تندرج المادة في ملف "كان صرحاً من خيال... لعبة التاريخ البديل"
تخبرني كأسٌ فارغةٌ: مادام بقية سمعتك مصانةً ورأسك على كتفيك محفوظة بعد قصة الخليقة، ما الذي يمنعك من كتابة قصة الطوفان؟ أضع جانباً زجاجة العرق البلدي الفارغة، وأخرج قنينة العرق المثلث. افتحها باحترام شاماني، وبتهذيب شديد أتلفظ بشتيمة مربعة اللعنات بحق عبارة لاهوتية؛ الصرح الأكاديمي.
هل سبق للدين والعلم أن تعاونا معاً، كجسدٍ يتداعى له سائر الأعضاء، لتسويق سوء فهم كما حصل في قصة الطوفان؟ لست أنا كرجلٍ مسؤولاً عن ابتكار هذا السؤال! بل هي الرشفة اللعينة الأولى من العرق المثلث، وخَدَرٌ ذكرٌ خفيف في أطراف الحواس.
والأصح، هل سبق لقصة أن كتبت ونسخت ومسخت بين شعوب الأرض كقصة الطوفان؟ هي الرشفة اللعينة الثانية وسريرة خفية على تخوم العقل.
مع الرشفة الثالثة تنبعث أنوثة دليلة السورية في نفسي، فمن مثلي أصغى طويلاً لقطاع طرق المعرفة، وعرف أسرار قوتهم الكامنة في ترهاتهم التي تدعى "طروحات دراسية" في "صروح أكاديمية"، وهاكم الكذبة الأولى في قصة الطوفان، ومنها تتالى بقية التزييف.
ليس الرّجل هو بطل قصة الطوفان
ليس الرجل هو بطل قصة الطوفان، بل هي المرأة! فقد كان الطوفان التحديَ الطبيعي الأعنف في مواجهة أخطر ابتكارات العصر الأمومي المتمثل في القرية والزراعة، لا أكثر ولا أقل. إنه واقع الظاهرة المدمرة في عالم زراعة القرية الأولى، وبالتالي كان التحدي موجهاً أولاً إلى مبتكرات أبعاد القرية وإنتاجها ومعناها الاجتماعي، ولم يكن الرجل في أحسن حالاته إلا مرافقاً لخلفية هذا التحدي.
كل ما تبقى من تفاصيل قصة الطوفان، وخارج كذبة بطولة الرجل في المواجهة بين ظاهرة طبيعية وظاهرة تاريخية واجتماعية، من إله ذكر غاضب بسبب تصرفات البشر إلى إلهٍ ذكر آخر محبّ للإنسان أو هو الإله نفسه (في حسابات التوحيد) الغاضب والمحبّ، ولكنه يخبر مواربةً رجلاً ما "فاضلاً" عن السرّ إلى موتٍ قبيح السيرة بالجملة لبني الإنسان إلى حجم الفُلك وما يحتويه من حياة على وشك الفناء.
كل هذه التفاصيل التي أرهقت رجال الدين والعلم البشرية في دراستها، والتمحيص فيها وبينها، وعندما أكون شخصياً بحالة القنفذ الأكاديمية، أعتبرها من إبداع النظام الأبوي الصارم في قلب حقائق المسرح، ولكن ما دامت دليلةً بأنوثتها الصارخة في نفسي، فهي ليست أكثر من قشورٍ لنكتةٍ ثقيلة تحاول أن تكون مسرحيةً خفيفة الظل.
وما دام أنها المرأة إذاً! فهيّا نتفحص دورها في النسخ الأخيرة من الطوفان. صراحةً، لا أعرف ماذا تريد أن تقول الأعمالُ الكاملة للّه عن زوجة بطل الطوفان بين نسخة القرآن التي اتهمتها بأنها خائنة لزوجها، ويشرحها المفسرون بأنها ليست خيانة جسدية، بل خائنة لأنها اتهمته بالجنون، ونسخة التوراة التي اعتبرت أن من أبنائها ظهرت 3 أجناس مختلفي الأعراق، وطبعاً من أب واحد!
أشعر بالحياء مما يدور في رأسي وهو حياء أصيل مقارنة بحياءٍ مزيف ابتكر نظريةً عاشت لئيمةً لقرون في "الصروح الأكاديمية" عن أجناس حام وسام ويافث. لا بل وصلت الوقاحة بهذه النظرية أن أبدلت يافث بفضيحةٍ فضفاضة تدعى "الأعراق الهندو أوروبية" مستبقيةً حام وسام.
ليس الرجل هو بطل قصة الطوفان بل هي المرأة! فقد كان الطوفان التحديَ الطبيعيَ الأعنف في مواجهة أخطر ابتكارات العصر الأمومي المتمثل في القرية والزراعة، لا أكثر ولا أقل
لم توجد تلك النكهة من انعدام الحياء السابق في النسخ المسمارية الأقدم لقصة الطوفان عن زوجة البطل المزيف، فهي ظهرت شخصية ثانوية باستثناء الضوء الوحيد المعبر عنها، عندما ضغطت على زوجها العنيد أمام إلحاح جلجامش الذي يريد الخلودَ كي لا يعود إلى مدينته خالي الوفاض.
فحصل جلجامش على عشبة الخلود وأضاعها المأفون في لحظة حنينٍ إلى النظافة عندما استحم! فهل كانت رغبةُ زوجةِ بطلِ الطوفان بمنح الإنسانية الخلودَ السببَ وراء وصمِها بالخائنة في القرآن باعتبارها، وعلى سبيل الافتراض، تنتهك سرَّ الآلهة المقدّس في الخلود؟ أو كان السبب وراء التلميح غير المهذب إلى تنوع أعراق البشرية من أولادها وهي زوجة الرّجل الفاضل المتوفر في ندرة اقتضى معها عقابنا بالطوفان؟ يكاد علمي يقتلني!
يقول قائلٌ: ما لك يا أخُ تمارس ذاتَ القنفذة الأكاديمية التي شتمتها أعلاه؟ فهاكم القصة الحقيقية كما سمعتها بأذني من أغصان شجرة تين فقيهة في اللاذقية، وقد أخبرتها بها عمّتُها شجرةُ زيتون معمرة في القدس وهي متبحرة في اللاهوت. فأنا انقل ما سمعت دون هوى، وبالتالي لا بد من التصريح أولاً، أن القصة لا تعبر عن رأي صاحب المقال إذا كان هذا التصريح يفيد في موضوعٍ ما يصبّ في مصلحة بقائي على قيد الحياة، وأنني ثانياً فحصت تربةَ الشجرة وأغصانها ولحاءها، فما وجدت بها خرفاً أو ضعفاً في العقل.
قصة بيضاو
قبل اختراع الكتابة، وقبل وجود المدنية وعبادة الآلهة، وبعد أن تحولت مستوطناتُ الصيادين إلى مزارعين ورعاة ماشية ببضع قرون؛بالتحديد، بعد أن نجح طوطم النظام الأمومي في ضبط قضيب الرجل الصياد، في قرية مجهولة الموضع على ضفاف نهر دجلة، وبالكاد تلمَّس سكانُها وجوهَ وأبعادَ القوى الطبيعة، وُلدت فتاةٌ تدعى "بيضاو" من أبٍ فلاح وأمٍّ مسؤولة عن مهام رعاة القرية أمام مجلس عجائزها. وعلى الرغم من أنه كان زواجاً غير متناسب طبقياً، ولكن ذلك لم يكن يعني لبشرِ ذلك الوقت شيئاً، لأنهم اعتبروا أنهم وُجدوا ليتزاوجوا بالتحديد، وليس ليتعارفوا فقط.
كانت بيضاو جميلةً بشكل لافت. وجهها يذكّر بكل ما تحبّون في الحياة من نبع ماء صافٍ أو ظلّ غيمة عابرة أو سمكة شهية مشوية أو معزة صغيرة تطارد أمَّها لترضع. باختصار كان وجهُها يشبه وجه الأم الفخورة في لغة ذلك الزمان.
تنافس صِبيةُ القرية على بيضاو، ففاز أحدهم بقلبِها وتزوجا. وبعد ميلاد الطّفل الثاني، تعرضت القرية لأول ظاهرةِ فيضان ماء النهر مترافقة مع أمطار غير معتادة. تضررت المحصولاتُ، ونفقت بعض الحيوانات، والحدث الأكثر أهمية هو غرق زوج بيضاو. استردّت القرية حياتَها، وعاد التنافسُ بين شباب القرية على بيضاو التي اختارت أحدَهم. وبعد ميلاد الطفل الثاني تعرضت القرية إلى الظاهرة ذاتها، ولكنها كانت أشدَّ قسوة في نتائجها، والأهم هو غرق زوج بيضاو أيضاً.
أقرَّ مجلسُ عجائز القرية ضرورةَ صناعة طوافات كبيرة لكلِّ عائلة، لأن هذه الظاهرة قد تتكرر، فأصبحت الطوافاتُ والقواربُ توضع أمام أبواب المنازل، وتصان بعناية. وللصراحة، لم تعكر شدةُ الخسائر على بعض القلوب المتوثبة حباً لبيضاو التي كانت تزداد جمالاً، فتنافس بعضُهم على قلبها، وفاز أحدهم به. وبعد ميلاد الطفل الثاني حدث ذات الطوفان وهطول المطر الغزير، ورغم تضرر مزروعات القرية، لكن ماشيتها والسكان بقوا بخير نتيجة القوارب والطوافات، باستثناء زوج بيضاو الذي غرق.
هل كانت رغبة زوجة بطل الطوفان بمنح الإنسانية الخلودَ السبب وراء وصمها بالخائنة في القرآن باعتبارها، وعلى سبيل الافتراض، تنتهك سرَّ الآلهة المقدس في الخلود؟
أصبح الطوفانُ الثالثُ مدارَ رأيٍ بين سكان القرية. وظهر رأيان؛ يقول الأول: أزواج بيضاو يموتون غرقاً، وخلف هذا الرأي كان معظم رجال القرية الذين صُدموا بموت أزواجها. أما الرأي الثاني فقال: إن الطوفان يحصل بعد فترتي حمل وولادة، وهو كان رأي معظم نساء القرية اللواتي حاولن تلمّسَ قياسٍ ما للواقع.
قد يقول قائلٌ: يا أخُ، ببساطة أزواج بيضاو يموتون بالطوفان بعد ولادة الطفل الثاني. حسبنا أن سكان ذلك الوقت كانوا على مستوى من الصفاء والبصيرة، فلا يخلطون المشاعرَ مع التفكير، كما يفعل بمهارة إنسانُنا المعاصر، وفي أكثر قضاياه اليومية بساطة أو تعقيداً.
أصغى مجلس عجائز القرية للرأيين، وطلب رأيَ بيضاو الحزينة التي قالت إنها أحبّت بصدقٍ جميع أزواجها. تحدثت أكبر العجائز سناً، وقالت إن المصاب من خسائر القرية كبير ومتنوع، ويصعب معه اعتبار أزواج بيضاو بحكم الموتى لأنهم يتزوجونها! وأشارت إلى زوجها العجوز أنْ يتكلم، فترنّم بأغنيةٍ قديمة عن رجال صيادين يضحّون بحياتهم، ليطعموا عائلاتِهم، وامرأة حكيمة علّمتهم كيف يزرعون الأرضَ، وأنهم أحفادها السعداء والتعساء ذلك الوقت وهذا الوقت.
أيام قليلة وذاع في القرية نبأُ تقدُّم أحدِ رجالِها إلى بيضاو التي أصابتها الحيرةُ، فلا تعرف ماذا تُقرّر. لم يترك الرجل أسلوباً إلا واستخدمه أمامها، من وعوده بأن يحافظ على نفسه وقتَ الطوفان، وتفاخرِه باللحظات التي كاد يغرق بها في الطوفانات السابقة، ولكنه بقي على قيد الحياة إلى إلى... حتى رقّ قلب بيضاو، ووافقت، فكان الزوج الرابع.
كانت القرية تغلي بالاستعدادتِ بعد ولادةِ الطفل الثاني، حتى إن بنات بيضاو وصبيانها أبدعوا في تطوير ممكنات الطوافات في الحجم والمقدرة على الحمل مبتكرين أكياساً جلدية وحبالاً متينةً طويلة تربط بين قوارب القرية، لا بل أن أحدهم صنع وتداً قوياً في الأرض ربط به قواربَ القرية بحبالٍ طويلة، والأكثر أهميةً قرارُ أولاد بيضاو والسكّان بالمحافظة ما استطاعوا على حياة زوجها.
حصل طوفان النهر ورافقَه المطرُ الغزير، وكانت استعدادات القرية مذهلةً فاقتصرت الأضرار على المزروعات فقط. أما زوج بيضاو فلم يغرق نتيجةَ العناية الشديدة عليه في الطوف، فقد تعاهد حُماته على الغرق معه، لكن زوجها مات مختنقاً بإحدى حبات الجوز التي ابتلعها دون قضمها، وهو المعروف بشراهته الشديدة لهذه الثمرة.
هل يموت أزواج بيضاو غرقاً؟ لم يكن أحدهم يملك جواباً. بينما أصحاب الرأي الثاني بدأوا بقياس منافع ومضار الطوفان. ما يهمنا أن أحداً لم يعد يجرؤ على الزواج من بيضاو التي مازالت فتية وخصيبة، بل إن ملامح الحزن زادتها إغواءً.
مرت أشهر هادئة حتى وصل أحد الغرباء إلى القرية، وجلس في ساحة القرية طالباً اجتماع عجائزها. عقد الاجتماع، وبدأ الغريبُ بالكلام بأنّه من قرية بعيدة في الشمال وصلت قصة بيضاو إلى قريته، وهو ومنذ طفولته أحاطت به العجائبُ، ويشهد بذلك عجائز القرية وأمُّه، ويشهدن أنه يتملك مهاراتٍ متنوعةً، وشديد الملاحظة، إلخ.
استمر الغريب بالحديث طويلاً، ووصل الضجر بأهل قرية بيضاو إلى حدوده القصوى. قاطعتْه أكبرُ العجائز سائلةً ماذا يريد؟ فنظر إلى بيضاو، وقال يريد أن تتزوجه واعداً أن يكون أباً وزوجاً حنوناً، إلخ. أشارت العجوز إلى بيضاو. فصمت الغريبُ منتظراً ما ستقول. لم يبدُ بسبب الحزن على وجهها أنها كانت ستقول ما يطيب لرجائه.
لم ينتظر الغريب جواب بيضاو، فأمسك ببضع حصوات من الأرض، وبدأ بقذفها في الهواء بين يد ويد. ثمّ قفز على قدم واحدة مستمراً بالحركة ذاتها، وتظاهر بالوقوع على الأرض، فسقطت البحصات على رأسه إلا واحدة، فتح يدَه فسقطت فيها.
كان الغريب مهرجاً حقيقياً. تفجرت الضحكات بين سكان القرية، وشيئاً فشيئاً كان يقترب من بيضاو حتى وصل أمامها، فأخرج من كمه زهرةً بيضاء، وأغلق يديه عليها. فتح يديه وكانت الزهرة قد اختفت. فمدّ يدَه إلى شَعر بيضاو المجعّد، وسحب الزهرةَ منه، وقدمها لها، وكانت عيناه ستدمعان. تحولت ابتسامة بيضاو المبتهجة إلى ابتسامة متعبة وقالت: موافقة.
بدأت نساء القرية بحساب فترات حيض بيضاو، ولكن بيضاو ببساطة لم تحبل. مرّت الأشهر فسألتْها كبيراتُ القرية، فأجابت بأن لم يسبق لزوجٍ تملك المقدرة على جعل نومها واستيقاظها ضاحكاً كهذا الرجل. وصراحة، لم تكن المشكلة في رجولة الغريب فقط، بل هو لم يكن نافعاً في أيّ أمر، فظهر كل ما استعرضه أمام سكان القرية من مواهب بلا معنى. لا بل كلما ابتعد الغريبُ عن حقيقةِ كونه مهرجاً موهوباً، كان يبدو سخيفاً إلى حدود مزعجة؛ فمداخلاته المضجرة في اجتماعات القرية وتدخله في أعمال سكانها غالباً ما أديا إلى مشاحنة وشجار، ووحدهم أولاد بيضاو تحملوا نصائحه الفارغة.
في المختصر خصصت موهبة الغريب لافتتاح اجتماعات القرية وختامها، بالإضافة للأمسيات مكتملة القمر، فحصل على شعبية كبيرة.
هل يموت أزواج بيضاو؟ انتهى هذا الرأي كما انتهى معه جمالُ بيضاو الذي أصبح ذابلاً. وهل يأتي الطوفان بعد فترتي حبل وولادة؟
كانت تُسمع في أوقات الجفاف همساتٌ تتمنى أن تحبل بيضاو! قمعتها العجائز بشدة، فالحياة والطبيعة بأحوالهما زمنٌ ومواسمٌ، وليست الأمنيات الشاذة التي تحلم بمغايرٍ غير مفهوم في واقعه إلا الرذيلة بعينها. هكذا فَهمَ هؤلاء الحياة! ودعونا لا نعتبر أن قِسماً من فنوننا وآدابنا المعاصرة يدخل في هذا التوصيف قضية تستحقّ أن تعكر مزاجنا المعاصر، فالخير الذي يلوح في مستقبل البشرية المشرق يبرر أيَّ أمنية.
بعد أعوام كادت قضيةُ الطوافات تصبح مهملةً لولا جهد المسؤولة عنها ومساعديها من عمال الصيانة. وفعلاً جاء اليوم الذي بدا فيه فيضانُ النهر يرتفع إلى حدودٍ مقلقة، وترافق ذلك مع غيومٍ سوداء مخيفة.
ركض الجميع إلى القوارب والطوافات، وأحاط أولادُ بيضاو بزوجِ أمّهم. مرّت العاصفة بسلامٍ، وظهر الفجر والسكان ومواشيهم على الطوفات يتنادون لمعرفة الأخبار. كان الغريب واقفاً بين أولاد زوجته يبحث عن قارب بيضاو، وما إن شاهدها حتى بدأ بحركاتِ القفز والخفة، فتزحلق، وسقطت رقبتُه على حافة الطوف الحادة، وانقلب الطوف بأبناء زوجتِه وهم يحاولون إنقاذه. نعم، مات الغريب.
وقف أهل القرية عند جسده، وقال أحد المسنيين بصوت مسموع: كان هذا الرجل مضحكاً وسنذكره طويلاً. ونظر إلى بيضاو وأولادها وقال على مضض: أنتم برغم كلّ شيء أولاده، ولكم الحياة ترثونها بمُرِّها وحلوِها. وانتهى التشييع لتبدأ سلسلةُ اقتراحات النساء من بناء خندق أو جدار مرتفع حول القرية أو قنوات في مواضع محددة لتصريف الفائض إلى ما وراء التلال التي بالكاد يصيبها الفيضان.
هل يموت أزواج بيضاو؟ انتهى هذا الرأي كما انتهى معه جمال بيضاو الذي أصبح ذابلاً. وهل يأتي الطوفان بعد فترتي حبل وولادة؟ صراحة، استمرّ هذا الرأي يجرب حظوظَه سرّاً مع بنات وأبناء بيضاو أو أحفادها ولم تستقر الحقيقة على قياس لها. وليس ذلك القول الشائع عن أن كلَّ طفل يأتي إلى الحياة يجلب معه الخيرَ وطعامَه إلا استمراراً مشوهَ الفهم لهذه المدرسة الأمومية التي آمنت بولادة المرأة وقواها الغامضة في منح سعادة الخلود الذي أصبح منسياً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...