شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
وما الدنيا إلا صندوق كبير!

وما الدنيا إلا صندوق كبير!

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مدونة

الخميس 2 فبراير 202312:20 م

"معلهش اسمح لي، ما هي حكايتك بالضبط مع الشلّالات؟ لماذا كل هذا الولع بها؟"، هكذا سألني مرشدي السياحي التركي حسن بيه بعد أن أصبح بيننا عيش وملح وشيش طاووق ومودة تسمح له بالسؤال عن تفصيلة لم يفهمها.

كنا قد أنهينا جولة دامت أسبوعاً من صيف عام 2006، زرنا فيها بعضاً من أجمل مدن الجنوب الغربي التركي، وكنت كلما وصلنا مدينة وأخذ حسن بيه يستعرض مميزاتها وأجمل معالمها، أسأله بلهفة: "طيب، هل يوجد فيها شلّال؟"، فأُحبَط حين يجيبني بالنفي، ويُحبط هو حين يجيبني مرة أو مرتين بالإيجاب، فأسأله: "لكن هل هو بنفس جمال شلّال دودان؟".

بالمناسبة، عندي الكثير مما يمكن أن أحكيه عن الشلالات ورحلاتي إليها، لكن موضوعنا الآن ـ صدق أو لا تصدق ـ ليس الشلّال، بل هو صندوق الدنيا

كان شلّال دودان الواقع في أحد ضواحي مدينة أنطاليا أجمل مدن الجنوب التركي، أول شلّال أقع في غرامه خلال أولى زياراتي التسع لتركيا، وبرغم أنني زرت بعدها الكثير من الشلّالات الجميلة في تركيا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة، إلا أن شلّال دودان ظل "نَمبر وَنْ" الذي لا ينازعه في غلاوته شلّال، مع أنه لم يكن أول شلّال أراه في حياتي، ليس فقط لأنني زرته في شهر العسل مع حبيبتي داليا، وغنيت لها إلى جواره أغنيتنا المفضلة "تمللي في قلبي يا حبيبي" لتكون تلك اللحظة نقطة مرجعية لشحن المحبة نعاود زيارتها إن اختلفنا أو "تقامَصنا"، وليس لأنني اكتشفت بالقرب منه مطعماً يمنحك جلسة ساحرة إلى جوار المياه المتدفقة من الشلّال، فلا تعبأ بعدها بعاديّة الأكل وغلاء ثمنه ورزالة أصحابه الطامعين في سرعة رحيلك ليمنحوا مكانك لزبون جديد، وقد كتبت في تلك البقعة المباركة بعضاً من أكثر ما أحبه من قصص قصيرة ومعالجات سينمائية، وإنما لأن شلّال دودان كان نسخة طبق الأصل من أول شلّال رأيته في طفولتي، قبل سنوات طويلة من ذهابي إلى أي شلّال.


إذن، هذه هي إجابة سؤال حسن بيه عن سر وَلَعي بالشلّالات إن كان سؤاله بات يشغلك أنت أيضاً: بدأت الحكاية حين كنت في الثامنة، كان أبواي قد سافرا إلى مكة لأداء فريضة الحج وتركانا أنا وإخوتي البنات بصحبة زميلتين لأمي في المدرسة، لم نكن حزانى ومنهارين نفسياً كما كان يخيّل لأبويّ، لأننا ارتحنا لمدة أسبوعين من صرامة أبي وحدته، ولأن "الأبلتين" الذين تُركنا في عهدتهما كانا في منتهى اللطف والحنيّة وسمحا لنا بتسيب لم نعهده من قبل، لكننا استفدنا من إحساس أبي وأمي بالأسى لأنهما اضطرا للبعد عنا، وهو ما دفعهما إلى تعويضنا في الهدايا التي أحضراها من حيث الكم والنوع، وكان أجمل ما حصلت عليه من هدايا بوصفي "البِكري"، جهازاً أحمر اللون يشبه الكاميرا، بصحبته مجموعة كبيرة من شرائح الصور التي يتم تركيبها فيه، لتنظر إليها وتتمعن فيها براحتك من خلال شاشتين صغيرتين متجاورتين، وتقوم بتحريك الصور طبقاً للسرعة التي ترغب فيها.


حين سألت أمي عن اسم ذلك الجهاز الأعجوبة قالت إن له اسماً أجنبياً نسيته، لكنها نصحتني بأن أسميه (صندوق الدنيا)، لأنني سأرى الدنيا بأسرها من خلاله، ولأنه ذكّرها بطقس شعبي قديم، لحقت به في أواخر أيام طفولتها في الإسكندرية، حين كان يجوب الشوارع رجل يحمل صندوقاً يُدار يدوياً بذراع يطلقون عليها "المانفيلّا"، يجلس أمامه الأطفال ليدخلوا رؤوسهم أسفل ستارة قماشية ليشاهدوا في ظلامها صوراً متحركة كانت تمثل بالنسبة لهم قمة الإبهار والإدهاش، قبل أن يكتشفوا الإبهار على أصوله كما تقدمه الصور المتحركة في دور عرض السينما.

أما حديقة الشلالات التي كانت تبعد ربع ساعة عن بيتنا في الإسكندرية، فقد جعلها انقطاع المياه وجفاف العشب وانتشار الزبالة أبعد ما تكون عما رأيته في "صندوق دنياي"، ولم يخفف من صدمتي حِلفان الجميع أنها "ما كانتش كده زمان"، ولعنهم سيادة المحافظ والإهمال والفساد

بفضل ذلك الجهاز الأحمر العجيب الذي يختزل العالم في شرائح ملونة، وقبل أن أرى نهر النيل أو أي تجمع مائي غير البحر، رأيت الشلّالات لأول مرة ووقعت في غرامها دوناً عن كل المناظر الطبيعية الخلابة التي ازدانت بها شرائح الجهاز، وأحبطت حين قالت لي أمي إن الشلّالات الوحيدة الموجودة في مصر تقع في محافظة الفيوم التي كانت بعيدة جداً عنا، أما حديقة الشلالات التي كانت تبعد ربع ساعة عن بيتنا في الإسكندرية، فقد جعلها انقطاع المياه وجفاف العشب وانتشار الزبالة أبعد ما تكون عما رأيته في "صندوق دنياي"، ولم يخفف من صدمتي حِلفان الجميع أنها "ما كانتش كده زمان"، ولعنهم سيادة المحافظ والإهمال والفساد.

حين زرت شلّالات الفيوم لأول مرة في رحلة جامعية أحبطني شكلها لأنه بدا بعيداً كل البعد عن شلّال "صندوق دنياي"، لكنه بدا لي خطوة على الطريق، ربما تبعتها خطوات أهم، وحين كتبتُ فيلم (واحد من الناس) عام 2004، جعلتُ الذهاب إلى شلّال حلماً ساحراً تتمنى بطلة الفيلم أن تحققه مع أسرتها، بعد أن رأت صورة الشلّال في مجلة وقامت بقص الصورة والاحتفاظ بها، لكن زوجها وابنها يحققان حلمها بعد رحيلها الفاجع.

وحين سافرت إلى تركيا في عام 2005 في رحلة شهر العسل التي دامت أياماً معدودات على قد فلوسي، لم أتحمس كثيراً حين قيل إن برنامج رحلتنا في مدينة أنطاليا يحتوي على زيارة شلّال، ربما لأن حرارة الجو ورطوبته جعلاني أخشى أن تكون نتيجة الزيارة محبطة لخيالاتي الشلّالية، ليدهشني أن أجد شلّال طفولتي نصب عينيّ فأعود لزيارته أكثر من مرة وأقضي فيه بعضاً من أجمل لحظات عمري، وأقارن به كل الشلّالات التي زرتها بعده، لأحب منها فقط ما قارب في ملامحه وحالته شلّال "صندوق دنيا" طفولتي، حتى أن شلالات نياجرا التي زرتها عام 2014 لم تبهجني مثلما أبهجني شلّال دودان "الملموم"، بعكس شلالات نياجرا المِبهوَقة والصاخبة.


بالمناسبة، عندي الكثير مما يمكن أن أحكيه عن الشلالات ورحلاتي إليها، لكن موضوعنا الآن ـ صدق أو لا تصدق ـ ليس الشلّال، بل هو صندوق الدنيا.

بعد "صندوق دنيا" طفولتي الذي فقد فعاليته وتأثيره قبل أن تنقضي سنوات الطفولة، تعرفت في سنوات المراهقة على "صندوق دنيا" جديد يفوقه روعة وإمتاعاً وتأثيراً، تمثل في مجلة (صباح الخير) التي كان خالي قاهر من قرائها المحبين، في البدء أوقعني في غرام "الصبّوحة" رساموها المبدعون الذين كنت قد عرفت قبل ذلك جانباً آخر من إبداعاتهم في مجلات الأطفال (ميكي ـ سمير ـ ماجد)، وحين كبرت أكثر وأصبحت أشارك خالي في غرامه بالسينما وبحثه عن كل ما له صلة بها، عشقت كتابات الناقد والسيناريست الأستاذ رؤوف توفيق الذي كان يقدم شكلاً جديداً في الكتابة عن السينما، خصوصاً حين يقوم بزيارات سنوية لأبرز مهرجانات السينما في العالم، وبدلاً من أن يقدم استعراضاً تقريرياً لأهم أفلامها وفعالياتها، كان يختار في كل زيارة مجموعة من الأفلام المهمة ويكتب عنها مقالات مستفيضة تبدأ بحكي قصة الفيلم بالتفصيل، فتشعر كأنك ترى الفيلم بصحبته، ثم يقدم في نهاية كتابته تقييماً نقدياً لما أعجبه في الفيلم وما لم يعجبه، وبالطبع لم نكن نخشى أن تحرق كتابته المستفيضة الأفلام لنا، لأننا كنا نعلم أننا لن نجد إلى تلك الأفلام سبيلاً، اللهم إلا إذا عرض برنامج (نادي السينما) أو برنامج (أوسكار) نسخة تطابق مواصفات الرقابة لقيم ومعايير المجتمع المتدين الخلوق، وحين كان رؤوف توفيق يقوم بجمع عدد من مقالاته عن الأفلام في كتب تحمل عناوين جميلة من نوعية (السينما عندما تقول لا ـ سينما الحقيقة ـ سينما المشاعر الجميلة ـ سينما الزمن الصعب ـ السينما ما زالت تقول لا)، كنت أحرص على اقتنائها وإعادة قراءتها بشغف واستمتاع، ولم أكن أتصور أنه سيأتي عليّ حين من الدهر أتشرف فيه بالعمل مع الأستاذ رؤوف لعدة أشهر من عام 1998 حين رأس تحرير (صباح الخير)، ولا أني سأتمكن من اقتناء أغلب الأفلام التي كتب عنها وأستمتع بمشاهدتها، تماماً كما استمعت بالجلوس في رحاب الشلّال الذي رأيت صورته أول مرة في "صندوق دنيا" طفولتي.


ببركة الإنترنت، وحين أصبح الوصول إلى الأفلام متاحاً إما بشكل شرعي أو مقرصن، لم يعد أغلب القراء يحبون أن يحكي لهم الكتاب عن الأفلام بالتفصيل، لكيلا يحرقوا لهم مشاهدتها، ولذلك اختفت تقريباً الطريقة التي كان يكتب بها رؤوف توفيق عن الأفلام، وإن كان بعض الكتاب الشباب لا يقومون بالكتابة عن الأفلام بشكل نقدي أو تقريري أو تقييمي، مفضلين الكتابة عن ما أوحت لهم به الأفلام من أفكار ومعانٍ وصور وخيالات، بعضهم وهو قليل يفعل ذلك ببراعة تزيد من حماسك لمشاهدة الفيلم الذي يكتبون عنه، وأغلبهم مع الأسف يفعل ذلك بقدر من الرطانة يسعى فيه لحشو مقاله باقتباسات وتنظيرات يتصور أنها تكشف عن عمقه المعرفي وخلفيته الثقافية العريضة، وفي كل مرة أتعرض لتجربة القراءة المؤلمة هذه، أتذكر كتابات رؤوف توفيق الرائعة والتي كانت تجعلنا "نعيش في جو الفيلم" ونفكر في قصته وأحداثه وشخصياته، دون أن تفسد لاحقاً استمتاعنا بالفرجة عليه حين نجد إليه سبيلاً، وهو ما عشته بنفس الشكل والروح والاستمتاع مع كتابات الأساتذة رجاء النقاش وعلاء الديب وفاروق عبد القادر الذين تعرفت على كتاباتهم الرائعة في مطلع التسعينات، وأصبح كل منهم بمثابة "صندوق دنيا" جديد أتعرف من خلاله على كتب وروايات ودواوين شعر ومجموعات قصصية، لم يكن ممكناً أن أحظى بفرصة التعرف عليها، لولا عيونهم الفاحصة وعقولهم اليقظة وكتابتهم الجميلة واختياراتهم النزيهة التي لم تخذلني في الغالب الأعمّ.

في كل مرة أتعرض لتجربة القراءة المؤلمة هذه، أتذكر كتابات رؤوف توفيق الرائعة والتي كانت تجعلنا "نعيش في جو الفيلم" ونفكر في قصته وأحداثه وشخصياته، دون أن تفسد لاحقاً استمتاعنا بالفرجة عليه حين نجد إليه سبيلاً

حين بدأت الكتابة المنتظمة في منتصف التسعينات، كان البعض يلومني حين أكتب باستفاضة عن الكتب التي قرأتها والأفلام التي شاهدتها، ويطلب مني أن أكتفي بالكتابة الموجزة التي تقدم المختصر المفيد أو "تشوّق ولا تدوّق"، وكنت أرد عليهم مستشهداً بتجارب رؤوف توفيق ورجاء النقاش وعلاء الديب وفاروق عبد القادر التي كانت تضع في حسبانها القارئ والمشاهد الذي يمكن ألا تتيح له ظروف الحياة فرصة الوصول إلى الكتاب أو الفيلم، ولذلك كانت كتابتهم تذلل له هذه العقبة وتشيل عنه هذا العبء، فإن استطاع الوصول إلى الكتاب أو الفيلم بعد ذلك صارت "زيادة الخير خيرين"، وأصبح بمقدوره أن يحكم على ما قدموه بالإضافة إلى حكمه على الكتاب أو الفيلم الذي كتبوا عنه، وإن لم يصل إليه بحكم الظروف والإمكانيات في بلدنا التعيس، نابه من الجمال جانب ونصيب، ونابهم ثواب من دل على الخير فكان كفاعله.

تذكرت كل هذا وأنا أعيد مؤخراً قراءة كتاب (صندوق الدنيا) وهو من أجمل الكتب التي أحبها لواحد من كتابي المفضلين هو الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني والذي لم يأخذ حقه من الإنصاف والاعتراف حتى الآن، والذي كان أول ما قرأته له وأنا طالب في الثانوية العامة، ولم أكف منذ ذلك الوقت عن ترشيحه والإشادة به، وكنت وقتها قد انتهيت من جمع مادة كتاب يضم بعضاً من رحلاتي إلى عدد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي شاهدتها والمعارض والمتاحف التي زرتها، لكنني احترت في اختيار عنوان مناسب للكتاب، ثم قرأت المازني في مقدمة كتابه وهو يتحدث عن علاقته بـ (صندوق الدنيا) الذي نظر إليه في طفولته ثم لم ينسه أبداً، قائلاً:

"ولكني ما زلت أمتّ إلى طفولتي بسبب قوي، وما انفكت أخراي معقودة بأولاها، كنت أجلس إلى الصندوق وأنظر ما فيه، فصرت أحمله على ظهري وأجوب به الدنيا، أجمع مناظرها وصور العيش فيها عسى أن يستوقفني نفر من أطفال الحياة الكبار، فأحُطّ الدكة، وأضع الصندوق على قوائمه، وأدعوهم أن ينظروا ويعجبوا ويتسلوا ساعة بملاليم قليلة يجودون بها على هذا الأشعث الأغبر الذي شبر فيافي الزمان، وما له سوى آماله وهي لوافح، ونُجُمٌ ـ سوى ذكرى نورها ـ خافت. لهذا سميته صندوق الدنيا ولا أزال أجمع له وأحشد".


ثم يختم المازني مقدمة كتابه البديع قائلا: "وكما أن صندوق الدنيا القديم كان هو بريد الفانوس السحري وشريط السينما وطليعتهما، كذلك أرجو أن يقسم لصندوقي هذا أن يكون في عالم الأدب تمهيداً لما هو أقوى وأتم وأحفل، وليبنِ غيري القصور، فقد أضناني قطع الصخور وتفتيت الوعور".

تذكرت كل هذا وأنا أعيد مؤخراً قراءة كتاب (صندوق الدنيا) وهو من أجمل الكتب التي أحبها لواحد من كتابي المفضلين هو الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني والذي لم يأخذ حقه من الإنصاف والاعتراف حتى الآن

فور أن انتهيت من قراءة مقدمة المازني، سارعت بفتح ملف كتابي على الكومبيوتر، ومنحته اسم (من صندوق الدنيا)، ليس فقط لأنني لا أتمنى له أكثر من الأمنية الرائعة التي تمناها المازني لكتابه، ولكن أيضاً ليكون اسم الكتاب ومعناه تحية محبة وتقدير لكل كاتب من السابقين أو اللاحقين، جعل من كتابته (صندوق دنيا) تفتح لكل من يرتادها ما تيسّر من آفاق المعرفة، وتقرّبه إلى البعيد النائي من الأفكار والخيالات والإبداعات، وتعطيه لمحة من سحر الشلّال قبل أن يسعده الزمان ويراه.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard