شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
سالي عازر… أول قسيسة في فلسطين والأردن تُمهّد الطريق أمام كهانة النساء

سالي عازر… أول قسيسة في فلسطين والأردن تُمهّد الطريق أمام كهانة النساء

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

الاثنين 23 يناير 202310:20 ص

"الشخص المناسب لتحدي الصور النمطية وكسر القوالب"، هكذا تُوصَف الفلسطينية المقدسيّة سالي عازر (27 عاماً) التي باتت أول امرأة تُرسَّم قسيسةً في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بالأردن والأراضي المقدسة في حفل بالبلدة القديمة في القدس حضره مئات المهنئين الدوليين.

ولم تعد رؤية قيادات نسائية في الكنائس أمراً غير مألوف في أجزاء كثيرة من العالم المسيحي، غير أن الأراضي المقدسة لم تشهد رسامة امرأة من المنطقة قبل عازر التي أعربت عن سعادتها بالرسامة وأملها في أن تُلهم المزيد من النساء والفتيات وتمهد الطريق لهن لتحقيق خطوات مماثلة.

قالت عازر لـ"بي بي سي": "لقد شعرت بسعادة أكبر لرؤية الحماس الهائل من حضور حفل الرسامة. هذا شعور لا يوصف أن تُتّخذ هذه الخطوة بدعم من الكنيسة… آمل أن تعرف العديد من الفتيات والنساء أن هذا ممكن وأن تنضم إلينا نساء أخريات في الكنائس الأخرى. أتفّهم الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً، لكنني أظنه مثيراً أن يحدث هذا التغيير في فلسطين".

"يوم كبير وعظيم"

رُسّمت عازر على يد والدها - الأسقف سني عازر الذي وصفته بأنه "قدوة ومصدر إلهام" بالنسبة لها، لافتةً إلى أنها لم تشعر يوماً بالضغط لدراسة علم اللاهوت، مضيفةً "هذا ما أردته، وما دُعيت لفعله".

"لتحدي الصور النمطية وكسر القوالب"... الفلسطينية المقدسيّة سالي عازر (27 عاماً) تُصبح أول امرأة تُرسَّم قسيسةً في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بالأردن والأراضي المقدسة

وكانت عازر، المولودة بالقدس عام 1996، قد نالت شهادة الثانوية الألمانية من مدرسة شميدت في القدس التابعة للكنيسة الكاثوليكية عام 2014 قبل أن تحصل على شهادة البكالوريوس في اللّاهوت من كلية الشرق الأوسط للّاهوت في بيروت وبعدها الماجستير من جامعة غوتينغن للّاهوت في ألمانيا. 

كما التحقت ببرنامج لتدريب القساوسة والقسيسات في ألمانيا، وانتُخِبت عضوةً في اللجنة التنفيذية للاتحاد اللوثري العالمي، ومقره جنيف بسويسرا، لتمثل شبيبة قارة آسيا.

وضمن مهامها المختلفة كقسيسة، ستقود عازر القداسات ودراسات الكتاب المقدس في القدس وبيت ساحور بالضفة الغربية المحتلة للتجمعات الناطقة باللغة الإنجليزية.

ووصف منذر إسحق، القسّ اللوثري في بيت لحم وبيت ساحور، رسامة عازر بأنه "يوم كبير وعظيم في تاريخ كنيستنا، إنها خطوة مهمة إلى الأمام وإن تأخرت"، مؤكداً تطلعه إلى تقديم القسيسة عازر كنموذج يحتذى في المدارس اللوثرية المحلية التي يدرس بها أطفال مسيحيون من شتى الطوائف ومسلمون أيضاً.

سبق للقس إسحق تأليف كتاب باللغة العربية عن دور المرأة القيادي في الكتاب المقدس عبّر فيه عن دعمه لرسامة المرأة. "نقبل القساوسة النساء، ونقبل المدرسات، ونقبل الخضوع لعملية جراحية تجريها طبيبة. من الغريب أنه لا يزال يتعين علينا أن نجادل بأن النساء يمكنهن تعليم الكتاب المقدس أو أداء المراسم المقدسة"، قال لـ"بي بي سي".

وأضاف: "هذا يخبرني بأنه على الرغم من التقدم الذي حققناه كفلسطينيين، عندما يتعلق الأمر بتمكين المرأة وحقوقها، لا يزال أمامنا عمل نقوم به".

"خطوة عظيمة"... في عام 2006، كانت سالي عازر في العاشرة من عمرها حين وافق المجمع الإنجيلي اللوثري على رسامة النساء. بعد 17 عاماً من صدور الموافقة، رُسمت الشابة الفلسطينية المقدسيّة أول قسيسة في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بالأردن والأراضي المقدسة

كهانة النساء في الشرق

وبينما يشكل المسيحيون أقليّة في الأراضي الفلسطينية والأردن وإسرائيل، فإن غالبيتهم ينتمون إلى كنيسة الروم الأرثوذكس والكنيسة الكاثوليكية اللاتينية، وكلتاهما لا تسمح بكهانة النساء.

لكن رسامة النساء شهدت تزايداً خلال العقود القليلة الماضية في عدد من الكنائس البروتستانتية التي تقود تجمعات محلية صغيرة وتدير مدارس ومستشفيات في الأرض المقدسة.

في تصريح لـ"بي بي سي"، أوضحت رئيسة أساقفة الكنيسة السويدية الحديثة التقاعد، أنتي جاكيلين: "في كل مكان به مجتمع وثقافة أبويّة، يمثّل هذا (رسامة النساء) خطوة عظيمة"، مردفةً "منذ ترسيمي قبل أكثر من 40 عاماً، التقيت العديد من الأشخاص الذين لم يعتقدوا أن كهانة النساء ممكنة. لقد رأوا الآن نساءً يعملن قساوسة وأساقفة ورؤساء أساقفة. نعلم أن هذا لائق ونعلم أنه يتوافق مع الكتاب المقدس".

وعام 2006، كانت عازر في العاشرة من عمرها حين وافق المجمع الإنجيلي اللوثري على رسامة النساء. وبعد 16 عاماً من صدور الموافقة، تحديداً في شباط/ فبراير 2022، أعلن القس عماد حداد، الرئيس المنتخب لمجمع الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، قرب رسامة عازر كأول امرأة محلية قسيسة لدى الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن وفلسطين.

وعلى مستوى الشرق الأوسط، منحت كنائس في لبنان وسوريا النساء مناصب كنسية. وهناك امرأة فلسطينية واحدة على الأقل تخدم في الولايات المتحدة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image