شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
باريس أحدث المقاطعين لبث مونديال قطر… تساؤلات عن فريق

باريس أحدث المقاطعين لبث مونديال قطر… تساؤلات عن فريق "ناصر الخليفي"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

أصبحت باريس، الثلاثاء 4 تشرين الأول/ أكتوبر، أول مدينة فرنسية تُعلن عدم إقامة شاشات عملاقة ومناطق للمشجعين في شوارعها لمتابعة مباريات مونديال قطر الوشيك، مرجعةً قرارها إلى الشُبهات التي تكتنف ملف حقوق الإنسان في الإمارة الخليجية الثريّة، ومخاوف أخرى تتعلق بالبيئة.

جاء ذلك بعدما أكدت المدن الفرنسية: ليل ومرسيليا وبوردو وستراسبورغ وريمس وتولوز، مقاطعة مباريات كأس العالم 2022 لكرة القدم لأسباب أخلاقية وحقوقية.

ويعتبر مسؤولون وخبراء فرنسيون أن إقامة ملاعب مكيفة بتقنية تبريد الهواء الخارجي في الصحراء "هي بمثابة كارثة بيئية". في حين أقدمت مدن فرنسية على قرار عدم البث لترشيد النفقات إذ تبلغ تكلفة شاشة عملاقة "عدة عشرات الآلاف من اليورو" في وقت تسعى الاقتصادات استيعاب التكلفة المتزايدة للطاقة ومحاولة ترشيد استهلاكها.

في مؤتمر صحافي حول عدم توفير باريس أماكن للمشجعين في جنبات المدينة، أوضح نائب عمدة باريس للرياضة، بيار رابادان، أنهم اتخذوا القرار "أولاً، بسبب الظروف البيئية والاجتماعية المتعلقة بالحدث. فهذا ليس النموذج من الأحداث الكبرى الذي نرغب في الترويج له في باريس".

كما لفت إلى أن توقيت المسابقة، بين تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر المقبلين لعب دوراً في القرار باعتبار أن "هذه الفترة لن تكون مناسبة لنا لتخصيص منطقة يجتمع فيها الكثير من الأشخاص للاحتفال"، مشدداً على أن القرار لا يعني مقاطعة البطولة تماماً وكذلك "لا يعني أننا ندعو إلى المقاطعة".

لأسباب حقوقية وبيئية واقتصادية… مدن فرنسية كبرى، بينها العاصمة باريس، ترفض بث مباريات كأس العالم قطر 2022 في شوارعها، ومعلقون قطريون يدعون بلدهم إلى الرد ببيع فريق باريس سان جيرمان

ويُرجح أن يحظى مونديال قطر بمتابعة عريضة من المشجعين الفرنسيين الطامحين إلى أن يُدافع منتخبهم عن اللقب الذي فاز به قبل أربع سنوات لدى استضافة روسيا لكأس العالم 2018.

وكانت هناك ترتيبات لعروض عملاقة على الشاشات في مرسيليا إذا وصلت فرنسا إلى النهائي، لكن تم إلغاؤها الآن.

اتهامات بـ"النفاق"

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي القطرية والعربية، عبّر معلقون عن دهشتهم إزاء الموقف الذي تتخذه المدن الفرنسية من مونديال قطر بالإشارة إلى انتهاكات حقوقية يتعرض لها مواطنون فرنسيون، بمن فيهم المسلمون على حد زعمهم.

ذهب بعض المنتقدين إلى اتهام سلطات باريس بـ"النفاق"، مذكّرين بأن فريق كرة القدم الأكبر في المدينة بل وفرنسا، فريق باريس سان جيرمان، مملوك لشركة قطرية ويترأسه القطري ناصر الخليفي.

وغرّد فيصل: "أتمنى من حكومة قطر بعد كأس العالم تبيع باريس سان جيرمان ونخليهم يبلشون بدوريهم المعفن. آخر ناس تتكلم عن الإنسانية وحقوق الإنسان، شاتمين الأنبياء"، في إشارة إلى الرسوم المسيئة للنبي محمد التي نشرتها مراراً صحيفة "شارلي إيبدو" الهزلية الفرنسية ودافعت السلطات الفرنسية عن حقها في التعبير.

وسأل صلاح: "لماذا لا تقاطع (يقصد مدينة باريس) باريس سان جيرمان الذي تمتلكه قطر إذاً؟". وتكهن أحمد الحمادي بأن "انخراط قطر في الاستثمار الرياضي خصوصاً في فرنسا أثار لوبياتها لشن هذه الحملة خاصةً أن موقف الحكومة الفرنسية واضح"، يقصد أنه مشجع لهذه الاستثمارات.

طاقم قمصان أسود، وشارة داعمة للحب المثلي، وعدم بث/ متابعة المباريات… برغم الإصلاحات التي قامت بها #قطر في ملف حقوق العمالة المهاجرة والاستعدادات الإنشائية الضخمة، تتزايد الدعوات إلى مقاطعة نهائيات كأس العالم الوشيكة على أساس حقوقي

ورفض قطريون الهجوم ومحاولات "التشويه" المتكررة بحق بلدهم. كتب الإعلامي القطري جابر الحرمي: "في تاريخ بطولات #كأس_العالم التي لم يسبق أن أقيمت في بلد عربي أو مسلم، لم يتعرض بلد استضاف البطولة ما تعرضت له #قطر منذ فوزها باستضافة #كأس_العالم_2022 من أكاذيب وفبركات وادعاءات مغرضة من قبل إعلام ومؤسسات غربية وللأسف دُعِمَت من أطراف عربية. وكلها انكسرت على صخرة صمود #قطر".

دعوات المقاطعة تلاحق مونديال قطر

في حين تُعد إقامة نهائيات كأس العالم لكرة القدم، اللعبة الشعبية الأوسع انتشاراً في العالم، للمرة الأولى في الشرق الأوسط فرصة ثمينة لإبراز قدرات قطر التي استعدت لها جيداً وأنشأت العديد من الملاعب العملاقة والفنادق الفاخرة وما إلى ذلك، إلا أنها أثارت تركيزاً كبيراً على حقوق الإنسان في البلد الصغير.

وتزايدت في الآونة الأخيرة الدعوات إلى مقاطعة مونديال قطر لأسباب حقوقية متعددة، من أبرزها الانتهاكات بحق العمال المهاجرين الذين شاركوا في تأسيس المنشآت المرتبطة بكأس العالم، والمخاوف من التعامل مع المشجعين المثليين وأولئك الذين ينتمون إلى مجتمع الميم عين خلال وجودهم في قطر لتشجيع فرقهم.

وقبل أيام، كشفت الدنمارك عن تصميم جديد لأحد أطقم القمصان التي من المقرر أن يرتديها لاعبوها باللون الأسود "حداداً" على "آلاف الأرواح" من العمال الذين قضوا أثناء تشييد البُنى التحتية الرياضية واحتجاجاً على ما اعتبروه عدم التزام من قطر بحقوق هذه الفئة. ردت قطر على ذلك بأنها تلتزم حقوق الجميع على أراضيها.

كما أعلن قائد منتخب إنجلترا لكرة القدم، هاري كين، عزمه ارتداء شارة ذراع عليها ألوان الطيف وعبارة "حب واحد" اعتراضاً على ما وصفه بـ"التمييز" ضد المثليين والمثلييات في قطر.

إعلامي قطري: "في تاريخ بطولات #كأس_العالم، لم يتعرض بلد استضاف البطولة ما تعرضت له #قطر من أكاذيب وفبركات وادعاءات مغرضة من قبل إعلام ومؤسسات غربية، وللأسف دُعِمَت من أطراف عربية"

وكان النجم الفرنسي الدولي المعتزل، إيريك كانتونا، قد أعلن مقاطعته جميع مباريات هذه النسخة من كأس العالم، قائلاً: "لنكن صادقين، كأس العالم هذه لا معنى لها. إنها انحراف". فيما صرّح المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، أوليفييه فيران، بأنه "إذا كان القرار لنا اليوم، فلن نعطي كأس العالم لقطر. ولكن عندما يُقر شيء قبل 10 سنوات من قبل 100 دولة، من الصعب أن نقول توقف على بعد بضعة أسابيع من انطلاق الفعاليات".

يُذكر أن الحكومة القطرية ألغت نظام الكفالة العبودي وأقرت حداً أدنى للرواتب وسعت إلى دفع أو إلزام بعض الشركات المتعاقدة معها دفع تعويضات للعمال الأجانب، غير أن حقوقيين يرونها إصلاحات غير كافية ولم توفر للعمال المهاجرين البيئة المناسبة والعادلة للعمل.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image