شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
علم فلسطين في أيادي المشجعين… ما بين التوجهات الحقيقيّة للشعوب وكبتها السياسي

علم فلسطين في أيادي المشجعين… ما بين التوجهات الحقيقيّة للشعوب وكبتها السياسي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 21 ديسمبر 202201:03 م

كقارئ لهذه الكلمات باللغة العربية، فأغلب الظن أنك لاحظت مثل كل المتابعين العرب الحضور الكثيف واللافت لعلم فلسطين في مباريات المونديال الذي أقيم في قطر، ولربّما شاهدت في نشرات الأخبار صور المنتخب المغربي الذي رفع العلم الفلسطيني بعد فوزه على منتخب إسبانيا محققاً أهم إنجاز كروي عربي، كأول منتخب عربي يصل الدور نصف النهائي في تاريخ كأس العالم الذي يقترب عمر تأسيسه من الـ100 عام.

من الصعب فهم الثقل الذي تحمله الأعلام الوطنية، وكيف لقطعة من القماش الملون أن تجعل القلوب تخفق معها وتلخص عند رؤيتها كل مشاعر الانتماء، أذكر طفولتي في مخيم اليرموك في دمشق، وأذكر تلك المظاهرات المناصرة لفلسطين التي كنت أندسّ بها دون علم أهلي، ولربما لصغر حجمي، حينها لم يكن أحد يعلم بوجودي إلا أنا والصبية.

في تلك المظاهرات كان الملوحون بالعلم الفلسطيني بالنسبة لي أشبه بأبطال ذوي قدرات خارقة، فمع ارتفاع العلم يرتفع قلبي، أسمع حفيف رفرفته، وكأن كل ما حوله يعلو معه وربما لا، لم أكن أعي ما هي السيادة ولم أفهم سيكولوجية الجماهير، ولكن كنت أعي أنني لاجئ بلا وطن، وأن الأسى في عيني جدي مرتبط بهذا المستطيل الشنيع ذي الحواف الزرقاء، وأن كل جيراني في شارع صفد، لن يرتاحوا إلا إذا علا علمنا دائماً.

وصلت سن المراهقة ولم أكن أعي أيضاً أن هذا الالتصاق بالعلم، لم يكن يمارس بكثافة إلا بين أبناء شعبنا، كان صديقي السوري القادم من حي الصالحية، يستغرب لرفعنا الأعلام في كل مناسباتنا العائلية، وكأننا كنا نستغل كل مناسبة من تخرج، ولادة، عرس، حتّى المآتم، لنرفع العلم ونذكر أنفسنا بحق سيعود يوماً. استعدتُ بعضاً من تلك الصور أثناء متابعتي لمباريات المونديال، ليس من الضروري أن يشارك فريق عربي ليرتفع علم فلسطين، ليس من الضروري أن يكون رافع العلم عربي الملامح، كان العلم هو الثابت الوحيد في هذا المونديال.

رفع العلم تمرد على الكبت السياسي

يتابع مروان درّاج الصحافي الفلسطيني المقيم في دمشق مبارايات المونديال، وتملؤه السعادة في كل مرة يرى فيها علم فلسطين مرفوعاً على المدرجات. يتحدث لرصيف 22: "كلاجئين فلسطينيين، أينما وُجِدنا يغمرنا شعور كبير بالفرح مع ظهور العلم في المباريات، ورفع علم فلسطين بهذه الكثافة يدل على عطش حقيقي للجماهير العربية للتعبير عن مواقفها السياسية الحقيقية، خاصة أنها ممنوعة خلال الأيام العادية من قبل حكوماتها التي ركبت موجة التطبيع من البوح والمجاهرة بالتضامن مع القضية الفلسطينية".

ويضيف درّاج: "رفع العلم الفلسطيني جزء بسيط من المواقف الشعبية العربية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وقضيته"، ويشير إلى حالة الكبت السياسي الذي تعيشه الشعوب العربية والهزائم المتوالية منذ أكثر من نصف قرن، والتي تركت الإنسان العربي شبه مشلول ويائس، ليجد في الانتصارات التي حققتها المنتخبات العربية، خاصة المنتخب المغربي ووصوله إلى المراحل الأخيرة، نوعاً من التعويض عن الهزائم المتوارثة من جيل إلى جيل، فتعيد له شيئاً من الهيبة العربية في زمن أرضع فيه الحكام العرب شعوبهم الذل والمهانة واليأس.

رفع علم فلسطين بهذه الكثافة يدل على عطش حقيقي للجماهير العربية للتعبير عن مواقفها السياسية الحقيقية، خاصة أنها ممنوعة خلال الأيام العادية من قبل حكوماتها التي ركبت موجة التطبيع من البوح والمجاهرة بالتضامن مع القضية الفلسطينية

حاول الإعلام الإسرائيلي استغلال المونديال ووجوده على الأرض لإنجاز لقاءات مع الجماهير العربية في المونديال تعكس حالة التطبيع التي وصلت إليها "إسرائيل" مع المحيط العربي، إلا أن الأمر قوبل برفض جماعي، بل على العكس، أصر الجميع حتى اليافعون على عدم وجود شيء اسمه "إسرائيل"، بل هي فلسطين، وأن هذا الكيان كان وسيبقى عدواً للشعوب العربية، الأمر الذي أفشل جهوداً أمريكية وإسرائيلية كبيرة لتعزيز التطبيع في الشارع العربي.

صدمة لدى الإعلام الأمريكي

يكمل مروان حديثه لرصيف22 ويقول: "بعض الأصوات حاولت أن تنادي بعدم تسييس المونديال، المقصود هنا لا للعلم الفلسطيني، إلا أن أحداً من الجماهير العربية لم يلق بالاً لهذه الأصوات، بدليل استمرار رفع علم فلسطين ومن قبل مشجعي المنتخبات العربية وغيرها"، موضحاً أن العلم كان طريقة تعبّر بها الشعوب العربية عن احتجاجها على كلّ الأنظمة العربية المطبّعة، ويؤكد أنها ستجد دائماً طريقها مع كلّ مناسبة لتصدير مواقفها الحقيقية من قضاياها.

حاول الإعلام الإسرائيلي استغلال المونديال ووجوده على الأرض لإنجاز لقاءات مع الجماهير العربية في المونديال تعكس حالة التطبيع التي وصلت إليها "إسرائيل" مع المحيط العربي، إلا أن الأمر قوبل برفض جماعي

ويوضح: "ردود الفعل الدولية والإسرائيلية عبّرت عن القلق من حالة التضامن والالتفاف حول القضية الفلسطينية من قبل المشجعين، ودفعت صحيفة (نيويورك تايمز) التي نشرت مادة على صفحتها الأولى بعنوان (يلوحون بعلم الفريق غير الرسمي لكأس العالم) والمقصود هنا فلسطين، كذلك عبرت عدة صحف أمريكية وعالمية معروفة بسياساتها المؤيدة للكيان عن مفاجأتها حول كيفية حضور أعلام فلسطين بهذه الكثافة في المونديال، فيما كتبت أقلام معروفة في الصحافة الأمريكية عن انحياز إلى القضية الفلسطينية بعدما رأوا التضامن الكبير معها، فظهرت عناوين مثل (علم فلسطين كان العلم غير الرسمي للمونديال) و(فلسطين هي الفائزة بكأس العالم) على كبرى وسائل الإعلام كتلفزيون (إن بي سي) وصحف مثل (ذا نيشن) و(لوس أنجلس تايمز) وغيرها".

ويختم درّاج: "الشيء الجميل أن هذه الظاهرة والتعاطف مع القضية الفلسطينية حصل بتلقائياً وعفوياً، في ظل غياب أي دور للمؤسسات الرسمية سواء العربية أو الفلسطينية عنها".

مخالفة الحكومات

وصف الصحافي السوري غياث تفنكجي، الذي قام بتغطية كأس العالم في قطر، العلم الفلسطيني بأنه الحاضر القوي في المدرجات بشكل غير مسبوق للتذكير بقضية العرب، مشيراً إلى أن ذلك لم ينحصر فقط بالمشجعين العرب الذين استغلوا وجودهم في المونديال لإظهار قبلتهم السياسية الحقيقية، كما أظهر ذلك أن القضية الفلسطينية هي القضية الوحيدة تقريباً التي تتفق عليها جميع الشعوب العربية.

يتحدث تفنكجي من داخل المركز الإعلامي في الدوحة والخاص بالمونديال عن محاولات تهميش القضية الفلسطينية في العالم العربي خلال السنوات الماضية، فيقول لرصيف22: "تشعر كأن هذا المونديال قضى على كل محاولات التطبيع وغيرها التي عُمل عليها منذ سنين طويلة، فتجد المشجعين العرب يخالفون حكوماتهم وسياساتها المطبعة برفع العلم كما حدث مع الجمهور المغربي الذي كان من أكثر الجماهير رفعاً علم فلسطين. وبما أن هذه أول نسخة تحتضنها المنطقة العربية، فمن الطبيعي حضور العلم الفلسطيني".

معايير مزدوجة: الأرجنتين مثالاً

وعن التّحيّز الذي تمارسه الفيفا تجاه بعض القضايا دون غيرها، يؤكد غياث أن المنظومة الرياضية العالمية يحكمها الغرب بطريقة أو بأخرى إلى حد كبير، وظهر هذا جلياً عند إقصاء المنتخب الروسي من تصفيات كأس العالم بعد أن وصل إلى الملحق النهائي بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا وكذلك يوغوسلافيا من كأس أمم أوروبا عام 1992، فيما لم نشهد أي رد فعل تجاه المنتخبات الإسرائيلية بعد أي حرب أو مجزرة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، كذلك لم يتلق لاعب منتخب غانا جون بانتسيل خلال مونديال 2006 أي إنذار بعد احتفاله بتسجيل منتخبه هدفاً في شباك التشيك عبر إخراجه علم "إسرائيل" ورفعه في أرض الملعب خلال المباراة.

ويتابع: "السؤال الحقيقي هو هل كل من يرتكب انتهاكات أو يعتدي على شعب آخر يتم إقصاؤه من البطولات؟ طبعا لا، جميعها معايير غربية تحكمها المصالح السياسية، فمثلاً الأرجنتين فازت باستضافة كأس العالم عام 1978، وبعدما وقع الانقلاب العسكري فيها بقيادة الجنرال خورخيه فيديلا المدعوم من واشنطن، واعتقل عشرات الآلاف وارتكب مجازر بحق الشعب الأرجنتيني، وعارضت العديد من الدول الغربية المشاركة في مونديال الأرجنتين، فقد شاركت جميعها لأن فيديلا كان مدعوماً من الرئيس الأمريكي هنري كسينجر، وأيضاً من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وقتها البرازيلي جواو هافيلانج".

لم يتفاجأ غياث من ردّة فعل المشجعين العرب ورفضهم إجراء مقابلات مع وسائل إعلام إسرائيلية، مؤكداً أنه شيء منطقي نسبة للشعور العربي الحقيقي تجاه فلسطين بخلاف ما تحاول الحكومات العربية تصديره للرأي العام الدولي، ويضيف: "اللافت أن مشجعين قادمين من دول غربية أبدو نفس ردة الفعل تجاه الإعلام الإسرائيلي، إضافة إلى أن المونديال أتاح الفرصة أمام المشجعين الغربيين للاطلاع على ثقافة الشعوب العربية وشعوب الشرق الأوسط، الأمر الذي أزال عقوداً من زرع الصورة النمطية حول الإنسان العربي في هوليوود أو في وسائل الإعلام الغربية".

ضرب الدورية ولا رفع العلم

أما الناشط الفلسطيني مهدي الجمل أحد سكان مدينة القدس فيرى أن العلم الفلسطيني في المونديال يجسد صورة القضية الفلسطينية ويقول لرصيف22: "إن أصحاب الحق يشاركون باللعب في المونديال بشكل افتراضي، وهو الأمر الذي لم نعهده عندما كانت تستضيف الدول الغربية المونديال، وظهور الأعلام الفلسطينية والأغاني الداعمة للشعب الفلسطيني في مونديال قطر بكثافة هو جهد يُشكر عليه كل من ساهم في السماح بذلك، ولم يقتصر هذا على الملاعب بل امتد إلى ساحات المشجعين وشوارع الدوحة والمناطق الحيوية".

أتاح المونديال الفرصة أمام المشجعين الغربيين للاطلاع على ثقافة الشعوب العربية وشعوب الشرق الأوسط، الأمر الذي أزال عقوداً من زرع الصورة النمطية حول الإنسان العربي في هوليوود أو في وسائل الإعلام الغربية

وعن رمزية العلم للفلسطينيين وخاصة عند أهالي مدينة القدس، يقول مهدي بلهجته المقدسة: "من أكثر الأشياء التي تزعج الإسرائيليين العلم الفلسطيني، سواء كان ذلك في مدينة القدس أو مدن الضفة أو الداخل الفلسطيني أو في أي مكان آخر، لذلك، عند وصول العرب لأي محفل من المحافل الدولية، وهنا نتكلم على الشعوب العربية وليس الحكومات، يرفع علم فلسطين، فالشعوب العربية تفتخر بمناصرتها للقضية الفلسطينية العادلة، وموضوعنا موضوع سيادة للعلم الفلسطيني والقضية الفلسطينية محلياً ودولياً. أن ترفع العلم الفلسطيني في القدس هو أخطر حتى من أن تطلق النار على دورية جيش إسرائيلي، لأن هذا العلم يمثل سيادة، أتذكر جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة إذ كان ممنوعاً علينا إدخال العلم الفلسطيني إلى القدس لكننا أدخلناه، ورفعناه بطائرة درون حتى لا يتمكنوا من إيقاعه، وليسقطوا الدرون ليست مشكلة، لكن العلم ارتفع فوق القدس وبان، فالموضوع موضوع سيادة".

يشرح الجمل ظاهرة رفع العلم في المونديال الذي يرصده الملايين من البشر: "إن وجود علم لدولة لا تلعب في المونديال سيجعل كل من يرى العلم يتساءل عن سبب رفع هذا العلم، لأن الكثير من مواطني الدول الغربية وتحديداً الجيل الناشئ، لا يعرفون القضية الفلسطينية وحيثياتها، ليشكل ذلك نوعاً من نشر الوعي في جيل الشباب العالمي".

ويضيف: "حتى المنتخبات الأوروبية سواء كانت دولها مناصرة للكيان الإسرائيلي أو للقضية الفلسطينية، كان رفع العلم الفلسطيني من خلال المشجعين ملفتاً للنظر، عندما يقف مشجع أوروبي أو غربي ويتكلم لوسائل الإعلام عن القضية الفلسطينية، وأن فلسطين تسحق الحرية، والشعب الفلسطيني يستحق الحرية، فقد أصبح هذا الشخص يتكلم عن قضيتنا عن دراية وفهم، فهذه رسالة نُقلت لبلده". ويتابع: " لدي أصدقاء من مختلف دول العالم أتابع منشوراتهم عبر السوشال ميديا، موضوع العلم الفلسطيني أو موضوع القضية الفلسطينية أصبح يأخذ حيزاً كبيراً من منشوراتهم بشكلٍ موازٍ لخروج بعض المنتخبات القوية".

يختم مهدي حديثه بالإشارة إلى مقطع تناقلته منصات التواصل الاجتماعي، عندما وجه مذيع سؤالاً إلى أحد المشجعين عن رأيه بأداء الفرق العربية في المونديال، فأجابه أنه يفتخر بوصول فريقين عربين إلى دور الـ16، فرد عليه المذيع: "كيف منتخبين؟" فأجابه المشجع: "نعم المنتخبان المغربي والفلسطيني". يقول مهدي: "لم يتم التعامل مع القضية الفلسطينية كمنتخب يشارك بالمونديال فقط، بل أصبحت لاعباً أساسياً أيضاً، يفوز بمبارياته".

رد الفعل المشروع

يحرص سامر سليمان الصحافي الفلسطيني الذي يعيش في غزة، على ألا يفوّت مباراة واحدة من مباريات المونديال، ويصرخ فرحاً ويصفق هو وأصدقاؤه في أحد مقاهي مدينة غزة مع كل ظهور للعلم الفلسطيني على الشاشة، فهو يرى أن مونديال قطر كان له الأثر الكبير على الأمة العربية، ولم يسبق لأي دولة عربية أن استضافت حدثاً عالمياً كبيراً مثل كأس العالم، وهذا ما جعل قطر أرضاً خصبة لتوافد الشعوب العربية التي لطالما أحبت القضية الفلسطينية بالفطرة وتوارثوها.

يتحدث سامر لرصيف22: "فلسطين قضية كل أحرار العالم، ورفع العلم ليس بالغريب أن يتكرر وجوده في مختلف الجاليات حتى غير العربية وغير المسلمة. فلسطين محور العالم وقضيتنا هي قضية كل من يعتنق الإنسانية والحرية والإيمان بحقوق الآخرين".

ويشرح دلالة ظاهرة رفع العلم الفلسطيني على مدرجات كأس العالم بأن فلسطين أصبحت تتصدر عربياً ودولياً كافة المنصات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الرياضية، ومن يريد أن يذكر العالم بهذه القضية يقوم برفع العلم، في كل مكان يوجد به، لينطق ويتكلم بأعلى صوته بأن لهذا الشعب الحق في الاستقلال والحرية والعيش الكريم، وأن يقف العالم أمام حقوقه الآدمية والإنسانية والحياتية، أمام كل ما يمارس بحق الشعب الفلسطيني من انتهاكات تتنافى مع العهود والمواثيق الدولية كافة.

وحول ربط انعكاسات المواقف السياسية على ميول المشجعين وانتمائهم، يقول سامر: "بالتأكيد، التعاطف مع أي منتخب مشارك في كأس العالم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بموقف قيادته وشعبه من قضيتنا وحقوقنا، فكل من تحالف مع الاحتلال من قريب أو من بعيد على مدار التاريخ نتمنى خروجه، وأن يكون طريقه قصيراً في هذا المونديال، وكل من كان له سوابق ومواقف تاريخية بحق قضيتنا نكون له المساند والداعم والمشجع... هذا حقنا، من لا ينصفني وينصف شعبي وأرضي لا تتوقع منّي إنصافه".

وأخيراً لست من الشغوفين بمتابعة مباريات كرة القدم، أعرف أنني من أنصار المنتخب الإيطالي لأنه أهدى فوزه في مونديال 1982 لمنظمة التحرير الفلسطينية كتحية تضامن مع الشعب الفلسطيني. لم تشارك إيطاليا في مونديال هذا العام مما خفض حظوظ كأس العالم في استقطاع ساعات من وقتي، خصوصاً أن حضور المباريات أصبح نوعاً من الترف لنا، فأنت بحاجة لبطارية وكهرباء وتلفاز واشتراك ومعدل الدخل هنا 17 دولاراً، وبدون إيطاليا فالأمر لن يستطيع إغرائي، إلا أن هذا الإجماع الجميل، الإجماع على الفرح الذي ضم فلسطينيي الداخل والشتات والسوريين والعرب لرؤية العلم الفلسطيني جعل هذا المونديال أجمل نسخ كأس العالم حتى الآن، علنا نجد في المستقبل منابر وساحات أخرى، لنذكر أنفسنا والعالم بأننا ما زلنا موجودين، وبأننا لن ننسى ولن نُنسى. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image