شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"اسكت تنول"... اتحاد كرة اليد المصري يعاقب لاعبة "عالية الصوت" باستبعادها من المنتخب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

الأحد 20 نوفمبر 202205:09 م

بينما تتجه أنظار العالم إلى العاصمة القطرية "الدوحة"، لمتابعة افتتاح فعاليات كأس العالم لكرة القدم للرجال، يتصاعد إصرار محاولات لاعبة مصر الدولية في كرة اليد رحاب جمعة للانضمام إلى المنتخب القومي للسيدات في كرة اليد، حتى تشارك في مباريات كأس العالم المقرر إقامتها في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني من العام المقبل.

في مطلع أغسطس/ آب الفائت، أعلن اتحاد كرة اليد المصري عن تشكيل منتخب وطني لكرة اليد للسيدات، بقرار من اللجنة المؤقتة للاتحاد التي يترأسها محمد الأمين، بهدف المشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في دولة السنغال. ويأتي قرار الاتحاد بعد مطالبات عدة بضرورة تشكيل منتخب أول لكرة اليد للسيدات، وكان من بين من قادوا هذه المطالبات، اللاعبة المصرية رحاب جمعة المحترفة في فرنسا.

لهذا عندما جاء قرار الاتحاد باستبعادها من المشاركة في التشكيل الرسمي لفريق المنتخب الذي يمثل مصر في بطولة كأس الأمم الأفريقية في كرة اليد النسائية، مثل القرار صدمة لها، واعتبرته مؤشراً على قرار موجه لاستبعادها تحديداً من أية فرصة لتمثيل بلدها في البطولات الدولية.

منذ احترافها للعبة كرة اليد، لم تتوقف رحاب جمعة عن المطالبة بتشكيل منتخب قومي للمحترفات يمثل مصر في البطولات الدولية، لهذا عندما جاء قرار الاتحاد باستبعادها من المنتخب الذي يمثل مصر في بطولة كأس الأمم الأفريقية، اعتبرته مؤشراً لقرار بالقضاء على حلمها 

بداية الأزمة

منذ الإعلان عن إعادة تشكيل المنتخب المصري لكرة اليد للسيدات في أغسطس/ آب 2022، بعد 10 سنوات كاملة من توقف المنتخب في 2012، انتظرت رحاب باطمئنان أن تتلقى اتصالاً من أحد مسؤولي الاتحاد أو المنتخب الجديد تخبرها بضمها للتشكيل ومواعيد بدء المعسكرات والتدريبات استعداداً لبطولة الأمم الافريقية أو حتى تخبرها بموعد بدء اختبارات الانضمام، لكن بعد مرور شهرين على التشكيل، بدأت المواقع الرياضية المتخصصة تنقل أخبار التشكيل وبدء المعسكرات التدريبية. هنا خطر لرحاب أن هناك سهواً ما، دفعها هذا للتواصل مع المدير الفني للمنتخب، الكابتن رامي عبد اللطيف، مدربها السابق في النادي الأهلي والذي يعي جيداً مستواها الرياضي، لكنه – حسب روايتها لرصيف22- تجاهل رسالتها ولم يرد، ثم جددت التواصل معه لتسأل عن موقف المحترفات من المشاركة مع المنتخب، نظراً لتوقف الدوري في فرنسا أثناء بطولة الأمم الافريقية وكذلك الأمم الأوروبية، وبالتالي فهي جاهزة للمشاركة، لكنه لم يرد، حاولت الاتصال بمدير المنتخبات الوطنية الكابتن أيمن صلاح، لكنه لم يجب، ولما حاولت التواصل مع الدكتور محمد الأمين رئيس اتحاد كرة اليد المصري لتسأله عن موقفها "وجدت أن هاتفه مغلق دائماً".

بدأت رحاب تطرق أبواب الصحافة الرياضية في محاولة للتواصل مع قيادات الاتحاد والمنتخب الذين اغلقوا أبواب الوصول إليهم في وجهها، فجاءت ردود الاتحاد ومسؤوليه لتبرر استبعادها بكون الاتحاد اختار "الاستثمار في المستقبل" باختيار لاعبات صغيرات السن من مواليد الفترة بين عامي 2002 و2004، مبرراً قراره: "الاستثمار فيهن مجدي لأنهن سيبقين في المنتخب سنوات طويلة".

بدأت رحاب تطرق أبواب الصحافة في محاولة للتواصل مع قيادات الاتحاد  والمنتخب الذين أغلقوا أبواب الوصول إليهم في وجهها، فجاءت ردود المسؤولين لتبرر استبعادها بكون الاتحاد اختار "الاستثمار في المستقبل" باختيار لاعبات صغيرات السن. وعندما تبيَّن أن إحدى اللاعبات من نفس عمرها، وجد الاتحاد مبررات أخرى

ويضم التشكيل المعلن لمنتخب كرة اليد المصري للسيدات، 17 لاعبة هن: مي جمعة، أمينة عاطف، شيماء صبري، تقى كامل، نهى أيمن، ملك طلعت، شهد الشواربي، فرح الشاذلي، سهيلة خالد، يارا هاني، مريم عمر، أمينة هشام، نهى أيمن، كنزي حاتم، ليلى هيثم، شهد حسام،و منة الله سيد. وتؤكد رحاب أن اللاعبة مي جمعة، من مواليد 1993 وهي نفس سنة ميلادها، وأن اللاعبة أمينة عاطف من مواليد 1995، وهذا يخالف ما جاء في البيان الرسمي للاتحاد بخصوص أعمار اللاعبات المنضمات للمنتخب.

مبررات أخرى

رداً على ما كشفته جمعة، برر الاتحاد استبعادها بمبرر آخر غير مسألة السن، إذ أعلن في بيان رسمي سابق أن استبعاد رحاب يأتي لكونها محترفة في دوري الدرجة الثانية في أحد الأندية الفرنسية، وأن المنتخب يعتمد على لاعبات دوري الدرجة الأولى فقط.

تقول رحاب لرصيف22، إنها اعتبرت بيان الاتحاد وتصريحات المسؤولين بخصوص حالتها متضاربة، خاصة أنها لم تكن الوحيدة التي جرى استبعادها، بل تم استبعاد جميع اللاعبات المصريات المحترفات في الأندية الأوروبية.

تقول رحاب إن مدرب المنتخب برر لها رفض ضمها بأن "ضيق الوقت لن يعطيه المجال الكافي لإحداث تجانس بين اللاعبات"، ثم لحقت هذه التعليقات، تصريحات الكابتن أيمن صلاح، الذي قال أن مستوى رحاب، الفني "ضعيف"، حسبما نقلت هي عنه عبر حسابها على فيسبوك، قبل أن يصرح صلاح نفسه لصحيفة المصري اليوم مبرراً استبعاد المحترفات: "هذه اختيارات فنية وأنا حر، ولست ملزماً أن أختار من المحترفات".

عقاب مقصود؟

على مدار الأسابيع السابقة لانطلاق البطولة الإفريقية – الموشكة حالياً على الانتهاء- تصاعدت الحرب الإعلامية بين رحاب جمعة ومسؤولي الاتحاد والمنتخب الوليد، حتى أعلن الاتحاد أنه يدرس شطب اسمها إذا ما استمر هجومها على الاتحاد، وهو ما يترتب عليه – حال تنفيذه- إنهاء قدرتها على اللعب مع أي من الأندية المصرية وانتقالها قانونيا إلى صفوف الهواة.

أتى ذلك بعد أن شنت رحاب هجوماً شديداً على مسؤولي الجهاز الفني لمنتخب السيدات، بعد قرار استبعادها من المنتخب، لتعلق هي: "هو عشان بطالب بحقي تقولوا هنعاقبها؟ هو اللي يتكلم عن تجاوزات يبقى بيهاجم؟".

خصومة شخصية أم قرارات فنية؟

 يقول الكابتن عمرو صلاح، أمين صندوق اتحاد كرة اليد المصري، وعضو مجلس إدارة الاتحاد لرصيف22، أن مشكلة رحاب لا تشغله، أن تركيزه منصرف إلى "كل ما يتصل بتشكيل منتخب وطني قوي قادر على منافسة المنتخبات النسائية في البلدان الأخرى، أسوة بالمنتخب المصري لكرة اليد للرجال"، ويضيف: "مسألة عدم ضم رحاب للمنتخب لا يخضع لأي شكل من أشكال الخصومة الشخصية ونحن لا نلتفت إلى الأسماء بل ما يشغلنا هو صناعة الكيان فقط".

ويكرر صلاح أن تشكيل منتخب مصر النسائي لكرة اليد، "اعتمد على خطة تؤمن مستقبل مصر في كرة اليد النسائية"، مشيراً، إلى اختيار لاعبات من أعمار صغيرة تبدأ من 18 إلى 20 عاماً، عدا اثنتين من مواليد التسعينيات، يضمن استمرار قوة مستوى اللاعبات لمدة 10 سنوات قادمة، ويضيف: "اختيار اللاعبات بالأساس يرجع لرؤية الجهاز الفني للمنتخب ومدير المنتخبات القومية، وليس للاتحاد دخل في ذلك".

وأنهى صلاح حديثه مع رصيف22 بأنه لا يرغب في الحديث مجددا عن أزمة رحب جمعة مع الاتحاد والمنتخب منوها أن المنتخب الوطني الذي يحقق نجاحات في بطولة أفريقيا المقامة حالياً أولى بالاهتمام حسب تقديره.

في الأثناء، تشعر رحاب أن حلمها بتمثيل مصر في المباريات الدولية ربما انتهى إذا استمر قيادات المنتخب والاتحاد على موقفهم منها: "طالبت كثيراً بتشكيل المنتخب الأول للسيدات، والآن وقد تشكل المنتخب فعلاً؛ أشعر أن حلم عمري اللي مستنياه بقالي سنين مش هيتحقق... حقي هاخده يوم الحساب".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ثورتنا على الموروث القديم

الإعلام التقليديّ محكومٌ بالعادات الرثّة والأعراف الاجتماعيّة القامعة للحريّات، لكنّ اطمئنّ/ ي، فنحن في رصيف22 نقف مع كلّ إنسانٍ حتى يتمتع بحقوقه كاملةً.

Website by WhiteBeard
Popup Image