مرة أخرى تظهر الفنانة التونسية هند صبري انحيازها لنساء وقضايا المرأة حتى في أحدث استثمار تجاري لها إذ قررت دخول عالم الأزياء والموضة عبر علامة تجارية تهدف إلى "تمكين النساء القويات" تحت اسم "فرصة ثانية" أو "Second Chance" بالتعاون مع مصممة الأزياء ريم التركي.
وفي مقطع مصور ترويجي لعلامتها التجارية الجديدة، قالت صبري عبر حسابها في انستغرام الذي يتابعه نحو 3.5 مليون شخص: "وأخيراً…فرصة ثانية! أنا وشريكتي ريم التركي أردنا تمكين النساء في العالم العربي من خلال تقديم الأزياء المصممة للسيدات ذوات الشخصيات القوية اللواتي يرغبن في التباهي بألوانهن، وامتلاك هويتهن وثقافتهن، وأن يكنّ أنيقات ويشعرن بالرضا عنأ نفسهنّ، وهكذا ولدت العلامة التجارية".
وأضافت الفنانة أنه "تم إنشاء البراند في الإمارات، والشراء عبر الإنترنت حصرياً"، واعدةً بمزيد من التفاصيل لاحقاً.
وظهرت صبري خلال الفيديو الدعائي بمجموعة من الأزياء تنتمي إلى خط الموضة الجديد على ما يبدو، ونسّقت فيها الألوان الصارخة والألوان الهادئة والمحايدة، مع إكسسوارت تعكس جرأتها، وحضور قوي لستايل الكارديجان أو العباءة المفتوحة.
#هند_صبري تمنح "النساء العربيات القويّات" فرصة ثانية لـ"التباهي بألوانهن، وامتلاك هويتهن وثقافتهن، وأن يكنّ أنيقات ويشعرن بالرضا عن أنفسهنّ" بعلامة تجارية مميزة للازياء
مناصرة لحقوق المرأة
وطالما مثّلت هند صبري نموذجاً للفنانة المثقفة الذكية المنحازة لقضايا المرأة والداعمة لحقوق النساء سواء في أعمالها الدرامية أو أنشطتها التطوعية وأحاديثها الإعلامية. ومن أشهر تصريحاتها: "أرى أن مستقبل الشعوب العربية في يد المرأة العربية وهذا ما أظهرته التجارب الماضية في الحياة السياسية".
كان أول عمل فني خارج تونس ساهم في شهرة صبري عربياً فيلم "مذكرات مراهقة" الذي يدور حول حق المرأة في جسدها، والابتزاز الجنسي للنساء. وعام 2019، جسّدت صبري معاناة المرأة التونسية الكادحة الشبه عزباء في فيلم "نورة تحلم"، حيث أدت دور البطلة ربة المنزل البسيطة التي تواجه المجتمع بعد سجن الزوج وتتحمل مسؤولية الأبناء وتدفع ثمن التاريخ الإجرامي للزوج.
لا تكتفي الفنانة التونسية بتناول القضايا النسوية وإنما تحرص على تناولها بذكاء في قالب محبب للجمهور بما يُسهم في وصول الفكرة وتحقق الغرض منها. على سبيل المثال، كانت صبري من أكثر الفنانات ابتكاراً في تناول قضية "العنوسة" وضغوط الأهل على الفتيات للزواج خشية التقدم في السن وذلك عبر قالب كوميدي حقق شعبية واسعة في جميع أنحاء العالم العربي في مسلسل "البحث عن علا".
"نورة تحلم" و"عايزة أتجوز" و"عرايس الطين"... طالما مثّلت #هند_صبري نموذجاً للفنانة المثقفة الذكية المنحازة لقضايا المرأة والداعمة لحقوق النساء سواء في أعمالها الدرامية أو في أنشطتها التطوعية وأحاديثها الإعلامية
وقبل أشهر، وظّفت الجزء الثاني من العمل لمناقشة حياة المرأة عقب الطلاق، وقدّمت نسخةً متفائلة مغايرة للسائد في الدراما التلفزيونية العربية لواقع المرأة بعد الطلاق. فظهرت كسيدة مطلقة قادرة على النجاح وإثبات الذات في العمل والتطور على الصعيد الاجتماعي أيضاً والدخول في علاقات عاطفية جديدة.
واسم العلامة التجارية لهند صبري، "فرصة ثانية" مستوحى من الموسم الثاني من العمل والذي جاء تحت عنوان "البحث عن علا" وكانت رسالته أن كل سيدة تستحق "فرصة ثانية" للحياة والنجاح والحب والسعادة بعد الانفصال.
ومن أبرز الشخصيات النسائية التي جسّدتها صبري دور الشابة التي تكتشف إصابتها بالسرطان قبل موعد زفافها فتنقلب حياتها رأساً على عقب في مسلسل "حلاوة الدنيا"، والخادمة التي تتعرض للاستغلال الجنسي من قبل حبيبها في "فيلم صمت القصور"، والأم التي يتورط ابنها الشاب مع تنظيم إرهابي خطير في "فيلم زهرة حلب"، والبائعة التي تتعرض للاستغلال الجنسي مقابل المال من صاحب المحل في "فيلم عمارة يعقوبيان".
كما تناولت علاقات الصداقة والحب والحياة الاجتماعية للفتيات في فيلم "بنات وسط البلد" وفيلم "أحلى الأوقات"، وسلّطت الضوء على قضية عمالة الطفلات وإجبارهن على الخدمة المنزلية في فيلم "عرايس الطين".
قبل يومين، وخلال تكريمها كأفضل ممثلة عن فيلم "كيرة والجن" في حفل جوائز جوائز Joy Awards بالرياض، أهدت هند صبري الجائزة لكل زميلاتها من الفنانات المتنافسات وغير المتنافسات على الجائزة قائلةً "أنا مترشحة مع زميلات عظيمات بهدي لهم الجائزة دي لأننا بننحت في الصخر أنا ومنى زكي ومنة شلبي وأسماء أبو اليزيد، وبقول ليسرا بحبك".
يُشار إلى أن صبري كانت قد تسلّمت، قبل عامين، باعتبارها سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، شارة وشهادة جائزة نوبل للسلام من برنامج الأغذية العالمي تقديراً "لتفانيها وعملها ومساهمتها في حصول البرنامج على جائزة نوبل للسلام لعام 2020".
في إطار عملها التطوعي مع البرنامج الأممي، زارت صبري عشرات الأسر الفقيرة ودعمت الكثير من النساء المعيلات والفقيرات في مخيمات اللجوء وفي المناطق الأشد فقراً ورفعت أصواتهن عالياً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...