شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
مزّقتَ أصابعي وحبَّرتَ القرآنَ بهم

مزّقتَ أصابعي وحبَّرتَ القرآنَ بهم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مجاز

الأربعاء 23 نوفمبر 202210:29 ص

"ذلك الخطاط كتب ثلاثة خطوط؛ واحد قرأه هو وليس الغير، واحد قرأه هو والغير، واحد لا هو قرأه ولا الغير. أنا ذلك الخط الثالث". (شمس الدين التبريزي) — صفحة تحررها مريم حيدري 



بين المساجد، مواعيد خاطفة

إلى أحمد

"وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ"

(سورة الصافات، الآية 36)


حبّنا هو سورة.

انتشلتُ الخطوط العربيَّة من عينيكَ تلك العشيَّة الرَّمضانيَّة.

مزّقتَ أنتَ أصابعي وحبَّرتَ القرآنَ بهم.

لمستُ قدمكَ بقدمي فوق كلِّ سجَّادات الصَّلاة، كي لا تختلفَ القلوبُ.

كنتَ أنتَ كلَّ نبضة قلبٍ في المسجد.

قطفتُ بَتلاتٍ جافةً من يدِ الله أولَّ مرَّةٍ ركعنا فيها سويّاً.

كنتَ أنتَ كلَّ دمعةٍ لم أذرفْها في صلاتي.

تشبَّثتُ بكلِّ حرفٍ رفرفَ على لسانِكَ.

كسرتَ أنتَ كلَّ جوعٍ بقبلةٍ مِن غسقِ كفيَّ.

لمستُ قدمكَ بقدمي فوق كلِّ سجَّادات الصَّلاة، كي لا تختلف القلوب/كنتَ أنتَ كلَّ نبضة قلبٍ في المسجد/قطفتُ بَتلاتٍ جافة من يد الله أولَّ مرَّةٍ ركعنا فيها سويّاً/كنتَ أنتَ كلَّ دمعةٍ لم أذرفها في صلاتي... مجاز الخط الثالث


حمولةٌ غائمة

إلى قاسم

ليلة أمسِ رأيتُ الغيومَ تتحوَّلُ إلى ورقٍ

ونجومَ عينيكَ تنمحقُ في غضبٍ مكتوم.

كيف لنا أن نتحدَّثَ عن الحبِّ، يا أخي،

حين تكون الألسنةُ راكدةً كما الدُّموع؟

أَتَذْكُرُ تلكَ الشَّجرةَ الوحيدةَ مِن طفولتنَا،

ورملاً بلا رائحةٍ، وغيوماً صارت رماداً مشتعلاً؟

أحاولُ أن أنسى أولَّ ذكرياتي عنكَ:

علينَا أن نصدَّ الغضبَ الموروث،
أن نتعانقَ بعمرِ الأمل،
أن نجلبَ من الغيومِ رسائلَ الحبِّ المغبَّرة،
أن نتحدَّثَ عن الحبِّ قدرنا الوحيد، يا أخي

الجدرانُ، الخربشاتُ عليها، خبطُ رأسكَ بها.

كيف لنا أن نتحدَّثَ عن الحبِّ، يا أخي،

لو لم تُنحت يدٌ على قلبينا؟

إيه، دموعكَ الَّتي بخَّرتَها تحتَ الدَّرج.

ماذا حلَّ بها؟ ألم تتحوَّل إلى غيومٍ؟

في حزنكَ تعانقني كصلاةٍ قصيرة،

وتُسهبُ في أعجوبةِ الوجودِ كإحصائي،

وتتحدثُ قليلاً عن الحبِّ، يا أخي.

علينَا أن نصدَّ الغضبَ الموروث،

أن نتعانقَ بعمرِ الأمل،

أن نجلبَ من الغيومِ رسائلَ الحبِّ المغبَّرة،

أن نتحدَّثَ عن الحبِّ، قدرِنا الوحيد، يا أخي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image