شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
بين الملل والفتور الجنسي... هل السنة السابعة من الزواج هي الأصعب على الإطلاق؟

بين الملل والفتور الجنسي... هل السنة السابعة من الزواج هي الأصعب على الإطلاق؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 4 نوفمبر 202203:00 م

إن الحياة الزوجية ليست سهلة على الإطلاق، إذ إن معظم الأزواج يمرون بظروف صعبة تارةً وبلحظات جميلة تارةً أخرى؛ ويكون الحب في بعض الأحيان هو المُنقذ، طبقاً لمقولة "على الحلوة والمرّة"، لكن يُقال إن السنة السابعة من الزواج قد تكون الأصعب بالنسبة للثنائي، فهي "السنة الملعونة" بحسب الألمان، بسبب تسجيل أعلى نسب طلاق في هذه الفترة، الأمر الذي دفع العلماء إلى إطلاق تسمية "هرشة السنة السابعة"، كدليل على خطورتها، ونسبة لمرض جلدي كان منتشراً بشكل كبير في القرن التاسع عشر، ويترك حكّة تدوم لسنوات تُعرف "بالهرشة الفرنسية".

وفي حين أن العديد من الدراسات كشفت أن التوترات تزداد كثيراً وتبلغ ذروتها خلال العام السابع من الزواج، فإن كارل بيليمير، مؤلّف كتاب30 Lessons for Loving: Advice From the Wisest Americans on Love, Relationships, and Marriage، شدّد على أنه يجب ألّا ينظر الأزواج إلى السنة السابعة "كتهديد فريد"، ومع ذلك فقد أقرّ بأن "الدراسات تُظهر أن الرضا الزوجي ينخفض بعد سنوات عدّة".

بدورها، أشارت ليزلي دواريس، أخصائية الزواج والأسرة ومؤلفة كتاب Blueprint for a Lasting Marriage، إلى أن "ما يسمّى بـ (الحكّة) أو (الهرشة) يمكن أن تحدث في أية مرحلة، خصوصاً إذا كان للزوجين أطفال".

هل تبدأ المشاكل الزوجية في السنة السابعة فقط؟

"لم تكن السنة السابعة من الزواج صعبة، خصوصاً أنّها كانت في فترة كورونا"، هذا ما أكّدته كليمونس عطاللّه، البالغة من العمر 30 عاماً، لموقع رصيف22.

واعتبرت عطالله أن هذه الفترة بالتحديد كانت "سنة الفرج"، خصوصاً أن أولادها قد كبروا واستقرّت هي وزوجها مادياً، كاشفة أنّها بدأت تحبّ الرياضة بفضل زوجها خلال الحجر المنزلي، هذا إلى جانب معرفتها أكثر به، ما ساعدها على التعامل معه بشكل مريح أكثر، وبدأت تفهم طباعه بطريقة أوضح، والعكس صحيح.

بالنسبة لهذه الشابة، فإن الصراحة هي من المفاتيح المهمّة لإنجاح العلاقة بينها وبين زوجها، فهما لا يخفيان أي شيء عن بعضهما البعض، كما أن الاحترام واجب وضروريّ بينها وبين شريكها، إضافة إلى كسر الروتين لضمان نجاح العلاقة.

يُقال إن السنة السابعة من الزواج قد تكون الأصعب بالنسبة للثنائي، فهي "السنة الملعونة" بحسب الألمان، بسبب تسجيل أعلى نسب طلاق في هذه الفترة، الأمر الذي دفع العلماء إلى إطلاق تسمية "هرشة السنة السابعة"، كدليل على خطورتها، ونسبة لمرض جلدي كان منتشراً بشكل كبير في القرن التاسع عشر

بدورها، لم تشعر زينة، بأن السنة السابعة من الزواج كانت صعبة، بل كانت عادية مليئة بالـups and downs مثل أي ثنائي يمرّ بهذه الفترات.

أوضحت زينة، وهي أمّ لطفلتين وصبي، لرصيف22، أن السنة الأولى من الزواج هي الأصعب بالنسبة لها، خصوصاً عند ولادة ابنتها الأولى، إذ تركت العمل من أجل تربية الطفل، أمّا في السنة الثالثة وبعد ولادة الطفل الثاني، أوضحت أنّها عادت إلى عملها، الأمر الذي ساعدها في تخطي المشاكل الزوجية الصعبة، خصوصاً لناحية اختلاف الطباع بينها وبين زوجها.

أمّا كارلا، فهي متزوّجة منذ 11 سنة، تقول لموقع رصيف22: "كانت لديّ مشاكل في الحمل في أوّل 4 سنوات من الزواج، لكن في السنة الخامسة رُزقتُ بطفل". وتابعت: "أمّا في السنة السابعة فكنتُ حاملاً بطفلي الثاني، ومنذ ذلك الحين وأنا وزوجي نمرّ بحياة زوجية صعبة، كونه دائماً يشعرني وكأنّني مجرّد ربّة منزل، وهذا الأمر يزعجني".

أضافت كارلا: "كان يريد صبياً لكنّني رُزقت بطفلتين، وهذا الأمر لم يعجبه كثيراً، كما أن العيش في منزل والديه لفترة كان أيضاً محطّ مشاكل بيننا"، كاشفة أنه منذ السنة السابعة إلى حدّ الآن وهي تفكّر بالطلاق، لكنّها مترددة من أجل طفلتيها.

"نعم السنة السابعة في الزواج كانت صعبة، خصوصاً من ناحية تربية الأطفال"، هذا ما أوضحته ماريا لموقع رصيف22.

واجهت ماريا، وهي أمّ لطفلين، بعض الصعوبات في ما يتعلّق بتربيتهما، إذ كانت دائماً طريقة تفكيرها مختلفة عن زوجها، كما أنه في السنة السابعة، رأت أن المسؤوليات قد ازدادت، كما أنها لم تعد تهتمّ بنفسها، حيث علّقت: "لم أعد ماريا التي تحبّ الخروج والاهتمام بجمالها، بل أصبح أولادي كلّ اهتمامي، وهذا الأمر جعلني أشعر بروتين ومللّ".

وتابعت بالقول: "لاحظت أن زوجي لم يعد يهتمّ بي كالسابق، بل أصبحت مسؤوليات الأبوة هي أساس علاقتنا، وهذا الأمر محبط للغاية".

الطلاق كانت مجرّد فكرة دارت في عقل ماريا مرّة واحدة خلال السنة السابعة، لكنّها لم تجعل المشاكل تسيطر على حياتها الزوجية حرصاً على طفليها.

ما الذي يجعل السنة السابعة أصعب مرحلة من الزواج؟

بعد مرور 7 سنوات من الزواج، يبدأ كلّ طرف في الشعور بعدم الرضا عن الطرف آخر، هذا إلى جانب شعور الزوجين بالملل من روتين الحياة والرغبة في الهروب من المسؤوليات ومتطلبات الحياة الزوجية، ناهيك عن الفتور الجنسي الذي يصيب العديد من الأزواج.

في هذا الصدد، أوضحت الأخصائية النفسية وأخصائية العلاقات الزوجية سربيل قصير، لموقع رصيف22، أن هناك بعض الأسباب الرئيسية التي قد تجعل السنة السابعة أصعب مرحلة في الحياة الزوجية:

• باتت مسؤوليات الزوجين أكبر.

• أصبح وجود الأطفال من الأولويات.

• بات الزوجان أكثر معرفة ببعضهما البعض.

وشرحت قصير أن "ازدياد المسؤوليات، وخصوصاً مع وجود الأطفال، قد يؤثّر على علاقة الزوجين، إذ إنّهما قد يتوقّفان عن تخصيص الوقت لبعضهما البعض، مثل قضاء عطلة سويةً"، مشيرةً إلى أن هذا الأمر يؤثّر أيضاً على علاقتهما الجنسية، بحيث إن المسؤوليات الكثيرة تعمل نوعاً ما على حجب الرومانسية بينهما، ما قد يؤذي بالتالي مشاعرهما وصحتهما النفسية وعلاقتهما الجنسية في هذه الفترة.

كذلك أوضحت سربيل أنه نظراً لكون الزوجين قد أصبحا على معرفة أكثر ببعضهما البعض خلال هذه السنوات، قد يشعر أحد الطرفين بأنه انخدع بشخصية الآخر، خصوصاً إن لم يتمّ التعارف جيّداً قبل الزواج، ما يجعل المشاكل تزداد سوءاً.

من جهة أخرى، أكّدت قصير أنه "ليس من الضروري أن تكون السنة السابعة مليئة بالمشاكل، ففي بعض الأحيان قد تكون سنة النضوج للزوجين: قد يصبحان أكثر عقلانية ويعيشان نمط حياة مستقرّ".

حلّ المشاكل... خطوة تنطبق على كلّ السنوات

إن حلّ المشاكل لا يقتصر طبعاً على السنة السابعة من الزواج فحسب، بل ينطبق على كلّ مراحل الحياة الزوجية، كما أن استماع الزوج والزوجة لمشاعر بعضهما البعض هو المفتاح الأساسي للحدّ من المشاكل، هذا إلى جانب تخصيص الثنائي بعض الوقت بعيداً عن المسؤوليات التي تدور في فلك الأبوة والأمومة.

لا يمكن التأكيد أن السنة السابعة هي الأصعب على الإطلاق، فقد يكون العام الأوّل أو حتى العاشر هو الأصعب، وهذا الأمر يختلف وفق الظروف التي يعيشها كلّ ثنائي، وبالتالي ما من قاعدة واحدة، إنما الأهمّ من كلّ ذلك هو التركيز على كيفية الحدّ من هذه المشاكل من خلال الحوار، التفاهم وكسر الروتين

في هذا السياق، أشارت سربيل قصير إلى أنّه من الضروري أن يقوم كلّ من الزوج والزوجة بممارسة النشاطات سوياً لتجديد الحبّ مرة أخرى، مشدّدة على ضرورة عدم إدخال طرف ثالث في علاقتهما، لأن هذا الأمر قد يؤدي إلى فشل العلاقة أكثر.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الحوار والثقة من أهمّ النقاط لإنجاح الرابط مهما مرّ الثنائي بظروف صعبة، لكن بحسب قصير، فإنه في حال وجد الزوج والزوجة صعوبة في حلّ المشاكل بمفردهما، فيجب حينها اللجوء إلى معالج/ة نفسي/ة مختص/ة بالعلاقات الزوجية، لمساعدتهما.

خلاصة القول، لا يمكن التأكيد أن السنة السابعة هي الأصعب على الإطلاق، فقد يكون العام الأوّل أو حتى العاشر هو الأصعب، وهذا الأمر يختلف وفق الظروف التي يعيشها كلّ ثنائي، وبالتالي ما من قاعدة واحدة، إنما الأهمّ من كلّ ذلك هو التركيز على كيفية الحدّ من هذه المشاكل من خلال الحوار، التفاهم وكسر الروتين، أمّا في حال تفاقمت المشاكل بين الثنائي، فاللجوء إلى الشخص المختص بالعلاقات الأسرية، قد يكون الحلّ الأنسب لإنقاذ العلاقة الزوجية.  


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image