شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"نقطة تحوّل مليئة بالانتصار"... أول عقار "فعّال" في إبطاء تدمير الدماغ بسبب ألزهايمر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والفئات المهمشة

الأربعاء 30 نوفمبر 202203:25 م

أظهر عقار جديد تتم تجربته في علاج مرضى ألزهايمر فعالية ونتائج "بالغة الأهمية" في إبطاء تلف الدماغ إثر الإصابة بالمرض، وسط احتفاء الأوساط الطبية بـ"لحظة تاريخية".

والخرف هو "متلازمة" تتخذ طابعاً مزمناً أو تدريجياً، وتتسم بحدوث تدهور في الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على الاضطلاع بالأنشطة اليومية. هناك نحو 50 مليون شخص مصاب بالخرف حول العالم، وسط ترجيحات بأن العدد قد يتضاعف ثلاث مرات عام 2050، وفق منظمة الصحة العالمية.

ويُعد "ألزهايمر" أكثر أسباب الخرف شيوعاً إذ يُعتقد بأنه يتسبب في حدوث من 60% إلى 70% من حالاته. علماً أن فاتورة الخرف ثقيلة من ناحية الآثار الجسدية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية على المريض وذويه والمجتمع.

كيف يعمل العقار؟

حتى الآن، هناك خيارات محدودة لمرضى ألزهايمر من الأدوية التي تساعدهم على التعامل مع الأعراض التي يعانون منها. لكن أياً منها لا يمكنه تغيير مسار المرض.

وفق تقارير إعلام عالمية متطابقة، فإن عقار "ليكانيماب" أو "Lecanemab" يقوم بمهاجمة العنصر اللاصق المسمى بيتا أميلويد (ببتيد بيتا النشواني)، الذي يتراكم في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر، كـ"جسم مضاد" يُشبه تلك الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم لمهاجمة الفيروسات والبكتيريا. 

وصُمِمَ هذا العقار، وهو عبارة عن بروتين يتجمع في الفراغات بين الخلايا العصبية في الدماغ ويشكل صفائح خاصة تعد إحدى السمات المميزة لألزهايمر، خصيصاً لدفع الجهاز المناعي للإنسان نحو إزالة الأميلويد من الدماغ.

"ينهي عقوداً من الفشل ويتيح حقبة جديدة من الأدوية لعلاج مرض ألزهايمر - الشكل الأكثر شيوعاً للخرف"… كل ما تريدون معرفته عن أول عقار "فعّال" لإبطاء تدمير الدماغ بسبب #ألزهايمر

واستُخدِم العقار في تجربة على 1795 متطوعاً جميعهم مصابون في مرحلة مبكرة من ألزهايمر إذ تناولوا جرعات منه كل أسبوعين.

بحسب الطبيبة المختصة إليزابيث كولتهارد، يستغرق مرضى ألزهايمر عادةً ست سنوات من العيش بشكل مستقل عقب بداية الضعف الإدراكي المعتدل. وأضافت أن إبطاء هذا التراجع بمقدار الربع قد يعادل 19 شهراً إضافياً من الحياة المستقلة بدون الحاجة لمساعدة. وإن كان أمراً غير مؤكد تماماً.

بالرغم من النتائج المبشِّرة التي أظهرها العقار في التجربة، وفق النتائج التي عُرضت في مؤتمر التجارب السريرية لألزهايمر في سان فرانسيسكو، شدد العلماء على أنه "ليس علاجاً سحرياً" إذ لم يقضِ على أبرز أعراض المرض، ومنها تدهور القدرات العقلية للمرضى، وإن استطاع تبطيء هذا التدهور بنحو الربع على مدار 18 شهراً هي زمن تعاطي العقار في التجربة.

في الخطوة التالية، ستقوم الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة بتقييم نتائج التجربة لتحديد ما إذا كانت ستسمح باستخدام العقار على نطاق واسع أم لا، فيما تسعى شركتا الدواء اللتان طورتا العقار، وهما شركة إيساي (Eisai) اليابانية وشركة بيوجين (Biogen) الأمريكية، إلى الحصول على تراخيص لاستخدامه في بلدان أخرى في العام المقبل.

ما أهميته؟

ويرى فريق من العلماء أن هذا الاختراق البحثي "يُنهي عقوداً من الفشل ويُتيح حقبة جديدة من الأدوية لعلاج مرض ألزهايمر". كما يرون الإعلان عن نتائجه "نقطة تحول مليئة بالانتصار في مجال طبي مليء بالفشل واليأس وخيبة الأمل".

بدورها، وصفت مؤسسة أبحاث الزهايمر في بريطانيا نتائج التجربة بأنها "بالغة الأهمية". واعتبرها جون هاردي، أحد رواد البحث في علاجات ألزهايمر، "تاريخية" وتبعث على التفاؤل، مشدداً "إننا نشهد بداية علاجات ألزهايمر".

"إننا نشهد بداية علاجات ألزهايمر"... على الرغم من التفاؤل الكبير بنتائج عقار #Lecanemab الذي وصف بأنه "نقطة تحول مليئة بالانتصار في مجال طبي مليء بالفشل واليأس وخيبة الأمل"، يؤكد العلماء أنه "ليس علاجاً سحرياً". لماذا؟

كذلك أشارت تارا سبيرز جونز، من جامعة إدنبره، إلى أن أهمية نتائج هذا العقار تنبع من أننا "لدينا معدل فشل كبير في التعامل مع المرض بنسبة 100% لفترة طويلة".

مع ذلك، هناك بعض الشكوك لدى علماء وأطباء حيال تأثير "ليكانيماب" في "العالم الحقيقي" حيث رُصد تباطؤ تراجع الذاكرة باستخدام الدواء في تصنيفات للأعراض على الشخص. وذلك على مقياس من 18 نقطة وضعها القائمون على التجربة، تبدأ من الخرف العادي وصولاً إلى الخرف الشديد. تحسّن وضع الذين حصلوا على هذا العقار بنسبة 0.45 نقطة.

أقرت سوزان كولهاس، من مركز أبحاث الزهايمر في بريطانيا، بأن ذلك "تأثير متواضع... لكنه يمنحنا القليل من التقدم" وأمل بأن الجيل التالي من الأدوية سيكون أفضل.

وهناك بعض الآثار الجانبية الخطيرة التي ظهرت عقب تناول العقار. أثبتت فحوص الدماغ للمرضى الذين تناولوا العقار حدوث نزيف في المخ لدى 17% من المشاركين، وتورم في الدماغ لدى 13%. إجمالاً، اضطر 7% من الذين تناولوا الدواء للتوقف عن أخذه بسبب الآثار الجانبية. وليس واضحاً إذا كانت هناك آثار جانبية أخرى قد تطرأ بعد فترة التجربة، الـ18 شهراً.

ونبه العديد من العلماء إلى أن "الأميلويد" مجرد جزء واحد من الصورة المعقدة لألزهايمر، ولا ينبغي أن تكون المحور الوحيد للعلاجات المحتملة للمرض.

علاوة على ما سبق، يلزم تناول العقار في وقت مبكر من الإصابة بالمرض وقبل حدوث ضرر كبير للدماغ، ما يتطلب بالضرورة إحداث ثورة في مجال اكتشاف المرض.

وفي هذا الإطار، رجحت إليزابيث كولتهارد أنه، على الأقل في الوقت الراهن، سيستفيد المرضى الذين يعيشون قرب مراكز طبية كبيرة من العقار الجديد.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ثورتنا على الموروث القديم

الإعلام التقليديّ محكومٌ بالعادات الرثّة والأعراف الاجتماعيّة القامعة للحريّات، لكنّ اطمئنّ/ ي، فنحن في رصيف22 نقف مع كلّ إنسانٍ حتى يتمتع بحقوقه كاملةً.

Website by WhiteBeard
Popup Image