الخوف من "العودة الطوعيّة" إلى سوريا
ما زالت الكثير من الشكوك تحيط ببرنامج العودة الطوعيّة للاجئين السوريين من لبنان نحو بلادهم، التخوف والحذر من أن تتم ممارسة ضغوط على اللاجئين لترحيلهم قصراً لم تتلاشى، خصوصاً أن المفوضية العليا للاجئين ليست المسؤولة عن هذه العملية، بل الأمن العام اللبناني، الذي يتحفنا بتعليقات مثل: "42 في المائة من مجموع السجناء في لبنان هم من الجنسية السورية، ما يشكل ضغطاً إضافياً على لبنان".
الواضح أن العائدين ينتمون إلى الفئة التي لا تواجه مشاكل أمنية مع النظام السوري، لكن لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن الوضع في لبنان لم يعد صالحاً للحياة، فهل يهرب اللاجئون من جحيم إلى جحيم آخر؟ لا نعرف! شروط الحياة في كلا البلدين للفئات الأقل حظاً شديدة الصعوبة، ناهيك أن التهديدات التي يتعرض لها العائدون إلى سوريا ما زالت مستمرة، وسبب رحيلهم ما زال قائماً.
السيسي يحول شرم الشيخ إلى ثكنة عسكريّة خوفاً من الاحتجاجات التي قد تشهدها المنطقة أثناء انعقاد قمة المناخ. ننصح الناشطين والمهتمين بإطلاق بالونات هيليوم تغطي سماء شرم الشيخ وتهدد الاستقرار الوهمي الذي يدعيه السيسي
التراجيدي في هذا الشأن هو التعامل مع اللاجئين ككتلة بشريّة لا بد من التخلص منها، وحرمانهم من الأوراق الرسمية والإقامات في لبنان. إنهم "مجموعة" معلقة في الهواء، تتنقل بين المخيمات والبيوت المدمرة. صحيح أنه إلى الآن لم نشهد أخباراً عن عودة اللاجئين تحت تهديد بالسلاح، لكن أليس الحرمان من مقومات الحياة والحقوق السياسية والإنسانية بحدّ ذاته عنفاً يشبه السلاح، عنفاً ممتداً بين لبنان وسوريا، المساحتين الأشد طرداً لمواطنيهما والأكثر تهديداً لحياتهم.
أنامل الروبوت المخمليّة
تمكن فريق من الباحثين من تطوير روبوت ذي "أطراف ناعمة تستخدم مخالب رفيعة ورقيقة للإمساك بالأشياء الهشة أو التي لا تُقدّر بثمن". لن نشير إلى التطبيقات البورنوغرافيّة لمثل هذه التقنية، ولا إلى توظيفاتها الطبيّة، لكن ما يلفت الاهتمام أن التصميم مستوحى من قنديل البحر وأذرعه الهلاميّة.
ننصح من هذا المنبر العلماءَ بالتوجه نحو حيوانات وبهائم أخرى، والاستفادة من تكوينها لتصنيع تكنولوجيا قادرة على حل الكثير من مشكلات البشريّة، كالاستفادة من خنفساء الروث، لتصنيع روبوت عملاق قادر على تخليصنا من أشخاص ما، لا بد من دحرهم بعيداً عن البرلمانات والمناصب السياسيّة. كذلك تطوير روبوت مستوحى من كلاب كشف المخدرات، قادر على استهداف من حولوا الشرق الأوسط إلى كارتيل لنهش لحمهم وعظامهم، وتخليصنا من سطوتهم.
الرعب الأبيض وريشي سوناك
لا يمكننا إلا الضحك من مفارقة وصول البريطاني من أصول هندية ريشي سوناك إلى رئاسة وزراء بريطانيا عن حزب المحافظين، فالـ"بيض" يستعرون غضباً، كيف يمكن لشخص لا يشبههم، و ذي "لون" لا يشبه "لونهم" أن يكون ممثلاً لهم، علماً أنه محافظ ووريث ثاتشر حسب البعض، لكنه ليس أبيض. الأمر أقرب للفضيحة، كيف يمكن لأحد لا ينتمي لونياً إلى بريطانيا أن يحكمها؟ هي سابقة تاريخيّة، في تجاهل تام لتاريخ الاستعمار، حيث حكم البريطان دولاً بأكملها، لا فقط دون أن يشبهوا سكانها، بل حتى دون تكلم لغتهم.
رحب الكثيرون بهذه الخطوة، ورأوها انفتاحاً بريطانياً على الآخر و تجاوزاً للعنصرية. ولكن يبدو أن الشأن مجرد صورة، فلا مشروع سوناك ليبرالي، ولا المواطنون المتمسكون بلونهم راضون عنه. الأمر أشبه بدعابة لا يصدقها أحد (كبريكست نفسها). أما الفكاك من هذا الملون، فقد يستمر لسنوات، أو عدة أسابيع، يستقيل بعدها سوناك كسابقته، فرئاسة الوزراء البريطانية أصبحت كمن يريد نقل فيل إلى قمة بناء، كلّ طابق يتولاه شخص، ثم يتعب، أو ينهزم، أو "يحرد" فاسحاً المجال أمام غيره.
مرتزقة روسيا مصابون بالأمراض السارية والمعدية
كل مرة نحاول فيها تجنب التركيز على الحرب الروسية على أوكرانيا، نصدم بما لا يمكن تخيله، إذ أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية للمرتزقة، عن ضم جنود مصابين بالسلّ، والإيدز، والتهاب الكبد الوبائي إلى صفوف مقاتليه، بحجة أن الأمر غير قانوني، وكأنه لم يعد في روسيا أصحّاء، وتمّ تبرير ذلك بأن القانون الروسي لا يحوي ما ينص على العكس، أي عوضاً عن الرعاية الطبية والمراقبة، لنرمِ المصابين بالأمراض في ساحة المعركة، فإما يموتون ويوفرون ثمن التكاليف الطبية، أم يقاتلون ضد موتين، في المعركة وداخل أجسادهم، ومن يبقى حياً لنسمِّ مدرسةً باسمه، سواءً في روسيا أو سوريا، لا فرق، فكلاهما مستعمرتان لفلاديمير بوتين.
يوتيوب يحارب الأطباء الوهميين
لا يمكن عد الفيديوهات المنتشرة على يوتيوب والتي يدعي أصحابُها امتلاكَهم خبرةً طبية، من علماء الطاقة مروراً بخبراء التغذية، انتهاءً بأصحاب نظريات المؤامرة والطب الشعبي، وحرصاً من يوتيوب على مكافحة المعلومات المضللة، أكدت المنصة أنها ستوثق حسابات الأطباء والعاملين الصحيين، ما يتيح لنا كمشاهدين تمييز الطبّ الحقيقي من الخزعبلات.
سرقة 2،5 مليار دولار من المال العام في العراق، يعني أننا أمام بنية فساد لا مثيل لها، وعملية امتدت لسنواتٍ حوّلت الدولة العراقية إلى واجهة قانونية ذات قيمة رمزية لا سلطة لها... عصارة الأسبوع في 7 أخبار
مثل هذه الخطوة ستحرمنا من الكثير من الترهات، ولا نعلم إن كانت ستنطبق على طاردي الجن، و مروجي الوصفات الشعبيّة، والخيميائيين، وعلماء الطاقة والنباتات، ومنتجات تخفيض الوزن وغيرها، خصوصاً أن الكثير من هؤلاء حوّل نشر المعلومات الطبية الخاطئة إلى مهنة، فالمشاهدات والانتشار حوّلهم إلى مشاهير، وأحياناً أغنياء.
نقترح على يوتيوب جعلَ النصائح الطبية مجانية؛ أي كل من يريد أن ينشر فيديوهات تتناول الصحة البدنية، عليه أن ينسى فكرةَ أن المشاهدات ستعود عليه بمدخول مادي، في تبنّ بسيط لقسم أبقراط، حيث مهنة الطبيب تتمحور حول الحفاظ على حياة لأفراد و تحسينها، لا كسب المال ومراكمة الإعجابات.
ممنوع التظاهر في شرم الشيخ
أكدت تقارير صحافية أن شرم الشيخ في مصر تتحول إلى "ثكنة عسكرية"، إذ انتشرت الحواجز العسكرية ومُنعت الكثير من الفعاليات، وقُيدت حركة السكان لمنع أي شكل من أشكال الاحتجاج أو التظاهر ضد استضافة مصر لقمة المناخ Cop 27.
لا نعلم ما نقوله بخصوص هذا الشأن، فالأمر متوقَّع؛ فمصر والإمارات وقطر وغيرها قادرة بشكل ما على إقناع العالم باستحقاقها استضافةَ الفعاليات العالمية دون الأخذ بعين الاعتبار غيابَ البنية التحتية والقمع وانتهاكات حقوق الإنسان.
قرر يوتيوب توثيق حسابات الأطباء والعاملين في الصحة لتفادي نشر المعلومات الزائفة؛ ما يتركنا في حيرة هل نصدق علماء الطاقة والخيميائين وطاردي الجن، أم نعتبر غياب توثيقهم مؤامرةً لإسكات صوت الطب البديل؟
حرصاً منا على دعم حرية التظاهر والتجمع والاحتجاج، هنا بعض تقنيات الاحتجاج التي يمكن لسكان شرم الشيخ توظيفها أثناء قمة المناخ:
1- إطلاق مئات البالونات الحمراء المليئة بالهيليوم والتي يمكن أن تطير فوق المدينة، وتلفت انتباه الحاضرين ووسائل الإعلام.
2- محاولة تلويث الشواطئ بالحبر الأحمر أو الأسود ضمن مبادرات فردية، وذلك لتشويش الحاضرين، وتشويه الصور التي سيتم أخذها قرب الشواطئ.
3- استخدام الدرونات المخصصة للتصوير من الأعلى، وتحميلها بمناشير يمكن رميها فوق مراكز الاجتماعات ومساحات احتشاد المدعوين، وملؤها بكل ما يحاول السيسي إخفاؤه.
2.5 مليار دولار اختفت في العراق
لا نمتلك كلمة وافية لوصف الفضيحة التي شهدها العراق مؤخراً، فكلمات كـتبخرت/اختفت/اختلست، بل حتى سُرقت، لا تكفي. فمبلغ بهذا الحجم "التاريخي"، لا يمكن أن يسرق بين ليلة وضحاها. نحن أمام عملية منظمة، ودقيقة، استمرت عدة سنوات، وبيئة شديدة الفساد أتاحت لمثل هذا النوع من السرقة.
الملفت في الحكاية السابقة لا يتعلق فقط بقيمة المبلغ والأموال المنهوبة، بل الواضح أن العراق لا يحوي دولةً، بل مجموعة من الشركات التي تتقاسم الأرباح، وتتعامل مع مؤسسات الدولة بوصفها واجهاتٍ ذات صيغة قانونيّة، مهمتها تسهيل عمليات نهب الأموال أو الصفقات المشبوهة؛ ما قد يفسر فشل ثورات المنطقة، فالبنية القانونية التي تطالب بها الثورات أو تدافع عنها مشكوك بأمرها. لكن هذا لا يعني أننا أمام جدار مسدود. الحلّ إما بإضراب شامل يشلّ مفاصل الحياة كلها (مقومات الحياة بالأصل غير متوافرة) أو الاستفادة من السلطات والشرطة الدولية، لأن الواضح أن لصوصية على مستوى مثل هذا لا يمكن الوقوف بوجهها ضمن القانون الاعتيادي. نحن بحاجة جهاز بشري وإداري شديد الشفافية، وإلا يجب الاقتضاء بالنموذج اللبناني، اقتحام البنوك وإفراغها حدّ الوصول إلى الأناركيّة.
يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...