شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
فائق الشيخ علي...

فائق الشيخ علي... "سوقي" و"ذكوري" ومحارب للفساد و"قائد تشرين"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 17 أكتوبر 202205:22 م

انتهت، نسبياً، فترة متقلبة من عمر الأزمات العراقية المتلاحقة. شُكلت الحكومة وانتُخب رئيسان للجمهورية والوزراء، ولكن الشارع لا يزال يراقب الأوضاع عن كثب، فحراك تشرين يعتزم الخروج في تظاهرات في يوم 25 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، في ذكرى ثورة تشرين الأول/ أكتوبر 2019.

وبالرغم من التجمهر التشريني الذي شهدته ساحة النسور وسط بغداد، في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، ولكن انسحاب الناشط المدني ضرغام ماجد منها، وسرعة تفرق حُشّودها، تدفع إلى إحاطة احتجاجهم القادم بالتساؤلات حول مدى قدرته على النجاح، خاصةً أن الحراك بشكل عام يفتقر إلى الدعم السياسي والإعلامي.

هنا، تبرز شخصية فائق الشيخ علي، كواحد من المعتكفين عن دعم الحراك، فهو بالرغم مما عُرف عنه من دعمه لحراك تشرين، يرى أن افتقارها إلى القيادة الموحدة، مكّن أحزاب السلطة من تسييس الجوهر التشريني، فدعا تالياً إلى عدم الانجرار خلف دعوات التظاهر الصادرة من بعض المحسوبين على تشرين أو التيار الصدري.

حاول كثيرون قبيل احتجاجات مطلع الشهر ثنيه عن موقفه، ولكنه أصرّ عليه وكرر دعوته في ليلة التظاهرات عبر صفحته الشخصية في تويتر، وقال: "لا تخرجوا للتظاهر، سيقتلونكم، وإن لم يقتلوكم سيركبونكم، وإن لم يركبوكم، سيعتقلونكم، وذلك أضعف الإجراءات"، وهو بذلك يبرر موقفه العازف عن دعم المظاهرات بالخوف من تكرار سيناريو عام 2019، واستهداف المحتجين.

من العائلة الدينية إلى التيار المدني

الصدى الذي يحظى به الشيخ علي، ليس وليد الصدفة، بل يرجع إلى سنوات طويلة من العمل السياسي، ولكن دفاعه عن قضايا تشرين عام 2019، عزز مكانته بشكل أكبر.

الصدى الذي يحظى به الشيخ علي يرجع إلى سنوات طويلة من العمل السياسي عززه دفاعه عن قضايا تشرين عام 2019

فائق الشيخ علي، المولود في محافظة النجف في عام 1963، هو سياسي ومحامٍ، تخرج من كلية القانون في جامعة بغداد عام 1887، وينتسب إلى عائلة معروفة في النجف، بدأ نشاطه السياسي عام 1991 إبان الانتفاضة الشعبية ضد نظام صدام حسين، وبالرغم من الغطاء الديني الذي أحاط بالانتفاضة، فإنه وعلى نقيضها، دعا إلى دولة مدنية ديمقراطية، تعمل على خدمة المجتمع بعيداً عن انتماءاته القومية والدينية والفكرية، مشدداً في أكثر من مقام على أن علمنة الدولة أساس نجاحها.

مشاركته في الانتفاضة التي سادت مدن جنوب البلاد وقتها، جعلته عرضةً للمطاردة الأمنية، فلجأ إلى مخيم رفحاء، شمال المملكة العربية السعودية والمخصص لإيواء المعارضين لنظام صدام حسين بعد اجتياحه الكويت، وعاش فيه لمدة، قبل أن يغادره إلى إيران، ولكنه سرعان ما عاد إلى السعودية، قبل أن يلجأ إلى بريطانيا عام 1993.

استمر الشيخ علي، على معارضته لنظام صدام، من خلال كتاباته، في صحف عربية وأجنبية عدة، كما ألّف كتباً سياسيةً معارضةً عدة، مثل "مقالات أرعبت صدام"، و"اغتيال الشعب"، بالإضافة إلى حواراته التلفزيونية الخاصة بأوضاع العراق السياسية والمهجرين السياسيين.

المعارضة السياسية قبل 2003

مؤتمرات المعارضة لم تكن بمعزل عن فائق الشيخ علي، وبرز فيها منذ عام 1993، وصولاً إلى مؤتمراً لندن عام 2002، والذي مهد لاحتلال العراق، ولكنه اعتزل السياسية بعد عام 2003، اعتراضاً على نظام المحاصصة، وسيطرة أحزاب الإسلام السياسي على البلاد.

دبلوماسياً، رُشّح سفيراً في الكويت بين عامي 2004 و2005، وبحسب مصادر صحافية، فإن الضغوط الكويتية كانت سبب هذا الترشيح، ولكن مساعيها لم تجد موطئ قدم على أرض الواقع.

في عام 2011، عاد فائق الشيخ علي، إلى الواجهة السياسية، وأسس حزب الشعب للإصلاح، الذي يُعرّف نفسه بأنه حزب مدني ديمقراطي، وظهر في برامج التلفزيونية عدة، انتقد فيها الفساد السياسي وتردّي الخدمات، وخاض بعد ذلك انتخابات عام 2014، وحصل على مقعده النيابي للمرة الأولى، عبر التحالف المدني الديمقراطي الذي يتزعمه علي كاظم الرفيعي، كما نال عضوية اللجنة القانونية خلال دورته النيابية الثانية عام 2018، عبر تحالف تمدّن، الذي فاز بثلاثة مقاعد فقط.

الحياة البرلمانية

مثّل أسلوب الشيخ علي ظاهرةً جديدةً داخل البرلمان، ليس من حيث انتقاد الأداء السياسي للدولة والهجوم المباشر فحسب، بل ما عُرف به من عدائه الشديد لإيران وتدخلاتها المستمرة في العراق، فهو يرى أن هذا التدخل هو أساس الفشل الذي تعاني منه السياسة العراقية، واتهم العديد من السياسيين بالعمالة لها.

لا تخرجوا للتظاهر، سيقتلونكم، وإن لم يقتلوكم سيركبونكم، وإن لم يركبوكم، سيعتقلونكم، وذلك أضعف الإجراءات

حاز حزب الدعوة ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، على نصيب كبير من هذا العداء، إذ دعا في مقابلة صحافية مع جريدة الوطن الكويتية في 18 أيار/ مايو 2013، أهالي محافظة الأنبار إلى عدم الانسياق خلف محاولات شق الصف التي يحاول المالكي تنفيذها بينهم، ويأتي هذا التصريح في خضم الاحتجاجات التي عاشتها المحافظات السنية، بين عامي 2013 و2014، وعلّل هذه الدعوة بالاتهام الذي وجهه المالكي إلى قائد الصحوات والسياسي الأنباري الراحل أحمد أبو ريشة، والذي يُعدّ من أبرز حلفاء المالكي السُنّة، ولكن الأخير اتهمه بالإرهاب بعد خلافات سياسية بينهم.

دافع عن التظاهرات التي شهدتها بغداد عام 2015، بسبب تردّي الخدمات، واتهم المالكي بإهدار 27 مليار دولار، كانت مخصصةً لدعم القطاع الكهربائي، في أثناء فترة ولايته.

وشهد عام 2018، حادثةً غريبةً تحت قبة البرلمان، كان بطلها الشيخ علي الذي دعا "العرقجية" (شاربي الخمر) إلى التصويت له، لأنه المدافع عن حقوقهم، وقال: "قانون واردات البلديات الذي يمنع ترويج الكحول، مزّقته تحت حذائي، ولم ينفذ بالرغم من تشريعه من مجلس النواب، لأنني وقفت معكم".

فائق الشيخ علي وبالرغم من عدم تلاقيه سياسياً مع مقتدى الصدر، إلا أنه اعترف أكثر من مرة، بأن التيار ينبع سياسياً من الداخل على عكس بقية الأحزاب الإسلامية السياسية في البلاد، وعرّضه هذا التوجه لضغوط إقليمية، ولكن الخلاف بينهما اشتد عام 2019، بعد اتهامه للقبعات الزرقاء التابعة للتيار الصدري، بفض اعتصامات تشرين وقتل المتظاهرين.

رفع الحصانة 

مع اشتعال فتيل التظاهرات الشعبية عام 2019، برز الشيخ علي بدفاعه عن المتظاهرين ومطالبهم، واتهم الأحزاب الحاكمة بتصفية المتظاهرين، وهو ما زاد من شعبيته، وأثار النقمة السياسية ضده في آن واحد.

في أيلول/ سبتمبر عام 2019، وبالرغم من معارضة الشيخ علي لنظام صدام حسين، قرر البرلمان رفع الحصانة عنه بتهمة "تمجيد البعث"، ولكن يرجع السبب الحقيقي خلف هذا القرار، إلى خلافات بينه وبين نائبة رئيس الوزراء لشؤون المرأة حنان الفتلاوي.

والصراع بين الشخصيتين يمتد إلى سنوات سابقة، فالأخيرة انتقدت مدنية الشيخ علي، في أحد لقاءاتها، ليرد عليها بمجموعة من التغريدات، حتى آب/ أغسطس عام 2019، حين تغريدة على صفحته الشخصية في تويتر، هدد فيها الفتلاوي بكشف "لياليها في بيروت"، لتواجهه الأخيرة برفع دعوتين قضائية وعشائرية ضده، وأرفقتها في أيلول/ سبتمبر من العام ذاته بتقديم دعوى لرفع الحصانة النيابية عنه، بتهمة الإساءة والتشهير.

 دعا الشيخ علي "العرقجية" (شاربي الخمر) إلى التصويت له، لأنه المدافع عن حقوقهم، وقال: "قانون واردات البلديات الذي يمنع ترويج الكحول، مزّقته تحت حذائي"

غادر الشيخ علي العراق، بعد رفع الحصانة عنه، وتوالت الدعاوى القضائية ضده، كان أولها بعد بشهر واحد من رفع حصانته، أقامها ضده بتهمة التهديد، زعيم تحالف الفتح هادي العامري.

مدني أم راكب موجة 

بالرغم من تصاعد شعبية فائق الشيخ علي، فإنه انسحب من الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وعلل موقفه باغتيال الناشط إيهاب الوزني، ودعا القوى المدنية والتشرينية إلى الانسحاب أيضاً، والتهيؤ لإكمال الثورة ضد الميليشيات، وإسقاط النظام السياسي كوسيلة لإنقاذ ما تبقّى من البلاد.

هو معارض للسلطة منذ بدايته، ويعتقد بضرورة تغيير الهيكلية السياسية في البلاد، ويتبنى شعار إعادة بناء العراق من جديد كدولة علمانية عادلة، تمنح ضمانات اجتماعيةً لمواطنيها، وترسّخ مبدأ الولاء للوطن أولاً، بحسب برنامجه الحزبي.

قانونياً، فإن الشيخ علي، لا يؤمن بالدستور الحالي، نظراً إلى أنه يهدف إلى إسقاط النظام السياسي، ولكنه بالرغم من ذلك أقسم على حماية هذا الدستور كونه نائباً برلمانياً، وهو ما قد يكون أبرز تناقضاته.

مصدر سياسي سابق، يرى أن موقف الشيخ علي لا تبرره سوى رغبته في تزعم العراق، وتكرار مسلسل صدام حسين وقبضته الوحيدة، خاصةً أنه يرفض جميع الوجوه السياسية التقليدية أو الجديدة، ويضيف في تصريحه لرصيف22، أنه "يحاول استغلال تشرين وربطها بكافة مشكلاته السياسية والشخصية، من أجل تحقيق مآربه الشخصية".

سبق أن رشح نفسه لرئاسة الوزراء بعد استقالة عادل عبد المهدي، في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2019

كان الشيخ علي، قد نشر تغريدةً في 13 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، قال فيها: "ما راح أنسى إلي رفعوا الحصانة عني وصوتوا ضدي وقتلوا ثوّار تشرين وتآمروا على الثورة"، كما أنه سبق أن رشح نفسه لرئاسة الوزراء بعد استقالة رئيس الوزراء الأسبق عادي عبد المهدي، في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2019، بحسب الرسالة التي قدّمها إلى رئيس الجمهورية السابق برهم صالح.

ينفي مصدر من الحراك المدني المقرب منه هذه المزاعم، ويلفت إلى "مدى اعتزاز الشيخ علي بالاحترام الذي يحظى به بين التشرينين، وهو يؤمن بأن نجاح تشرين لن يكون حقيقياً، إلا بانتخاب قيادة من الحراك الشبابي الداخلي".

وإجابةً عن سؤال رصيف22، حول احتمال خضوع هذه القيادة لرغبات الشيخ علي، يستبعد المصدر مثل هذا الأمر، ويستدرك بأن نصيحة السياسي واجبة على الناصح، ولا تعني بالضرورة الأخذ بها، وتالياً فهو يستبعد أن يكون لفائق الشيخ علي أي طموح شخصي في دعمه لتشرين.

خلاف الشيخ علي والإعلامي علي فاضل، يميز أخبار اليوم، فالمد والجزر هو الوصف الأمثل للعلاقة بينهما، ففاضل قد اعترف سابقاً في 10 آذار/ مارس 2020، بعدم تأييده الشيخ علي، ونصحه بتغيير نمط تغريداته للوصول إلى رئاسة الوزراء، ليرد الأخير بالقول: "أنت لا تؤيدني، ولكن مشكلتي أُؤيدك في ما تطرح، كنت سأتلقف نصيحتك لو أني أبحث عن منصب رئاسة الوزراء لشخصي ومجدي، ولكني أبحث عن هذا المنصب للعراق وشعبه بلا ميليشيات".

عاد فاضل ليعترف بأنه وبالرغم من الخلاف بينهما، ولكن خصمه يمثل الخط البرلماني المستقل والمعارض فعلياً، وهو السياسي الوحيد الذي لم يسرق أو يقتل، ودعا المدنيين إلى الاقتداء به.

وضمن الضغوط المرافقة لاعتكاف الشيخ علي، عن دعم التظاهرة التشرينية القادمة، اشتد الخلاف بين الطرفين في 12 تشرين الأول/ أكتوبر، فهدد فاضل بالوقوف ضد الشيخ علي في حال عدم الخروج ببرنامج واضح، ليرد الأخير بعد فترة صمت، بحظر علي فاضل في تويتر، والتهديد بحظر أي شخص يتطرق إلى اسمه.

كان الإعلامي العراقي قد نشر في 14 آب/ أغسطس الماضي، خبراً عن محاولة اغتيال الشيخ علي في لندن، وأكد فائق هذا الأمر في إجابته على تغريدة فاضل، ولكن صفحة التقنية من أجل السلام، وهي أبرز صفحات الرصد الإلكتروني في العراق، نفت وجود مثل هذه المحاولة مؤكدةً فبركة الصور المنشورة، وخلو الموقع الإلكتروني للشرطة البريطانية من مثل هذا الخبر، ومثل هذه العلاقة تدفع البعض إلى الاعتقاد بأن ما خلفها أكبر، وما هو سوى صراع وهمي هدفه زيادة شعبية الشيخ علي.

سوابق الشيخ علي متجددة دائماً، فالأخير عاد ليتصدر الأخبار بعد زعمه بأن عام 2024 سيشهد نهاية النظام السياسي العراقي على يد قوة مدمرة، وبداية صفحة جديدة، يكون فيها العراق محوراً للمنطقة، وهو ما يُعدّ ضرباً من التنبؤات، خاصةً أنه ادّعى بأن المخطط يدار الآن من قبل الدول العظمى.

كيف ينظر الشارع إليه

لا خلاف على ما يسببه فائق الشيخ علي، من جدل داخل الشارع العراقي ومؤيدي الدولة المدنية على وجه الخصوص، والجدل الحاصل حول شخصيته يشبه ذلك المتعلق بالآراء حول مواقفه السياسية.

يرى طالب القانون في جامعة بغداد، مضر الجبوري (21 عاماً)، بأن الشيخ علي يُمثل "ثورةً ضد المفاهيم السياسية السائدة في البلد، وقادرة على تغيير الواقع"، ويضيف لرصيف22، بأن قرب الشباب منه ومن طروحاته يتلخص في رغبتهم في تغيير الواقع المأساوي الذي نشأوا فيه.

يصف الشيخ علي حنان فتلاوي بالـ"كوادة" (سمسارة تتاجر بالنساء)، بسبب خلافه معها، ويقول لقاضٍ رفض ترشيحه لرئاسة المخابرات: "إلى سيادة القاضي رائد جوحي، ليش تصير مطي (حمار)"

من جهته، يرى سلام عبد الحسين (24 عاماً)، من حي الشعب شرق بغداد، يرى أن تأييد الشباب للشيخ علي ينبع من مقارنتهم بين الاستهداف السياسي الذي يعيشه الأخير، وبين الظلم الذي يعاني منه الناس، خاصةً أنه صادر من ذات الجهات السياسية المتحكمة بالبلد.

وكذلك بالنسبة لمنتظر مالك (24 عاماً)، من حي الشعب أيضاً، والذي يرى أن أسلوبه البسيط والقريب من الشباب، يساهم في زيادة قاعدته الشعبية، ليس بين الشباب فحسب، بل بين كافة الفئات العمرية أيضاً.

ويشكل الأسلوب الحواري لفائق الشيخ علي، ظاهرةً جديدةً، فهو يعتمد على اللهجة العامية، بأسلوب غير مألوف بين الطبقة السياسية، وينجرف أحياناً إلى استخدام الشتائم والألفاظ السوقية على غير العادة، الأمر الذي يشد بعض الشباب نحو شخصيته، ولكنه ينفّر البعض الآخر.

ويوظف الشيخ علي، الشتائم في رده على خصومه في بعض الأحيان، مثل استخدامه مصطلح "كوادة" (سمسارة تتاجر بالنساء)، ضمن خلافاته مع حنان الفتلاوي، في قوله خلال خلافه مع القاضي في المحكمة الجنائية العليا، رائد جوحي، ورفض ترشيحه لرئاسة المخابرات، في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي: "إلى سيادة القاضي رائد جوحي، ليش تصير مطي (حمار)"، وكذلك استخدامه مصطلح زبالة بكثرة وغيرها من تعابير يعدّها الكثير من العراقيين لا تُمثل شخصيةً تتحدث بأنها تريد التغيير والخروج بالعراق مما يرزح فيه.

وفي هذا السياق، تقول سارة الخالدي (26 عاماً) من بغداد، أنها بالرغم من تأييدها لعلي، إلا أن أسلوبه المعتمد، وبالرغم من عدم مناسبته لعمره، يدل على عدم صلاحيته سياسياً ودبلوماسياً، وتالياً عدم قدرته على قيادة الدولة، أو الحركة السياسية المدنية.

ويؤكد محمد جومرد (28 عاماً)، من منطقة الدورة جنوب غرب بغداد، دعمه لمطالب علي التي تمس حياة المواطنين اليومية، ولكنه يتساءل عن إنجازاته للمواطنين أو الحركة المدنية خلال مسيرته السياسية، غير تغريداته وتصريحاته الإعلامية، التي لم تحقق أي نتائج ملموسة.

قد لا يتفق كثيرون في نظرتهم إلى شخصية فائق الشيخ علي، أو ميوله السياسية، ولكنه استطاع بالتأكيد سلب فؤاد شريحة كبيرة من الحراك التشريني، واستحق بجدارة لقب أكثر شخصية سياسية إثارةً للجدل منذ بروزه على الساحة، وحافظ خلالها على أسلوبه الحواري ومواقفه، في بلد يزخر بالتناقضات السياسية والاجتماعية.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard