شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
في سوريا صراع من نوع آخر... نساء يبحثن عن الجمال والثقة لمواجهة

في سوريا صراع من نوع آخر... نساء يبحثن عن الجمال والثقة لمواجهة "العقل الشرقي"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

الثلاثاء 10 يناير 202303:12 م

"لم تكن المشكلة في الشاب الذي أحبني بل فيّ. أردت أن أكون أجمل"، و"تنمّروا عليّ، ومواقع التواصل الاجتماعي هي السبب"، و"سأجريها حتى لو تجاوزت قدرتي المادية"؛ جُمل تختصر واقع الحال في سوريا في ما يخص انتشار عمليات التجميل بشكل كبير بين نساء يبحثن عن أن يكنّ أجمل.

بالرغم من تدهور الوضع الاقتصادي للسوريين منذ نحو 12 عاماً، أي منذ بدء الحرب عام 2011، وغلاء مستوى المعيشة بعد أن تجاوز الدولار الأمريكي الواحد الخمسة آلاف ليرة سورية (أعلى فئة نقدية في البلاد)، ينتشر التجميل كالنار في الهشيم، بالرغم من ارتفاع أسعاره وصعوبة الخضوع لعملياته في كثير من الحالات.

تقول آلاء محمد عبد الله (23 عاماً)، والتي تعمل في مجال التسويق الإلكتروني حالياً، وتقطن في مدينة القامشلي، وهي شابة أجرت عملية تجميل لأنفها في دمشق قبل نحو عام، لرصيف22: "أنفي كان مناسباً، أخبرني بعض أصدقائي بأنني لو أجريت العملية وأزلت العظمة فيه سأكون أجمل، وبالرغم من أن العملية كلّفتني مليوناً وأربعمئة ألف ليرة سورية، إلا أنني شعرت بأنني أصبحت أجمل بعد إجرائها".

تقلّب آلاء في صورها القديمة، وتشرح كيف أن هذه كانت تجربتها الأولى في التجميل: "كنت خائفةً من الأدوات لا من العملية. بقيت ساعتين أجري الجراحة، بعدها لم يكن هناك ازروراق أو ورم في وجهي سوى بنسبة 30 في المئة".

وتضيف: "عندما رأيت نفسي في المرآة التي أعطوني إياها لأرى نتيجة العملية، شعرت بأن هناك شيئاً واضحاً تغيّر فيّ، حتى ثقتي بنفسي أصبحت أكبر، كان هذا حقاً ما أريده منذ كنت في التاسعة عشر. رغبت في أن يكون أول شيء أفعله عندما أحصل على المال من عملي"، مشيرةً إلى أن "النساء هدفهن أن يكن جميلات حتى ولو بأعين أنفسهن، ومواقع التواصل هي أكثر ما يجعلنا نرى الأشياء الجميلة ونسعى إلى تقليد من نتابعهنّ عليها، فنحن بطبعنا غيورات".

استُبدلت جراحة الوجه لشد التجاعيد بتقنيات أخرى، كحقن البوتوكس وهو الاسم التجاري للمادة المعروفة بالتوكسين بوتيلينيوم

تأجيل الشيخوخة

تقول أخصائية التجميل لبنى ناصر الناصر، لرصيف22، وهي خريجة جامعة الحواش الخاصة من قسم العناية بالبشرة، في مدينة حمص السورية، إن "إقبال النساء على الجراحات التجميلية أكثر من الرجال عموماً، فالشيخوخة شيء نريد جميعاً تأجيله، ونهتم بالحصول على قوام وطلة مثاليين، بالإضافة إلى إرضاء شريك الحياة، وإخفاء العيوب والرغبة في تقليد المشاهير".

وتشرح أنه "بعد الانتشار الواسع لمفهوم التجميل، أضحت هناك إجراءات بعيدة عن الجراحة، إذ استُبدلت جراحة الوجه لشد التجاعيد بتقنيات أخرى، كحقن البوتوكس وهو الاسم التجاري للمادة المعروفة بالتوكسين بوتيلينيوم، وهي مادة عصبية سامة يتم استخلاصها من نوع من أنواع البكتيريا المعروفة باسم المطثية الوشيقية".

وتضيف: "أيضاً، من تقنيات شد الوجه بالخيوط والمواد المالئة ‘الفيلر’، والذي تحتوي أغلب أنواعه على حمض الهيالورونيك أسيد، وهي مادة تُفرز طبيعياً في الجسم، وتتسبب في ترطيب البشرة، وحقنها يعمل على زيادة حجم المكان المحقون، وتُستخدم لإزالة خطوط التجاعيد وزيادة حجم الشفاه".

وتبلغ تسعيرة البوتوكس 250 ألف ليرة سورية كحد وسطي، وتصل إلى 450 ألف ليرة سورية، حسب النوع.

وبرأي أخصائية التجميل، فإن "الجمال الخارجي هو مرآة للداخل، فكلّما كان الرضا عن الشكل الخارجي أكبر، كلما تعززت الثقة بالنفس وانعكست على الجوهر الداخلي مانحةً إياه إيجابيةً أكبر".

ويقول دكتور هايك سيروبيان، وهو أخصائي جلدية وتجميل، لرصيف22، إن سوريا "أضحت رائدةً في الإجراءات التجميلية في المنطقة العربية، نتيجةً لمهارة أطبائها والبيئة والطبيعة الجميلة لنسائها".

ويُذكر أنه لا توجد أرقام واضحة لعمليات التجميل في سوريا بسبب صعوبة الحصر، وانتشارها الواسع، وتباينها بين الإجراءات التجميلية والعمليات الجراحية، وتُعدّ مدينة اللاذقية رائدةً في هذه العمليات منذ البداية، بسبب طبيعتها الاجتماعية المرنة، وساهمت في انتشارها في المحافظات الأخرى بسرعة.

أوجده الأوّلون

لم يظهر مصطلح التجميل كجزء من الطب الحديث، بل كان له ارتباط وثيق بالطب المصري القديم، بالرغم من أن العديد من المؤرخين لا يعترفون بذلك ويُرجعون الأمر إلى الحضارة الهندية القديمة، إلا أنهم لا ينكرون أن أول من ابتكر أدوات التجميل هم الفراعنة.

ويرجع عدم شهرتهم بها إلى أنها اقتصرت على معالجة رضوض الوجه وكسور الفك وغيرهما، فضلاً عن أن الفراعنة أجروها على الأموات فقط دون الأحياء، لترميم هيئة المومياءات، لاعتقادهم بأن "الانسان يُبعث على نفس هيئته".

"أخبروني بأنني يجب أن أبقى في المنزل، لأنني في مجتمع شرقي لا يقبل هذا النوع من المشكلات بالأخص للفتيات"... ماذا فعلت ليلاف لتواجه وتتخطى مشكلتها؟

ويظهر ذلك جلياً من خلال ما ذُكر في كتاب "الموتى الفرعوني"، عن بردية آنى، في المتحف البريطاني للكاتب والمؤرخ برت أم هرو بدج، وكذلك بردية أودوين سميث، نسبةً إلى الباحث الذي اشتراها وتعود إلى 3،600 عام قبل الميلاد، وهي أقدم مرجع طبي في الجراحة وأول بردية مصرية خالية من التعاويذ السحرية.

واستخدم الطبيب الهندي سوسروثا، أسلوب ترقيع الجسد في عمليات التجميل، وبحلول عام 600 قبل الميلاد أصبحت عمليات التجميل من الأمور الشائعة في آسيا الوسطى، ليعدّ المؤرخون في ما بعد أن أصل عمليات التجميل جاء من الهند.

وبقيت الأمور على هذه الحال إلى أن ابتكر الطبيب اليوناني بيير دوسو عام 1789، نمطاً جديداً يركّز على تجميل الوجه ومعالجة تشوهاته، وهو ما يُعدّ اللبنة الأساسية لعمليات التجميل المعاصرة.

استمر الأمر على هذا النحو حتى 1818، حين نشر كارل فريدينايد فون جرييف، وهو جراح ألماني، دراسةً استخدم فيها مصطلح "بلاستيك" بالإنكليزية للمرة الأولى، والذي استُخدم للإشارة إلى عمليات التجميل بشقيها الترميمي والتجميلي، ومثلت فترة الحربين العالميتين الأولى والثانية، مرحلةً مهمةً في تطور الجراحة التجميلية، بعد أن طُبّقت الدراسات على البشر في محاولة لمساعدة من عانوا من تشوهات جراء الحرب، وفق صحيفة "الإندبدنت البريطانية".

وفي القرن الواحد والعشرين ومع بداية التطور التكنولوجي، وتزايد الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ الأمر بالتزايد بشكل ملحوظ ليس في أوروبا فقط بل امتد الأمر ليشمل العالم أجمع، حتى تطورت أساليب ووسائل وأدوات التجميل، ليصبح الإنسان بصفات جسدية شبه كاملة بحسب مقاييس وضعها معنيون، وفقاً لما يرد كتاب "نساؤنا وأدوات التجميل"، للدكتور عادل بن عبد الله العبد الجبار.

المجتمع الشرقي

تعاني ليلاف حسن (23 عاماً)، من مدينة القامشلي، من نقص في إحدى قدميها بمقدار سبعة سنتمترات مذ وُلدت، وتقول لرصيف22: "أجريت أربع عمليات وأنا طفلة، وضعوا لي حديداً في قدمي حتى أستطيع السير عليها".

عام 1818، نشر كارل فريدينايد فون جرييف، وهو جراح ألماني، دراسةً استخدم فيها مصطلح "بلاستيك" بالإنكليزية للمرة الأولى

وتحاول ليلاف صعود الرصيف بصعوبة، لأنها تعاني من عرج واضح جراء مشكلتها، "أخبروني بأنني يجب أن أبقى في المنزل، لأنني في مجتمع شرقي لا يقبل هذا النوع من المشكلات بالأخص للفتيات"، تقول وتذكر أنه بالرغم من مرور العديد من السنوات ما زال ضحك أقرانها في المدرسة الابتدائية عليها عالقاً في ذاكرتها، وكلماتهم المؤذية المؤلمة ترن في أذنها".

وتضيف: "كانت أكثر مرة تألمت فيها عندما قال لي أحدهم بلهجة عامية مستهجناً "لو كنتي شب كان عادي بس أنت بنت"، نعم العيش في مجتمع غير قادر على تقبلك أمر قاسي، لذا لجأت إلى العملية الخامسة لعل مشكلتي تُحلّ".

وتقول: "كلفتني العملية قبل عام ونصف 1،500 دولار أمريكي، وكانت لتطويل الساق، الألم لم يكن يُحتمل فقد ركبوا ستة أسياخ حديدية في قدمي، عبر جهاز تطويل خارجي، لم أستطع ممارسة حياتي الطبيعية سوى بعد ستة أشهر من العملية، إلا أنها لم تنجح سوى بنسبة 40 في المئة".

لا تنكر ليلاف أن تكاليف العملية كانت أكبر من قدرتها المادية، إلا أنها مقبلة بعد أشهر على إجراء العملية السادسة لتطويل الساق وتثبيتها، "أدرك أن ذلك سيكون مؤلماً ومتعباً جسدياً ونفسياً، لكنني سأجريها حتى لو تجاوزت قدرتي المادية في ظل هذه الظروف الصعبة".

يختنق صوت الشابة اليافعة وهي تقول: "الشخص الذي أحبني لم تكن لديه مشكلة مع حالتي، المشكلة كانت عندي أنا وفي ثقتي بنفسي. مجرد التفكير بأنه كان يشفق علي أثّر فيّ، الأمر الذي أدى إلى الكثير من المشكلات بيننا".

غمّازتان وثقة

وتقول آيات بكور لرصيف22، (24 عاماً)، وهي سورية الجنسية وتقطن في تركيا، وتعمل مصصمة غرافيك، إنها لجأت إلى عملية التجميل، لأن لديها خدّين مدوّرين، لكنها كانت تشعر بأنها في حاجة إلى لمسة جمالية، "كغمازتين مثلاً".

تروي لرصيف22 أنها كانت ترغب في "إبراز ابتسامتها من خلال عملية الغمازتين والتي لم تستمر لأكثر من ساعة على أعلى تقدير قبل أشهر عدة، وكلفتني نحو 200 ألف ليرة سورية في القامشلي"، وتذكر أنها لم تكن خائفةً على الإطلاق: "اتخذت قراري بملء إرادتي وبالرغم من أن الآخرين أخبروني بأنني جميلة هكذا، لكنني كنت أتطلع إلى المزيد".

وتشرح أنها كانت غير قادرة على الأكل سوى باستخدام "الشلمونة" الصغيرة، وبقيت لنحو شهر تتناول المأكولات السائلة كالحساء... إلخ، "وضع الطبيب قُطباً لي في خدي، لذا ولكيلا أفسد القطب كنت مجبرةً على ذلك".

لا تشعر آيات بالندم لأنها أقدمت على هذه الخطوة، بالرغم من أن الغمازتين لن تستمرا في الظهور على خديها لأكثر من سنتين، وتقول: "لو عاد بي الزمن إلى الوراء لكررت التجربة، حتى لو لم تكن غمازتيّ تظهران سوى عندما أبتسم. ليستا كالغمازات الطبيعية".

موقف الرجال

يقول باسم شويخ، وهو من جنوب الحسكة: "في عصرنا الحالي غالبية الرجال يفضلون المرأة الجميلة، ولا يمانعون أن تخضع المرأة لعمليات تجميل. جمال المرأة موضع أهمية كبيرة في مجتمعنا الحالي أكثر من ذكائها، وغالبية النساء يدركن ذلك، ومنهن من يلجأن إلى استخدام خلطات تجميل، نظراً إلى عدم قدرتهن على إجراء العمليات".

طلقت زوجتي بعد حب استمر سنتين، بسبب عمليات التجميل. أعلم أن الأمر يبدو غريباً، الجميع عرفوا بذلك، كنت أراها جميلةً ولكنني لم أدرك الحقيقة سوى بعد أن تزوجتها

وبرأي رابي جورج كورية (31 عاماً)، من سكان القامشلي: "في السنوات الأخيرة نرى الفئة الشابة مقبلةً على مراكز التجميل بسبب ومن دون سبب، فبعض الفتيات يجرين عمليات لأنوفهن بالرغم من أنهن لا يعانين من مشكلة فيها، وطبعاً بعض العمليات يمكن أن تسبب تشوهاً لموقع العملية، لهذا أنا ضد العمليات، لكنني معها في حال كانت هناك وحمة في الوجه أو عيب خلقي يمكن إزالته".

ويقول عبد الرحمن حميد محمد (30 عاماً)، وهو سوري من الحسكة مقيم في تركيا، ويعمل في الطب البديل: "لا ضير في التجميل إن كان لإصلاح خطأ أو تشوّه خلقي، لكنه من دون ما ذُكر سابقاً تغيير لخلق الخالق".

ويعلق أيمن علي (37 عاماً)، على الأمر بالقول: "طلقت زوجتي بعد حب استمر سنتين، بسبب عمليات التجميل. أعلم أن الأمر يبدو غريباً، الجميع عرفوا بذلك، كنت أراها جميلةً ولكنني لم أدرك الحقيقة سوى بعد أن تزوجتها"، ويضيف: "عندما قبّلتها للمرة الأولى بعد الزواج، شعرت كما لو أنني ألمس بالوناً منفوخاً بالماء، بعدها أخبرتني بأنها نفخت شفتيها، الواقع لم تكن مشكلتي في الفكرة بحد ذاتها، كان بإمكاني تحمّل الأمر، ولكن بالكذب".

هل من رقابة؟

يفيد الدكتور هايك، أنّ وزارة الصحة السورية والنقابات الطبية في البلاد تسعى إلى ضبط عمليات التجميل في سوريا، وفق منظور طبي حقيقي، فـ"للأسف ما يزال هناك الكثير لإنجازه، كوجود العديد من المراكز غير المرخصة، أو التي لا تتمتع بإشراف طبي حقيقي، من ذوي الاختصاص".

ويضيف:" يوجد العديد من التضارب والتداخل في التنسيق للإجراءات الطبية، وساهم في ذلك عدم جدية مراقبة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، التي لعبت دوراً سلبياً في أحد جوانبها في الترويج لطبيب معيّن، ولسوق تباع فيه الأحلام والأوهام للمرأة، مما أدى إلى حدوث بعض الكوارث الطبية".

ويرى هايك أنه لا يوجد طبيب معصوم عن الخطأ، "المختص وحده هو القادر على تدارك خطئه، لذا تحاول وزارة الصحة والجهات المعنية وضع ضوابط حقيقية، لمتابعة الدجل الطبي، وحماية المرضى والأطباء على حد سواء".

وتُعدّ عمليات تجميل الأنف، الأكثر شيوعاً في سوريا، ويقول الدكتور روني محمد، وهو أخصائي جراحة الأنف والأذن في مدينة دمشق: "تتراوح تكاليف تجميل الأنف بين مليون وأكثر من ذلك بقليل. يعتمد الأمر على الطبيب وفي أي مشفى يعمل".

ويرى أن الجراحة التجميلية في سوريا تتجه نحو التطور: "الأساليب والتقنيات الحديثة تتزايد والأدوات تصبح نوعيتها أفضل، ومع الوقت تكون النتائج أفضل"، مشيراً إلى أنه "زاد الإقبال على الجراحة التّجميلية خلال الحرب السورية، ومن الممكن أن يكون الموضوع مُرتبطاً بالعامل النفسي، ولكن لا يوجد سبب منطقي حتى الآن".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

رصيف22 من أكبر المؤسسات الإعلامية في المنطقة. كتبنا في العقد الماضي، وعلى نطاق واسع، عن قضايا المرأة من مختلف الزوايا، وعن حقوق لم تنلها، وعن قيود فُرضت عليها، وعن مشاعر يُمنَع البوح بها في مجتمعاتنا، وعن عنف نفسي وجسدي تتعرض له، لمجرد قولها "لا" أحياناً. عنفٌ يطالها في الشارع كما داخل المنزل، حيث الأمان المُفترض... ونؤمن بأن بلادنا لا يمكن أن تكون حرّةً إذا كانت النساء فيها مقموعات سياسياً واجتماعياً. ولهذا، فنحن مستمرون في نقل المسكوت عنه، والتذكير يومياً بما هو مكشوف ومتجاهَل، على أملٍ بواقع أكثر عدالةً ورضا! لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم، وأخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا!.

Website by WhiteBeard