لم يبدأ الأمر مع حركة إنشاءات الطرق والكباري الواسعة التي تشهدها مدينة الإسكندرية منذ نهايات العام 2018، بل بدأت الجهود المنظمة لحرمان سكان المدينة وزائريها من الحق في رؤية البحر أو التمتع به قبل ذلك، وإن كان على نطاق أضيق.
البدايات التي أدت إلى المشهد الذي تداول أبناء الإسكندرية صورته يوم الثلاثاء 10 يناير/ كانون الأول الجاري، لمنشآت جديدة ستضم مجموعة من الأكشاك ومحال بيع الاطعمة والمشروبات، تحجب رؤية البحر عن المارة بجوار شاطئ المنتزه، بدأت على استحياء بإقطاع أجهزة في الدولة ورجال أعمال مساحات من الشاطئ لإقامة نواد وكافيتريات وفنادق مغلقة على القادرين أو المنتمين لفئات ومهن بعينها، وتطور الأمر حتى صار شاطئ الإسكندرية وكورنيشها الشهير حكراً على من يدفع.
أين ذهب بحر الإسكندرية؟ ولماذا اكتست مساحات ذكريات أبناء المدينة التي ولدت في حضن البحر بستائر خرسانية؟
20 كيلومتراً من الكافيهات
عند افتتاحه في نسخته الحديثة خلال عهد وزارة إسماعيل باشا صدقي في العام 1929، امتد "كورنيش" الإسكندرية 20 كيلومتراً، تجاورها الحدائق والشواطئ التي كان كثيرها مفتوحاً للعامة. وخُصصت المساحات التي يرتفع فيها نحر البحر ولا تصلح للسباحة لقوة أمواجها لصناعة ذلك الممشى الشهير "كورنيش الإسكندرية" فيما أبقت السلطات على المناطق الرملية الهادئة لتمثل شواطئ مفتوحة، قليلها مغلق على الخاصة، وكثيرها مفتوح للعامة والمصطافين، فلا يحول بين المواطنين والسائحين وبين البحر شيء.
بدأ إنشاء الكورنيش المعروف حالياً في العام 1901 ليربط بين قصر المنتزه شرق المدينة بقصر رأس التين غربيها. وافتتح رسمياً في العام 1929، وعلى الرغم من انه أنشئ "لغرض ملكي" كان الكورنيش منذ اليوم الأول متاحاً للعامة من المصريين والأجانب
كان هذا قبل أن تقر في مصر دساتير جمهورية عقب يوليو 1952، ضم أحدثها (2013 المعدل في 2014) نصاً يؤكد التزام الدولة بحماية الشواطئ والبحيرات والمحميات الطبيعية، وحق المواطنين في التمتع بها، قبل أن يُلغى هذا الحق في تعديلات لاحقة.
في دراسة حملت عنوان "كورنيش الإسكندرية بين الخصخصة وحق الرؤية" يرى باحثو مركز "الإنسان والمدينة للأبحاث الإنسانية والاجتماعية" أن الكورنيش لم يكن جزءاً من مدينة الإسكندرية التاريخية التي بناها بطليموس الأول سنة 332 قبل الميلاد، وباتت عاصمة مصر وأهم حاضرة في حوض المتوسط لأكثر من قرنين ونصف.
بدأ إنشاء الكورنيش المعروف حالياً في العام 1901 ليربط بين قصر المنتزه شرق المدينة بقصر رأس التين غربيها. وافتتح رسمياً في العام 1929 ولم تكن إنشاءاته قد اكتملت، وامتد العمل فيه حتى العام 1934.
وعلى الرغم من انه أنشئ "لغرض ملكي" كان الكورنيش منذ اليوم الأول متاحاً للعامة من المصريين والأجانب.
بداية من العام 1975، بدأ عدد النوادي على الكورنيش يزداد مع ظهور الكازينوهات في حقبة الثمانينيات، وبسبب القلق من انعدام رؤية البحر فيما بعد تصدى محافظ الإسكندرية وأصدر قراراً بمنع بناء أية منشآت تمنع المواطنين من رؤية البحر
سُمي الطريق الجديد بطريق الملكة نازلي، الذي أصبح فيما بعد طريق الجيش إثر قيام ثورة 1952، وما قبل إنشاء الكورنيش كانت بعض الشواطئ مملوكة للبلدية، وبعضها الآخر مملوكة للأجانب وأمراء الأسرة العلوية، وكان شاطئ الإبراهيمية مثلاً يستخدم حماماً خاصاً للأمير إبراهيم أحمد باشا حفيد محمد علي.
مع اكتمال الكورنيش في العام 1934 بدأت البلدية تضيف الكبائن في كل من المنتزة، والمندرة، وستانلي وسيدي بشر، وكليوباترا، وسبورتنغ والإبراهيمية، وكان البحر متاحاً للرؤية والاستمتاع للجميع، ما عدا مناطق الكبائن، ولم تكن شاسعة، وبعض النوادي القليلة، حتى انتهاء حقبة الحكم الملكية، حسبما تذكر دراسة "كورنيش الإسكندرية بين الخصخصة وحق الرؤية" الصادرة عن مركز الإنسان والمدينة للأبحاث الانسانية والاجتماعية في العام 2020.
ثورة الأسمنت
بداية من العام 1975، بدأ عدد النوادي على الكورنيش يزداد مع ظهور الكازينوهات في حقبة الثمانينيات مثل كازينو الشاطبي وكازينو رشدي، وهو ما زاد من تآكل المساحة المتاحة لأهل المدينة. وبسبب القلق من انعدام رؤية البحر فيما بعد تصدى المستشار إسماعيل الجوسقي محافظ الإسكندرية بين العامين 1986 و1997، وأصدر قراراً بمنع بناء أية منشآت تمنع المواطنين من رؤية البحر.
لم يكتف الجوسقي حينذاك بمنع بناء ما يعوق رؤية البحر، بل أزال كل الكبائن ولم يترك إلا كبائن ستانلي والمنتزة كونها لا تحجب رؤية البحر. كما سحب تخصيص الكافتيريات التي تم بناؤها داخل البحر على أعمدة خرسانية، ولم ينج من حملة الإزالات تلك، إلا كازينو الشاطبي ونادي المهندسين.
أما نوادي الامتيازات الخاصة التي تم بناؤها في عهد الجوسقي، مثل نوادي أعضاء هيئة التدريس ونقابة الصيادلة، وأعضاء هيئة قضايا الدولة، فقد كان مشروطاً بألا ترتفع مبانيها الشاطئية عن الرصيف، حتى لا تحجب البحر عن المارة، وإن كانت قد استولت على مساحات شاطئية حُرم منها هؤلاء المارة أنفسهم، كونهم لا ينتمون إلى الفئات الحائزة تلك النوادي.
عادل لبيب جاء إلى الإسكندرية بعد فترة طويلة قضاها محافظاً لقنا ثم البحيرة، ونفَّذ في الأولى برنامجاً شبيهاً لـ"تطوير" كورنيش النيل في قنا، وشهد عهده أكبر حملة للتعدي على النيل وردمه لإنشاء أندية خاصة ومطاعم ومقاه سياحية "كافيهات"
بعد نهاية حقبة الجوسقي جاء لواء المخابرات السابق عبد السلام المحجوب محافظاً للإسكندرية، وخلال ولايته الممتدة من العام 1997 إلى العام 2006. قام بتوسعة طريق الكورنيش من 8 أمتار إلى 20 متراً، وإثر تلك العملية ردم المحافظ شواطئ في المدينة كان معظمها مفتوحاً وهي شواطئ: سابا باشا، مصطفى كامل، رشدي، كليوباترا، الإبراهيمية، الشاطبي، كامب شيزار، وسبورتنغ.
أما في عهد المحافظ عادل لبيب الذي يعده أبناء الإسكندرية بداية عهد الظلام، أطلقت يد مقاولي العقارات في هدم المباني ذات الطراز المميز لبناء عمائر وأبراج شاهقة، وسمح بتقنين أوضاع المشاريع التجارية والسياحية الجائرة على الشاطئ والكورنيش، واستحوذت وزارة الداخلية على شاطئ رشدي المجاني سابقاً لتبني عليه فندق آزور ونادي الشرطة وارتفعت مباني نوادي المعلمين والمهندسين عن الحد المسموح به لتحجب رؤية الشاطئ والبحر كلياً عن المارة وزوار الكورنيش.
ما بين العامين 2015 و2016، تحول ممشى البحر في مناطق ســيدي بشــر وكليوباترا وسبورتنغ وكامب شيزار إلــى مجموعــة من الكافتيريات داخل مبان خشبية، كما جرت خصخصة لسان جليم كاملاً بعد أن كان مفتوحاً ومجانياً، وأصبح البحر محجوباً تماماً في غالب كورنيش الإسكندرية
عادل لبيب الذي كان لواءً سابقاً في جهاز أمني رفيع تابع لوزارة الداخلية (الأمن الوطني حالياً)، جاء إلى الإسكندرية بعد فترة طويلة قضاها محافظاً لقنا ثم البحيرة، ونفذ في الأولى برنامجاً شبيهاً لـ"تطوير" كورنيش النيل في قنا، وشهد عهده أكبر حملة للتعدي على النيل وردمه لإنشاء أندية خاصة ومطاعم ومقاه سياحية "كافيهات"، إلى جانب الإزالة الجبرية لبيوت السكان من دون تعويضات أو مقابل تعويضات هزيلة، وتولى منصب وزير التنمية المحلية في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور، واستمر في المنصب نفسه في عهد الرئيس الحالي.
كانت تلك التغيرات المتسارعة التي شهدتها ولاية لبيب سابقة على العام 2011 الذي ظن بعده أهل الإسكندرية أن بالإمكان استعادة بعض من حقهم في المدينة.
جمهورية "الكافيهات"
ما بين العامين 2015 و2016، تحول ممشى البحر في مناطق ســيدي بشــر وكليوباترا وسبورتنغ وكامب شيزار إلــى مجموعــة من الكافتيريات داخل مبان خشبية، كما جرت خصخصة لسان جليم كاملاً بعد أن كان مفتوحاً ومجانياً، وتم القضاء على تسعة عشر شاطئاً من شواطئ المدينة. وأصبح البحر محجوباً تماماً في غالب كورنيش الإسكندرية. وبحسب الدراسة التي سبقت الإشارة إليها، خُصخِصت أجزاءً من البحر تصل إلى نسبة 66.30% من الكورنيش، وما تبقى متاحاً من مساحته لا يتعدى 33.70%، بحلول العام 2020، الذي شهد كورنيش الإسكندرية بعده المزيد من المصادرة والحجب من خلال الكباري الجديدة أو حجب البحر بأسوار حديدية واسمنتية لدواع غير معلنة.
عندما تسأل أي إسكندراني عن هويته أو هوية المدينة، تكون الإجابة: البحر. بسبب التربية والنمو أمام البحر، والذكريات المحفوظة في الصور والأفلام القديمة
هوية المدينة في خطر
يحكي محمد حامد، أحد سكان الإسكندرية لرصيف22: "في طفولتي كان الذهاب للبحر طقساً يومياً لنا، نجري ونعوم ونلعب بالطائرات الورقية والبلاستيكية، وكانت الأمهات تفترش الملايات وتجلس على الرملة".
تلك الذكريات لم يعد من الممكن ممارستها الآن في المدينة التي كانت تُلقّب بـ"عروس المتوسط" إذ لم يتبق في المدينة كلها سوى ستة شواطئ عامة فقط، تراوح رسوم دخولها بين 15 و 100 جنيه للفرد، خلافاً لبدل تأجير المقاعد والمظلات.
يضيف حامد: "معظم ذكرياتي كانت في مناطق الإبراهيمية وكامب شيزار، وحالياً فإن المكان ممتلئ بالكافيهات القبيحة الباهظة الأسعار التي تحجب رؤية البحر، وإذا أردت رؤيته فعليك الدفع، وإلا تبقَ حبيساً بعيداً عن البحر".
حامد أحد مشجعي زعيم الثغر، نادي الاتحاد السكندري، يختم حديثه لرصيف22: "بعد ماتشات الإتحاد في السلة، أو مشاهدة تدريبات فريق الكرة، كنا نذهب للبحر مباشرة، وهو ما لم يعد متاحاً مثل السابق".
يقول الدكتور عمرو علي: "هناك صعوبة في أن تفصل المدينة عن البحر. المواطن السكندري ينشأ على حق العوم في البحر ورؤيته، وغياب تلك المظاهر يربك علاقة الفرد بالمدينة، بعد اختفاء أهم رموز المدينة من حياته، يقود إلى الاغتراب أكثر داخل المدينة"
يشكل البحر جزءاً هاماً من هوية سكان الإسكندرية مثل سكان المدن الساحلية في غير مصر من أنحاء العالم، ويعزز البحر من انتمائهم للمدينة.
في مقال نشره عبر مدونته الخاصة، يرى الدكتور عمرو علي، الباحث المختص في علم الاجتماع بجامعة برلين الحرة، أن أهل المدينة الساحلية يفهمون ثقافتهم من خلال العلاقة مع البحر، وفي حال حجب البحر، يصبح هناك نوع من إعاقة فهم ثقافة وفلسفة المدينة.
يضيف عمرو في تصريح لرصيف22: "عندما تسأل أي إسكندراني عن هويته أو هوية المدينة، تكون الإجابة: البحر. بسبب التربية والنمو أمام البحر، والذكريات المحفوظة في الصور والأفلام القديمة".
ويؤكد: "هناك صعوبة في أن تفصل المدينة عن البحر. المواطن السكندري ينشأ على حق العوم في البحر ورؤيته، وغياب تلك المظاهر يربك علاقة الفرد بالمدينة، بعد اختفاء أهم رموز المدينة من حياته، يقود إلى الاغتراب أكثر داخل المدينة". ويختم: "تخيل أن تزيل برج إيفل من باريس تكون خفيت قلب المدينة، ونفس الأمر مع حجب البحر في إسكندرية".
أين البحر؟ لم يعد موجوداً
رحاب عبدالله* تعمل مدرسة في إحدى مدارس الإسكندرية، تغيرت المدينة كثيراً أمام ناظريها خلال أعوام عمرها البالغة 31 عاماً، تحكي لرصيف22: "كنت أذهب للتمشية على لسان جليم أثناء فترة الكلية من العام 2009 إلى العام 2013 مع صديقاتي أو بمفردي، تحول هذا اللسان اليوم إلى مجمع كافيهات. كل مواضع ذكرياتي باتت تحتلها الكافيهات والفنادق. أشعر أنني فقدت جزءاً شخصياً مني".
لم يكن لسان جليم المكان الوحيد الذي تلاشت به ذكريات رحاب مع المدينة، لأن "معظم البحر صار محجوباً، أشعر بانتزاع جزء من طفولتي ومراهقتي، أصبحت أفكر جدياً في الفرار والرحيل عن المدينة".
أغلب مواليد الألفية الجديدة لا تعرف عن منطقة السلسلة سوى اسمها، ولا يعرف الكثير من أبناء الإسكندرية أن التسمية سببها سلسلة طويلة من الأحجار الصغيرة الممتدة داخل البحر، لتشبه لسان جليم
تشعر رحاب أنها في خصومة لا سبيل لأن تفوز فيها مع "كافيهات البحر"، تقول: "أصبحت مضطرة لدفع خمسين أو ستين جنيهاً لمجرد رؤية البحر، في بعض الأيام أخرج من المنزل وأسير بجوار الكورنيش، أبحث عن البحر ولا أجده، ولا أجد حتى رائحته، ولا أعلم أين ذهبت؟".
كانت رحاب تركب مشروعاً (ميكروباص) من المنشية إلى البحر أثناء فترة دراستها في الثانوية العامة من العام 2005 إلى العام 2008، وتؤكد أن السبب هو رغبتها في مشاهدة البحر من نافذة المشروع، وتضيف: "لم يعد ممكناً لنا في إسكندرية رؤية البحر أثناء التمشية أو ركوب المشاريع مثل الماضي".
أغلب مواليد الألفية الجديدة لا تعرف عن منطقة السلسلة سوى اسمها، ولا يعرف الكثير من أبناء الإسكندرية أن التسمية سببها سلسلة طويلة من الأحجار الصغيرة الممتدة داخل البحر، لتشبه لسان جليم، وهو ما يرويه لنا محمد حسن (71 عاماً) وهو موظف على المعاش: "حتى العام 1967 كنا نذهب إلى السلسلة. يأتي الناس مع كراسي البحر ويجلسون، والبحر أمامهم. وكنا نشاهد ممارسات أعضاء نادي الصيد في النشان على الأطباق البلاستيكية، التي يقذفها جهاز للرماية، ويقوم أعضاء النادي بضربها بالخرطوش. كان النادي لا يحجب البحر، وكان منخفضاً عن جسم اللسان. وبعد حدوث نكسة 1967 وضع رادار تابع للجيش على مقدمة السلسلة لرصد تحركات عدائية ثم تحول المكان مع الوقت لوحدة عسكرية".
حينما كانت المساحة المتاحة بعيداً عن الخصخصة من البحر أوسع، كان محبو الصيد يمارسون هوايتهم في عدة مناطق من الإسكندرية، يضيف حسن: "عندما كنا نرغب في الحصول على سمك طازج نذهب إلى شط كليوباترا، ونشتري السمك من هواة الصيد".
ساهمت توسعة الكورنيش في تآكل شواطئ كاملة أسفل الطريق، وأدت تداعيات تلك التحركات إلى غرق بعض أجزاء الكورنيش التي لا تحتوي على شواطىء رميلة تحميها أثناء العواصف في فصل الشتاء. كما امتد الأثر اقتصادياً مع انحسار مناطق الصيد
تراث يضمحل وبيئة تتراجع
"الإسكندرية مدينة ساحلية على حوض البحر المتوسط، ما يعرضها لعدة اهتزازات، وهو ما يؤدي لهبوط مستوى سطح الأرض، ولذلك فآثار المدينة القديمة متناثرة تحت الأرض وتحت البحر. البناء على الكورنيش لا يحجب البحر وحسب، بل يحجب أجزاء من آثار وتراث المدينة". حسبما تؤكد لرصيف22 روضة عبد الهادي، مرممة آثار ومديرة مؤسسة "راقودة" لحفظ التراث.
تضيف روضة: "التوسعة المستمرة في الكورنيش أدت إلى اندثار أماكن أثرية بالفعل". وترى أنه من الأفضل أن تكون الأماكن الموجودة على الكورنيش خشبية لا خرسانية، حتى يسهل إزالتها فيما بعد، ولا تضغط على الكورنيش نفسه وتدفن أجزاء أثرية إضافيةة. كما تؤكد أن "البناء الخرساني يجعل عملية التنقيب الأثري أكثر صعوبة".
بحسب دراسات عدة عما تواجهه بيئة الإسكندرية، منها دراسة "هل تغرق مدينة الإسكندرية في مواجهة التغير المناخي"، فإن عملية البناء على الكورنيش لم تكتف بالتأثير الضار في تراث الإسكندرية الأثري والاجتماعي، بل توغّل الأمر أيضاً ليصل إلى الجوانب البيئية.
وساهمت توسعة الكورنيش في تآكل شواطئ كاملة أسفل الطريق، وأدت تداعيات تلك التحركات إلى غرق بعض أجزاء الكورنيش التي لا تحتوي على شواطىء رميلة تحميها، أثناء العواصف والأمواج القوية في فصل الشتاء. كما امتد الأثر اقتصادياً مع انحسار مناطق الصيد، بالنسبة للصيادين أو الهواة.
تفقد الإسكندرية تباعاً أجزاء من هويتها وتراثها، فهل مع عمليات التغيير المستمرة في المدينة، قد تصبح الإسكندرية مدينة أخرى في الواقع والخيال معاً؟ وهل نحن أمام آخر جيل سكندري يحمل ذكريات مع البحر وشواطئ المدينة؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...