بحسرة، تصل إلى انفعال عاطفي جارف، يستعيد المثقفون المصريون من ذوي الاتجاهات الليبرالية، الحالة الكوزموبوليتانية المصرية، التي شهدتها مدينتا الإسكندرية والقاهرة منذ بداية أربعينيات القرن الماضي، وانتهت بحسب زعمهم مع نهاية حقبة الستينيات بهجرة الجاليات الأجنبية وطرد اليهود من مصر بقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مخلفة –بحسب زعمهم أيضاً- فراغاً ثقافياً وفنياً كبيراً في المشهد المصري، يصعب ملؤه.
يرى هؤلاء الصورة المصرية الآن، مشوهة ومنافية لمعايير الجمال، تلك التي تتحقق في وجود الجنس الأوروبي الأبيض فقط. فهذه "الكوزموبوليتانية" بكل ثقلها اللفظي، وخفتها في سياق التاريخ الاجتماعي المصري، صارت مُضغة في أفواه الليبراليين؛ يُخرجون صورتها الجميلة النظيفة من مخابئ الماضي، ويُشهرونها في وجه العامة والبسطاء من المصريين، الذين ربما لم يسمعونها من قبل، ولا تقدر ألسنتهم المصرية على حملها ونطقها ببساطة كألسنة الليبراليين.
الصورة المزيفة لمصر الكوزموبوليتانية
يُشهرون ويُشيرون صورة "مصر الكوزموبوليتانية" على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، وبجوارها غالباً صورة لنساء منتقبات أو محجبات، في مقارنة رخيصة وسطحية بين مصر في زمن الكوزموبوليتانية وبعدها: "مصر المدنية المتحضرة، في مقابل مصر الوهابية السلفية"،وكأن خروج الجاليات الأجنبية، هو ما أدى إلى تجذر الفكر السلفي في مصر! بل وكأن هذه الصورة النظيفة من أي ذرات غبار، هي التي تعبر عن مصر في هذه الفترة التي يتحدثون عنها.
بحسرة يستعيد المثقفون المصريون الليبراليون الحالة الكوزموبوليتانية المصرية التي شهدتها مدينتي "الإسكندرية والقاهرة" منذ بداية الأربعينيات وانتهت بحسب زعمهم مع نهاية حقبة الستينيات بهجرة الجاليات الأجنبية وطرد اليهود من مصر
هناك عدة أسئلة تطرح نفسها حول هذا الزمن المسمى بالكوزموبوليتاني: هل الكوزموبوليتانية المصرية كانت وهماً أم حقيقة؟ ولماذا يتحسر الليبراليون المصريون على هذا الزمن؟ ولماذا هذا الغرام المفاجئ من جانب المثقفين للطوائف اليهودية التي كانت تعيش في مصر؟ وهل حقاً طردهم عبد الناصر، كما يُردد المثقفون؟ وثمة سؤال أخير يطرح نفسه بقوة: هل مصر الآن، باتت مغلقةً على أبنائها فقط؟ بمعنى آخر: هل مصر الآن ليست كوزموبوليتانية؟
الحداثة الاستعمارية
يُعرِّف علم الاجتماع "الكوزموبوليتانية"، بأنها مجموعة من الناس أو العناصر من مختلف البلدان تتفق بسماتٍ عابرة للحدود، تتميز بها عن غيرها، ويشير إلى أن هذا المصطلح له معان مختلفة ومتداخلة بحسب المجال المستخدم به، ويُعطي انطباعاتٍ إيجابيةً أو سلبية؛ المعنى الإيجابي يتمثل في الانتشار في مناطق عدة، والمعنى السلبي يتمثل في ضياع فكرة الوطن الواحد.
ويزعم المثقفون المصريون أن حسرتهم على الزمن الكوزموبوليتاني نابعة من فقدان مصر لحالة التنوع الثقافي والتعددية الثقافية التي تحققت في حقب الأربعينيات والخمسينيات والستينيات، وهي تلك الحقب التي تواجدت فيها الجاليات الأجنبية الأوروبية في مصر، والتي –بحسب قولهم- رسّخت في مصر الروحَ المدينية المتحضرة، وأثْرت الأدبَ والفن المصريين باتجاهاتٍ ومدارس فنية حديثة. كما كان للسيدات الأوروبيات دور كبير في الارتقاء بذوق المرأة المصرية ومظهرها وأناقتها.
حارة اليهود في مصر
إذا كانت هذه الأسباب هي منبع حسرة الليبراليين، فهم بذلك يتباكون على خسارة مصر للجانب الإيجابي للكوزموبوليتانية، لكن وفقاً للتعريف العلمي المحايد الذي ذكرناه في الأعلى، لم يتحقق الشرط الأول لهذه الإيجابية في مصر وهو الانتشار؛ فقد تركزت الجاليات الأجنبية في مدينتي القاهرة والإسكندرية، وبالطبع مصر ليست هاتين المدينتين فقط. والشيء الآخر والمهم، يكمن في أن هذه الجاليات كانت تعيش في غيتوهات منعزلة تماماً عن المجتمع المصري، يؤسسون مدارس خاصة بهم، وأماكن عبادة أغلبها "معابد"، حيث كان أغلبهم من اليهود، وكذلك أندية رياضية وجمعيات وشركات برؤوس الأموال التي راكموها في مصر.
كلّ ما سبق ينفي مسألة التأثير والتأثر الثقافي التي يسوقها الليبراليون، فكيف يحدث التبادل الثقافي بين طرفين أحدهما لم ير الآخر؟! وإن كان ذلك قد حدث -أي التأثير والتأثر- فقد حدث بشكل سطحي، لم يتبق منه شيء سوى الصُّور التي يُشهرها الليبراليون في وجوهنا ليلَ نهار.
هل الكوزموبوليتانية المصرية كانت وهماً أم حقيقة؟ ولماذا يتحسر الليبراليون المصريون على هذا الزمن؟ ولماذا هذا الغرام المفاجئ من جانب المثقفين للطوائف اليهودية التي كانت تعيش في مصر؟ وهل حقاً طردهم عبد الناصر، كما يُردد المثقفون؟
وبخصوص ما يتردد حول حالة المدنية الحديثة التي حققتها الكوزموبوليتانية، فعلينا أن نسميها باسمها الحقيقي الخفي، وهو "الحداثة الاستعمارية". لماذا الحداثة الاستعمارية؟ لأن هذه المشاريع الحديثة التي يتذرعون بها، كان هدفها الوحيد هو خدمة وترسيخ أنياب الاستعمار، وليس تحديث مصر؛ على سبيل المثال، كانوا يشقون التّرع والقنوات والقناطر من أجل السيطرة على الزراعة، وكذلك يشقون الطرق، وينشؤون وسائل مواصلات حديثة من أجل محاصرة البلاد.
وإذا كان هذا الجانب الإيجابي للكوزموبوليتانية الذي يتحسر عليه الليبراليون المصريون، لم يكن حقيقياً، أي أنه مزيف، فهذا يعني بشكل علمي ومحايد بحت، أنهم يتحسرون على الجانب السلبي الذي يشير إليه علم الاجتماع، وهو ضياع فكرة الوطن الواحد، أي أنهم يتحسرون على ضياع الضياع!
"طرد اليهود من مصر"... بدعة صهيونية
إذاً يتحسر الليبراليون المصريون على رحيل كوزموبوليتانية وهمية وهشة، تكونت في أغلبها من جاليات أجنبية يهودية. من هنا شاعت أكذوبة "طرد اليهود من مصر" التي سوقها الليبراليون، والمعادون لنظام عبد الناصر، إلى أن صارت رواية شعبية، يُردّدها العامة بفرح وانتشاء نابع في الأساس من الموقف المصري الشعبي من "الصراع العربي الإسرائيلي" الذي لا علاقة له باليهودية كديانة من قريب أو بعيد، والرافض لوجود الكيان الصهيوني على أرض فلسطين العربية.
أما الليبراليون فيتباكون على الكوزموبوليتانية التي انتهى عصرها برحيل اليهود من مصر، ويبدو أن حالة التباكي هذه، أصبحت ذائعة الصيت، بالأحرى، مستفزة لبعض المثقفين، وعلى رأسهم الدكتور جوزيف مسعد، أستاذ السياسة وتاريخ الفكر العربي الحديث في جامعة كولومبيا بنيويورك، فعبر حوار صحافي أجري معه في جريدة المصري اليوم حول "صفقة القرن"، انتهز الدكتور جوزيف سؤالاً وُجّه له حول حالة الحنين من جانب بعض المثقفين العرب لليهود، وانتقادهم لنظام عبد الناصر بزعم تهجير اليهود المصريين، لتفنيد أكاذيب هذه الرواية المضللة والبائسة، والتي تحولت بمرور الوقت إلى "موضة أدبية"، حيث يفيض سوق الكتب في مصر بعشرات الروايات والمؤلفات حول قضية "طرد اليهود من مصر".
يتحسر الليبراليون المصريون على رحيل "كوزموبوليتانية" وهمية وهشة، تكونت في أغلبها من جاليات أجنبية يهودية. من هنا شاعت أكذوبة "طرد اليهود من مصر" التي سوقها الليبراليون، والمعادون لنظام عبد الناصر
في ردِّه على هذا السؤال، قال جوزيف نصاً: "يعشق ليبراليو مصر (كما يعشق الكثير من الليبراليين العرب) المعادون لعبد الناصر الكوزموبوليتانيةَ التي يدّعون وجودها في مدن مثل الإسكندرية والقاهرة (وإن كانت الأولى تحظى باهتمام أكثر منهم) قبل اعتلاء عبد الناصر الحكم.
فتراهم اليوم يحنون إلى الإيطاليين والأرمن واليونانيين واليهود، وبمقدار أقلّ بكثير، إلى الشوام المسيحيين، باعتبارهم أثْروا الثقافة المدينية في هاتين المدينتين دون الالتفات إلى أيّ عنصر تاريخي أو تحليلي من منطلق سوسيولوجي أو اقتصادي لدور هذه الجاليات، ويلومون زوراً وبهتاناً عبدَ الناصر على طردهم. فمن الزاوية التاريخية، لم يطرد نظامُ عبد الناصر إلا حَمَلَةَ الجنسيات البريطانية والفرنسية والبلجيكية من كلِّ الدّيانات بمن فيهم اليهود إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وهو ما كان متعارف عليه بين الدول عندما تنشب الحرب بينها".
وذكر صاحب "اشتهاء العرب" أن تعداد يهود مصر في الأربعينيات وصل إلى خمس وستين ألف شخص، حمل أقلُّ من نصفهم الجنسيةَ المصرية، وكثيرون منهم أتوا إلى مصر من تركيا وسوريا والعراق في أواخر فترة الحكم العثماني، ومن أرجاء الإمبراطورية الروسية إبان الحكم القيصري في أوائل القرن العشرين. وأشار إلى أن اليهود الأغنياء الذين كانوا يحملون جنسيات أوروبية (بريطانية، وفرنسية، وإيطالية، وروسية)، قد انضمّ بعضهم قبل عام 1948 إلى الحركة الصهيونية، وهاجروا إلى فلسطين، وحاربوا في الجيش الإسرائيلي ومن بينهم- حسبما ذكر- اليهودي المصري نداف صفران الذي اشتهر في ما بعد كأستاذ في جامعة هارفارد، وأقارب والدة المخرجة المصرية نادية كامل مخرجة الفيلم "سلطة بلدي" الذين يخبرونها في فيلمها الوثائقي بانتمائهم المبكر للعصابات الصهيونية وعن هجرتهم إلى فلسطين عام 1946.
وفي سرده التاريخي لمراحل هجرة اليهود من مصر، أوضح جوزيف أن ثمة عوامل متداخلة وأحداثاً تاريخية مؤثرة في سياق المشهد السياسي المصري والعربي، أدّت إلى لجوء اليهود المصريين وغيرهم من ذوي الجنسيات الأخرى، إلى اختيار الهجرة كحلّ نهائي لا بديل عنه، قال في حواره: "بعد حرب 1948، هاجر يهود مصريون خارج البلاد خوفاً من عواقب الحرب، لا سيما أن الإخوان المسلمين وحزب مصر الفتاة نفذا تفجيرات استهدفت يهوداً مصريين في معابدهم ومحلاتهم.
بعد العمليات الإرهابية لجواسيس إسرائيل في مصر عام 1954، ما عُرفت بـ"فضيحة لافون"، والتي جندت إسرائيل فيها يهوداً مصريين لتنفيذ التفجيرات، وفي جوّ عصيب أثناء محاكمات الإرهابيين تعرّض يهود مصر لمضايقات عدة، برغم الجهد الواضح الذي بذلته الدولة حينها، لا سيما في خطابات عبد الناصر، للتمييز ما بين اليهود والصهاينة وعدم اختزالهما في بعضهما بعضاً كما تفعل الحركة الصهيونية.
ثمة عوامل متداخلة وأحداث تاريخية مؤثرة في سياق المشهد السياسي المصري والعربي، أدت إلى لجوء اليهود المصريين وغيرهم من ذوي الجنسيات الأخرى، إلى اختيار الهجرة كحل نهائي لا بديل عنه
اختار الأغنياء من اليهود، فرنسا وطناً لهم، وهاجر يهود الطبقة الوسطى إلى الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، فيما هاجر الفقراء منهم إلى إسرائيل، ومعظمهم من اليهود المصريين الأقحاح، وبعد تراكم الاعتداءات الإسرائيلية على مصر متمثلة في الغارة الإسرائيلية على القاعدة المصرية في غزة عام 1955، ثم العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، التي شاركت فيه إسرائيل بجانب إنكلترا وفرنسا، هاجر معظم من تبقى من اليهود، خاصة بعد المضايقات التي تعرضوا لها نتيجة للغضب الشعبي. هذا إلى جانب التضييقات الأمنية من جانب الدولة المصرية، التي تمثلت في ختم جوازات سفر المغادرين بختم "بلا عودة"، وأشار جوزيف إلى أن هذا الختم "استخدمته السلطات أيضاً ضد مصريين مسلمين ومسيحيين شيوعيين على سبيل المثال، بل إن هذه الأختام والإجراءات طالت في الغالب الأعم مصريين مسلمين ومسيحيين من المعارضين".
وبعد هذا العرض التاريخي، يصل جوزيف إلى أن مسألة طرد اليهود من مصر، هي لا تتعدى كونها بدعة صهيونية يسوق لها زمرة من المصريين الليبراليين، الذين يعشقون ويتعاطفون مع يهود مصر الذين هاجر أغلبهم منذ أكثر من ستين عاماً، وينوه في حواره إلى أنه، استجابة لطلب منظمة التحرير الفلسطينية في منتصف السبعينيات، دعا نظام السادات (كما دعت أنظمة عربية أخرى)، اليهودَ المصريين للعودة إلى مصر، ولكنهم لم يُلبّوا الدعوة.
الضربة النفسية القاصمة ليهود مصر
هذه السردية التاريخية الموجزة والمكثفة للدكتور جوزيف مسعد، تقترب في جزء كبير منها، ربما في أغلبها من سردية الدكتور محمد أبو الغار، والذي تناول هذه القضية المركبة في كتابه المهم "يهود مصر في القرن العشرين... كيف عاشوا ولماذا خرجوا؟".
عبد الناصر مع يهود مصر
يرى أبو الغار أن إنشاء دولة إسرائيل كان سبباً رئيسياً في هجرة اليهود من مصر، وأشار إلى أن إسرائيل بعد عام 1948 وحتى 1956، قد مارست ضغوطاً كبيرة على اليهود المصريين ليهاجروا من وطنهم عن طريق القوة الهائلة للصهيونية العالمية، وعن طريق إثارة الفتنة والكراهية ضدهم من الشعب المصري، بأحداث مثل فضيحة لافون التي حرض فيها الموساد بعض اليهود المصريين على القيام بتفجيرات وعمليات إرهابية على أهداف مدنية في مصر، وتلا ذلك الهجوم على غزة، وفي النهاية كان عدوان 1956.
مصر الآن كوزموبوليتانية بامتياز، حيث يعيش فيها جاليات سورية، وعراقية، وسودانية، وفلسطينية، ويمنية، وجاليات من بلاد إفريقية غير عربية، لكن هذه الجاليات لا يعتبرها محبو الكوزموبوليتانية في مصر، مصدراً لإثراء الثقافة، لأنها ليست من أصول بيضاء أوروبية
ومما لا شك فيه أن كلّ هذا خلق جواً غير ودي تجاه اليهود المصريين، مما سهل اتخاذهم قرار الهجرة. ويضيف أبو الغار أن اشتراك إسرائيل في العدوان العسكري على مصر عام 1956، كان بمثابة ضربة نفسية قاصمة لليهود المصريين؛ حيث شعروا بأن هذا العدوان فكّ أواصر علاقتهم بالوطن، لذا قرّروا الهجرة.
ويؤكد أن الغالبية العظمى من اليهود لم يطردوا ولم تُصادر أملاكهم أثناء الهجرة الكبيرة في عام 1956، فيما صودرت أموال الإنكليز والفرنسيين الذين كان بينهم بعض اليهود، بالإضافة إلى أعداد قليلة من الصهاينة الناشطين، وقلة قليلة من اليهود الذين كان لهم نشاط صهيوني هم الذين قُبض عليهم أو صدرت الأوامر برحيلهم، ورُحّلوا بالفعل إلى خارج مصر، أما الباقون -بحسب أبو الغار- فقد غادروا برغبتهم، بعد أن باعوا معظم ممتلكاتهم في مصر. ويصل أبو الغار بعد أن قابل عدداً من اليهود الذين غادروا مصر في تلك الفترة إلى أن "الخوف هو السبب الأساسي في الهجرة، وذلك بالرغم من عدم تعرض اليهود لأي أذى أو ضغط".
ويذهب أبو الغار إلى أبعد من كلّ الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هجرة اليهود، في تصديه لهذه القضية، فهو يرى أنه حتى لو لم تكن هناك دولة إسرائيل، ولا الصهيونية العالمية، ولا النزاع العربي الإسرائيلي، فلم يكن سيتغير شيء في مصير اليهود المصريين، يقول: "في تقديري أن ما حدث كان شيئاً لا بد من حدوثه؛ فمعظم اليهود المصريين حضروا إلى مصر سعياً وراء الرزق والمستوى الأعلى من المعيشة وهو ما أعطته مصر بسخاء، لكن بعد الحرب العالمية الثانية وتنفيذ مشروع مارشال في أوروبا، كان واضحاً أن الموقف الاقتصادي والسياسي سوف يكون أفضل في أوروبا من الموقف في مصر. وكان الخوف والهلع من أوروبا قد ولى بنهاية النازية والفاشية؛ لذا قرر معظم اليهود أن مصلحتهم في الهجرة إلى أوروبا وقد هاجروا إلى هناك".
كوزموبوليتانية جديدة ومرفوضة
وعودة إلى "الكوزموبوليتانية" فإن الدكتور جوزيف، يلفت انتباه المثقفين المصريين إلى أن مصر الآن كوزموبوليتانية بامتياز، حيث يعيش فيها جاليات سورية، وعراقية، وسودانية، وفلسطينية، ويمنية، وجاليات من بلاد إفريقية غير عربية، لكن هذه الجاليات –بحسب تعبيره- "لا يعتبرها محبو الكوزموبوليتانية في مصر، مصدراً لإثراء الثقافة، لأنها ليست من أصول بيضاء أوروبية". وينهي إجابة السؤال الصعب حول حنين الليبراليين المصريين لليهود، بسؤال يوجهه إلى هؤلاء المثقفين: "لماذا لم نرَ حتى الآن رواياتٍ تتعاطف مع فلسطينيي مصر، ولا أفلام يحتفي بها الليبراليون؟!".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع