شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
الحياة البوهيمية لأمير الشعراء أحمد شوقي كما يكشفها نجله

الحياة البوهيمية لأمير الشعراء أحمد شوقي كما يكشفها نجله

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 11 ديسمبر 202212:46 م

تتوارى الصورة الكلاسيكية الراسخة لأمير الشعراء أحمد شوقي (1868-1932) خلف صورة أخرى مغايرة؛ تلك التي رسمها ابنه حسين في كتابه "أبي شوقي"، الصادر عن مكتبة النهضة المصرية، بمقدمة جزلة ورقيقة في آن للشاعر اللبناني خليل مطران.

بخفة، أزاح حسين شوقي ضباب الزمن الكثيف، ذاهباً بقلب مفعم بالحنين إلى الماضي البعيد، وتحديداً إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى 1914، حين كان يعيش طفولة أسطورية وسط الغزلان والسلاحف والببغاوات، والقردة والطواويس؛ هذه الحيوانات التي كانت تتجول بحرّية في حديقة منزل شوقي بمنطقة المطرية، وقد عُرف هذا المنزل باسم "كرمة ابن هانئ" وهو اسم الشاعر العباسي أبي نواس، الذي كان أحمد شوقي مولعاً به، ومن ثم أطلق اسمه على منزله. وإطلاق الأسماء على المنازل هي عادة أصيلة لدى أمير الشعراء – بحسب نجله- وهي تعكس تقدير شوقي الكبير لذاته، وإحساسه بالتفرد والتميز، كما تُشير من بعيد إلى رغبته في تخليد كلّ ما يخصه.

باب خلفي للهروب

يحكي حسين في صفحات كتابه، أن أبيه قد اختار منطقة "المطرية" (إحدى ضواحي القاهرة المتطرفة آنذاك)، "ليكون على مقربة من قصر القبة، حيث كان يقضي الخديوي عباس حلمي معظم أوقات فراغه، لأنه كان شديد التعلق بأبي يُرسل في طلبه كل وقت". وهذه العلاقة التاريخية بين شوقي والقصر، صنعت جزءاً مهماً من صورة أحمد شوقي كشاعر وإنسان، بل إنها حفرت ووجهت مسارات حياته، وهي لم تكن علاقة ملتبسة أو غائمة، بل كانت "مُعلنة"، بين الشاعر و"مليكه" بتعبير نجله. كان "كرمة ابن هانئ" بالمطرية، مقصداً لأصحاب المطالب والشكاوي، يتوسلون إلى شوقي كواسطة لهم لدى الخديوي، ولما ضج الشاعر بهذا الأمر، صنع باباً خلفياً في حديقة منزله، للهروب من هذا الضجيج، الذي كان يأخذه من عالم الشعر.

كان ابن أحمد شوقي جريئاً إلى حد مُلفت في تناوله لشخصية أبيه حتى أنه وصفه بالأنانية الشديدة، يقول نصاً: "على أن أهم عيوب أبي أنانيته الشديدة. ترى هل هي من لوازم الشعراء؟"

ويُشير وصف حسين لمنزل "المطرية"، بحياة البذخ والترف، التي كان يتمتع بها أمير الشعراء؛ فالبيت، الذي كانت تسكنه أسرة صغيرة العدد مكونة من الأب والأم، والصبيين علي، وحسين، كان يضم عشرات الغرف، وتحيطه الحدائق من كل جانب، وثمة حديقة أمامية كانت ممتلئة بشتى أنواع الحيوانات الأليفة والمفترسة. وبالإضافة إلى ذلك، أقام شوقي مُلحقاً بالبيت، كمخزن للتّحف وقطع الأثاث والأنتيكات، التي كان مولعاً بشرائها.

ومن المُلفت أن الكاتب الذي كان في طريقه لأن يصير شاعراً بعد أن سمعه حافظ إبراهيم وهو يرتجل عدة أبيات في الأهرامات، لم يذكر شيئاً عن والدته، فلم يأت ذكر الأم سوى في جملة واحدة: "كان أبي يصف أمّي بالقطة الأنقرية من فرط رقتها". أما "أمينة" الأخت، فقد تزوجت وهي في الخامسة عشرة من عمرها، وعاشت بجوار منزل العائلة. وهذا الصمت والإخفاء من جانب الكاتب لنساء بيت "كرمة ابن هانئ"، كان سمة أصيلة في هذا العصر، أكثر من كونه نزعة ذكورية.

أنانية أمير الشعراء

وفي مقابل تكتمه الصارم في الحديث عن أمه، كان حسين جريئاً إلى حدّ مُلفت في تناوله لشخصية أبيه حتى أنه وصفه بالأنانية الشديدة، يقول نصاً: "على أن أهم عيوب أبي أنانيته الشديدة. ترى هل هي من لوازم الشعراء؟ إذ أن (شيلر) عندما يتحدث عن طبع صديقه (جوته) يقول: إنه في الواقع أناني إلى أقصى حدود الأنانية! فمن أنانية أبي مثلاً أننا لم نكن نستطيع أن نتغدى في ساعة معينة، بل كان لزاماً علينا أن ننتظر إلى أن تأتي شهيته، وكثيراً ما كان يطول هذا الانتظار؛ لأنه كان يصحو من نومه متأخراً فيفطر بطبيعة الحال متأخراً أيضاً وسبب هذا التأخير في النوم أنه يراجع بعدما يعود من سهرته ما نظم من شعر طوال نهاره".

ويُورد حسين العديد من المواقف، مدللاً من خلالها على أنانية أبيه، ومنها تخليه عن الخديوي، عندما تركه يسافر إلى الحج وحيداً، بعدما كان قد وعده بالسفر معه، ففي اليوم الذي انطلق فيه الركب، اختبأ شوقي في منزل أحد أصدقائه، وبعدما عاد الخديوي اعتذر له قائلاً: "كل شيء إلا ركوب ظهر الجمال يا أفندينا".

ويحكي حسين أن شوقي كان كثيراً ما يتذكر هذا الموقف و"يضحك ملء شدقيه"، ثم عوض الخديوي عن هذا التقصير بقصيدة ترحيب وتهنئة بالحج. ومن بين صور هذه الأنانية التي ذكرها حسين، هو ما كان يحدث دائماً خلال رحلات العائلة إلى أوروبا، فقد كان شوقي يغضب من أبنائه عندما يطلبون الأصناف المألوفة من الطعام، حيث كان يدفعهم إلى تناول الأصناف الجديدة، حتى يُمكنه تناول أفضلها في ما بعد، وكان من نتائج ذلك أن مضغ حسين ضفدعاً أثناء تناوله لصنف غريب من الطعام، تلبية لرغبة أبيه.

الحياة السعيدة في المنفى

"من أنانية أبي مثلاً أننا لم نكن نستطيع أن نتغدى في ساعة معينة، بل كان لزاماً علينا أن ننتظر إلى أن تأتي شهيته، وكثيراً ما كان يطول هذا الانتظار"

تندر الدراما في حياة أمير الشعراء، على النقيض مما هو مألوف عن حياة الشاعر التي عادة ما تصنعها القصة الدرامية، فحتى عندما نُفيَ شوقي هو وأسرته خارج مصر، إلى أسبانيا، بعد عزل الخديوي، عاش هناك حياةً سعيدة لا تخلو من الرفاهية؛ فهناك مبلغ شهري، كان يُرسله له وكيله في مصر، وهو 200 جنيه مصري، وكان آنذاك مبلغاً كبيراً، بواسطته استطاع أمير الشعراء وعائلته أن يقيموا في منزل بمدينة برشلونة.

وبعد فترة قام برحلة خرافية إلى جميع المدن الإسبانية، وكانت مدن الأندلس مصدر إلهام كبير لشوقي، حيث كتب فيها العديد من القصائد، كما أنه استلهم روايته "أميرة الأندلس"، خلال جولاته في قصر "الحمرا" بغرناطة، وهو أحد أهم صروح العمارة الإسلامية هناك، كما تجول في قرطبة، وإشبيلية وغيرها من بلاد الجنوب الإسباني، متلمساً ما بقي من الأثر العربي والإسلامي هناك، حتى أنه لم يستطع أن يُمسك دموعه وهو يُصلي في مسجد أثري بقرطبة -بحسب ما حكى حسين.

طاغور في منزل شوقي

قضى أمير الشعراء في المنفى خمس سنوات، وبعد عودته في نهايات عام 1919، كانت الحركة الوطنية المصرية في أوجها، وقد تحسر شوقي على أن الزمن لم يُتح له الفرصة للمشاركة في ثورة 19، وقد عبر عن ذلك في عدة قصائد، هو الذي لم يترك مناسبة لم ينظم فيها شعراً. ويحكي حسين أن استقبال شوقي بعد عودته من المنفى كان حافلاً وتاريخياً، حيث تجمع أمام محطة القطار عشراتُ الآلاف من الشباب والطلبة الذين حملوه على الأكتاف وظلوا يهتفون به وبفرحتهم بعودته، ويُشير إلى أن هذا المشهد كان له تأثير كبير في وجدان شوقي حتى أنه ظل يبكي طوال اليوم.

وبعد العودة إلى الوطن، رأت العائلة أنه لم يعد هناك سبب للعيش في هذه الضاحية البعيدة عن "وسط القاهرة"، خاصة وأن الخديوي لم يعد موجوداً، ومن ثم وقع الاختيار على أن يتم نقل "كرمة ابن هانئ" إلى الجيزة، وذلك لقربها من النيل الذي كتب فيه شوقي أجمل قصائده.

قال أمير الشعراء لطاغور: أنا أغبطك لأن شعرك يصل إلى 300 مليون إنسان، ليرد طاغور: بل أنت أكثر حظاً مني، فكل ولاية لدينا تتحدث بلغة خاصة بها، ومن ثمّ عدد من يمكنهم قرائتي لا يتجاوز 10 مليون، أما أنت فيقرؤك العالم العربي كله. أنا أغبطك على ذلك

وكان هذا المنزل الجديد بمثابة بيت للاحتفالات وليالي الغناء والسمر، فلم تمر ليلة دون أن تُقام حفلة، يحضرها كبار الأدباء والفنانين المصريين، والأجانب الذين يعيشون في مصر، ومنهم: محمد عبد الوهاب، سعد زغلول، أحمد لطفي السيد، حافظ إبراهيم، خليل مطران، وكذلك بعض الأمراء العرب ومنهم: الملك فيصل، والملك عبد الله، وعزيز عيد الممثل.

وكانت الليلة التي لا تُنسى تلك التي جاء فيها الشاعر الهندي الكبير "طاغور" إلى كرمه ابن هانئ، ويحكي حسين أن طاغور بقامته الطويلة وزيه الهندي، وشعره بحلقاته الكثيفة، بدا له وللجميع، وكأنه أحد الأنبياء الذين ذُكروا في التوراة، وأضاف أن شوقي فرح بقدوم طاغور كما لم يفرح من قبل، وقد دار بينهما حوار حول الشعر وتأثيره، حيث قال أمير الشعراء لـطاغور: أنا أغبطك لأن شعرك يصل إلى 300 مليون إنسان، ليرد طاغور: بل أنت أكثر حظاً مني، فكل ولاية لدينا تتحدث بلغة خاصة بها، ومن ثمّ عدد من يمكنهم قرائتي لا يتجاوز 10 مليون، أما أنت فيقرؤك العالم العربي كله. أنا أغبطك على ذلك.

"البوهيمية والنظام" من أجل الشعر

ثمة صورة كلاسيكية راسخة في الأذهان عن أحمد شوقي فهو أمير الشعراء، المحافظ، المتحفظ، الذي يغضب ويثور إن كسر أحدهم قافية، غير أن هذه الصورة ليست هي الوحيدة التي تُعبر عن شخصية شوقي، فبجوارها صورة أخرى مغايرة، يبدو فيها شوقي بوهيميَّ النزعة، وقد رصد حسين في كتابه، العديدَ من صور بوهيمية أبيه الذي كان هو ذاته شاهداً عليها وهو طفل صغير؛ فلم يكن حسين لديه رغبة في أن يترك هذه الحديقة بحيواناتها الأليفة والمفترسة، ليقضي وقته بين أربعة جدران إحدى المدارس، وكان شوقي يعرف ذلك ويخطط له، ليساعده على الهروب من المدرسة.

ثمة صورة كلاسيكية راسخة في الأذهان عن أحمد شوقي فهو أمير الشعراء، المحافظ، المتحفظ، الذي يغضب ويثور إن كسر أحدهم قافية، غير أن هذه الصورة ليست هي الوحيدة التي تُعبر عن شخصيته، فبجوارها صورة أخرى مغايرة بوهيمية

وفي أسبانيا حين كانا يستقلان الباص، صعد رجل ضخم وفي صدره سلسلة ذهبية، وفي ركن استغرق الرجل في نومٍ عميق، ثم صعد شاب جميل الباصَ، وكان يستعدّ لسرقة السلسلة من صدر الرجل النائم، وهنا لمحه شوقي، فسأله اللص: هل آخذها؟ فرد شوقي: اسرقْها فهي لك، وهو ما حدث. وبعدها سأله حسين: كيف تتفق مع هذا اللص على سرقة الرجل؟ ليرد شوقي: أنت غريب يا بني، بحق الله، إن كان في يدك أن تمنح السلسلة لأحدهم، فهل منحتها لهذا الرجل السمين الدميم، أم لهذا الشاب اللص الجميل؟ فرد حسين: كنت سأمنحها للشاب الجميل. هنا قال شوقي: هذا هو العدل يا بني، وقد تحقق حين حصل الشاب الجميل عليها.

ويحكي حسين موقفاً آخر، لا يشير إلى بوهيمية شوقي فقط، بل إلى بساطته وخفة ظله؛ ففي إحدى المرات، كان شوقي قد أعدّ وليمة فخمة في "كرمه ابن هانئ"، من أجل الاحتفال بأمير تركي كان في مصر آنذاك، لكن مرض الأمير جعله حبيس الفندق، ولم يستطع تلبية الدعوة. حينها علم شوقي أن ثمة أميرين عربيين كانا في مصر، فذهب إليهما، وحكى لهم الورطة التي تعرض لها، وعرض عليهما أن يحلا محلّ الأمير التركي، وحباً في شوقي لبى الأمير فيصل (أصبح ملك العراق في ما بعد)، والأمير عبد الله (ملك الأردن)، الدعوة وأنقذا شوقي من الإحراج أمام المدعوين.

ولعل أهم صور بوهيمية شوقي هي تلك الحياة التي عاشها في المقاهي، حيث يقول حسين إن أبيه كان دائم التردد على المقاهي، بل إن علاقته بالمقهى كانت بمثابة حياة أخرى يعيشها خارج نطاق النظام الأسري، الذي بالطبع كان يُخدِم على مشروعه الشعري قبل أي شيء. ويكشف حسين أن أبيه كان شخصية شديدة التركيب، ولذا كان في أوقات كثيرة لا يُفهم بطريقة صحيحة؛ ففي عام 1930-يحكي حسين- "توفيت عمتي، فسافر أبي بعد تشييع الجنازة مباشرة إلى الإسكندرية، أي أنه لم يحضر ليالي المأتم. فانتقده بعض الأقارب على هذا التصرف. والواقع أن تخلفه عن تأدية هذا الواجب لم يكن جحوداً بأخته وإنما هو حساسية شديدة، كان يتميز بها أبي، حتى أنه كان يهرب من البيت حين يمرض أحدنا مرضاً شديداً، ويعود عندما يزول الخطر".

في باريس بحثاً عن أطياف الماضي

سافر الشابان علي وحسين إلى باريس لتكملة دراستهما، وفي تلك الفترة أحس شوقي بحنين جارف إلى العاصمة الفرنسية التي تلقى فيها تعليمه هو الآخر، وقد استغل وجود ابنيه هناك، فكان يتردد على باريس كثيراً يقضي صباحاته في غابة بولون، ثم يذهب إلى مقهى "داركور" بميدان السوربون بالحي اللاتيني، يبحث عن أطياف العهد السعيد الغابر حين كان يلتقي بصديقه الشاعر الفرنسي فيرلين، وأشهر أطباء فرنسا آنذاك، ذلك الرجل الذي وصفه بغريب الأطوار لأنه كان يُكرم النساء اللواتي فقدن شبابهن، ويمتنع عن مقابلة الشابات الصغيرات.

لعل أهم صور بوهيمية شوقي هي تلك الحياة التي عاشها في المقاهي، حيث يقول حسين شوقي إن أبيه كان دائم التردد على المقاهي، بل إن علاقته بالمقهى كانت بمثابة حياة أخرى يعيشها خارج نطاق النظام الأسري

وفي المساء كان شوقي يقضي لياليه في مسرح "الكوميدي فرانسيز" وهو أهم المسارح الكلاسيكية العالمية، لأنه كان يفكر آنذاك في عمل مسرحيات شعرية. وفي باريس أيضاً قابل شوقي بعض الزعماء الشرقيين المنفيين، ومن بينهم الأمير شكيب أرسلان الذي أصدر كتاباً عن شوقي بعد وفاته بعنوان "شوقي وصداقة أربعين سنة"، وكذلك كان شوقي صديقاً للكاتبة الفرنسية جوليت أدام والكاتب الشهير كلود فارير، وكانت له العديد من اللقاءات معهما.

وبعد باريس، زهد شوقي أوروبا وصار يقضي الصيف في لبنان الذي افتتن به وقد شبهه بالخلد: "لبنان والخلد، اختراع الله لم/يوسم بأزين منهما ملكوتَهُ". وكانت له صداقة قوية بشاعر لبنان الشهير بشارة الخوري، وكان اللبنانيون يبادلون شوقي الحبَّ، حتى أنهم أطلقوا اسمه على أحد الشوارع الكبيرة في بيروت.

في 13 تشرين الأول/أكتوبر عام 1932، خرج أمير الشعراء في نزهة في ضواحي مصر الجديدة بصحبة سكرتيره الخاص، وكان –كما يحكي حسين- "قد تحدث معه في موضوعات دينية عن التوبة والغفران، وهل هو يتذكر نصاً صريحاً عنهما في القرآن، يبدو أن أبي قد أحس بدنو أجله في هذا اليوم"، وفي الساعة الثانية صباحاً فاضت روح شوقي، وذهبت إلى ذلك العالم المجهول الذي طالما تساءل عنه وتمنى لو عرف أسراره، فقد قال مخاطباً شكسبير: "يا صاحب العصر الخالي ألا خبر/عن عالم الموت يرويه الألباء".

وإذا كان شوقي قد خلد منزله بمنحه اسم الشاعر العباسي أبي نواس (كرمة ابن هانئ)، فإن كوكب الشرق أم كلثوم قد خلدته، حين غنت له 8 قصائد وهي: "نهج البردة"، "ولد الهدى"، "إلى عرفات الله"، "قصيدة السودان"، "النيل"، "سلوا قلبي"، "بأبي وروحي الناعمات الغيدا"، "سلو كؤوس الطلا".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard