الترويض الأول للنار مختلَف على بدايته، فالمصادر التاريخية المتعددة تُرجع فعل إشعال النار الأول إلى ما قبل 400 ألف سنة، وتشير إلى أن النار كانت موجودةً في محيط الإنسان، لكنه لم يكن يدرك كيف تشتعل، وحين تم له الأمر تبدلت بشكل جذري ثقافته الغذائية والحياتية. لكنني كشخص حين سمعت لأول مرة أسطورة سارق النار "برموثيوس"، وكيف عاقبه أبو الآلهة "زيوس"، على جملة خطاياه، بربطه بسلسلة إلى صخرة، ثم سلّط عليه النسر العملاق "آثون" لينقر كبده كل يوم، ذهبت نحو تبسيطها في مخيلتي وحسب، فرأيت أن هذا السارق كان مجرد إنسان يعيش بين مجموعة من البشر يحكمها بالقوة، وبالقوة ذاتها نصّبَ نفسه إلهاً لهم، ولما اكتشف الرجل الطريقة الأولى التي تُشعَل بها النار، بات لدى من حوله مقدساً لأنه أتى بفعل خارق لم يسبقه إليه أحد.
النار كانت موجودةً ويعرفها البشر، لكنهم لم يعرفوا كيف تشتعل في الغابات مثلاً، نتيجةً لاحتكاك الأشجار ببعضها بفعل الريح، ولأن الحاكم حينها وجد في هذا الفعل ما يهدد سلطته، زعم بأن المكتشف الذي سيتفق رواة الحكايات على تسميته بـ"برموثيوس"، قد سرق طريقة إشعال النار منه، فقرر معاقبته وربطه إلى صخرة، ولأن الطيور التي تقتات على الجيف تحوم حول أي جثة ملقاة قبل أن تنقضّ عليها، ولما كان الطير يهبط بقصد أكل جثة برموثيوس، كان هذا الأخير يصرخ فتفزع الطيور وتهرب، فظن الناس أن الطيور مسلطة من الحاكم، أو أن الحاكم نفسه زعم ذلك مستفيداً من طبيعة الطير نفسها ليضيف إلى قوته المفترضة سطوة التحكم بنسر عملاق.
المهم هنا أن النار بعد الحكاية باتت مشاعاً بين الناس، ونافست لاحقاً الحاكم نفسه في السطوة على الناس، فانفض بعضهم عن عبادته وراحوا يعبدون النار ويقدسونها، وبالرغم من انتشار مجموعة كبيرة من الأديان السماوية والأرضية التي قدّست أشخاصاً بعينهم، فإن النار ظلت جزءاً أصيلاً من طقوسٍ ذات بعد ديني أو مجتمعي، بما في ذلك لدى الديانات الإبراهيمية، وعلى فرض أن سوريا، ملتقى لمجموعة من الديانات والثقافات، فإن للنار حضورها المقدس بأشكال متعددة.
ظلّت النار جزءاً أصيلاً من طقوسٍ ذات بعد ديني أو مجتمعي، بما في ذلك لدى الديانات الإبراهيمية، وتحديداً في سوريا
ليلة المحيا... شموع لـ"الخضر"
في ليلة المنتصف من شعبان، التي يحيي فيها المسلمون ذكرى تبدّل قبلتهم في الصلاة من المسجد الأقصى في القدس إلى الكعبة في مكة، يحتفي سكان مدينة دير الزور بمجموعة كبيرة من الطقوس، فتُوزَّع الحلوى وتقام الموالد الدينية في الزوايا الصوفية ومنازل بعض المشايخ أو الأشخاص الذين يقيمون المولد بقصد التبرّك.
والمولد طقس تقام فيه مأدبة عشاء يسبقها ويليها إنشاد "المدّاحين" لمجموعة من القصائد التي تتغنّى بالنبي محمد وصحابته ومشايخ الصوفية، ولا يكتمل الطقس إلا بنزول النسوة والرجال إلى ضفة نهر الفرات ليقوموا بتطويف قطع من الخشب ثُبّت فوقها شمع مشتعل لتسري مع النهر ظناً منهم بأنها تصل إلى الخضر حاملةً نذورهم التي يريدونها أن تكون من جملة ما سيحمله الخضر للرب، و"الخضر" هو الشخصية المقدسة التي تعتقد الديانات الإبراهيمية أنه ما زال حياً وسيبقى حتى قيام الساعة (يوم القيامة)، فهو "الخضر"، و "يس"، و "مار جرجس".
والشموع كانت توقد أيضاً عند زيارة المقابر ضمن أيام متعددة، فالعيد يبدأ من المقبرة لدى شريحة واسعة من السوريين، وتحديداً في مدن المحافظات الشرقية (الحسكة، دير الزور، والرقة)، فكانت النسوة يحملن الحلوى والشموع والمصاحف ليزرن المقبرة، وبعضهن يشعلن الشمع ويقرأن القرآن، وبعضهن ينشدن بعض الأغاني الحزينة المرتبطة بالموت، في ما كنّ يسمينه بـ"النعي"، والشمع هنا يأتي وفقاً لتعبير السيدة سهى عبد الرحمن، طلباً لرحمة الميت، وبالرغم من أن الكثير من المشايخ يحرّمون مثل هذه الأفعال بوصفها "وثنيةً"، إلا أن إشعال الشموع مستمر.
منافسة بالدخان
قبل فترة، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بصور قادمة من جزيرة أرواد، في يوم عيد المولد النبوي. أظهرت الصور قيام سكان من الجزيرة بإحراق مئات الإطارات المطاطية لإحياء الذكرى، وتقول يسرى المصطفى، وهي إحدى سكان الجزيرة، إن إشعال النار يأتي ضمن تنافس بين سكان الجزيرة وسكان "حي الخراب"، وسط المدينة القديمة في طرطوس في حجم النار والدخان المنبعث منها في يوم المولد النبوي، كما ثمة تنافس بين سكان الجزيرة أنفسهم في إشعال النيران في هذا اليوم، فسكان الحي الجنوبي (الحارة القبلية)، يضرمون في كل سنة ناراً يتنافسون فيها مع سكان الحي الشمالي للجزيرة (الحارة الشمالية)، وهذا يعني تنافساً ثلاثي الأطراف حول من سيكون أكثر احتفالاً باليوم الذي يِختلَف على تقديسه بين الفرق الإسلامية أساساً، فهناك فتاوى سلفية تحرّم بشكل جذري ولمبررات عدة إحياء المولد النبوي.
يتنافس سكان الجزيرة أنفسهم في إشعال النيران في المولد النبوي، فسكان الحارة القبلية، يضرمون في كل سنة ناراً يتنافسون فيها مع سكان الحارة الشمالية، فمن أين أتى هذا الطقس الغريب؟
بعض العوائل السورية توقد في بداية شهر رمضان قنديلاً يبقى طوال أيام الشهر، وهي عادة محدودة جداً وغير معمول بها كما هو الحال في مصر، ولا يوجد لدى الفرق الإسلامية اتفاق على بداية دخول النار في شعائرهم، التي كان من بينها الإبلاغ عن العيد للقرى التي لا يمكن لها أن ترى هلال نهاية شهر رمضان، وتجد بعض المصادر التاريخية أن إيقاد النار والمشاعل في الأعياد الدينية والمناسبات الاجتماعية، يعود إلى عصور ما قبل المسيحية وبقايا من شعائر المجوسية، فيما تعاد عادة إشعال القنديل في شهر رمضان إلى ما بعد الفتح الإسلامي وبالتحديد إلى بدايات العصر العباسي.
كاوا الحداد... نار النيروز
الأحداث التي شهدتها محافظة الحسكة في العام 2004، والتي أعقبت شغباً جماهيرياً بين مشجّعي ناديَي الفتوة (من دير الزور)، والجهاد (من مدينة القامشلي)، أحدثت صخباً ميدانياً وسياسياً، وكانت المرة الثانية التي يظهر فيها اسم مدينة الحسكة في نشرات الأخبار الرئيسية في قنوات كبرى مثل قناة الجزيرة، وكانت الأولى قبل ذلك بعام تقريباً بعد اشتباك الوحدات الأمنية السورية وبشكل محدود وسريع مع مجموعة من تنظيم "جند الشام"، في قرية تلاصق الحسكة من طرفها الشمالي.
هذه الأحداث التي تُعرف الآن باسم أحداث القامشلي، بدأت وانتهت خلال أيام قليلة بالرغم من تمددها نحو مدينة الحسكة، وكثرت الأقاويل حولها، ولكونها سبقت "عيد نيروز"، بنحو أسبوعين فقط، ما جعل الأهالي يخشون من أن يصدر قرار بمنع إقامة العيد الأهم لدى الكرد، لكن هذا الأمر لم يحصل، فأقيم في "سفح جبل كوكب شرق الحسكة، وحول بستان جنوب مدينة عامودا، وفي قرية عين ديوار في أقصى الشمال الشرقي من محافظة الحسكة"، والفضول وحده ما دفعني آنذاك للذهاب نحو "جبل كوكب"، لأكتشف بنفسي ما الذي يجري.
تُقام خلال النيروز حلقات دبكة لـ"هورزية-شيخاني-باكية"، على وقع أغانٍ كردية، ومسرحيات باللغة الكردية
ففي العيد، تُقام حلقات دبكة لـ"هورزية-شيخاني-باكية"، على وقع أغانٍ كردية، ومسرحيات باللغة الكردية يفهم منها غير الكردي بأنها إعادة تجسيد للأساطير والحكاية التي تعني هذه القومية، وإطارات مطاطية مشتعلة هنا أو هناك، وكان ثمة تنافس بين مشعليها، ولم يكن صعباً أن أكتشف أني والمجموعة التي رافقتني من أصدقائي لسنا العرب الوحيدين في هذا التجمع القومي، بل إن هناك مجموعات أخرى جاءت لمجرد الحضور، وباعة جوالين يستثمرون الحدث لتحقيق مكسب مالي أعلى من الأيام العادية.
بعد ذاك المساء، عرفت أن لصديقنا في الحارة "كاوا"، مرجعية مهمة لاسمه، فالاسم مرتبط بشكل جذري بالعيد، وما النار التي توقد إلا نار "كاوا الحداد"، القائد الكردي الذي تتعدد الروايات حول حكايته الأسطورية، إلا أن أكثرها شعبيةً وتداولاً تلك التي تقول إنه قتل الملك الشرير الذي كان يُعرف بـ"الملك الضحاك"، لكونه كان يذبح كل يوم طفلين ليستخلص دماغيهما، إلى أن قرر "كاوا" التحايل عليه، فأرسل له دماغ خروف بدلاً من دماغ طفله، وهكذا فعل من بعده كل سكان المنطقة، فيما أرسلوا أطفالهم إلى الجبال مع "كاوا" الذي شكّل بهم لاحقاً جيشاً تمكن أخيراً من قتل الملك الشرير، وأشعل الحداد ناراً كبيرةً فوق جبل ليعلن للناس مقتل الشرير.
في صباح اليوم التالي، زالت اللعنة عن البلاد التي جرت فيها القصة، والتي يُقال إنها في شمال العراق، لتعود الحياة إلى طبيعتها وتزهر الأرض، وهي مروية لا سند تاريخياً أصيلاً لها، وهي واحدة من بين مجموعة روايات حول "كاوا" وناره التي يُعتقد أن أهمها وأقربها، هي مشاركة "الميدييين"، مع "الكلدانيين"، في الحرب ضد الإمبراطورية الآشورية، والتي انتهت بسقوط عاصمة الآشوريين نينوى، وأعقب ذلك إشعال نار ضخمة في القصور التي كان يملكها الآشوريون حتى القرن السابع قبل الميلاد.
نار الإيزيديين
من بقي من معتنقي الديانة الإيزيدية هم من الكرد عرقياً، ولهؤلاء روايتهم الخاصة، فالنار في عيد النيروز بالنسبة لهم دينية لا قومية، حيث أن من أشعلها هو النبي "نوح" بعد أن وصل بسفينته خلال الطوفان العظيم إلى جبل جودي نوب شرق تركيا، والسبب في إشعال النار حسب المروية الإيزيدية يعود إلى أن سفينة نوح اصطدمت خلال إبحارها بنتوء صخري من "جبل سنجار"، الذي يقطنه الإيزيديون، غرب العراق، وكان مغموراً بمياه الطوفان حينها.
نتيجة الاصطدام، حدث ثقب في السفينة تسبب في تسرّب المياه، فتبرعت أفعى عملاقة بسد الثقب بجسدها لكي تنجو سفينة نوح من الغرق، لكن الأفعى طلبت أن تُقدَّم لها أضحية من البشر الذين كانوا على السفينة، وحين رسا نوح بسفينته في "جبل جودي"، قتل الأفعى بإحراقها بالنار خشيةً منه على نسل البشر، وقد أعقب إشعال النار أن بزغت شمس يوم جديد، فصار الاحتفال بـ"نيروز"، الذي يعني اليوم الجديد وفقاً للتراكيب اللغوية العديدة للأقوام المحتفلة به، مقروناً لدى الإيزيديين بإشعال النار لاستذكار نجاة البشر من شر الأفعى.
قوزلي... نار الساحل
في الرابع عشر من كانون الثاني/ يناير من كل عام، يحتفل بعض سكان الساحل السوري بعيد قوزلي، الذي يصادف رأس السنة وفقاً لـ"التقويم اليوليوي"، المنسوب إلى "يوليوس قيصر"، والذي كان معمولاً به من عام 45 قبل الميلاد، وتُرك بقرار من البابا غريغوريس الثالث عشر رأس الكنيسة الكاثوليكية حينها، وبات التقويم المعتمد منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا.
النار في عيد النيروز بالنسبة لهم دينية لا قومية، حيث أن من أشعلها هو النبي "نوح" بعد أن وصل بسفينته خلال الطوفان العظيم إلى جبل جودي، فما الذي حصل حينها؟
الأساس في العيد، أن المحتفلين يضرمون ناراً لشيّ اللحوم الحمراء أو طهوها مع شيء من مكونات القمح "البرغل-الطحين"، في أطباق غريبة، وذلك احتفالاً بالعيد الذي كان في أوّل أمره وحتى بضع عشرات من السنين، يمتد لستة أيام آخرها يوم القداس، وكانت لإيقاد النار مكانة مهمة في العيد، إذ يتحلّق حولها الشبان في حلقات الدبكة ويقفز بعضهم من فوق النار كنوع من اللعب والتحديات في ما بينهم، بينما تعيد بعض المصادر التاريخية التي ورد فيها ذكر هذا العيد أن سكان الساحل السوري الأوائل كانوا يعدّون هذا الطقس تطهيراً من الذنوب.
وتعني كلمة "قوزلي"، البداية، وفقاً للتأويل القائل بأنها مشتقة من كلمة "قوزلة"، الآرامية، ووفقاً لما وردت به الكلمة في "موسوعة العامية السورية"، فهي مشتقة من الآشورية وبالمعنى ذاته أيضاً، فيما يقول الباحث جورح كدر، في مقال نشره موقع قناة bbc بالعربية، إن "للكلمة جذوراً في حضارات مختلفة كالأكادية والآشورية والسريانية"، وبحسب كدر، فهي ترد في لفظ متعدد الأشكال في المعجم السرياني، مثل "غوزلة أو قوزلة أو قوزلتا أو قوزلتو"، ويشرح أن لكل لفظ معنى كـ"الشهب والنار والجمر وكذلك اللهب، وربما هذا ما يفسر أن أحد أبرز الطقوس المرتبطة بهذا العيد هو إضرام النار والقفز فوقها"، ويشير في المقال نفسه إلى أن الكلمة وردت في ملحمة جلجامش السومرية، وتعني كلمة "غوزالو أو قوزالو" المبشر والنذير والمنادي والمعلن والرسول، وقد كانت صفةً ملكيةً.
وكان ليوم القداس السادس قديماً، طقس مرتبط بالماء، إذ يتجه شبان القرية عند الفجر إلى نبع أو نهر والفتيات إلى نبع آخر، ليسبحوا في مياه النبعَين بالرغم من برودة الطقس، وخلال عودة النساء يجمعن باقات من "الميرمية والريحان البرّي وأغصان الزيتون"، ليقمن بتغطيسها في الماء قبل تعليقها في مكان ما من المنزل لطرد الأرواح الشريرة والحسد، وهي باقة كانت تُستبدَل كل عام وفقاً لبعض المراجع القديمة التي يرد فيها ذكر هذا العيد، الذي بات اليوم طقساً مجتمعياً يمتد ليوم واحد يمكن وصفه بمجرد وليمة طعام تجتمع عليها أسر العائلة الواحدة، ليتناولوا طعامهم الذي لم يعد لحماً أحمر كما كان سابقاً، إذ دفع الفقر سكان الساحل السوري منذ عشرات السنين إلى استبدالها باللحوم البيضاء مع "البرغل بحمص"، ولعل النار انحسرت أهميتها وقدسيتها في هذا العيد كونها توقَد لطهي الطعام ولم تعد بالقدسية ذاتها التي بدأ فيها العيد في سنوات ما قبل المسيحية.
كان ليوم القداس السادس قديماً، طقس مرتبط بالماء، إذ يتجه شبان القرية عند الفجر إلى نبع أو نهر والفتيات إلى نبع آخر، ليسبحوا في مياه النبعَين
هناك أمثال مرتبطة بـ"القوزلة" مثل: "بين القوزلي والقداس بيت الفلاح ما بينداس"، وهذا يشير إلى ازدحام بيوت الفلاحين بالأعمال المرتبطة بالعيد، وأيضاً "بعد العيد ما في كعك"، ما يشير إلى حالة الفقر التي تربط وجود الكعك والحلويات بالعيد، فيما يقول المعمّرون من سكان الساحل: "اللحمة الحمرة من القوزلي للقوزلي"، في إشارة ثانية إلى الفقر وكون تناول اللحوم الحمراء لا يزيد عن مرة واحدة في العام، وهناك من كان يغنّي في ليل القوزلي حول النار المضرمة: "زيدوا حطب وزيدوا نار... قوة وذلة ع الكفار".
النار المسيحية
يذكر تاريخ الديانة المسيحية، أن "هيلانة"، والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين، وبعد أن أعلن ابنها المسيحية ديانةً رسميةً لإمبراطوريته، بدأت بالبحث عن "الصليب المقدس"، وبعد طول بحث أرشدها يهودي من سكان القدس يُدعى "يهوذا"، إلى مكان دُفنت فيه ثلاثة صلبان، ولما حفر الجند ووجدوا الصلبان الثلاثة كان لا بد من طريقة لمعرفة أيّهم صُلب عليه المسيح عيسى بن مريم.
وخلال مرور هيلانة وجندها في القدس، مرّوا بجنازة لرجل لا يُذكر اسمه في أي من المصادر، فأمرت والدة الإمبراطور بأن توضع جثة الرجل على الصلبان بالتتالي، حتى قام الميت حياً حين وُضع على صليب المسيح، فأمرت بإشعال النيران على قمم الجبال والتلال لينتشر خبر إيجاد الصليب المقدس، قبل أن تأخذ قطعةً من خشبته إلى القسطنطينية، وتترك الباقي في القدس، ومنذ هذه الحادثة التي يُذكر أنها وقعت في العام 326 للميلاد، والمسيحيون يحيون عيد الصليب في الـ13 من شهر أيلول/ سبتمبر، ويشعل مسيحيو سوريا في بعض المناطق نيرانهم في أماكن عالية، كما يحدث في معلولا، المدينة المسيحية الواقعة إلى الشمال من العاصمة دمشق، بمسافة لا يزيد وقت اجتيازها بالسيارة عن ساعة واحدة.
المسيحيون الأرثوذكس، يشعلون الشموع في الليلة التي تسبق عيد الفصح، وهي التي تُعرف باسم "سبت النور"، إذ تؤمن الكنيسة الأرثوذكسية منذ القرن الرابع، بأنّ نوراً مقدساً يفيض في هذا اليوم، من قبر المسيح في كنيسة القيامة، حيث صُلب ودُفن وحصلت قيامته، وفي عيد الشعانين يحمل المسيحيون وخاصةً الأطفال منهم، الشموع خلال مسيرهم باتجاه الكنائس ليستذكروا مسيرة المسيح وهم يرددون "هوشعنا لابن داوود"، وهي تعني مسيرك ليلتقي "النور بالنور"، والمقصود هنا التقاء نور الشموع بنور المسيح.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع