قُتل نحو سبعة إسرائيليين وأُصيب خمسة آخرين حالتهم خطيرة، مساء الجمعة 27 كانون الثاني/ يناير 2023، في عملية إطلاق نار نوعية نفذها شاب فلسطيني يُدعى خيري علقم (21 عاماً) في مستوطنة "النبي يعقوب" ببلدة بيت حنينا شمال مدينة القدس المحتلة.
واحتفى مواطنون فلسطينيون في قطاع غزة المحاصر وفي مخيم جنين وفي حي شعفاط بالقدس الشرقية المحتلة ونابلس ورام الله بنتائج العملية التي اعتبروها ثأراً لضحايا مخيم جنين التسعة الذين قضوا في عملية عسكرية إسرائيلية الخميس.
وتداول البعض مقاطع فيديو وصور تُظهر أمهات ضحايا جنين وهن يوزّعن الحلوى ابتهاجاً بثأر أبنائهن.
ماذا حدث؟
بحسب قائد الشرطة في القدس المحتلة دورون تورغمان، فإن المنفذ وصل إلى موقع الحادث بمفرده في مركبة تويوتا بيضاء، وبدأ بإطلاق النار على المصلين لدى خروجهم من الكنيس عقب أداء صلاة السبت اليهودي، ومن ثمّ استهدف بقية المارة و"أطلق النار من مسافة قصيرة على كل من وقف أمامه. من جاء لرؤية ما يحدث تم إطلاق النار نحوه أيضاً"، مضيفاً أن المنفذ "في مرحلة ما، عاد وابتعد بمركبته مسافة 300 متر" قبل أن تعثر عليه الشرطة قرب بيت حنينا وتقتله.
انتقاماً لجدّه ولضحايا مخيم #جنين… ما لا يقل عن سبعة قتلى إسرائيليين وخمس إصابات خطيرة في عملية إطلاق نار "معقدة وخطيرة" نفذها المقدسي #خيري_علقم في مستوطنة النبي يعقوب الإسرائيلية غير الشرعية
وليست هذه رواية حاسمة لما جرى إذ شدد تورغمان في تصريحات لوسائل الإعلام الإسرائيلية: "ما زلنا نحقق لنفهم ما جرى". لكن هذه الرواية تتناغم مع تصريحات غاضبة لبعض شهود العيان الإسرائيليين الذين قالوا إن الشرطة لم تصل إلى مكان الحادث قبل مرور 20 دقيقة إذ لم تصدق المتصلين وظنت أن أصوات الطلقات النارية نابعة من ألعاب نارية.
وعقب تقييم أولي للوضع، قال مفوض الشرطة الإسرائيلية يعكوف شبتاي إن منفذ العملية "ذئب منفرد وليس معه أحد"، مضيفاً أنه لم يكن معروفاً سلفاً لأجهزة الأمن الإسرائيلية أي ليس لديه ماضٍ أمني أو جنائي. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان) بأن خيري علقم "من سكان حي الشيخ القريب من حي الطور، ويحمل الهوية الزرقاء".
وأكد شبتاي أن الأمر يتعلق بـ"عملية خطيرة ومعقدة أسفرت عن إصابات عديدة"، مبرزاً أنه جرت "تصفية" المنفّذ على أيدي "شرطي ومتطوع في شرطة إسرائيل. لقد منعا عملية أكبر وقاما بتحييد المنفذ". واعتقلت الشرطة الإسرائيلية والدي خيري في ساعة متقدمة من صباح السبت، كما اعتقلت لاحقاً 15 شاباً تجمعوا في منزله.
وصرّح وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت من مكان العملية: "أمرت جهاز الأمن أن يكون على أهبة الاستعداد مع كافة الوسائل المطلوبة لإمكان حدوث تطورات أخرى في الميدان (يقصد عمليات مماثلة) وتقديم المساعدة قدر الإمكان لشرطة إسرائيل وقواتها ومضاعفة وسائل الحماية للبلدات والمفترقات في الضفة والقدس".
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقال: "هذه واحدة من أسوأ الهجمات التي شهدناها في السنوات الأخيرة، قلوبنا مع عائلات الجرحى والقتلى. لقد قيّمنا الوضع واتخذنا قرارات بشأن بعض الإجراءات الفورية، وسنتصرف بحسم وهدوء".
وبينما دعا مواطنيه إلى عدم الانتقام بأيديهم وترك الأمن للجيش والشرطة الإسرائيليين، أضاف نتنياهو "مجلس الوزراء السياسي الأمني سيجتمع في نهاية يوم السبت".
وتعرّض وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى هجوم من المستوطنين لدى وصوله موقع الحادث إذ قال بعضهم: "لقد أحببناك يا إيتمار. حدث هذا في ظل وزارتك". وبينما حاول تهدئتهم، شجّعهم على قول هتافات مثل: "الموت للعرب".
"قنّاص جيّد بالمكان المناسب أفضل من ألف جندي في ساحة المعركة"، هذا ما كتبه #خيري_علقم عبر فيسبوك قبل نحو ثلاثة أعوام من تنفيذه #عملية_القدس "واحدة من أسوأ الهجمات التي شهدتها إسرائيل في السنوات الأخيرة"، بحسب نتنياهو
علاوة على القتلى والإصابات بطلقات النار، أفادت نجمة داوود الإسرائيلية بأنها تعاملت مع عشرات الأشخاص المصابين بالصدّمة في موقع الحادث.
إدانات
ودانت عدة دول العملية، أبرزها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والإمارات ومصر والأردن وتركيا وفرنسا. اعتبرت الخارجية الفرنسية أن "هذا الهجوم على مدنيين في وقت الصلاة وفي اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة، شنيع للغاية". وهو ما استنكره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أيضاً.
وذكر البيت الأبيض في بيان: "الرئيس بايدن قال بوضوح إن هذا كان هجوماً على العالم المتحضّر". وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية: "هذا أمر مروع. أفكارنا وصلواتنا وتعازينا مع ضحايا حادثة العنف هذه. التزامنا بأمن إسرائيل ما يزال متيناً كالحديد".
وفي بيان، قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية إن الإمارات "تستنكر بشدة هذه الأعمال الإجرامية، وتعبر عن رفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية"، مقدمةً "خالص التعازي للحكومة الإسرائيلية وشعبها الصديق ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين".
"قنّاص جيد"
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أشاد بعض المعلقين العرب والفلسطينيين بالعملية وبمنفذها عبر وسوم من بينها "#عملية_القدس" و"#خيري_علقم" و"#القدس_تثأر_لجنين"، مؤكدين أن "مقاومة الاحتلال شرف" و"الموت في سبيل الثأر لأرواح الأبرياء شهادة". وخاطبوا الإسرائيليين: "لتذوقوا شيئاً مما صنعته أيديكم".
وتداول الكثيرون منشوراً عبر حساب خيري علقم في فيسبوك، في عام 2020، ورد فيه: "قنّاص جيّد بالمكان المناسب أفضل من ألف جندي في ساحة المعركة".
وأشار صحافيون فلسطينيون إلى أن منفذ عملية القدس كان يثأر في الوقت نفسه لجده الذي يحمل نفس اسمه وقضى طعناً على يد مستوطن إسرائيلي في عام 1998.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 21 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع