دلف المفكر العلامة عباس محمود العقاد من بوابة الأدب إلى كثير من مجالات المعرفة والثقافة فلم يقتصر اهتمامه على الأدب واللغة والفلسفة والتاريخ وعلم النفس وعلم الاجتماع والتصوف وتراجم العباقرة والنابغين فقط بل تجاوزها إلى المشاركة في الحياة السياسية وتحرير الصحف، وكان للعقاد اهتمام واسع المدى بالفنون الجميلة التي لم يكن يراها من ضروريات الحياة الإنسانية فقط "بل ضرورية جداً" بحسب تعبيره. عناية العقاد بالموسيقى والغناء من الجوانب التي قلما التفت إليها أحد من الكتاب أو الدارسين حتى الآن، وهو ما سنحاول أن نسلط بعضاً من الضوء عليه.
مظاهر عناية العقاد بالموسيقى
وللعقاد رأي في الموسيقى والغناء يعد فرعاً من نظريته التي تربط بين "الحرية والجمال"في الحياة وفي الفنون، ويجزم فيها أنهما عنصران متلازمان لا ينفصل أحدهما عن الآخر، حيث يقول: "إن الحرية في رأيي هي العنصر الذي لا يخلو منه جمال في عالم الحياة أو في عالم الفنون" وأنه "مهما نبحث عن مزية تتفاضل بها مواكب الجمال في الحياة لا نجد هنالك إلا مزية حرية الاختيارالتي يفضل بها الإنسان الكامل من دونه من المرجوحين في صفات النفوس وسمت الأجسام" وأنه "لا حرية حيث لا يحب الجمال".
ومن مظاهر عناية العقاد بالموسيقى والغناء كتابته عن جملة من أعلامهما، فكتب مثلاً عن بيتهوفن وفيردي واشتراوس وشوبان من أعلام الموسيقى الغربية، وكتب أيضًا عن الشيخ سلامة حجازي وصالح عبد الحي ومحمد حسن الشجاعي من أعلام الموسيقى والغناء العربي،ومما هو جدير بالذكر أن الشيخ السيد درويش قد حظي من العقاد باهتمام خاص فقد كتب عنه عدة مرات نثراً وشعراً تقديراً لنبوغه ودوره في تطوير الموسيقى والغناء ونقله الموسيقى العربية خطوات من مرحلة الاعتماد على الكلام في التعبير إلى مرحلة الاستقلال والتعبير بلغتها الخاصة.
ومن مظاهر عناية العقاد بالموسيقى والغناء كثرة نصوصه الشعرية من قصائد وأناشيد ومقطوعات تدور حول تجليات الموسيقى والغناء في الطبيعة، فالموسيقى لا تتجسد في أصوات الآلات الموسيقية والمعازف فقط بل هي في الحقيقة عنصر أصيل من عناصر الطبيعة والإنسان يحاكي الطبيعة فقد اخترع الآلات الموسيقية والمعازف من وحي تغريدات الطيور وإيقاعات الكثير من المظاهر الطبيعية المختلفة التي باشرها سمعه في أصوات قصف الرعود وعزيف الرياح وحفيف أوراق الشجر وخرير المياه والانهيارات الصخرية والجليدية وغيرها، لا جرم أن يخصص العقاد ديواناً شعريًاً لطائر مغرد من طيور البيئة المصرية وعنونه باسمه هو "هدية الكروان".
وقد وجَدت بعض أشعار العقاد طريقها إلى ساحة الموسيقى والغناء٬ فكتب مثلاً عام 1934 أغنيات فيلم "شبح الماضي" بطولة أميرة الطرب نادرة أمين، كما لحن موسيقيون كبار مثل السنباطي وفريد غصن وإسماعيل عبد المعين ومحمد جمعة خان وعبد الحميد توفيق زكي عدة نصوص من شعره وغنوها بأنفسهم أو غناها بعض المطربين والمطربات.
اللقاء الأول بالموسيقى
نستطيع أن نقول إن لقاء العقاد الأول بالموسيقى والغناء كان إبان طفولته شأن كثير من أبناء الأقاليم، فقد ولد العقاد بمدينة أسوان جنوبي مصر عام 1889 وهي كسائر المدن والقرى المصرية أتى عليها حين من الدهر لم تكن تعرف فيه من الموسيقى والغناء إلا الألوان الشعبية، يستحضرها أهلها في كثير من الاحتفالات الاجتماعية مثل حفلات الزواج والميلاد والختان والمآتم وحلقات الذكر في المساجد والمناسبات الدينية المختلفة وما أكثرها كالمولد النبوي وموالد الأولياء. ويروي العقاد من ذكرياته التي تعود إلى عهد الطفولة أن مقاهي أسوان في أيام الحملة الإنكليزية المصرية على السودان لقتال الدراويش كانت تزخر بشعراء الربابة وكان هو وغيره من الأطفال تحت تأثير الحرب الدائرة يلعبون ألعاباً من وحي مناخ الحرب مثل "لعبة الجيوش" التي ينقسمون فيها إلى فريقين أو جيشين كما يحدث في المعارك ويستعينون في تلك اللعبة بأناشيد شعراء الربابة في الملاحم العنترية والهلالية واليزنية لزيادة الحماسة والحمية.
عناية العقاد بالموسيقى والغناء من الجوانب التي لم يلتفت إليها أحد من الكتاب أو الدارسين حتى الآن، وهو ما سنحاول أن نسلط بعضاً من الضوء عليه في هذا المقال
ويروي العقاد أيضاً من ذكرياته بعض مشاهداته في الموالد التي كان يرتادها إبان صباه وشبابه الباكر في الصعيد الأعلى كمولد الشيخ البسطامي بقرية "الكوبانية" غرب مدينة أسوان٫ ومولد السيد عبد الرحيم القنائي بمدينة قنا على سبيل المثال، ومن تلك المشاهد يشير إلى حلقة الفتيان والفتيات التي اعتاد أن يراها في كل مولد "ساهرةً على الغزل والتصفيق والغناء".
العقاد في القاهرة
علاقة العقاد بالموسيقى سماعاً وتذوقاً قد ازدادت وثاقة حين قدم إلى القاهرة، ففي القاهرة المسارح وصالات الرقص والغناء وجوقات الموسيقى ومشاهير المطربين والمطربات وفرق التمثيل المختلفة التي كانت في أغلبها تقدم مسرحيات غنائية أو بمعنى أدق مسرحيات يتخللها الغناء سواءً كان الغناء جزءاً من العرض المسرحي أو كان مجرد فواصل بين فصول العرض. وفي القاهرة أيضاً كانت هناك دار الأوبرا الخديوية والاحتفالات السنوية بموالد آل البيت كالحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة وغيرهم من كبار الأولياء الصالحين وأقطاب الصوفية والتصوف٬ وفي تلك الموالد يكثر المبتهلون والمنشدون والمغنون والشعراء الجوالون وموسيقى الربابة والمزمار والأرغول وغيرها من آلات الموسيقى الشعبية.
وقد كتب العقاد عن تردده الباكر إلى المسارح الغنائية حين قال: "كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما شهدت تمثيل الشيخ سلامة حجازي لأول مرة وكان ذلك حوالي سنة 1904، ولأنه في ذلك الوقت لم يكن قد استقر به المقام في القاهرة فقد كان يقدم في نهاية كل أسبوع من الزقازيق حيث كان يعمل آنذاك ليغذي روحه بالفن ووجدانه بالطرب".
وعندما استقر العقاد في مسكنه رقم 13 بشارع السلطان سليم الأول بمصر الجديدة ذلك البيت الذي قضى فيه معظم سنين حياته حتى أتاه اليقين في 12 آذار/مارس 1964 تابع هوايته في التردد على مسارح الغناء وعلى وجه الخصوص مسرح الشيخ سلامة حجازي الذي حظي بإعجابه واهتمامه إلى درجة متابعته في أكثر من مكان، يقول: "حضرت الشيخ سلامة في مسرح شارع عبد العزيز ثم في مسرح شارع المهدي ثم في مسارح شتى بالقاهرة والأقاليم فسنحت لي فرص كثيرة لمشاهدة الروايات التي كان يوالي تمثيلها ومنها هملت والبرج الهائل واليتيمين وغيرها من المؤلفات والمترجمات".
ولم يقتصر اهتمام العقاد في سماع الموسيقى والغناء العربي وتذوقهما على الشيخ سلامة حجازي فقط فقد امتد اهتمامه سماعاً وتذوقاً إلى أغلب رواد الموسيقى والطرب في أوائل القرن العشرين، يقول في إحدى مقالاته: "وقد سمعت هؤلاء الرواد جميعاً ما عدا عبده الحامولي وألمظ".
العقاد ذواقة للموسيقى الشرقية والغربية
وقد كان العقاد ذواقة للموسيقى شرقيها وغربيها٬ فكما كان يسمع الموسيقى والغناء الشرقي كان يسمع الموسيقى والغناء الغربي، وقد كان في التابوت مع الفونوغراف كما كتب يقول: "بضع مئات من مسموعات الشرق والغرب، ومنها توقيعات على بعض الآلات السماعية العجيبة التي تختلف بسلمها الموسيقي عن السلم الشائع في معظم البلدان كتوقيعات أهل الصين".
كان للعقاد في سماع الموسيقى طقوس معينة فهو حين يستمع إلى لون من ألوان الموسيقى الرفيعة لا يمكنه الانشغال عنها بشيء آخر فلا يأكل مثلاً أو يتحدث، إنه يحتشد بكامل وعيه وشعوره للسماع، فـفي رأيه ليس من كرامة الموسيقى الرفيعة أن تنشغل بشيء آخر وأنت تستمع إليها
وقد كان للعقاد في سماع الموسيقى على الفونوغراف بالبيت طقوس معينة فهو حين يستمع إلى لون من ألوان الموسيقى الرفيعة لا يمكنه الانشغال عنها بشيء آخر فلا يأكل مثلًا أو يتحدث، إنه يحتشد بكامل وعيه وشعوره للسماع، فـفي رأيه ليس من كرامة الموسيقى الرفيعة أن تنشغل بشيء آخر وأنت تستمع إليها، و يختار لسماع الموسيقى ساعات كساعات التهجد في جنح الظلام فإن كان الوقت شتاء فأكثر سماعه للموسيقى في ساعات اليقظة الباكرة بعد هدأة النوم الأولى.
وحين كانت تتاح للعقاد فرصة سماع الموسيقى والاستمتاع بها خارج البيت لم يكن يفلتها، ففي مقالة له بعنوان "رقصٌ ورقص" مثلاً يحكي أنه في شتاء هذا العام ذهب إلى دار الصور المتحركة (السينما) وهناك شاهد أو سمع شريطاً شاملاً أي فيلماً عن الموسيقار الألماني يوهان اشتراوس٬ ذلك الذي يقال إنه أرقص الكرة الأرضية في مدارها بموسيقاه ولم يعد في المغرب ولا في المشرق إنسان يرقص على الأنغام الفنية المهذبة إلا وقد رقص على أنغامه.
العلاقة بين الموسيقى والكلام
وللعقاد رأي أصيل في العلاقة بين الموسيقى والكلام خلاصته أنه يعجب من الموسيقيين وينكر عليهم أن يدَّعوا ترجمة الكلام بالألحان أو ترجمة الألحان بالكلام وأن يزعم أحدهم أنه يسمعك القصة منغومة كما يسمعها إياك منظومة أو منثورة بتفصيل كتفصيل الصور والكلمات، فهذه الدعوى من وجهة نظر العقاد تسيء إلى الموسيقى كأداة تعبير مستقلة وتقلل من قيمتها لأنها تنزل بالموسيقى ولا ترفعها وتعلقها بالتعبير الكلامي ولا تجعلها مستقلة بتعبيرها الذي فيه الكفاية والغنى عن غيره من أساليب التعبير، وحسب الموسيقيِّ أنه صاحب رسالة يبلغها بوسيلته وصاحب ملكة لا تفتقر إلى ملكات غيره.
ويتعرض العقاد لظاهرة المكايدة بين فريقين من جماهير الغناء ومن نقاد الفن على وجه الخصوص: أحدهما يتعصب للأغاني الجديدة ويبالع في تعصبه فيستهجن الأغاني القديمة ويزري بها وفريق آخر يتعصب للأغاني القديمة ويبالغ في تعصبه فيرفض كل جديد من الأغاني ويسخر منه.
كان العقاد يختار لسماع الموسيقى ساعات كساعات التهجد في جنح الظلام٬ فإن كان الوقت شتاء فأكثر سماعه للموسيقى في ساعات اليقظة الباكرة بعد هدأة النوم الأولى
ومن وجهة نظر العقاد إن الغناء الحديث لا نكران لتقدمه المستحسن من بعض جوانبه ولكن من النقاد المتعصبين للتجديد والمتعجلين في دعوتهم من يجهلون معنى الغناء القديم ويتطرفون في الإزراء به والإنكار عليه فيحسبون مثلًا أن مدرسة "يا ليل يا عين" كلامٌ بغير معنى وفي الحقيقة أن ترديد هاتين الكلمتين في أغاني القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لم يكن من الفضول ولم يكن لغواً بلا معنى أو هتافاً صوتياً لتحضير النغمة قبل الاسترسال في الغناء، ولكنهما وصلتان طبيعيتان ولدتا من بنية الغناء كله ورجعت بهما النسبة الحية إلى صميم العاطفة الإنسانية قبل أن ترجعا عبثاً إلى رنة الوتر أو نبرة الصوت.
وكما كتب عن بعض أساطين الموسيقى العربية كتب العقاد عن بعض أساطين الموسيقى الغربية٬ مثل جوزيبي فردي الموسيقار الإيطالي الشهير في مناسبة مرور نصف قرن على وفاته أن هناك جانباً من هذا الرجل: لا يزال صالحاً للتحدث عنه في هذه المرحلة من مراحل نهضتنا الفنية ونريد به جانب التجديد أو جانب الآراء والنظريات التي تتعلق بالتجديد في كل فن جميل، ولا سيما الغناء المسرحي والتعبيرات الموسيقية في الروايات على الإجمال.
فجدد فردي موسيقى بلاده ولكنه لم يقلبها ويخرج بها عن طبيعتها وخير ما صنعه لتلك الموسيقى أنه نفخ فيها من حياة القوة والشباب ومسح عنها شحوب النعومة والهزال فجعلها إيطالية موردة الخدين معتدلة القامة سديدة الخطوة تمشي في الطريق قُدمًا ولا تتعثر هنا أو هناك وقد كانت قبل ذلك إيطالية صفراء وانية أو حمراء من صبغة الطلاء.فإذا سمعت موسيقاه قلت: أجل، هذا فردي وهذه إيطاليا ثم أضفت إليها في ناحية من نواحيها العامة أنها هي الموسيقى الإنسانية التي تلمح سيماها في كل أمة وفي كل زمن.
ويكتب العقاد بمناسبة احتفال العالم بمرور مائة عام على وفاة بيتهوفن الذي يصفه بـ"البائس العظيم" فيقول إنه كان فناناً عظيماً ونفساً عظيمة، فأما الفنان فجملة ما يقال فيه أنه "شكسبير الموسيقى" ويركز العقاد حديثه عن بيتهوفن بوصفه شخصاً عبقريًاً -والعقاد مولع بشخصيات العباقرة والنوابغ وتجتذبه فيهم العلامات النفسية للعبقرية أو النبوغ الماثلة في السلوك وملامح السحنة، وفي مقدمة تلك العلامات طابع الغرابة والاختلاف الذي يميزهم عمن حولهم من البشر، وخلاصة ما قيل في هذه النفس الطيبة الشقية أنها نفس بائسٍ عظيم.
وليست صورة بيتهوفن التي يعجب بها الناس الآن (بعد مائة سنة من وفاته) هي صورته الحقيقية فصورته الحقيقية كما كان يراها أبناء عصره هي صورة رجل نافر النفس نافذ النظرة متجهم الجبين نضح على وجهه الألم وطبعه الإهمال وازدراء العرف بطابع يهاب ولا يستملح ويروع الناظر ولا يعطفه عليه، وكان منظره أشبه شيء بأنبياء بني إسرائيل الذين يرسلون على الدنيا بريق السخط والزراية من أعينهم ونذير الموت والعذاب من أفواههم ويخيل إلى من يراهم أنهم خلقوا وحدهم في مفازة مجهولة لا سبيل بينها وبين الحياة أو بينها وبين الحياة سبيل تحف به المخاوف والعراقيل.
موقف من الصيحات والتقليعات
وللعقاد موقف ثابت وواضح من الصيحات والتقليعات التي تظهر من حين إلى حين في مجال الفن باسم التجديد والمعاصرة ثم تختفي كفقاعات الصابون من مثل الموسيقى السريالية التي ظهرت في أواخر الخمسينيات باسم الموسيقى اللانغمية Atonal وحاول بعضهم أن يروجها في بلاد أمريكا الجنوبية حيث راج الجاز زمناً من الأزمان، هذا الموقف هو الرفض التام فهو يعدها تقليعة لا تدوم ولا يمكن أن تدوم وهي أقصر عمراً من مثيلاتها في الشعر وفنون التصوير، ويفسر ذلك بأن مغالطة المئات من الناس أسماعهم بضع ساعات أصعب من مغالطة القارئ أو الناظر إلى الصورة نفسه على انفراد أو بين أمثاله بضع لحظات.
ومن مواقف العقاد التي اتفق فيها مع أعدائه الشيوعيين موقفه غير المتعاطف مع موسيقى الجاز، فقد أشاد في هذا السياق بكلمة وصف فيها الزعيم السوفياتي الشهير نيكيتا خروتشوف هذا النوع من الموسيقى فقال: "كان السيد خروتشوف في نقده الفني جديراً بالإعجاب حين أبدى رأيه في موسيقى الجاز فقال: إن نغمات الجاز تصيب السامع بالمغص"، واعتبر العقاد أن قيمة هذا النقد تعود إلى أنه يرد الصواب إلى تلك الرؤوس التي تلغط بالتجريد والفن الجديد.
ولا يرى العقاد غضاضةً في الاعتراف بقلة محصوله من الفهم لموسيقى بعض أساطين الموسيقى العالمية كفاغنر مثلاً فهو برغم أنه يستمع إلى موسيقاه ويحاول فهمها فإنه لم يفهم منها إلا النزر القليل، فبعد أن استمع هو وصاحبه إلى بعض ألحان فاغنر على الفونوغراف٬ يقول: "سألته أفهمت شيئاً؟ قال: لا والله. قلت: وأنا مثلك. ثم يعقب على ذلك بأن: هذا موسيقار الغرب الأشهر ولهلم فاغنر، وأنا لا أفهم منه إلا أقل من القليل، ولكنه عند نقادهم موسيقار جليل وعبقري نادر المثيل. قال: وهل يفهمه الغربيون كلهم وهو مغلق على أناس منا كل هذا الإغلاق؟ قلت: بل يسخر بعض الغربيين من هذه الموسيقى وأمثالها كما نسخر نحن منها ولهم في التندُّر عليها قفشات تذكرنا بقفشات أولاد البلد".
ليست كل موسيقى من وجهة نظر العقاد مفهومة عند كل سامع حتى لو كان الموسيقيون والسامعون من بلد واحد، وليس من اللازم أن يستطيب محب الغناء كل غناء، وهنا يلجأ العقاد إلى التشبيه فيشبه الأمر في الموسيقى والغناء بمثيله في الشعر٬ فيقول: "ولا يستطيب محب الشعر كل قصيدة ولو كانت من نظم أجود الشعراء".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 19 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين