في جميع المناسبات التي تنظمها الفصائل المسلحة التابعة للحشد الشعبي، تُفتح شهية الكراهية والعداء والتهديد بإنزال القصاص في حق رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي، ويُتهم دائماً بالتواطؤ في تنفيذ عميلة اغتيال الجنرال في فيلق القدس قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي "أبو مهدي المهندس"، والتآمر على الفصائل.
ودشنت الحكومة العراقية المنتخبة مؤخراً، بقيادة محمد شياع السوداني، الموالي للإطار التنسيقي الشيعي، أول قراراتها، في أول جلسة لها في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بإلغاء جميع الأوامر الديوانية الصادرة خلال فترة الكاظمي، وشملت تغيير مناصب أمنية حساسة وإدارية كمحافظين للحكومات المحلية، وهو ما عزاه مسؤولون بـ"الخطوات الانتقامية"، فيما عدها آخرون طبيعيةً.
عندما تسلّم مصطفى الكاظمي، رئاسة الحكومة العراقية، في نيسان/ أبريل عام 2020، أبدت القوى السياسية الشيعية التي تمتلك أذرعاً مسلحةً مواليةً لإيران امتعاضها الشديد منه، وعدّته رجل أمريكا في العراق، لكنها وافقت على استلامه رئاسة الوزراء، على مضض، مقارنةً بالمرشح الآخر عدنان الزرفي. كما أنها كانت تخشى المساس بمصالحها الاقتصادية وتحجيم دور ونفوذ الفصائل التي تعمل خارج نطاق القانون.
وفي حينها، شبهت حركة عصائب أهل الحق، بزعامة الشيخ قيس الخزعلي، موافقتها على التصويت على ترشيح الكاظمي بـ"أكل الميتة"، وعدّتها خطوةً مريرةً وعسيرةً عليها، بينما عدّت كتائب حزب الله ترشحه "خيانةً وطنيةً"، في إشارة إلى تورطه المزعوم في الاشتراك في عملية قتل المهندس وسليماني بضربة أمريكية.
شبهت حركة عصائب أهل الحق، موافقتها على التصويت على ترشيح الكاظمي بـ"أكل الميتة"، وعدّتها خطوةً مريرةً
قبل أيام وتحديداً في 3 كانون الثاني/ يناير الحالي، وخلال الذكرى السنوية الثالثة التي أحياها المئات من أنصار الحشد الشعبي لمقتل سليماني والمهندس، توعدوا بأخذ ثأرهم من الجهات الداخلية المتورطة بالعمالة مع أمريكا وعلى رأسها الكاظمي، الذين يتهمونه دائماً بأنه عندما كان رئيساً لجهاز المخابرات، تواطأ مع الأمريكيين في تنفيذ الغارة في 3 كانون الثاني/ يناير عام 2020.
الكاظمي يبقى ملاحَقاً
بالرغم من أن الكاظمي أصبح خارج المعادلة السياسية، بعد اختيار محمد شياع السوداني خلفاً له، إلا أن الفصائل لا تزال تتوعده بالقصاص، إذ يقول المتحدث باسم حركة حقوق المقرّبة من كتائب حزب الله، علي فضل الله، لرصيف22، إن "الكاظمي هو المسؤول عن عملية اغتيال القائدين الشهيدين أبو مهدي والحاج سليماني وساعد في تنفيذها، وهناك أدلة دامغة بهذا الخصوص"، مشيراً إلى أن هذه المعلومات مستقاة من إيران ومن بعض الأجهزة الأمنية العراقية.
ويرى أن للكاظمي "نيةً في إضعاف الحشد وإقصائه بدعم من السفارات الغربية وخصوصاً من السفارة الأمريكية وبعض دول الخليج العربي، وخطته هي العمل على تفتيت فصائل الحشد، وذلك من خلال صناعة الخلافات بين قادة الحشد وتقديم بعض الشخصيات على شخصيات أخرى داخله".
وحول إلغاء السوداني لجميع قرارات حكومة الكاظمي، يستبعد الناطق باسم حركة حقوق أن "تكون إجراءات رئيس الحكومة الحالية جاءت بنية الانتقام، وإنما في سبيل الإصلاح، خاصةً أن حكومة الكاظمي كانت فاسدةً بامتياز ولديها ملفات كثيرة وخطيرة جداً".
ويجزم فضل الله، بأن عموم الشخصيات التي كانت تعمل في تلك الحكومة أصبحت ملوثةً، والجزء الأكبر منها، وليس كلها، يحتاج إلى تطهير وتغيير، من خلال استبدالها بشخصيات جديدة.
التحالف مع الشيطان
يقول القيادي في كتائب سيد الشهداء، كاظم الفرطوسي، إن "عناصر من جهاز المخابرات برئاسة الكاظمي كانت متورطةً في تنفيذ عملية اغتيال. فوفق الدلائل، الكاظمي طرف في تنفيذ جريمة المطار، ولهذا يبقى ملاحَقاً قضائياً، وسنحاسبه على ما اقترفه من خيانات وسرقات لصالح أمريكا وأعوانها من الخليج، التي تريد تحجيم دور الحشد الشعبي، لكننا أفشلنا جميع هذه المخططات".
تعتقد فصائل الحشد أن الكاظمي أراد إضعاف الحشد وإقصائه بدعم من السفارات الغربية وخصوصاً من السفارة الأمريكية وبعض دول الخليج العربي، فكيف كانت ترى خطته لتحقيق ذلك؟
كذلك، يعتقد الفرطوسي، أن "قرار إلغاء بعض الأوامر الديوانية الصادرة خلال حكومة الكاظمي، كان لغرض تصحيح مسار، وتالياً إلغاؤها وإعادة النظر فيها كانت عمليةً ناجحةً ووصلت إلى نتائج مهمة".
ويمضي قائلاً: "الكاظمي كان رجلاً يعمل لنفسه ويتحالف مع الشيطان من أجل نفسه ويعادي الأنبياء من أجل نفسه. واستهدافه كان للجسد الشيعي، كونهم يمثلون الأغلبية في الحكومة وفي كل المؤسسات الحكومية والدينية والمجتمعية، لكن نحن كنا دائماً له بالمرصاد".
من جهتها، تقول سهيلة السلطاني، النائبة عن كتلة "الصادقون" النيابية (عصائب أهل الحق)، في تصريح لرصيف22، إن الكاظمي "فاسد ويجب أن يحاسَب على أفعاله الشنيعة التي بدأت بمقتل الحاجين سليماني والمهندس وانتهت بسرقة القرن المشؤومة".
وتشير إلى ضرورة محاكمة كل فريقه ومستشاريه بمن فيهم رئيس الاستخبارات رائد جوحي، "لأنهم ضد الشعب العراقي وعملاء للخارج ولأمريكا التي تحركهم كيفما تشاء".
وفي الأشهر الأخيرة من ولاية الكاظمي، أعلن مسؤولون قضائيون في العراق أن أكبر فضيحة فساد في تاريخ العراق وقعت تحت إشرافه، مما أدى إلى إثراء السياسيين ورجال الأعمال من جميع الأطياف السياسية، وقد أُطلق على سرقة ما يقرب من 2.5 مليارات دولار من خزائن الدولة اسم "سرقة القرن".
ويكشف كتاب رسمي صادر عن هيئة الضرائب أن مبلغ 2.5 مليارات دولار، جرى سحبه بين أيلول/ سبتمبر 2021 وآب/ أغسطس 2022، من مصرف الرافدين الحكومي، عبر 247 صكاً مالياً، وحُرّر إلى خمس شركات، قامت بصرفها نقداً مباشرةً، بحسب ما ذكرت وكالة "فرنس برس"، في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
"لَم يكره الفصائل"
يكشف كتاب رسمي صادر عن هيئة الضرائب أن مبلغ 2.5 مليارات دولار، جرى سحبه بين 2021 و2022، من مصرف الرافدين الحكومي
يقول مستشار رئيس الحكومة السابقة، عبد الرحمن الجبوري، لرصيف22، إن الكاظمي لم يكره الفصائل أبداً، لكن كان يحاول الموازنة بين الطرفين الشيعيين وشركائه الدوليين والإقليميين. ويشرح أن تصرفات قسم من الفصائل وفق نظره كانت تخرج بسلوكها عن إطار مؤسسة الدولة.
ويضيف: "الفصائل في بداية حكومة الكاظمي كانت تقف خلفه وكانت طلباتها كثيرةً، وقسم كبير منها كان يتعارض مع نهج الكاظمي ومؤيديه الذين جاؤوا من ساحات الاحتجاج. وهذا الضغط جعل الكاظمي يبحث عن جهات أخرى يستند إليها، فوجد ضالته في التيار الصدري والداعمين الغربيين والعرب وهذا ما أثار حفيظة الفصائل وبعدها أصبحت العلاقة سيئةً إلى درجة اتهامه في قضية المطار".
وحول إلغاء قرارات حكومة الكاظمي، يعتقد الجبوري، أن "أول أخطاء السوداني الإستراتيجية هو أنه لم يقم مع فريقه الوزاري بجرد كامل للأوامر والوظائف التي وجّه بتعطيلها، ما جعل الدولة مشلولةً والصلاحيات هلاميةً بين من أُلغي أمره ومن أعيد نتيجة الإلغاء".
ويكمل: "فضلاً عن أن عدد الوظائف كان كبيراً لدرجة أثار معها انشقاقات داخل كتل الإطار التنسيقي حول من يستحوذ على هذه الوظائف الشاغرة، وكيف يتم توزيعها في حكومة كانت تبحث عن صلابة وحدتها قبل أن تنطلق. وكذلك أحدثت هذه التغيرات نوعاً من زعزعة الثقة من قبل المجتمع الدولي بالحكومة الجديدة".
وبرأيه، فإن "خطوة استبدال القادة الأمنيين تشي بقوة تأثير النفوذ الإيراني على حكومة السوداني. هذا ما أثار ريبة الدول الحليفة للعراق، ومنها الغربية والخليجية، بشأن تمكّن قوى موالية لإيران من السيطرة على مفاصل أجهزة أمنية مهمة وعدم رغبة هذه الدول في التعاون مع أشخاص يرون أن ولاءهم لطهران".
"صوت الكاتيوشا تلاشى"
يرى سيف الخالدي، الذي كان الناطق باسم حزب المرحلة القريب من الكاظمي قبل حلّه، أن الفصائل المسلحة كانت تحارب الكاظمي من أجل نيل السلطة وتكيل له كافة الاتهامات من دون الاستناد إلى حقائق. "فهي بالأساس ادّعت ظاهرياً أنها تختلف مع الكاظمي، لأنه يمثل سياسةً مناهضةً لها. لكن في حقيقة الأمر، كانت تحاربه لأنه مكن الشخصيات المهنية على حساب المنظومة الحزبية. ولا نرى هذه الاتهامات المضللة من قبل الفصائل إلا حينما تتضرر مصالحها".
أول أخطاء السوداني الإستراتيجية هو أنه لم يقم مع فريقه الوزاري بجرد كامل للأوامر والوظائف التي وجّه بتعطيلها، ما جعل الدولة مشلولةً والصلاحيات هلاميةً
ويشير في حديثه لرصيف22، إلى أن "الجهات المسلحة متناقضة، فلطالما وجهت ضربات عديدةً بصواريخ الكاتيوشا إلى السفارة الأمريكية وكانت لا تمر ليلة على بغداد من دون إطلاقها في زمن الكاظمي لغرض إحراجه، لكنها اليوم تلاشت واختفت ولم نعد نسمع صافرات الإنذار ومنظومة C_Ram في حكومة السوداني والتي تشكل الجهات المسلحة جزءاً من حكومته".
ويتساءل الخالدي: "يا ترى هل اختفت السفارة الأمريكية؟ أم القواعد الأمريكية التي يدّعي أصحاب الفصائل وجودها قد تلاشت؟ وهل تحولت سفارة الشر كما يسمونها إلى سفارة الشراكة الكبرى، إذ لا يمضي أسبوع من دون أن تكون سفيرة واشنطن إلينا رومانوسكي حاضرةً مع ممثل الإطار التنسيقي وهرم السلطة الجديد؟".
ويقارن بين حكومتي السوداني والكاظمي، قائلاً إن الفصائل المسلحة اتهمت الكاظمي بتجويع الشعب من خلال تخفيض قيمة الدينار العراقي، "اليوم ولأول مرة في تاريخ العراق يصل سعر الصرف إلى عتبة الـ152 ألف دينار وكيس الطحين إلى 55 ألفاً، بينما كانت الأسعار أقل بكثير في زمن الكاظمي، لكن هذه الجهات التزمت الصمت ولم تنتقد الحكومة ولو بكلمة واحدة وكأن الوضع أصبح مستقراً".
ويلفت الخالدي، إلى أن "قرارات السوداني اتُخذت بضغط من قبل أحزاب الإطار التي أصرت على ضرورة خلق توازن جديد يخدم مصلحتها، والتي كانت تتحين الفرصة لتنتقم من الأشخاص المحسوبين على الكاظمي، وإن لم يكونوا متحزبين أساساً، وإنما تربطهم علاقة برئيس الوزراء. وبدلاً من أن يتحرى السوداني عن كفاءة الشاغلين للدرجات الخاصة و المناصب العليا، قرر إلغاء كافة الأوامر الديوانية، وهذا ما أوقعه في مطب التناحر والخلافات بين قوى الإطار على المناصب والوظائف الشاغرة".
اليوم ولأول مرة في تاريخ العراق يصل سعر الصرف إلى عتبة الـ152 ألف دينار وكيس الطحين إلى 55 ألفاً
"رأس الأفعى"
يقصّ المصوّر الصحافي (48 عاماً)، حسين (اسم مستعار حفاظاً على سلامته)، مشاهد ليلة اقتحام قوة من جهاز مكافحة الإرهاب في حزيران/ يونيو من عام 2020، مقراً تابعاً لكتائب حزب الله، المنضوية ضمن هيئة الحشد الشعبي في منطقة البوعيثة جنوب بغداد، ويقول: "في لحظتها سمعت توجيهاً حازماً يأمر بالاستعراض العسكري المسلح قرب أسوار المنطقة الخضراء بغضاً بالكاظمي الذي يعدّونه رأس الأفعى وراء كل عمليات استهداف الحشد".
ويضيف: "عندما ذهبت مع القوة (التابعة للحشد) لأصوّر الاستعراض المسلح، في الساعة الخامسة فجراً، كانت أجواء بغداد هادئةً وصافيةً، ومواطنوها تفاجأوا حينها من تجول قوة عسكرية بلباس أسود وسيارات دفع رباعي مدججة بالسلاح في الشارع وتهتف بأهازيج ضد الكاظمي".
ويكمل المصور الصحافي: "القوّة التي أرافقها كانت متهورةً، وتتوعد بإسقاط المنطقة الخضراء خلال ساعة واحدة، إن لم يقم الكاظمي بإخراج عناصرها المختطفين كما تسميهم قبل طلوع الشمس، وإلا سنقوم بقطع أذنيه، هكذا أبلغت القوة المخصصة لحماية الخضراء".
ويتابع أنه بعد أقل من ساعة من دخول المنطقة الخضراء، كان يوثق بكاميراه لحظات خروج المعتقلين من التوقيف في مقر جهاز المكافحة، "وجاء في وقتها أحد قادة كتائب حزب الله البارزين، وأثنى عليهم وقبّلهم من رأسهم ووعدهم بتأديب الكاظمي، وطمأنّهم إلى أنهم سيكونون في سجن أمن الحشد الكائن شرق بغداد، ولن يمسهم أي مكروه".
"مقتدى والكاظمي يكرهان الحشد"
يتحدث أحد المنتسبين إلى الحشد الشعبي (طلب عدم ذكر اسمه)، ويعمل ضمن الإعلام الرقمي (الجيوش الإلكترونية)، عن آلية إطلاق التراند الذي كانوا يهاجمون عبره الكاظمي والمقربين منه، ويقول: أطلقنا هاشتاغات عبر منصاتنا الوهمية كـ"ألو عماد" و"كاظمي الغدر" و"أبو أذان".
سمعت توجيهاً حازماً يأمر بالاستعراض العسكري المسلح قرب أسوار المنطقة الخضراء بغضاً بالكاظمي الذي يعدّونه رأس الأفعى والمتورط بمقتل سليماني والمهندس
كما كانت تُكتب تغريدات باللغة الإنكليزية على تويتر للسخرية من الكاظمي. ويلفت إلى أن لديهم "أكثر من مئة ألف منصة إلكترونية على التليغرام وتويتر، تعمل 24 ساعةً في اليوم، هدفها استهداف شخصيات تكره الحشد كمقتدى الصدر والكاظمي وفريقه الاستشاري".
يقول أستاذ العلوم السياسية، مهيمن السعدي، لرصيف22، إن الخلاف بين الفصائل والكاظمي وصل إلى محاولة اغتياله داخل منزله في المنطقة الخضراء، وهو رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة. ووصلت الأمور إلى مرحلة التشنيع كونه حاول تضييق الخناق عليهم.
ففي فجر السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2021، استُهدف منزل الكاظمي داخل المنطقة الخضراء المحصنة أمنياً، بطائرات مسيرة مفخخة انطلقت من شمال العاصمة، لمحاولة لاغتياله. وجاء ذلك الهجوم بعد يومين من تهديد الخزعلي لرئيس الحكومة السابق، متوعداً بمحاكمته أمام الجميع.
برأي السعدي، كان "الكاظمي محاصَراً من قبل الحشد في اتخاذ بعض القرارات المصيرية، كمحاربة التهريب عبر المنافذ الحدودية والموانئ وكذلك قضية سحب السلاح المتفلت".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 13 ساعةالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت