يشهد مونديال قطر 2022، مشاركة ابن جورج وياه، رئيس ليبيريا، في المسابقة، ولكنه يُمثل المنتخب الأمريكي وليس موطن أبيه، الذي تُوّج أفضل لاعب في العالم في عام 1995، في إنجاز لم يحققه أي لاعب إفريقي حتى الآن.
نجح الابن في ما لم ينجح فيه والده، وهو حلم اللعب في منافسات كأس العالم، حيث لم تتأهل ليبيريا في تاريخها إلى المونديال بالرغم من امتلاكها أفضل لاعب في العالم، ولكن الابن الذي وُلد عام 2000، في ولاية نيويورك الأمريكية لأم جامايكية، قرر تمثيل بلاد العم سام في المنافسات الكروية.
كانت لدى تيموثي أيضاً، فرصة تمثيل منتخب جامايكا موطن والدته، وفرنسا، التي عاش فيها لسنوات نظراً إلى التحاقه بصفوف الناشئين مع فريق باريس سان جيرمان، ولكنه اختار اللعب في صفوف المنتخب الأمريكي وتدرَّج في فئاته العمرية حتى شهد عام 2018، الظهور الدولي الأول له مع المنتخب الأول، بعد شهرين فقط من اعتلاء والده منصب رئاسة ليبيريا التي رفض أن يمثّلها.
لاعب فريق ليل الفرنسي الحالي، أحرز أول أهدافه المونديالية في شباك ويلز، تحت أنظار والده في المدرجات، ولكنه لا يُعدّ أول لاعب من نسل الزعماء أو الملوك الذي يدخل عالم الرياضة، إذ سبقته أسماء كثيرة نستعرض هنا أبرزها.
رومانو موسوليني
لاعب من مواليد عام 2003، هو الطفل الثالث لأليساندرا، حفيدة الزعيم الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني، الذي شغل منصب رئيس إيطاليا منذ عام 1922 حتى عام 1943، وتحالف مع الزعيم النازي أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية قبل انتصار الحلفاء وإعدامه عام 1945.
اختار رومانو أن يحمل اسم جده من والدته اعتزازاً به، ويسمح القانون الإيطالي بأن يحمل الشخص لقبين من جانب والدته ووالده، مبدياً عدم انزعاجه من كونه حفيد موسوليني.
بدأ رومانو الذي يجيد اللعب في مركز الظهير الأيمن، مسيرته مع فريق الناشئين في العاصمة الإيطالية روما، قبل أن ينضم إلى الغريم الأزلي لاتسيو، وهو في الـ13 من عمره، وتمت إعارته إلى فريق فيجور بيركونتي للهواة عام 2018.
خشي رومانو من إقحام اسمه في أمور لا تمت بصلة إلى الرياضة، كونه أحد أحفاد موسوليني، فـ"هنا في لاتسيو يحكمون عليّ من جودة اللعب وليس بسبب اسم جدي"، ولكن يُعرف عن مشجعي الفريق بتأييدهم للفاشية
عاد بعذ ذلك إلى لاتسيو وتألق في فريق دون الـ17 عاماً، قبل أن يوقع على عقد احترافي ثم يقرر المدرب ماوريسيو ساري أن يُصعده للفريق الأول، ليظهر على دكة البدلاء وهو في عمر الـ18 أمام هيلاس فيرونا في الموسم المنصرم من الكالتشيو.
ويُعدّ نادي لاتسيو النادي المفضل لأعضاء حزب اليمين المتطرف في إيطاليا، وأحياناً يحتفل بعض من الألتراس بالتحية الفاشية، وأشهر هذه اللقطات من مباراة أقيمت عام 2011، وهي احتفال مهاجم الفريق مع الجماهير بأحد أحفاده بإظهار التحية الفاشية.
لذلك خشي رومانو إقحام اسمه في أمور لا تمت بصلة إلى الرياضة، كونه أحد أحفاد موسوليني، وقال في حديثه إلى صحيفة إلميسيجيرو الإيطالية: "هنا في لاتسيو يحكمون عليّ من جودة اللعب وليس بسبب اسم جدي".
الساعدي القذافي
ابن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والذي كان مهووساً بأن يكون لاعب كرة قدم محترف في الدوري الإيطالي، لم يكتفِ بديكتاتورية والده ومساعدته في أن يشارك في الدوري الليبي بقمصان الأهلي والاتحاد، بل ترأس الاتحاد وهو لاعب في الوقت نفسه، ومن الشائعات التي يتم تداولها ولم يتم تأكيدها بشكل جازم، أنه في إحدى المباريات التي خسرها أمام الأهلي، أمر رجاله بإطلاق النار على جماهير الفريق الغريم، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً.
في المنتخب الليبي الذي ارتدى شارة قيادته بالطبع، دخل في خلاف مع المدرب الإيطالي فرانكو سكوليو، الذي رفض إشراكه أساسياً، لتتم إقالته في اليوم التالي، وذلك بحسب ما صرّح المدرب لصحيفة كوريري ديللو سبورت، إذ قال: "لم أكن أدعه يلعب ولو لدقيقة واحدة، لا أحب أن يبتزني أحد".
في رواية أخرى رواها مدرب لأحد كلاب الساعدي القذافي، يقول إنه كان شاهد عيان على ضرب وتعذيب اللاعب الموهوب بشير الرياني، إذ كان الساعدي يغار من موهبته، وقال علي نجل بشير الرياني، إن الساعدي هو من قتل والده.
لم يكتفِ الساعدي بما حققه من وراء نفوذ والده داخل ليبيا، بل قرر خوض تجربة اللعب في الكالتشيو وانضم إلى فريق بيروجيا عام 2003، بفضل سعي رئيس النادي لوسيانو غاوتشي، رجل الأعمال الذي أراد التقرب من رئيس وزراء إيطاليا سيلفيو بيرلسكوني، الذي أخرج ليبيا من عزلتها عن أوروبا، رغبةً في الاستفادة من نفطها.
الساعدي لم يكن لاعباً موهوباً، ولكنه كان شخصاً سخياً، وأهدى سيارةً إلى كل زميل له في الفريق قبل خوض مباراة يوفنتوس، حاول جاهداً واستعان بخدمات مارادونا، لكنه لم ينجح في أن يكون لاعباً محترفاً، فماذا فعل؟
وشارك لدقائق معدودة فقط أمام يوفنتوس، وكان هذا شرطاً في عقده، ومفاده أن يحقق حلمه باللعب أمام فريقه المفضل ولو لدقائق معدودة. وعاش الساعدي حياة الترف في أوروبا، وكان يسكن في طابق فندقي بأكمله، ويحجز غرفةً لكلبه، وغرفةً للسائق الخاص به.
يقول زميله السابق في فريق بيروجيا أليساندرو رافانيلي، إن "الساعدي لم يكن لاعباً موهوباً، ولكنه كان شخصاً سخياً، وأهدى سيارةً إلى كل زميل له في الفريق قبل خوض مباراة يوفنتوس"، قبل أن يتم إيقافه لمدة 3 أشهر لثبوت تعاطيه عقار الناندرولون (منشّط)، عقب فحوصات خضع لها قبيل مباراة فريقه أمام ريجينا.
انتقل في عام 2005 إلى أودينيزي، وشارك في 10 دقائق فقط، وبعد عام انضم إلى سامبدوريا ولكنه لم يشارك في أي مباراة رسمية، بالرغم من بذخه الشديد أملاً بتطوير نفسه، إذ استعان باستشارات ونصائح الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا، بالإضافة إلى حصوله على برنامج تدريب بدني شاق مع العداء الكندي بن جونسون، ولكن كل هذه المحاولات والأموال لم تعالج نقص موهبته، ليتحطم حلمه ويعود إلى صفوف الجيش.
حفيد مبارك
أعلن النادي الأهلي المصري عام 2017، عن ضم عُمر علاء مبارك، حفيد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وكان المسؤول عن قطاع الناشئين الكابتن عمر أبو المجد، قد أكد أن انضمام عُمر إلى صفوف فريق شباب الأهلي لم يأتِ كمجاملة، إذ إن اللاعب المولود عام 2000، يتمتع بمهارات وقوة بدنية استثنائية تؤهله إلى الالتحاق بالقلعة الحمراء.
وكان نجلا الرئيس الأسبق علاء وجمال مبارك، دائمي الظهور مع المنتخب الوطني المصري، ومقربين من لاعبي جيل المدرب حسن شحاتة، الذي حصد 3 مرات كأس أمم إفريقيا على التوالي 2006، و2008، و2010، ويتردد أن علاء مبارك عُرض عليه في أكثر من مناسبة الترشح لرئاسة نادي الإسماعيلي، ولكنه رفض.
عدي صدام حسين
تدخّلُ أبناء الزعماء في الرياضة لم يقتصر على الوجود داخل الملعب، بل خارجه أيضاً. على المستوى الإداري شغل عدي ابن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين رئاسة اتحاد كرة القدم واللجنة الأولمبية، وفي عهده تأهل المنتخب العراقي إلى كأس العالم للمرة الوحيدة في تاريخه عام 1986، وفاز ببطولة العرب مرتين في عامي 1985 و1988 وبطولة كأس الخليج مرتين في 1984 و1988 فضلاً عن التتويج بالميدالية الذهبية لدورة الألعاب الآسيوية عام 1982.
وفي تقرير نشرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، قال أكثر من لاعب عاصروا عهد عدي صدام حسين، إنه كان يقوم بالزج باللاعبين في السجن، وحلاقة شعر رؤوسهم وحواجبهم، وتعذيبهم بالكهرباء وإجبارهم على الاستحمام بمياه الصرف الصحي، وتهديهم قبل المباريات بأنه في حال الخسارة، سيتم تقطيع أقدامهم وتقديمها للكلاب المسعورة.
ويروي اللاعب صادق سعدون، أنه بعد خروج المنتخب من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1998، أمر عدي بعد هزيمة أسود الرافدين أمام كازخستان، بهدفين مقابل هدف، بالإبقاء على اللاعبين الذين شاركوا في المباراة داخل الملعب، حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، قبل المجيء مصطحباً معه رجاله، من أجل تعذيبهم.
كانوا ينادون على كل لاعب، ثم يعذبوننا بالضرب وحلق الشعر والذقن والحاجب، ثم اصطحبونا إلى السجن الملحق بمقر اللجنة الأولمبية لأيام عدة، قليل مما كان يفعله عدي صدام حسين باللاعبين العراقيين
في حوار تلفزيوني، قال سعدون: "كانوا ينادون على كل لاعب، ثم يعذبوننا بالضرب وحلق الشعر والذقن والحاجب، ثم اصطحبونا إلى السجن الملحق بمقر اللجنة الأولمبية لأيام عدة".
أما اللاعب علي وهيب، فيروي في لقاء آخر أنه عند تعرضهم للخسارة، كان يتم حبسهم في سجن، وجلد اللاعبين المقصرين حتى ظهور الدم من الجلد، كذلك قال اللاعب حبيب جعفر إنه "أكثر لاعب تعذب من نظام صدام حسين، وتعرض لعقاب جسدي ونفسي وكل أنواع التعذيب، والضرب والسجن الانفرادي وحلاقة الشعر نهائياً، مشيراً إلى أن الخسارة أو حتى الحصول على بطاقة صفراء أو حمراء أو القيام بالتمريرات الخطأ تعني عقوبات قد تصل إلى الجلد، الأمر الذي أدى إلى أن كان هناك لاعبون يتوسلون للمدرب كي لا يلعبوا خوفاً من ارتكاب الأخطاء والتعرض للعقوبات.
تشاوشيسكو
سيطر فالنتين تشاوشيسكو ابن الديكتاتور الروماني نيكولاي، على فريق ستيوا بوخارست، وكان يجلب له أفضل اللاعبين في البلاد مستغلاً نفوذه السياسي من دون دفع مقابل للأندية التي تملك حقوق هؤلاء اللاعبين، وأشهر من تم خطفهم بهذه الطريقة النجم الروماني الشهير جورجي هاجي، من فريق ستيودينتسيك بوخارست، وكان الاتفاق وقتها على أن تتم الاستعانة بخدمات هاجي على سبيل الإعارة في مباراة واحدة وهي السوبر الأوروبي عام 1986.
بالفعل لعب هاجي المباراة وسجل هدف الفوز الوحيد على فريق دينامو كييف، ليرفض تشاوشيسكو إعادته إلى فريقه الأصلي، أو حتى دفع مقابل لشرائه، واستغل سلطاته بالحصول على هاجي بالقوة.
استطاع تشاوشيسكو بالفعل التتويج بدوري الأبطال والسوبر الأوروبي عام 1986، والحصول على مركز الوصيف في عام 1989، كما أن تألق هاجي مع ستيوا بوخارست أثار إعجاب أريجو ساكي مدرب ميلان، كما سعى كلّ من يوفنتوس وبايرن ميونيخ إلى ضمه، ولكن تشاوشيسكو رفض التفريط به.
بعد قيام الثورة في رومانيا عام 1989، والإطاحة بالنظام الشيوعي وإعدام تشاوشيسكو، استطاع هاجي بعد عام، تحقيق حلمه بالاحتراف في صفوة أندية القارة العجوز، فلعب في ريال مدريد وبيروجيا وبرشلونة وغلطه سراي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون