطح الذي أطلقت منه صرختي الأولى

تحت قمر إينانا بدورته الكاملة

كما كانت تقول أمي

قفر تعوي فيه ليل نهار كلاب ذئبية...

وفي باحة الدار

لم تنكسر المرآة الّتي فوق حوض الغسيل

غير أنّ الوجه الذي رأيته فيها

لم أعرفه

ولم يعرفني

ومنذ ذلك الحين فقط أدركت

أنّنا افترقنا إلى الأبد.


رقصة وداع


يرقصان

خيول محتدمة فوق مسرح روماني

على شاطئ السين

الإيقاع إسباني غجري

أعتلي حسرةَ ابي عبدالله الصغير

على جسر " الفادلكبير" ..

غرناطةَ بين ذراعي فرديناند

ترقص تحت إيقاعات أرغن كاتدرائية أيزابيلّا

أراقص نادو في وداع

رياح سوداء تهبّ على قلاع الكائن

أراقص نادو ولا وداع

الأذرع تتدلى كالأشرعة الناجية

من غرق محتم

الراقصان يشتبكان، السين يتلفت كمن يقاوم، قوة تدفعه الى وراء، ولي جسدٌ يرقص بآلاف الشواهد... مجاز في رصيف22

نادو وأنا

رقصةٌ نحن إيقاعها وجسداها ومسرحها

جدولان وضفّة واحدة...

الراقصان يشتبكان

السين يتلفت كمن يقاوم

قوة تدفعه الى وراء

ولي جسدٌ يرقص بآلاف الشواهد

يرقصان

يتّحدان وينفصمان

ولي  رقصةٌ أنا راقصاها

يرقصان

ولي جناحُها الذي يرقص

مصابا بطلقٍ ناري

يرقصان

ولي نادو البلادُ  ترقص مسبيّةً

يرقصان

ولي النهاية ترقص... ترقص لا تنتهي..

ي

ر

ق

ص

ا

ن

وفي مرايا الماء

لا أحد.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image