شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
أعداء من أسرة واحدة... من هم أقرب المعارضين لخامنئي؟

أعداء من أسرة واحدة... من هم أقرب المعارضين لخامنئي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 2 ديسمبر 202204:42 م

أعاد اعتقال ابنة شقيقة المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، فريدة مُراد خاني، يوم الأربعاء الماضي، 23 تشرين الثاني/نوفمبر، الأذهان مرة أخرى نحو أسرة المرشد الإيراني والمعارضين منهم لسياساته.

للمرشد ثلاثة أشقاء هم محمد، وهادي، وحسن، و4 شقيقات هن علوية، وبتول، وفاطمة، وبدري. كما له من الأبناء 6 هم: مصطفى، ومجتبى، ومسعود، وميثم، وبشرى، وهدى.

يقف هادي وأسرة فاطمة وبدري في اتجاه معاكس من سياسات شقيقهم الذي يتقلد منصب المرشد الأعلى منذ عام 1989، أي بعد وفاة روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وزعيم الثورة الإسلامية. والجدير بالذكر أن الشقيقتين علوية وبتول، قد توفيتا منذ فترة طويلة.

بذور الانقسام العلني

كشف حميد رضا فُروزان فَر حفيد فاطمة خامنئي، في لقاء صحافي عام 2013، مع قناة دويتشه فيله الناطقة بالفارسية، تفاصيل هذه الخلافات بين إخوة وأخوات المرشد: "كانت أحداث عام 2009، لحظة مفصلية في انقسام أسرة المرشد، ففي جانب تقف أُسَر هادي وفاطمة وبدري التي تعارض سياسات علي خامنئي لكنها لم تجرأ على القول خشية الاعتداء عليها، ولكنها بادرت بتقليص مراوداتها مع بيت المرشد. بينما بقي محمد وحسن مستمرين في دعم المرشد".

كان حميد من الأوائل الذين تحدثوا عن طموحات مجتبى خامنئي ابن المرشد الأعلى لتسلم قيادة إيران بعد وفاة والده، حيث يعتبر صاحب أكبر نفوذ على المرشد وأنه يتحكم بقرار المؤسسات التابعة لوالده

كانت الانتفاضة الخضراء بزعامة المرشحين الرئاسيين مير حسين موسوي ومهدي كَروبي، ضد التزوير في انتخابات عام 2009، والتي فاز بها محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية، من أبرز الحركات المعارضة الشعبية ضدّ النظام وضد سياسات المرشد، لكنها شهدت عمليات قمع شديدة وباتت توصف من قبل النظام الإيراني بـ"الفتنة". في هذه الأحداث، كان هادي خامنئي، يدعم المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي، بينما كان شقيقه علي خامنئي وابنه مجتبى، يدعمان أحمدي نجاد.

هادي خامنئي

هادي هو رجل دين ومن معارضي النظام الملكي الذي سقط إثر ثورة إيران الإسلامية عام 1979، وقد تحمل هادي السجن والتعذيب لفترة 5 سنوات في تلك الحقبة، وبعد انتصار الثورة أصبح نائباً في البرلمان لعدة دورات. ومنذ البداية كانت ميول هذا الأخ إصلاحية، حيث ساهم في إنشاء "مجمع رجال الدين المناضلين" الإصلاحي والذي أيد ترشيح محمد خاتمي أول رئيس إصلاحي في البلاد، كما أسس في عام 1993 صحيفة "جهان إسلام" (العالم الإسلامي)، ثم صحيفة "حيات نو" (الحياة الجديدة) في عام 2000.

طالب هادي خامنئي من شقيقه عدة مرات، إلغاءَ الإقامة الجبرية لمير حسين موسوي ومهدي كروبي، بيد أنهما ومنذ عام 2009 وحتى الآن ما زالا قيد الإقامة الجبرية.

وفي رده على استفسار حول ما إذا يقوم بنقل مصائب الشعب للمرشد الأعلى أثناء لقاءاتهم الثنائية، صرح هادي خامنئي أنه في السابق كان يفعل ذلك ولكن في السنوات الأخيرة شعر بثقل الأمر لدى المرشد، فتجنب الحديث حول ذلك.

ورغم صراحة لهجته في الانتقادلات الموجهة لإدارة البلاد وسياسات النظام، إلا أنه يوصف بالمعارض الإصلاحي ضمن إطار الدولة والنظام.

حميد رضا حفيد فاطمة خامنئي

حميد رضا فُروزان فر، حفيد فاطمة خامنئي من ابنتها، هاجر إلى فرنسا لإكمال دراساته العليا عام 2009، وبعد عام عاد إلى البلاد لمرة واحدة، ثم خرج نحو فرنسا ويبدو أنه ما زال يعيش خارج البلاد.

سرّب حميد عام 2012 وبعد ذلك، معلومات سرية عن بيت المرشد والعلاقات العائلية والظروف التي تحيط بهما، كما أفصح عن تهديدات غير مباشرة تصله من خال والدته علي خامنئي. وبعد اللقاءات الصحافية في تلك السنوات لا توجد أنباء أخرى عنه خلال الأعوام الأخيرة.

وكان حميد من الأوائل الذين تحدثوا عن طموحات مجتبى خامنئي ابن المرشد الأعلى لتسلم قيادة إيران بعد وفاة والده، حيث يعتبر صاحب أكبر نفوذ على المرشد وأنه يتحكم بقرار المؤسسات التابعة لوالده. ويصف حميد مؤسسة بيت المرشد بأنها "حكومة الظل" لما لها من صلاحيات غير محدودة.

بدري خامنئي وأسرتها

هي شقيقة المرشد الأعلى، وزوجة الشيخ علي طهراني، الذي كان من أنشط رجال الدين أيام الثورة، وأصبح في ما بعد عضواً منتخباً في مجلس خبراء القيادة، لكنه ابتعد رويداً رويداً عن رجال الدين، وأعلن دعمه لحركة "مجاهدي خلق" المعارضة.

وفي كانون الثاني/يناير 1984 هرب طهراني إلى العراق، ثم تبعته زوجته وأبناؤه الخمسة بعد عام. وفي عام 1995 عاد إلى إيران بعد أن عادت أسرته لطهران، وقد حُكم على الشيخ علي طهراني، 20 عاماً من السجن، بيد أنه قضى 9 سنوات منها في سجن طهران حتى أطلق سراحه، إلى أن توفي في 19 من تشرين الأول/أكتوبر عام 2022، عن عمر ناهز 96 عاماً.

فريدة مُراد خاني

هي ابنة بدري خامنئي وشيخ علي طهراني، ناشطة حقوقية ومؤسسة "حملة دعم السجناء"، حيث تعمل على مساعدة ومساندة عوائل السجناء السياسيين.

لم يكن نشاط فريدة، والذي يوصف بالمخالفة العلنية لسياسات خالها المرشد، دون دفع ثمن، إذ تم اعتقالها عام 2018، أثناء زيارتها لأسرة المعارض السياسي الكردي في مدينة سنَنْدج، رامين حسين بَناهي، والذي أعدمه النظام.

شاركت فريدة في عام 2021، في احتفال "أونلاين" بمناسبة ذكرى عيد ميلاد فرح بَهلَوي، ملكة إيران السابقة وزوجة آخر شاه إيران محمد رضا بَهلَوي. ومن طهران وعبر منصات التواصل وفي حضور فرح التي تعيش في المنفى، قرأت فريدة أشعاراً في وصفها، وأكدت أنها سوف تعود للبلاد.

شاركت فريدة في عام 2021، في احتفال بمناسبة ذكرى عيد ميلاد فرح بَهلَوي، ملكة إيران السابقة وزوجة آخر شاه إيران محمد رضا بَهلَوي. ومن طهران وعبر منصات التواصل وفي حضور فرح التي تعيش في المنفى، قرأت فريدة أشعاراً في وصفها

وبعد أشهر قليلة، اعتقلت ابنة شقيقة خامنئي، ولكن أطلق سراحها بكفالة حتى تصدر المحكمة حكمها، وبعد موجة الاعتقالات التي طالت الكثير في إيران أثناء اندلاع احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية"، تم استدعاؤها للمحكمة وإبلاغها بإصدار السجن لفترة 15 سنة، كما تم تنفيذ القرار في نفس اللحظة.

وقبل ذهابها إلى المحكمة دعت فريدة عبر بيان مصور، الحكوماتِ الأجنبية إلى قطع علاقاتها مع النظام الإيراني، وخاطبتْها قائلةً: "يا أيها الأحرار، كونوا معنا وقولوا لحكوماتكم أن توقف دعم هذا النظام الدموي وقاتل الأطفال. هذا النظام ليس مخلصاً لأيٍّ من مبادئه الدينية، ولا يعرف أي قوانين أو قواعد غير القوة والحفاظ على سلطته بأي طريقة ممكنة".

محمود مُراد خاني

شارك هذا المقطع، شقيقُ فريدة، محمود مراد خاني، وهو طبيب ومعارض يعيش في فرنسا منذ سنوات طويلة، وطالما تحدث عن ظلم خاله المرشد وأعلن براءته من أسرة خامنئي.

ويعتبر محمود نفسه، جمهورياً، لكنه يؤكد ضرورة الائتلاف مع باقي التيارات المعارضة في الخارج لكي يتم إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية والذي يصفه بالنظام الظالم والقاتل.

"علي خامنئي هو الأسوأ بين زعماء العالم. مقام ولاية الفقية المطلقة منحه مشاعر كي يعتبر نفسه ربَّ الشعب الإيراني"، هكذا يصف محمود، خالَه علي خامنئي.

وهذه الصلة القريبة بالمرشد علي خامنئي جعلت الطبيب محمود مُراد خاني، ذا حضور فاعل على شاشات القنوات التلفزيونية الناطقة بالفارسية في أوروبا، خلال السنوات الأخيرة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard