شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
الرحالة السعودي عاشق المونديال القطري، والفيسبوك يضرب الحسابات الوهميّة... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

الرحالة السعودي عاشق المونديال القطري، والفيسبوك يضرب الحسابات الوهميّة... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الاثنين 24 أكتوبر 202203:12 م

ساعة للرقابة الربانيّة والأسريّة على الأطفال

مهما حاولنا أن نكون جادين تجاه علاقة التكنولوجيا بالدين، هناك دوماً ما يثير الاستغراب، السبب هو توظيف التكنولوجيا كوسيطة للعبادة وبناء "المؤمن" المعاصر.

آخر هذه الاختراعات هو "آي قبلة"، ساعة ذكيّة للأطفال، تحوي خصائص الساعات الذكيّة، لكنها أيضاً، تحوي تطبيقات لحفظ القرآن، وتكراره على مسامع الطفل، و تذكيره بأوقات الصلاة، فضلاً عن إمكانية مراقبة الأهل لطفلهم عبرها، والتحكم باتصالاته وتحديد موقعه.

تعمل هذه الساعة على مستويين؛ هي تجعل الأطفال تحت مراقبة الأهل بصورة دائمة، في ذات الوقت تذكرهم بوجود الله ومراقبته لهم، إذ لم يعد فكرة أو شأناً روحياً، بل تطبيق يكرر على مسامعهم الكلام المقدس ويذكرهم بأوقات العبادة. هذه الرقابة المزدوجة التي تمارس على الأطفال تهدد استقلاليتهم؛ تخيلوا مثلاً أنه كل 30 دقيقة أثناء النهار، ينبعث صوت عبد الباسط عبد الصمد من الساعة ويدعو الطفل لترديد عدة آيات من الذِّكر الكريم.

ننتظر حالياً نظارة واقع فائق، يمكن للأطفال ارتداؤها، وكلما حاولوا القيام بمعصية، تبث لهم صوراً من عذابات جهنم، لتردعهم وتذكرهم بضرورة اجتناب السيئات ومراكمتها، بل ويمكن لهذه الساعة أن تضبط عدد "السيئات"، وفي نهاية كل نهار، يجبر الطفل على الاستغفار لمدة نصف ساعة، وإلا تعرّض لصعقة كهربائية صغيرة من النظارة.

شركة "النظام السوري"، تسيير المساعدات وتسليك الأعمال

الواضح أن الكثيرين لم يدركوا إلى الآن آلية العمل ضمن الجغرافية السوريّة، تلك التي اتضحت بعد أن أقرت لافارج تعاملها مع تنظيم داعش لتسيير أعمالها، و بعد اتهام مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في دمشق بصرف الملايين على النظام السوري، و هدر المساعدات الإنسانيّة، وغيرها من التهم التي تشير إلى أن المنظمة تحولت إلى ما يشبه مستوصفاً يجمع التبرعات التي تقدم كرشاوى لمسؤولي النظام السوري.

ساعة ذكية للأطفال تدمج الرقابة الأسرية مع الرقابة الربانية في محاولة لإنشاء جيل ملتزم و مؤمن ولا يمكن له الفكاك من العقاب وتأنيب الضمير... عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد

ما يجب فهمه أن "النظام السوري" سواءً في مناطق سيادته، أو المناطق الخارجة عن سلطته، كما مناطق داعش سابقاً، يعمل بوصفه مافيا تدعي التخفي، أي ببساطة له حصة من كل شيء، أيّ أموال أو مساعدات عينية لا بد من أن تمرّ في قنواته. تلك التي تتفعل عبر الفساد، والرشاوى، و"الحفلات الراقصة"، حسب الاتهامات الموجهة لمديرة منظمة الصحة العالميّة.

هذه السيطرة نموذج اقتصادي يعمل ضمنه النظام السوري، الذي له علاقات واسعة مع حلفائه وأعدائه على حد سواء. هو أشبه بآمر سجن يحوي ما تبقى من سوريين في الداخل. كل ما يرسل لهم، لا بد أن يُفتش، ويُسرق جزء منه، و يُرشى القائمون على السجن، كي تصل علبة دواء إلى طفل مهدّد بالموت.

الرحالة السعوديّ عاشق المونديال القطري

لفت رحالة سعودي الأنظارَ بعد أن قرر المشي من جدة إلى الدوحة كي يحضر المونديال. الرحلة الصحراوية تبدو منهكة، إذ عليه قطع 35 كم في اليوم، ومجاهدة ارتفاع درجات الحرارة والتعب، لكن باقي الأمور محطّ التساؤل، فهو يبث يومياته على وسائل التواصل الاجتماعي، ويأكل من محطات الوقود المنتشرة على الطريق، وموقعه محدد طوال رحلته، إذ يراقبه فريق من المساعدين بصورة دائمة، للتدخل في حال حصول أي طارئ.

الملفت أن هذه الحكاية دعاية خليجيّة، لجذب الاهتمام والترويج لمونديال قطر. لكن لدينا تساؤل، ماذا لو قرر مثلي/مثلية أن يحمل/تحمل العلم الملون، وأن يرتدي/ترتدي قميصاً يحوي شعار ويسكي جيمسون، ويرفع/ترفع لافتة تنتصر لحقوق العمال في قطر، ثم الخروج من فندقه والاتجاه سيراً على الأقدام نحو أحد المدرجات لحضور مباراة فريقه المفضل، كم خطوة سيمشي قبل أن "تواجهه" المصاعب؟ وهل سيصل إلى الملعب؟

غريتا ثونبرغ وعبد الفتاح السيسي

اتهم ناشطون ومنظمات حقوقية استغلال مصر قمة المناخ 27 التي ستعقد في شرم الشيخ، لتبييض صورتها والتغطية على ملف حقوق الإنسان، الشأن الذي لم تترد الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ (التي أصحبت الآن فوق السن القانوني) من الإشارة إليه، والتوقيع على عريضة تطالب السلطات المصرية بإطلاق سراح معتقلي الرأي والصحافيين والسجناء السياسيين.

لا نعلم إن كانت ثونبرغ ستزور شرم الشيخ، وتقطع البحر المتوسط، وقناة السويس والبحر في "شختورة " من أجل الوصول إلى القمة. لكن ما نعرفه أن هذا الشكل من التضامن والحشد والمطالب لم يعد فعالاً، ناهيك أن القمة ستقام بالإمارات، التي توجه لها ذات الانتقادات. فيا غريتا، نظن أن المشكلة حلها أوروبي، لا ضمن الجغرافيات العربيّة المشبوهة. لا بد من مخاطبة مواطنيك والمسؤولين الأوروبيين أنفسهم من أجل رفض إقامة مثل هذه المؤتمرات في دول أمنية، وممارسة الضغوط السياسية على الدول العربية للإفراج عن المعتقلين. لأنه ببساطة، السيسي قادر على تجاهل كل شيء، والابتسام بسذاجة أمام الكاميرات، وإنكار كلّ الاتهامات. والسؤال: هل أنتِ قادرة على مواجهة "البلحة" وتحمل الرياء السياسي والسينيكية في المنطقة العربية؟ فضلاً عن أنكِ لم تعودي طفلة، ويمكن التعامل معك كبالغ، لذا توخي الحذر.

كيف تحافظين على جمالك في حال انفجرت قنبلة نووية في مدينتك؟

التهديدات بحرب نووية بين روسيا و"العالم" أصبحت شأناً يومياً متكرراً. الكل مرتعد من أن يفقد بوتين عقلَه، ويرمي بقنبلة في أوروبا أو الولايات المتحدة. مع ذلك، ولو تحول العالم إلى خراب، لا بد من الحفاظ على الجمال والرونق.

حذف الحسابات الوهمية في فيسبوك، حرمنا من شخصيات كـ(ملكة الليل والطويل)، و(عاشق الإمام علي)، و (أمير البنات-الخاص ممنوع) وتركنا محاصرين بالجدية المفرطة والـScreen shots، وكأنه لا يحق لأحد أن يخفي هويته، فهل فيسبوك برلمان؟ أو شركة خاصة؟... المقتطف الجديد

نشير إلى التجميل ومستحضراته لأن أساليب تفادي الغبار النووي وضوء الانفجار والإشعاعات منتشرة في كل مكان، لكنها لا تراعي متطلبات العصر التجميلية. مثلاً، في حال انفجرت قنبلة نووية في مدينة ما، ونجا من نجا، لا بد على هؤلاء الاستحمامُ، وتجنب استخدام البلسم، وغسول الفم، ومرطب البشرة، الشأن الذي لا يمكن الاستغناء عنه. فمن يريد أن يواجه نهاية العالم ببشرة جافة وشعر مقصف ورائحة فم مزرية؟ لذا حرصاً منا على جمالكِ، ورغبة منا بأن تلتقطي سيلفيات جميلة أمام الخراب، هنا قائمة بوسائل تجميلية بديلة، تلائم الشتاء النووي وتحافظ على حياتك من التلوث الإشعاعي:

1- بالإمكان الاستغناء عن حمرة الشفتين بمسحوق الطماطم الممزوج مع الحليب من أجل شفاه ممتلئة ولمّاعة.

2- استخدام اللعاب الممزوج مع الرماد لصنع كريم أساس صالح لمدة 3 أيام.

3- الاستفادة من عظام الجثث المحترقة، عبر غسلها بالماء، ثم غليها، ثم الاحتفاظ بطبقة الدهون التي ستطفو على الماء المغلي لصناعة مرطب بشرة طبيعيّ خال من الإشعاع .

فيسبوك يحارب الحسابات الوهميّة

فجأة اختفى آلاف المتابعين والأصدقاء من حسابات الفيسبوك، سواءً كانت حسابات أفراد أو مؤسسات، ولم تقدم شركة ميتا أي تفسير لذلك، لكن أشار البعض أن الشأن جزء من سياسة فيسبوك لمحاربة الحسابات الوهميّة، وزيادة المصداقية على المنصة. المحزن أن مثل هذه السياسة حرمتنا من الكثيرين، إذ لم يعد يؤنسنا حساب "ملكة الليل والقمر" وما تنشره من قصائد شعرية استمنائيةّ. كما تلاشى حساب "عاشق الإمام علي" وتفسيراته المذهبية التي تحرك المخيّلة، كذلك لم يعد من السهل الاستئناس بحساب "عاشق البنات- الخاص ممنوع"، وقراءة مغامراته (وفضائحه) في حال أصابنا الملل.

يقترح البعض إنشاء حساب تيكتوك للتليسكوب جايمس لتسهيل عملية بث الصور وصناعة التريند، بشرط الاستغناء عن الأسماء ذات الإحالات الدينية والاكتفاء بأسماء Cute ولا تثير الجدل بين الملاحدة والمؤمنين... عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد

هذه الحرب ضد الحسابات الوهمية محقّة في أحد الجوانب، لكنها أيضاً حولت فيسبوك إلى ما يشبه الشارع، لا يمكن لنا وضع أقنعة تخفي هويتنا، بل وجعلت الكلام والمنشورات جزءاً من الخطاب الرسمي، وهذا بحد ذاته منفر. ألا يحق لأحدهم أن يكون مجهولاً في مكان عام؟ أو أن يخفي اسمه وهويته حتى لو كان تافهاً ساخراً جاهلاً؟ أم إن اقتصاد المراقبة العالميّ أشد سطوةً منا على حريتنا وحقنا بالاختفاء؟

تيلسكوب جيمس وضرورة إنشاء حساب تيكتوك للكون العميق

ظننا بداية أن الصور التي بثها تيلسكوب جيمس للكون العميق، ستكون حدثاً فريداً لن يتكرر، لكن مؤخراً نُشرت صور جديدة لما يُسمى "أعمدة الخلق"، والواضح أن هناك صوراً أخرى ستبث لاحقاً، وكأن الأمر أشبه بتريند لا بد من ملاحقته. لذا نقترح إنشاء حساب تيكتوك للتلسكوب، يبث لنا كلَّ يوم صوراً ومقاطعَ فيديو جديدة من الفضاء.

الهدف من هذا الحساب نزع هالة الجدية المحيطة بالصور عن الاكتشاف الجديد، وتحويلها إلى مجرد شأن يوميّ متكرر، ما يعفينا من المعلقين المتحذلقين، سواءً كانوا المؤمنين بالإعجاز الرباني، أو الملاحدة الأشداء الذين يستخدمون الصور للبرهنة عن نظرياتهم، لأن لا وقت لدينا لهذا الجدل العقيم.

ونرجو القائمين على هذه الصور اختيار أسماء أقل تأثيراً، كـ"مياه الحزن السوداوي" في حال التقطوا صوراً لهيولى الكون الأولى، أو "الحجرة التي فقعت جدار الكون" في حال التقطوا صوراً لنجم عملاق، لأن مثل هذه الأسماء أقل إثارةً للجدل، وتدفعنا للتفكير بالعلم وأهميته، لا الغوص في التاريخ اللغوي لكلِّ كلمة ومحاولة ربطها مع المقدس.


يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image