قبيل إنطلاقة الجولة الثانية من دوري المجموعات في كأس العالم قطر 2022، كانت الجماهير العربية متحمسة للغاية وكلها ثقة في تحقيق الإنتصارات وضمان التأهل بنسبة كبيرة وذلك نظراً للصورة الطبية والنتائج المميزة التي حققتها منتخباتنا في الجولة الأولى، لكن انتهت المباريات على عكس الأماني والتوقعات، بانتظار المنتخب المغربي يوم الأحد عله ينقذ السمعة.
قطر والسنغال: نهاية المشوار القطري باكراً ولكن طيفها مستمر
بعد أن أسعدت العالم أجمع بما قدمته من حفل افتتاح مبهر وتنظيم مصحوب بتسهيلات ستبقى خالدة في التاريخ، فشل منتخب قطر في إسعاد جماهيره وخسر المباراة الثانية على التوالي بنتيجة 1-3 أمام المنتخب السنغالي القوي وبهذه النتيجة يكون قد ودع رسمياً كأس العالم ويبقى له مباراة شكلية أمام هولندا. وبالنظر إلى ما قدمه العنابي في المبارة الأولى، ظهر بشكل مغاير وأفضل بكثير في هذه المباراة حيث قارع خصمه مقارغة الند للند لكنه لم يوفق في الخروج فائزاً.
لماذا فشل المنتخب القطري فنياً؟
لم يطلب أحداً من المسؤولين القطريين من منتخبهم تقديم أكثر مما قدمه ولم يضعه أحداً أبداً تحت الضغط، لكن أن تكون صاحب الأرض والضيافة وتلعب للمرة الأولى بتاريخك في كأس العالم فهذا الأمر وحده يضعك تلقائياً تحت ضغط تقديم شيء ما وإظهار صورة جيدة عن نفسك، الدولة لم تبخل بأي شيء ممكن على المنتخب ووفرت لهم ستة أشهر من الإعداد محلياً وخارجياً كما ولم يقصر الإعلام بالدعم المتواصل، لكن في نهاية المطاف هذه هي أول تجربة، واللعب في كأس العالم يختلف عن أي لعب في أي مسابقة كروية في العالم كما وأن هذه هي قدرات إنتاج الاعب القطري الذي أظهر أنه مع الوقت سيكون له شأن كبير.
تاريخياً هذه المرة الأولى في المونديال التي نرى فيها المنتخب السعودي الطرف الأفضل حيث سجلت إحصائات المباراة الرسمية تفوّق السعودية بنسبة 64% مقابل 36% للمنتخب البولنديتونس وأستراليا: غرابة وخسارة غير مبررة أبداً
قبل بداية المباراة أجمع الشارع الكروي العربي بمحلليه الفنيين وجماهيره بقدرة المنتخب التونسي على تجاوز الكانجر الأوسترالي نظراً للفوارق الفنية وللتصنيف الدولي الذي يصب بمصلحة المنتخب التونسي لكن كرة القدم لم تعترف بذلك وأبت إلا أن تعاند التوانسة وتسعد الأوستراليين. المباراة كانت متكافئة بين الطرفين وقدم التونسي أداء هجومي عالي لكن رعونة مهاجميه حالت دون تمكنهم من التسجيل، الأمر الذي كان عكسياً على المنتخب الأسترالي الذي أحسن استغلال هجماته وتمكن من التسجيل مرتين.
موقعة السعودية وبولندا جعلت "ليفاندوفسكي" يذرف الدموع
بعد الأداء البطولي أمام الأرجتنين والفوز التاريخي الذي حققه المنتخب السعودي كان الجميع يعتقد أن من فاز على ميسي ورفاقه سيفوز بسهولة على بولندا، مجريات اللقاء قبل الدقيقة الـ38 أكدت أن الهدف السعودي قادم لا محالة حيث سيطر الأخضر بالطول والعرض واعتمد أسلوب الضغط العالي مع عزل نجوم بولندا عن بعضهم البعض ثم التقدم واختراق المناطق البولونية من كافة الجهات لكن دون جدوى في ظل تألق غير عادي للحارس البولوني وصمود أسطوري للدفاع. لم يؤثر الهدف الأول على معنويات الأخصر الذي أصر على مواصلة الضغط وحصل على ركلة جزاء صدها حارس بولندا واليوفي الإيطالي "تشيزني" ببراعة وعلى دفعتين لينتهي هذا الشوط بتقدم بولوني بهدف وحيد.
في الشوط الثاني دخل السعودي على نفس الإيقاع السريع والمنظم ومارس ضغطه المعتاد وأهدر المهاجمون الكثر من الفرص، تفنن الحارس بصدها ولنكن منصفين كان أيضاً للمنتخب البولندي أكثر من كرة خطرة تم صدّها، إلى أن وصلت الكرة إلى المدافع السعودي الذي فشل في ترويضها وأمام من؟ أمام أحد أبرز هدافي العالم روبيرت ليفاندوفسكي الذي خطفها وسجل في المرمى السعودي وانفجر من الفرح وبدأ بذرف الدموع من شدة تأثره.
تاريخياً هذه المرة الأولى في المونديال التي نرى فيها المنتخب السعودي الطرف الأفضل حيث سجلت إحصائات المباراة الرسمية تفوّق السعودية بنسبة 64% مقابل 36% للمنتخب البولندي.
ما هي أسباب إخفاق العرب وخاصة عرب أفريقيا؟
بإستثناء المنتخب السعودي الذي يستحيل القول بأنه أخفق، كنا قد أشرنا أعلاه اسباب إخفاق المنتخب القطري وسنخص هذه الفقرة للحديث عن عرب أفريقيا.
من وجهة نظري أعتقد أن سبب الإخفاق يعود إلى الإصرار على اختيار المدرب الوطني المحلي لقيادة المنتخبات وهذا الأمر ينطبق أيضاً على كل الدول الأفريقية المشاركة في المونديال. ليس الأمر منطقياً أبداً من الناحية الفنية أن يقودهم مدرب "محلي" لا يملك الخبرة الدولية الازمة خاصة في كأس العالم، وهذا ليس تقليلا من شأنه وإنما من المبكر جداً على مدربينا العرب تولي زمام قيادة منتخباتهم في كأس العالم وهذا الحديث يأتي بناء على سيرهم الذاتية التي لا يتوافر فيها أي تجارب مع فرق في دوريات كبيرة.
سبب الإخفاق يعود إلى الإصرار على اختيار المدرب الوطني المحلي لقيادة المنتخبات وهذا الأمر ينطبق على الدول الأفريقية المشاركة... كل ما تريدون معرفته عن المشاركة العربية في المونديال: ما أسباب الخسارة حتى الآن؟ وما هي حظوظهم؟
هل انتهى الحلم العربي مبكراً وخرج العرب من مونديالهم؟
على الرغم من النتائج غير المرضيّة في هذه الجولة إلا أن الفرصة للتأهل للأدوار المقبلة لا تزال قائمة بقوة، فالأخضر السعودي يلزمه الفوز على المكسيك لضمان التأهل دون تعقيد، لا بل حتى تعادله قد يؤهله بالنظر إلى نتائج منتخبات المجموعة.
على الورق، تبدو الأمور صعبة بالنسبة للمنتخب التونسي الذي يلزمه الفوز على المنتخب الفرنسي "بطل العالم" وأول المتأهلين للدور الثاني والذي يقدم الأداء الأفضل في البطولة حالياً، لكن قد تختلف الأمور على أرض الميدان إن تسلح التونسي بالعزيمة والإصرار والرغبة بالتفوق على النفس، والجدير بالذكر أن فوز السعودية على الأرجنتين أعطى دفعة معنوية لكل منتخبات العالم بأن لا كبير في كرة القدم وعلى المنتخب التونسي التمسك بهذا المنطق وتطبيقه كي يحقق الإنجاز المطلوب.
على الرغم من النتائج غير المرضيّة في هذه الجولة إلا أن الفرصة للتأهل للأدوار المقبلة لا تزال قائمة بقوة، فالأخضر السعودي يلزمه الفوز على المكسيك لضمان التأهل دون تعقيد، لا بل حتى تعادله قد يؤهله بالنظر إلى نتائج منتخبات المجموعة.
المغرب وسلاح المراقبة عن بعد
من الناحية المعنوية يمتلك المنتخب المغربي الفرصة السانحة للبروز بالشكل المرجو و"إنقاذ السمعة" (هذه الجملة التي باتت شهيرة ومتداولة في المجتمع الكروي حول العالم) حيث سيلعب المغرب الأربعاء مباراته الثانية أمام المنتخب البلجيكي المرعب. فبعد أن خسر العرب في الجولة الثانية، الأمل معقود على المنتخب المغربي بعدم الخروج خاسراً وهذا الأمر ليس بالمستحيل فمن شاهد خسارة بلجيكا ودياً أمام مصر قبيل كأس العالم يعرف أن المنتخب المغربي قادراً على فعل شيء ما، كيف لا وهو المنتخب المدجج بنجوم من الطراز الرفيع. على المنتخب المغربي أن يلعب بحذر ويعتمد على شل حركة النجم البلجيكي "دي بروين" ومراقبة باقي الاعبين والأهم أن يضبط إنتشار خط دفاعه ويتفادى ارتكاب الأخطاء ومن ثم اللجوء إلى الشجاعة الهجومية علنا نقتنص الفوز. أما في حال الخسارة فلا يزال المنتخب المغربي يملك الأمل الكبير حيث بإنتظاره مباراة أخيرة أمام كندا يفترض أن تكون سهلة يضمن من خلالها التأهل للدور المقبل.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين