شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
ترشُّح ترامب ثانيةً وأغنية المونديال المحيّرة ... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

ترشُّح ترامب ثانيةً وأغنية المونديال المحيّرة ... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 20 نوفمبر 202206:00 م

المونديال "القطري" المفرط في أخلاقه

لم يعد من السهل الكتابة عن المونديال في قطر؛ الأخبار تتسارع وتتكاثف بصورة قد تضطرنا لفرز محرر خاص لهذا الشأن في المقتطف الجديد، خصوصاً أن كل فضيحة وزلة وتغيير في اللحظة الأخيرة وسذاجة تتركنا عاجزين أمام تجليات الفساد الناصعة، والإصرار على إثارة غضب "العالم". فهل نعلق على المشجعين أم نتبنى حكاية قطر بأنهم أشخاص من جنسيات محددة يرغبون بالاحتفال؟ كيف نكتب عن قرار منع بيع الكحول الذي صدم المشجعين بعد وصولهم إلى الدوحة؟ هل نتجاهل محاولة رشوة لاعبي الإكوادور من أجل الخسارة في المباراة الافتتاحية أمام منتخب قطر؟

قرر فريق التحرير الإشارة إلى شأنين هما الأهم والأكثر مفارقةً في ما يحدث؛ أولاً، كلمات الجزء العربي من أغنية المونديال -ليس أداء ميريام فارس، بل الكلمات-، فالواضح أن الجهود المبذولة لتأليف الأغنية يفوق الجهد المبذول لفتح قنينة مياه تحت شمس الدوحة بقليل. كمية البلاغة والمفارقات الشعرية تجعل الأغنية نموذجاً مدرسياً، يُختبر فيه الطلاب أثناء الامتحانات، ليتأكد المدرسون والجهاز التعليمي في أي بلد عربي من قدرة الجيل القادم على إدراك الابتذال أو لا. لأن مثل هذا "النص"، لا يمكن أن يتفق أكثر من شخصين على صلاحه كي يكون أغنية، وفي حال اتفق عدد أكثر من ذلك، فالأمر بحاجة لعلاج وإعادة نظر فورية في مفهوم الثقافة العربيّة التي تدافع عنها قطر.

الشأن الآخر هو تحول كلِّ من يقبض راتبه من قطر إلى بوق من نوع ما. الكلّ بدأ يدافع عن قطر والهجمة الشرسّة التي تتعرض لها والعنصرية والتعالي الذي يختبره هذا البلد العربي المقدام. فهؤلاء "الأبواق" تحولوا فجأة إلى خبراء في حقوق المثليين جنسياً، وهنا المشكلة؛ الاتهام الموجه لقطر لا يتعلق بحقوق المثليين جنسياً فقط، بل بانتهاكات حقوق الإنسان الصارخة، والفساد الذي لا يمكن تجاهله.

في حال فاز ترامب، فلا مفر أمامنا من دعوة الأمريكان إلى مغادرة العالم الجديد، والاتجاه نحو المستعمرات القديمة، فكمية الكراهية والحقد اللذان سيبثان في الفضاء العام والأثر العالمي لهما بحاجةٍ لتضافر جهودِ كلِّ العالم

فإن كان التساهل مع حقوق الإنسان سهلاً لهذه الدرجة، ويمكن تجاهله ببساطة، فكيف من المتوقع من هؤلاء أنفسهم، داعمي الثورات الربيع العربي أن يمتلكوا مصداقية؟ قيمة حقوق الإنسان لا يمكن أن تتجزأ، وتبنّي عبارات كـ"حقوق الإنسان كشماعة لشتيمة قطر" لا يختلف عن خطاب المقاومة، الذي يرى يعتبر هذه القيم أساليبَ للاحتلال الجديد. بالتالي لا مانع من القمع والقتل كون حقوق الإنسان أداةً غربية لتدمير الثقافة العربيّة!

العملات الرقمية التي أصبحت كاليورانيوم

انهارت شركة FTX لتبادل العملات الرقمية، وتلاشت ثروة الشاب سام بانكمان خلال أيام، إذ اختفت الـ26 مليار التي تشكل رأسمال الشركة، وبدأت الدعاوى تنهال على باكمان ذي الثلاثين عاماً، الذي يقال إنه أوقف في المطار أثناء محاولته الهروب.

لم يعد هناك شك بأن العملات الرقمية كاليورانيوم، على الشخص التخلص منها، فلطالما هي فعالة، إذ يمكن أن تنفجر فجأة، وتطيح بصاحبها وكل من حوله من مستثمرين. هذه الفقاعة التي تبخرت إثرها أموالُ الكثيرين من صغار المستثمرين والمغامرين الذين يبحثون عن مستقبل أفضل، أشبه بلعبة بيدِ أطفال وأشخاص غير مختصين مهووسين بالشاشات يقدمون لنا نصائحَ عن سوقٍ لا يعرفون منه سوى شكله؛ خبراء يدّعون القدرةَ على قراءة البيانات الاقتصاديّة وتغيرات السوق، بناءً على تحركات القراصنة الرقميين وغاسلي الأموال وتجار السلاح، وهذا بالضبط ما يجب أن نتجنبه الآن؛ فأي مغامرة ماليّة يجب أن تكون تحت إشراف من يفقه في الاقتصاد، لا خبراء البرمجة أسرى الشاشات.

الملوثون الكبار يعيدون النظر في تعهداتهم المالية نحو الدول المتضررة من التغير المناخي. ننصح هذه الدول بالاستثمار في علوم الجينات، علّنا نتمكن من الوصول إلى طفرة تؤدي إلى ولادة إنسان جديد قادر على تجاوز كل التغيرات المناخية دون الحجة إلى طاقة نظيفة أو صدقة من الدول الغنية

نكتب هذه الكلمات غضباً، فقد تعرض محررو المقتطف لخسائر ماليّة بسبب انهيار العملات الرقميّة. وننصح كلَّ من تُسوّل له نفسُه الاستثمارَ في هذا الشأن أن يراهن على المدى الطويل، وكما تقول النصيحة: استثمرْ فقط 1 بالمئة من مدخراتك، تلك التي إن خسرتها لن ينتهي بك الأمر في الشارع.

ترامب يترشح مرة أخرى مع وعود بعالم أكثر جنوناً

خالف ترامب نصائحَ من هم حوله، وقرر إعلان ترشحه للرئاسة الأمريكية، على الرغم من خسارة الجمهوريين في الانتخابات النصفية. لكن ترامب أكبر من الانتخابات نفسها، وأكبر من القانون. صحيح أنه قد تمت محاولة إقصائه عن الرئاسة مرتين، لكن ترامب يعد (مرة أخرى) بأمريكا أعظم وأكثر تأثيراً، خصوصاً أن اليمين المتطرف الذي يقف إلى جانبه لا يتردد باستعراض أسلحته، والتأكيد على أنه في حال خسر ترامب هذه المرة، فالانتخابات لن تمرّ على ما يرام مع صوت طلقات بندقية M16 في الخلفيّة.

ترشُّح ترامب لا يعني سوى أن الديمقراطيّة تتيح للجميع أن يقولوا ما يريدون، والترشح للرئاسة جزء من هذا الأمر، وخسارة ترامب ستكون نقلةً إيجابية، وإعلاناً بأن "الشعب" قادر في لحظة الخطر أن يقرر مصيره. أما في حال اشتعلت حربٌ أهلية، وتم اقتحام المباني الرسمية من قبل حاملي السلاح المرخصين، فيجب على الولايات المتحدة أن تعيد النظر بدستورها. وفي حال فاز ترامب، فلا مفر أمامنا من دعوة الأمريكان إلى مغادرة العالم الجديد، والاتجاه نحو المستعمرات القديمة، فكمية الكراهية والحقد اللذان سيبثان في الفضاء العام والأثر العالمي لهما بحاجةٍ لتضافر جهودِ كلِّ العالم، خصوصاً أن ترامب يتخذ خطواتٍ تهدد البشرية، كالانسحاب من اتفاقية المناخ في باريس، وحل مشكلة الشرق الأوسط بأسلوب لا يرضي أحداً، وغيرها من التصرفات التي تهدد "الجميع".

قمة المناخ في شرم الشيخ: لا أموال للدول المتضررة من التغير المناخي

وعدت أكبر الدول الملوثة للمناخ الحاضرة في قمة شرم الشيخ بأنها ستقدم تعويضات للدول المتضررة، وذلك لمساعدتهم على مواكبة التغيرات المناخية، وتسريع عملية الانتقال إلى الطاقة النظيفة. لكن الواضح أن هذه الوعود أو التعهدات، ليست سوى كلام بلا قيمة حقيقية؛ فالصين تهربت، والولايات المتحدة وبريطانيا أكدا عدمَ ضرورة الوصول إلى اتفاق مالي رسمي ونهائي مع انتهاء القمة، أما الدول الأوروبية فتعهدت بـ105 مليون دولار ( أي فراطة الجيب بالنسبة لأي مليونير).

ما يمكن فهمه إذاً هو أن الدول الملوثة ستترك باقي العالم لشأنه، فلا نجاة لأحد، والمصالح الآنية أهم من سلامة الكوكب الذي نتصارع على ما تبقى فيه من ثروات. هذا الخذلان متوقع، وليس بالجديد. وبسبب عدميتنا المفرطة في المقتطف الجديد، نطلب من الدول المتضررة الاستثمارَ في برامج الفضاء، وتصنيع صواريخ لضمان نجاة جزء ولو قليل من سكانها حين تقرر البشرية مغادرة الكوكب. ولكن وبما أن الفساد متشعب في المنطقة العربيّة، فهي لن تنجو إلى طبقة محددة، لذا من واجبنا نحن الباقين، العملُ على تطوير أنفسنا كنوع بشر، والانهماك في التعديل الجيني علناً لنطوّر أبدانَنا ونصبح صنفاً جديداً قادراً على التأقلم مع تغير المناخ.

تفجير إسطنبول... من نتهم؟

مذهلة قدرة الاستخبارات التركية على كشف المسؤولين عن تفجير شارع الاستقلال؛ خلال ساعات تم إلقاء القبض على المشتبه بها، وكشف شبكة كبيرة مسؤولة عن ترتيب الانفجار. تكهن الكثيرون بجنسية من قام بالتفجير (الأكراد)، ولم يخب ظنّهم أو تخطئ تخميناتهم، وتمّ إلقاء القبض على المتهمة، وكشفُ تحركاتِها خلال أيام معدودة.

لا نشكك بما حصل، ولا نمتلك سوى تقديم التعازي، وطلب الرحمة للضحايا الـ6 الذين سقطوا، لكن ما هذه السرعة يا مخابرات تركيا؟ ما هذا الأداء؟ ما هذا الإخراج الممتاز لعملية القبض على المشتبه بها؟ ما هذا الاتهام الواضح الذي لن يذهب ضحيته سوى اللاجئين والأكراد الأقلية التي يتم التلاعب بهم بصورة دائمة في تركيا؟ هذا الأثر جعل بعض الصحف تعنون مقالاتها بـ"السوريون خائفون من مغادرة منازلهم" و "اللاجئون السوريون محطّ التهديد والغضب الشعبي".

مِهران ناصري نموذج مثالي لأثر فترة "طلب اللجوء" على الفرد، تلك التي يجد فيها الشخص نفسه معلقاً في اللامكان، هذه الفترة التي قد تهدد تماسك الفرد، وعلاقته مع ذاته، ليجهل فعلاً إن كان "حياً" أم مجرد لحم مؤقت بانتظار أن يتم الاعتراف به كإنسان... المقتطف الجديد 

لا نمتلك أي معلومات كافية لاتهام أي جهة. الحكاية الرسمية التركية هي المهيمنة، ولكن نرجو الجهاتِ المختصة أن تكون أكثر حنكةً في تقديم المشتبه بهم، وعدم تصوير المداهمة بوصفها فيلمَ أكشن. لا لشيء، بل لأجل المصداقيّة، وتجنب مخاطبة متخيلنا المؤامراتي عن عمليات الاعتقال، ذاك الذي لم تقصّر برامجُ تلفزيون الواقع في بنائه.

عن رحيل مهران ناصري

رحل عن عالمنا مؤخراً الإيراني مهران ناصري، أو "سير ألفريد"، الذي بقي عالقاً في مطار شارل ديغول في باريس لمدة 18 عاماً، دون أوراق. رحيل مهران الذي تمكن بعد سنوات من دخول فرنسا بصفة لاجئ يقدم لنا درساً في معنى "المنفى" و "طلب اللجوء".

أشارت الصحف إلى معاناة مهران من مشكلات عقلية، بل إن البعض ربط ذلك بإنكاره لهويته وتحوله إلى "سير ألفريد"؛ الشأن الذي استمر حتى بعد مغادرته المطارَ. وهذا بالضبط ما يمكن اعتباره نموذجاً مثالياً لأثر فترة "طلب اللجوء" على الفرد؛ تلك المدة الزمنية التي يجد فيها الشخص نفسه معلقاً في اللامكان، مقيداً، عاجزاً عن العمل والتنقل، والاستقرار؛ هذه الفترة التي قد تهدد تماسكَ الفرد، وعلاقته مع ذاته، ليجهل فعلاً إن كان "حياً" أم مجرد لحمٍ مؤقت بانتظار أن يتم الاعتراف به كإنسان .

ميزة جديدة في واتساب تشعل المخيّلة والرغبة

أعلن تطبيق واتساب عن طرحه لميزة جديدة، تتيح للمستخدمين الوصول إلى ذات الحساب من عدة أجهزة، أي يمكن لذات الشخص استخدام هاتفه، وحاسبه اللوحي، وحاسبه الشخصي من أجل استخدام واتساب. وكمهتمين بالتكنولوجيا والظاهرة الإباحيّة التي توظف دوماً كلَّ جديد من أجل تفعيل قنوات غير متوقعة للرغبة، بإمكاننا القول إنه أصبح بالإمكان ممارسة الجنس الرقمية عبر عدة شاشات مع ذات الشخص، أي يمكن استخدام جهاز للتصوير، وآخر للكتابة، وثالث للصوت، لنكون أمام تجربة إباحية-جنسية فريدة من نوعها، يمكن عبرها التحرر من شاشة واحدة، واستخدام عدة شاشات لاستعراض اللذة بأشكالها المختلفة.

مخيلة المحرر لم تجد سوى هذا الاستخدام للميزة الجديدة من واتساب. ولكن يغفر له ذلك، كوننا تأكدنا من ريادة صناعة البورنوغرافيا في مجال التطبيقات التكنولوجية، فهُم أول من وظف نظارات الواقع الافتراضي لخلق تجربة حسية جديدة، ومع هذه الميزة، يمكن الآن للمستخدمين العاديين الاستمتاع مع شركائهم دون أن يضطروا لشراء أجهزة جديدة.

يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image