يعيش أهل بلدي
في زمن الانتظارات الرطبة والعطنة، نسجت أمة من عناكب دولتها على النوافذ المضبّبة وعلى الأرواح المستنزفة زرقتها باكراً، على دولاب الملابس العاري والأبواب التي ترتعش بشيخوخة، البسط الشعبية المتيبسة كما الأرحام التي لم تزهر منذ أمد غير قريب. الصمت المتكدّس على الساعة المعطلة، الأقفال المتزاوجة، الستائر المنزوعة اللون، الضحكات المندسّة كعلكة في ثقوب الجدران المصابة بالبهاق، خيالات الوجوه المتعرّقة وبرودة الصمت الذي أغرقت المكان منذ سنين بغبار الغياب.
على مهل، صرير الباب يسمع الآن. انفراجة صغيرة ينهمر من خلالها جدول من ضوء الشمس، يطفو فوقه جسد فتى لامع كقطعة زجاج أسود صقيل وقعت من واجهة الليل الهائلة. أصوات أنثوية خافتة تتعالى تدريجياً بشكل ممسرح:
ــ "رجع مسعود رجع... مسعود، مسعود، مسعوددددد. يضاعف نفسه الصدى ألف مرة: مسعود، مسعود، مسعود عود دد دد …".
فجأة يسود صمت وعتمة.
أم غايب
في أواسط السبعين، ببشرة سوداء معتقة موشومة في الحنك والكفين برسومات وطلاسم خضراء غريبة، تنطوي بجسد نحيل جداً تكاد تكنسه الريح بطريقها. بعض النسوة يصفنها بـ"المسكونة" إشارة لعالم الجن الموازي. هناك سرديات غير موثقة عن قدراتها على التواصل مع المخلوقات الماورائية وغير المنظورة في الجلسات النسوية. في البيوتات القديمة اعتادت أن تقص أحسن القصص كحكاء ماهر أو نبي، عن غايب، ولدها حين يدور الحديث، يسألنها عن "غايب" الغائب.
ــ "غايب خذوه العسكر للحرب وما عود من يومها".
يستفسرن منها: "أي حرب، الأولى، الثانية، الثالثة، الرابعة... الألف. بلدنا يحارب حتى الريح".
ترد: "حرب الشتاء افتكر".
يجبن: "وحتى هذه، حروبنا بيها ستين شتا وستين صيف، يا أم غايب".
بتردّد ترد: "هو لبس ملابس شتا ومشى للحرب بعدها ما أدري عنه". يضحكن. تخمّن النسوة أنها الحرب التي دارت بين العراق وبين أكراده في الشمال. يصلنها بخير ولكن لا يدخلن غرفتها لسبب ما. يحملن إليها على رؤوسهن "صواني الرحمة"، لاستحصال ثواب قراءة سورة الفاتحة للموتى.
تشكّل فواجع البلد مصدر رزق لها، الثمانينيات خاصة، زمن المعارك الطاحنة التي تستمر لأيام، مكونة مصادر خصبة من الشهداء. كانت "صواني الرحمة" لا تنقطع، رزق وافر، نزيف من مدنيين وعسكريين. ثم جاءت حرب الخليج الذكية جداً. كذلك مسالخ المنتفضين الجنوبيين في آذار، قتلى التقارير الأمنية، ضحايا السرطانات المنتشرة في البصرة كما الانفلونزا. سلاسل متصلة وإن شهدت تغيراً نوعياً بالثوابات بسبب الحصار وشحّ المواد الغذائية. لكنه تحسّن بعد مجيء الأمريكان والدولارات والمليشيات المحترفة بالاستثمار بقطاعات القتل المربحة، تشاكسها النسوة:
ــ "لو فرضنا الناس ماتموت. من أين تعيشين يا أم غايب، ها؟".
ــ "السيد الشعيبي مايتركني أموت جوع أنا و عيالي. حاشا". ترد بثقة المؤمن بربه.
أم غايب في أواسط السبعين، ببشرة سوداء معتقة موشومة في الحنك والكفين برسومات وطلاسم خضراء غريبة، هناك سرديات غير موثقة عن قدراتها على التواصل مع المخلوقات الماورائية. اعتادت أن تقصّ أحسن القصص كحكّاء ماهر أو نبي: "غايب خذوه العسكر للحرب وما عود من يومها"... مجاز
في غلاء متصاعد كما الأبخرة، يجود عليها الميسورون بصدقاتهم، ليشعروا بعدها براحة ضمير ويناموا بعمق، تعيش أيضاً من هذه الثغرة الإلكترونية ببرمجيات الأغنياء النفسية التي تقودهم كل مرة لأم غايب. يرشونها ويرشون الله من خلالها ليغفر لهم خطاياهم، أو يقلّلها على أقل تقدير. وإن كانوا لا يهتمون عندما يجتازون علاماته المرورية يومياً ويدهسون إنسانيتهم بتعمّد.
ما يمنحونه يدفع عجلات يومها مع عيالها إلى خانة أخرى في التقويم، ولو بصورة مزرية. عندما ينقطع المدد الذي تتلقاه "العلقة" أم غايب، تفترش سطحية أرض متربة في سوق "البصرة القديمة"، في منطقة الصفاة، لتبيع الملابس المستعملة. من يعبر مسرعاً سيصعب عليه تمييزها بين أكوام العباءات السود الرثة والملابس المتعبة اللون والمهترئة.
بجسدها الهزيل والمقوّس كما أقواس السعف التي تصنع في أعراس البصرة، تعود بما استرزقته عند الغروب. عندما يسوء الحال، تتبضّع مجّاناً من بقايا عربات الخضار، بصل ذابل، طماطم نصف متعفنة، دجاجة مريضة ملقاة، أي شيء يتبقى من الباعة عند انقضاء اليوم. إذا عرفت أن ما يباع للناس أصلاً تالف ومغشوش تجارياً، لك أن تتصور ما سوف تكون محتويات كيس المسكينة أم غايب حينها.
قصر أم غايب
أم غائب عنوانها قصر؟ معقول؟
يقهقه موظف الأحوال المدنية وهو يثبت عنوانها في السجلات الحكومية. تسكن أم غايب في غرفة تسميها "دار" عند أطراف حديقة بمساحة خمسين فداناً، تعود لقصر ضخم يسكنه السيد الشعيبي. هو كبير عائلة عريقة وغنية في البصرة، منحها غرفة البستنجي المزودة بمرافق صحية. يمتد ممشى من غرفة أم غايب إلى باب صغير في السور الخارجي على الشارع العام. يعيش السيد الشعيبي الكبير منفرداً، متوارياً عن الأنظار منذ سمع الناس باسمه لأول مرة، ويُشكّ أنه لايزال حياً أو موجود أصلاً.
تصنع أم غايب "مرهفات"، مراوح يدوية من خوص النخيل بزخارف نباتية، ترسلها للسيد الشعيبي بواسطة خادمه "رسول"، فهو الوحيد الذي يدخل عليه خلوته ويدير أملاكه بوكالة شفهية. تسألها النسوة بفضول عن السيد الشعيبي: هل تشاهده يتنزه في الحديقة الخيالية المكتظة بالنخيل والأعناب والزيتون؟ كيف يبدو؟ ولِمَ لم يتزوج؟ هل يعشق؟ وكم عمره؟ ووو... تجيبهم: "هووو ...كيف أطالعه وهو من هو، وأنا وصيفة عند سيدي... لا يانسوان، حاشاه من الزواج".
في طريقها لقضاء حاجتها ليلاً، اعترضها مسعود بشهوة وحضنها تاركاً أثر مخلبه في فخذها. الكل نيام إلا "الأشقر"، يرقبهما من تحت اللحاف ليستبطن ردة فعلها التي ستقرّر مسار حرب النجوم القادمة في هذه الليلة... مجاز
مسعود
السماء بتردد تبصق زخات متقطعة، ثم تمسك فتعاود فعلتها، وهكذا طوال الليل. تسمى أم غايب هذا الوضع "دمعة مسعدة"، وما يدريك بـ "المسعدات" وشحّ دموعهن يا أم غايب؟ لم تكوني "مسعدة" في يوم من الأيام على ما أعتقد. ترصّ في لثتها "السويكة" وتغير الموضوع بخفة: "اليوم شويت سمك صبور بالتنور. تعال أتغدى معانا، أنت وكل السامعين لحكاوينا".
يوم بصراوي محمل برطوبة البحر، دبق وكسول غير أنه يحمل رائحته، تستشعر مجيئه منذ الصباح. عربيد ليل، لامع كزجاج أسود مصقول. هل تتذكرون؟ مملوح دمه يلعب، يطرق الباب وقت الظهيرة فتفتح له وتتلقاه بقبول حسن. سيدعوها "يمّه" وتدعوه "أولدي". يجالسهم على سفرة الطعام، يتفحص عيالها بَصَرِيّاً بطريقة المسح الضوئي ويتفحصونه بريبة.
ــ "مد أيدك قبل لا يبرد الزاد يمسعود يا يمه".
يأكل بخجل، يترخص منهم أن ينام لأنه متعب. يقول إنه جاء مشياً من "الرفاعي" في الناصرية إلى البصرة.
تتقافز البنات في حضن أم غايب. تسرح شعورهن وتربط لكل واحدة شريطاً أحمر على مفرق رأسها. أسمته مسعود لعله يجلب السعد لبناتها.
ــ "لكنك لا تعرفين له أصل وفصل؟". تسألها إحداهن وهي تتلصص عليه من وراء ستارة.
ــ "مازال دخل من الباب هذا بن أصول يمة. ما نطّ على الدار. خاويته مع (الأشقر) وتملّحوا بالزاد، ما يفرقهم إلا الموت".
العيال
يتهامسن بدلال مشبع بالرسائل الجنسية. وحده الأشقر رافض لمسعود. هو ذكرهم الوحيد قبل مجيء "متعوس" كما أسماه بقلبه. تعرّفه وتعرّفنا على العيال:
ــ "بنياتي، وردة ونعيمة، وهذه الوكيحة الفلفل اسمها تحرير، لأن ولدت يوم تحرير الفاو، هذا الأشقر أخوك، رجلنا وحامينا". تستدير وتشير لظلّ القصر الهائل الملقى على الدار المنزوية والمتداعية: "هذا بيت سيدنا الشعيبي، وهذه حديقته. اسرح وامرح بس لا تأكل من شجراته يا يمة. ناهينا عنها. لا تسمع للخادم أبو بگيع لأن مرامه نعصي سيدنا الشعيبي".
تتنقل تحرير بين السيقان الممتدة على الأرض وقت النوم. تتعمّد إثارة الذكرين كل مرة. يرقبها مسعود كمن لا يراها، بينما الأشقر كان يحاصر فأراً أزعجهم في زاوية. تحرير تتخاطف بين عيني مسعود وبين مكان إعداد الطعام في أحد زوايا الغرفة عند "الجولة" النفطية الملقاة على منضدة صغيرة، والتي تحمل باقي أدوات المطبخ: قدران وبعض الصحون والملاعق.
لا تملك أم غايب مطبخاً. تلصق صوراً ملونة من المجلات لمطابخ أجنبية على الجدار الموازي للمنضدة، وبذلك تدلل سيميولوجياً على مطبخها الذي يتغيّر كل سنة بتغيير صور المطابخ الملصوقة. تمتلك ثلاجة صغيرة، تحوي بصورة دائمة زجاجات ماء معبأة من الحنفية، وبأحسن الأحوال، قطع خبز أو خضاراً ذابلة. في الرف الجانبي لباب الثلاجة مكان دائم لحفظ فكّي أسنان متحرّكة، تخلعهم في كل ليلة لتريح لهاتها، تقول: "خايفة يضيعن مثل ما خايفة عليكم تضيعون من بعدي يمه".
الأشقر، تحرير، مسعود
يتفق الجميع أن الأشقر لتحرير إلا تحرير، ليس من أحد متأكد لهذه اللحظة من أنها للأشقر. مرة سألتها وردة فتهرّبت من الجواب. أوصلت وردة ذلك للأشقر الذي لم ينم ليلتها. اعتمد تدليلها والتقرب منها عسى ولعل "يجيبها للدرب" كما يقول. كل هذا قبل مجيء مسعود. يسميه الأشقر "متعوس". هو أصغر منه بحولين تقريباً، وأشد منه مرونة وقوة. يغار منه، لكن لا يخشى غدره لأنهما تمالحا بالطعام.
لا تملك أم غايب مطبخاً. تلصق صوراً ملونة من المجلات لمطابخ أجنبية على الجدار الموازي للمنضدة، وبذلك تدلل سيميولوجياً على مطبخها الذي يتغيّر كل سنة بتغيير صور المطابخ الملصوقة... مجاز
ترتسم بأفق الدار، بما يشبه السينوغرافيا، جيوش تحتشد وحروب تعدّ لتعلن على سهو من الجميع. أم غايب قلقة. تسترشد بـ "دليل الزمان لمعرفة النسوان" لتفهم تحرير المتقلبة كطقس هندي. ترطب جفاف التواصل بين مسعود والأشقر بالكلمات المنمّقة والحنية المفرطة، لا تؤتي أكلها شجرة القرب بين نارين وأنثى:
ــ "أخيتي أم صياح، شوري عليّ". تسأل إحداهن في مأتم لشهيد طازج ذهبن لعزائه.
ــ "خلي البنية تختار وطلعي منها". نصحتها.
ــ "بس الأشقر لتحرير وتحرير للأشقر".
ــ "هذا أول، الأول تحوّل يا أم غايب".
تجد أن لا جدوى. سترفع مرساتها الأيام وتبحر إلى جزر المتوقع واللامتوقع، ستسحلنا معها حتما دون إرادة. تئنّ بلحن ونص قديم:
ــ "ياخوي محلاه الخشب لو لزه السييف
كلها صبيان تجر المجاذيف
ياريتني ادهينه وادهن ايديهم
ياريتني خيمة واظلل عليهم".
تدمدم مع نفسها بحزن وهي تهيئ "الگدو" لتدخن.
ليل آخر يلقي بعباءته المعتمة على الدار، تنام فيه العيون أما الأفئدة فتصطخب وترتج وهي تجنح على أكتاف الشط بلا دليل.
شباطيات
في طريقها لقضاء حاجتها ليلاً، اعترضها مسعود بشهوة وحضنها تاركاً أثر مخلبه في فخذها. الكل نيام إلا مجسّات الأشقر، يرقبهما من تحت اللحاف ليستبطن ردة فعلها التي ستقرّر مسار حرب النجوم القادمة في هذه الليلة. هل تجنح إلى مسعود، أم إليه؟ لدقيقة كانت منسحقة تحت إبطي مسعود. فجأة انتفضت ودفعته عنها وعادت للفراش تلعق شفتيها من طعم فمه الحلو كتمر البصرة. غادر مسعود بربع انتصاب وثلاثة أرباع رضا عما حصل. كبت الأشقر غضبه وهو يتساءل: هل تتعمّد تحرير أثارت غيرته؟ من يفهم الأنثى أياً كانت؟ من؟
طم طن طم طخ، طم طم طخ
"يمه يا شواربك الشوك، وفوك الكتف نجماتك تلوك، ربيتك ترف من هزة للكاروك".
تتراقص تحرير بحركات جنسية تدل على عطش الأنثى المتجدّد. يمتلئ الجو بعرق الرغبة
ــ "ردح، ردح، أي، أي، عليهم عليهم عليم، شالو شالو شالو".
تتعالى الضحكات المتداخلة مع الغناء والصخب والنشوى. لم يسمعن الأشقر وهو يشخر بوجع حاد في الرقبة، ويردّد بحروف مكسرة بين حباله الصوتية قبل الموت: "خخخ تح... رير... رر ر".
لم يسمعن صوت قفزة مسعود الهارب بعيون غائرة شاردة ومرتعبة ووجه مسلوب الحياة أكثر من ضحيته الأشقر:
"أي، ردح، أي. شالو شالو عليهم عليهم. يمين يمين، يسار يسار".
يتعانقن ويتمايلن، يسقطن بعدها أرضاً من الضحك والتعب واللهاث. تستثمر وردة تحرّر تحرير من صرامتها لتسألها:
ــ "مسعود لو الأشقر، ها؟ اختاري. يا حلوة الحلوات، ياقطة يا مقطقطة".
ترقص تحرير بكل جسدها ومجسّاتها ومخالبها. جذلاً تهز رأسها يميناً ويساراً كبندول ساعة غير مضبوط: "محتارة أدور أنا أدور أنا...". تردد أغنية بصراوية قديمة. في الخارج، يسيل الدم من سقف الدار ببطء قافلة نمل، يهبط على النافذة. تتراءى قطرات ومسارات حمراء زاحفة بتعرج على الزجاج. تلمحها نعيمة.
ــ "يا بنات، السماء تمطر دم". تقول بسذاجة وهي تنظر من الداخل للزجاج. تسدل الستارة الباهتة اللون على النافذة وتلتحق بحلقة الرقص مع أخياتها.
صبحونية أخيرة
أول من عرف بما حصل قبل أن يحصل حتى كان السيد الشعيبي. كان يداعب رأس نخلة برحي حينها. صمت أو حنق لما حصل، غير أنه لم يتدخل كالعادة: "حيلهم بينهم". دمدمت شفتاه الأزلية بصوت للداخل. البنات عرفن بالأمر متأخراً. انقلبت البهجة إلى فاجعة وتبادل الفرح والحزن الأدوار بخفة ريشة.
ينطلق صراخ أنثوي حاد يشبه مواء ألف قطة تهرس في خلاط. لم يكترث أحد، ففي شباط من كل عام تتفجر الرغبات الشابة لتصير نكاحاً وسفاحاً مليونياً وعلنياً، ينتج صغار يملؤون سطوح البيوت القديمة المنخفضة. تجاهل من سمع الصرخات مصدرها، وانشغل بما يعنيه.
في الصبحونية المشؤومة تلك، تحمل أم غايب الأشقر على كتفها، تسير ببطء وألم كمن كسرت له أربع ضلوع. تنعيه بصوت بصراوي محترف الحزن ومتقن الصنعة.
ــ "يمه يا شواربك الشوك، وفوك الكتف نجماتك تلوك، ربيتك ترف من هزة للكاروك".
يلطمن ويمرغن أجسادهن بالتراب، إلا تحرير صمتت كالبازلت. الصدمة أفقدتها النطق. تجمع أشياءها في صرّة، تمسكها بفمها وتهرب إلى المجهول.
ــ "أمنا، أمنا". تتهافت وردة ونعيمة على أم غايب التي تترنّح عند الباب وتسقط. تتقافزان على جسدها الملفوف بعباءتها والممدّد في عتبة الدار. وردة تنحب وهي مستلقية على وجهها. تجن فتقضم ذيلها، تأكل نصفه وتفقد الوعي. نعيمة تبكي ثم تصمت، تقوم بعدها بضرب النافذة برأسها وهي تموء وتموء حتى آخر الزمان. تهجر الدار وتبتعد عيون العابرين عنها. تضمر حكايات أم غايب في الشفاه وتصبح نسياً منسياً. تشرع الدار نوافذها وأبوابها بانتظار أن يأتي يوماً ما، عربيد ليل، لامع كزجاج أسود مصقول، كما أخبرتكم مراراً، في زمن الانتظارات الرطبة والعطنة.
أها قبل أن أنسى: لا زال السيد الشعيبي يبحث عن وصيفة ليسكنها غرفة "البستنجي" مع قططها. يراقبهم ويرزقهم عن كثب بما يجود. يعيد الحكاية مراراً، كسراً للضجر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 23 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع