لم يكن في حسبان الإيرانيات، أن تقص نجمات الغناء والسينما العالميات شَعرهن من أجل نضالهن، وربما يصدق القول إن وفاة الشابة مهسا أميني شكلت بالنسبة للإيرانيين أكبر تضامن وتعاطف من مشاهير الفن حول العالم على مدى التاريخ.
كانت البداية مع الممثلة الإمريكية ليا ريميني، التي تحدثت عن مهسا أميني قبل اعلان وفاتها بشكل رسمي وهي ترقد في المستشفى، "مهسا أميني (22 عاماً) دخلت في غيبوبة بسبب التعذيب من قبل السلطات الإيرانية، هذا السلوك مرفوض في أي حال من الأحوال، ولكن اعتقالها بسبب حجاب غير محتشم يجعل الأمر مفجع، من فضلكم انشروا اسمها ومصيرها".
بعد ذلك توالت تنديدات النجوم، فمن أستراليا تسائل الممثل الهاليوودي ناثانيل بوزوليك، عن صمت العالم تجاه هذا الحادث؟، أما الكاتبة البريطانية جي كي رولينغ، صاحبة سلسلة روايات هاري بوتر، فغردة باسم مهسا اميني ووتحدثت عن شجاعة الإيرانيات في أكثر من مرة.
نجمات العالم
نددت كل من الأمريكيات أنجلينا جولي، كيم كارداشيان، كايلي جينر، جينيفر أنيستون، أوبرا وينفري، تشارليز ثيرون، شارون ستون، جيسيكا شاستاين، والإسبانية بينيلوبي كروز، والإيطالية إيسابيلا روسوليني، والتركية نورغول يشيلتشاي، بقمع الفتيات في إيران، عبر حساباتهن الرسمية على منصات التواصل.
ظهر المغني البريطاني الشهير روجر ووترز، في مقطع فيديو يخاطب به السلطات الإيرانية ويقول: "لربما أن آية الله (خامنئي) يقول لي هذا ليس شأنك، إنه بلدنا وديننا ونحن نعرف ماذا نفعل. ولكن إنه مخطئ ، هذا شأني لأنني إنسان وأؤمن بحقوق الإنسان"
الممثلة الكوميدية ألين دي جينيريس، خصصت حسابها على الإنستغرام لفترة يوم واحد للإعلان عن "ما يجري في إيران وعن ما يمكن أن نقوم به للمساعدة" حسب قولها، إذ قامت عارضة الأزياء الإيرانية نازَنين نور، بنشر الكثير من المعلومات على حساب الفنانة ألين دي، حسب طلب الأخيرة.
أما التيك توكر السنغالي خابي لام فكتب: "يحدث حالياً أكبر نضال من أجل النسوية وحقوق الإنسان في إيران. إذا كنت تسكن في الكرة الأرضية وتلتزم الصمت، فلن تستطيع لاحقاً أن تتحدث عن حقوق المرأة".
وعارضة الأزياء الأمريكية من أصل فلسطيني، بيلا حديد، لم تمرّ هي الأخرى مرور الكرام من احتجاجات إيران، فشرحت قصة مهسا أميني لمتابعيها، ونددت بوفاتها.
الفرنسيات قصصن شعرهن
بعد حملة قص الشعر التي أطلقتها فتيات إيران تضامناً مع مهسا أميني، أخذ تضامن النجمات العالميات يأخذ شكلاً عملياً، فقد بادرت نحو 50 نجمة في السينما الفرنسية وتحت شعار "الشعر من أجل الحرية"، بقص خصلات من شعرهن في مقطع فيديو موحد.
وشاركت كل من جولييت بينوش، وإيزابيل أوبير، وماريون كوتيار، وإيزابيل أدجاني، إلى جانب الممثلات والمغنيات الشابات الفرنسيات في حملة قص الشعر.
لم يكتف الوسط الفني الفرنسي بهذا العمل، بل نشر نحو ألف سينمائي بياناً تضامنياً يدعو لوقف العنف والقمع ضد المتظاهرين السلميين في إيران، ويعلن عن دعمه للنساء الإيرانيات، وكان من بين الموقعين على البيان، النجمة ليا سيدو، ورئيس مهرجان كن السينمائي تييري فريمو.
وعلى غرار ذلك، أصدر الفنانون البريطانيون بيانهم التضامني، مثل المخرج كين لوتش، والممثل بيندكت كامبرباتش، والسينمائية جوانا هوغ، والمسرحي مايك لي، والنحات الهندي البريطاني أنيش كابور، والممثلة الرومانية البريطانية آناماريا مارينكا، أكدوا جميعاً على إطلاق سراح المعتقلات خاصة الصحافيات وناشطات حقوق المرأة في إيران.
مهرجان لندن السينمائي بدوره صرح بتضامنه مع الإيرانيات الشجاعات اللاتي قُدن الاحتجاجات، وذلك عبر عرض فلم "الدُب غير موجود" للمخرج الإيراني جعفر بناهي، والذي يقبع في سجن إيفين مع عدد آخر من المخرجين السينمائين.
في تركيا وعلى مسرح مهرجان أنطاليا للأفلام في نسخته الـ59، وفي حركة جماعية، بادرت المخرجة جاله إنجي جولو، والكادر النسائي لفيلم "سوار ناربارى" بقصّ شعرهن عند حضورهن على المنصة، ليرحب بهن الحضور عبر التصفيق الحار، إذ خلقن جواً من التضامن مع الإيرانيات.
الألمانيات لم يبخلن في قص شعرهن أيضاً، حيث قامت 40 فنانة سينمائية ومغنية ومسرحية ألمانية منهن ميرت بيكر، وكاتارينا تالباخ، ولينا بكمن، وياسمين طباطبائي ألمانية من أصول إيرانية بالحركة التضامنية.
مغنيات ومغنون من حول العالم
تضامن أسطورة الغناء التركي إبراهيم تاتليسس مع أسرة مهسا أميني وأعلن دعمه لجميع النساء اللواتي يكافحن من أجل نيل حرياتهن في إيران. ونظيرته الأمريكية جوان بيز أيضاً أعادت نشر أغنيتها الفارسية-الإنكليزية التي أطلقتها عام 2009، ودعمت احتجاجات إيران.
بدورها غردت النجمة شاكيرا: "قلبي مع أسرة مهسا أميني وكل النساء والطالبات في إيران، وكل من يناضل من أجل حرية التعبير"، أما فرقة يوتو (U2 - U two) وهي فرقة روك إيرلندية شهيرة، نشرت صورة مهسا أميني مع ترجمة شعر بالفارسية. وكذلك أبدى مغني البوب الإسباني ريكي مارتن، تضامنه مع الإيرانيين.
وظهر المغني البريطاني الشهير روجر ووترز، في مقطع فيديو يخاطب به السلطات الإيرانية ويقول: "لربما أن آية الله (خامنئي) يقول لي هذا ليس شأنك، إنه بلدنا وديننا ونحن نعرف ماذا نفعل. ولكن إنه مخطئ ، هذا شأني لأنني إنسان وأؤمن بحقوق الإنسان". وأكمل ووترز: "مهسا أميني هي أختي وكان لها أن تكون حية اليوم، كما على الفتيات الإيرانيات أن يخترن حجابهن كيف ما يشتهين".
قام الإيرانييون بدور مهم في تحشيد نجوم العالم من أجل قضية المرأة داخل بلادهم وتسليط الضوء عليها في منصات التواصل الاجتماعي كمنصة تيك توك، وإنستغرام، وتويتر، إضافة إلى الفضائيات والصحف العالمية والمهرجانات الفنية
في غضون ذلك وعلى مسرح جماهيري حاشد، رفع النجم البريطاني في غناء الهيب هوب، يونغبلود، صوته ليشرح ما يحدث في شوارع إيران، فحظت تصريحاته بتصفيق حار.
المغنية ومؤلفة الأغاني الإنكليزية من أصول ألبانية دوا ليبا، تطرقت إلى قتيلات احتجاجات إيران، وطالبت بعدم الصمت وخلق ضجة إعلامية واسعة من أجل حرية الإيرانيات.
"ليس لدي شيء سوى الاحترام أمام عظمة شجاعتهن"؛ هكذا رد المغني والملحن الأسترالي نيك كاف، على استفسار أحد متابعيه على منصات التواصل حول موقفه تجاه الحركة النسائية في إيران.
فن الإيطاليات
متحف "ماكسي"، أكبر متحف للفنون المعاصرة في إيطاليا، قام بعمل مبتكر آخر، فوضع إناءً زجاجياً ومقصاً في صالة المتحف، لتقصَّ من تشاء من زائرات المتحف شعرها وتضعه في الإناء، وقامت إدارة المتحف بإرسال الشعر إلى السفارة الإيرانية في روما كتضامن مع الشعب الإيراني.
كما أطلقت مذيعة برنامج "le iene" في إحدى قنوات التلفزيون الإيطالية، حملةً لدعم نساء إيران، وطالبت الإيطالياتِ بقصِّ شعرهن وإرساله إلى السفارة الإيرانية عبر البريد، وتسجيل هذا العمل ونشره على منصات التواصل الاجتماعي.
الإيرانيون وتحشيد عالم الفن
قام الإيرانييون بدور مهم في تحشيد نجوم العالم من أجل قضية المرأة داخل بلادهم وتسليط الضوء عليها في منصات التواصل الاجتماعي كمنصة تيك توك، وإنستغرام، وتويتر، إضافة إلى الفضائيات والصحف العالمية والمهرجانات الفنية.
وبرز دور كلٍّ من المخرج الشهير أصغر فرهادي، والنجمة السينمائية كُلشيفته فَراهاني، والممثلة الأمريكية من أصول إيرانية نازَنين بُنيادي، والنجم سام أصغري، والمخرج ماني حقيقي، حيث قاموا بإطلاق منشورات وفيديوهات باللغة الإنكليزية يطالبون عبرها بدعم قضيتهم.
يعمل مئات الفنانين الإيرانيين في أروقة الفن العالمي، ويحظون بمكانة مهمة هناك، وقاموا بالترويج لقضيتهم بلغات عدة لكسب تعاطف وتضامن مشاهير المجتمع الغربي وإعلامه، مما كان له أثر بالغ في ذلك، فضلاً عن الدور المهم للجالية الإيرانية حول العالم والذي يصل عددهم نحو 5 ملايين نسمة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع