شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
قٌتلت أو انتحرت؟...

قٌتلت أو انتحرت؟... "خذلان الأهل" كتب نهاية علياء عامر المأسوية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

الاثنين 28 نوفمبر 202202:12 م
Read in English:

Murder or suicide?.. How family and society failed Alyaa Amer in Egypt

"ابن عمي الكبير عصام محمد محمود عامر اتحرش بيا وأنا  صغيرة، ولما قولت لأبويا مصدقنيش. باي"، كانت هذه كلمات آخر منشور للشابة المصرية علياء عامر (24 عاماً) على فيسبوك قبل أن يُبلغ بسقوطها من الطابق الثالث لمنزلها ووفاتها في ساعة متقدمة من صباح الأحد 27 تشرين الثاني/ نوفمبر.

راج منشور علياء بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وعدة دول عربية عقب وفاتها، وأعرب المعلقون عن حزنهم الشديد على نهايتها، معتبرين أن "خذلان والدها" لها وعدم تصديقه شكواها سبب مباشر في وفاتها التي لم يستبعد البعض أن تكون قتلاً لا انتحاراً كما أفادت رواية الأهل.

النيابة: لا شبهة جنائية

وأفادت النيابة العامة المصرية، في بيان عبر حسابها في فيسبوك، بأنها "تباشر تحقيقاتها في وفاة الفتاة علياء عامر إثر سقوطها من شرفة مسكنها بالطابق الثالث بإيتاي البارود"، لافتةً إلى أنها "لم تقطع بعد بوجود أي شبهة جنائية في وفاتها". 

إثر بوحها بتعرضها للتحرش في الصغر من ابن عمها… وفاة الشابة المصرية #علياء_عامر سقوطاً من الطابق الثالث لمنزل أسرتها. البعض يشكك بأنها "رُميت" ولم تنتحر، لكن الجميع يتفق على أنها راحت ضحية "خذلان الأهل" لبناتهم

وأوضحت النيابة أنها إثر تلقيها إخطاراً بالواقعة، انتقلت إلى مسرح الواقعة، وعاينته وشاهدت تسجيلات آلات المراقبة في محيطه، "فتبينت منها لحظة سقوط المتوفاة، وناظرت جثمانها وندبت الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية عليه".

كما استمعت النيابة إلى أقوال والد الضحية وشقيقها وشقيقاتها وبعض من ذويها، وخلصت إلى "وجود خلافات أسرية بين المتوفاة ووالدها، وسابقة تعرض المتوفاة منذ سنوات لتحرش من أحد أقاربها"، مستدركةً بأن "التحقيقات لم تقطع بعد بوجود صلة بين وفاتها وبين خلافاتها مع والدها، أو واقعة التحرش المذكورة" وأنها "هي مَن ألقت بنفسها من شرفة مسكنها، وجارٍ استكمال التحقيقات لكشف حقيقة الواقعة".

خذلان الأهل "قتلها"

وعبر وسم  #علياء_عامر، لام المعلقون أهل الضحية لتكذيبها، وعدم توفير الدعم النفسي لها إثر بوحها بتعرضها للتحرش. وشاركوا منشوراتها التي تلوِّح بها إلى حياة بائسة، قائلين إن "جرح العائلة لا يشفى". وتداول البعض منشورات مزعومة لصديقات علياء، تتحدث عن تعرضها لتعنيف أسري متكرر من والدها.

"انتحرت أو حد رماها، في كل الحالات #علياء_عامر اتعرضت للتحرش، والتكذيب، والتهديد، والترويع، والموت".

قالت الشيماء عبر تويتر: "التحرش بالأطفال جريمة مسكوت عنها فى مجتمعنا وغالباً الطرف المتحرش بيكون من الأقارب بيستغل أن الطفل مش هيتكلم ولو اتكلم محدش هياخد على كلامه وآثار التحرش بالأطفال لو متعالجتش في الصغر الطفل لما يكبر لو بنت هتطلع كارهة طبيعتها الأنثوية وكارهة كل الرجال".

وشدد كثيرون على أنه بغض النظر عن الطريقة التي توفيت بها علياء، الانتحار أو الإلقاء من علو، فإن الأمر المؤكد هو أنها راحت ضحية خذلان أسرتها. شاركت آية منشور علياء الأخير، وعلقت عليه: "علياء اترمت من الدور الخامس في بيت العيله بعد البوست دا عطول… انتحرت أو حد رماها، في كل الحالات علياء اتعرضت للتحرش، والتكذيب، والتهديد، والترويع، والموت".

من جهتها، تمنّت المحامية والناشطة النسوية انتصار السعيد: "يا ريت الأهالي تحتوي بناتها وتدعمها ويقفوا في ضهرهم وقت اللزوم وقبل فوات الأوان... الرحمة والسلام لعلياء ولكل النساء والفتيات من ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي".

"وأد لم يره القانون"

في الأثناء، أشارت المحامية والناشطة النسوية المصرية نسمة الخطيب إلى التشابه بين حالة علياء والطبيبة سارة خالد التي قضت بطريقة مشابهة (السقوط من الطابق الخامس لمنزل أسرتها) في حزيران/ يونيو 2022 إثر بوحها لصديقاتها بتعرضها للعنف الأسري.

"وأد لم يره القانون"... قضت #علياء_عامر كما #سارة_خالد. كلتاهما راحت في حادثة "تمثل بشاعة الجرائم التي تحدث خلف الأبواب المغلقة على أجساد الفتيات والنساء ولا أحد يعلم عنها شيء إلا الله"

قيّدت النيابة العامة الحادثة على أنها انتحار وصرّحت بدفن الجثمان. لكن وحدة الدعم القانوني بمبادرة "سَند"، وهي مبادرة قانونية تطوعية تهدف إلى دعم النساء ضحايا العنف الأسري أسستها الخطيب، تقدمت، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، بطلب للنيابة العامة لإعادة فتح التحقيق في القضية، وسط شكوك صديقات الضحية بأنها قُتلت ولم تنتحر.

وعقب سماع النيابة العامة شهادة الشهود، وتقديم ما يفيد بتعرض المغدورة للعنف الأسري المتكرر حتى قبل وفاتها بساعاتٍ، واستغاثتها قبل موتها بأصدقائها، أفاد تقرير الطب الشرعي بتعرضها للتعذيب قبل وفاتها بساعات، ما جعلها تقرر الهروب من الشباك على أمل النجاة قبل أن تسقط جثة هامدة.

وأشار بيان حملة "سَند" تحت عنوان "وأد لم يره القانون" لمناسبة الـ16 يوماً العالمية لمناهضة العنف ضد النساء، إلى أن حادثة "سارة خالد تمثل بشاعة الجرائم التي تحدث خلف الأبواب المغلقة على أجساد الفتيات والنساء ولا يعلم عنها أحد شيئاً إلا الله"، وهو ما أثبتته تحقيقات النيابة أخيراً بأن ما تعرضت له "ليس انتحاراً كما ادعى أهلها" وكشفت "كيف تذهب أرواح الفتيات ضحايا العنف المنزلي، خلال محاولتهن النجاة من العنف، إلى الموت".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

رصيف22 من أكبر المؤسسات الإعلامية في المنطقة. كتبنا في العقد الماضي، وعلى نطاق واسع، عن قضايا المرأة من مختلف الزوايا، وعن حقوق لم تنلها، وعن قيود فُرضت عليها، وعن مشاعر يُمنَع البوح بها في مجتمعاتنا، وعن عنف نفسي وجسدي تتعرض له، لمجرد قولها "لا" أحياناً. عنفٌ يطالها في الشارع كما داخل المنزل، حيث الأمان المُفترض... ونؤمن بأن بلادنا لا يمكن أن تكون حرّةً إذا كانت النساء فيها مقموعات سياسياً واجتماعياً. ولهذا، فنحن مستمرون في نقل المسكوت عنه، والتذكير يومياً بما هو مكشوف ومتجاهَل، على أملٍ بواقع أكثر عدالةً ورضا! لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم، وأخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا!.

Website by WhiteBeard
Popup Image