شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
الأغاني الفارسية التي واكبت الاحتجاجات في إيران

الأغاني الفارسية التي واكبت الاحتجاجات في إيران

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن وحرية التجمع

الخميس 13 أكتوبر 202206:02 م

بين من اختار كلماته من تغريدات المتظاهرين، ومن استعان بكلمات شعراء مشهورين، رافق الفنانون الإيرانيون احتجاجاتِ البلاد المتواصلة منذ شهر تقريباً وهو نضال من أجل الحرية بقيادة نسائية كما وصفه المحتجون. هنا جولة على أبرز هذه الأغاني التي رددها الشعب في داخل وخارج إيران:

"بَرايِ...." 

عبّر الكثير من رواد منصات التواصل في خضم الاحتجاجات عن سبب احتجاجهم بعباراتٍ وكلمات وجمل تبدأ بمفردة "بَرايِ" وتعني "من أجلِ" في الفارسية، فكتب أحدهم "من أجل الحرية"، وتوالت التعليقات والتغريدات والمنشورات: "من أجل مهسا أميني"، "من أجل الرقص في الأزقّة"، "من أجل أن نقّبل حبيبَنا في الشوارع دون خوف"، "من أجل أن نغير الأدمغة التالفة"، "من أجل حياة عادية".


وبعد أن تحولت الأماني والأسباب إلى حركة تنديدية افتراضية، نشر المطرب الشاب شِروِين حاجي بور، أغنية "براي..."، جَمع فیها تغريدات للإيرانيين، فلحنها وسجلها في منزله، وأطلق مقطع فيديو مرفقاً بصور التغريدات التي استخدمها في الأغنية.

ولاقت الأغنية إقبالاً واسعاً حتى حصدت 40 مليون مشاهدة على حساب الفنان على إنستغرام خلال 48 ساعة فقط، فهي أغنية كتبها رواد المنصات وجلُّهم مواطنون عاديون ليسوا بنجوم أو مشاهير، وأبدع في غنائها المطرب الشاب الذي يبلغ من العمر 25 سنة، وهو غير مشهور -قبل هذه الأغنية- يعيش في مدينة ساري شمال إيران، إلا أن أغنيته باتت أغنيةً شعبية لفتت إعجاب ملايين الأشخاص من الشعب الإيراني لبساطة كلماتها ولحنها، تعكس حسرتهم وأهمّ الأحداث والقضايا التي مروا بها خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

بين من اختار كلماته من تغريدات المتظاهرين، ومن استعان بكلمات شعراء مشهورين، رافق الفنانون الإيرانيون احتجاجات البلاد المتواصلة منذ شهر تقريباً

وبعد أن تحول المطرب إلى إحدى أيقونات الاحتجاجات، واشتهر بين ليلة وضحاها، اعتقلته السلطاتُ وحذفت الأغنية من حسابه، بيد أن الأغنية باتت تتردد في كل مكان.

فيسمع المارّة صوتها من السيارات ومن المحلات، كما رددها الطلاب في الجامعات، وصدحت بها طالباتُ المدارس، وبُثت من فوق المباني وأسطح المنازل، تضامناً مع الاحتجاجات، واعتراضاً على اعتقال شِروِين.

وفي الخارج لم تغب الأغنية من ساحات المتظاهرين الإيرانيين الذين تضامنوا مع احتجاجات الداخل في معظم البلدان التي تقطنها الجالية الإيرانية، وبعد أكثر من أسبوع أطلقت السلطاتُ سراحَ الفنان بكفالة مالية، حتى يصل موعد محاكمته بتهمة التحريض ضد النظام الإسلامي.

وتخطى صدى الأغنية الأوساطَ الإيرانية، حيث سمعها الكثير حول العالم، وقد ساهمت الجالية الإيرانية في مختلف البلدان في انتشارها عالمياً، وفي غضون ذلك كشف منظمو جوائز غرامي التي تقدمها الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم في أمريكا، عن استلام 95 ألف مقترح من أصل 115 ألف، يرشح أغنية "براي..." لنيل أفضل أغنية العام، رغم أنها باللغة الفارسية.

"قَفَس بَس" و "سُرودِ زن"

المطرب الأهوازي مهدي يَرّاحي (40 عاماً)، والذي يشتهر بمواقفه الداعمة للشعب في سجله الغنائي، وما زال محظوراً من الغناء منذ عام 2019 إثر توجيهه النقدَ للحرس الثوري بعد الاحتجاجات ضد غلاء البنزين وإسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية، كان أول من غنى للاحتجاجات، إذ قدم أغنية باسم "قفس بس" (وتعني يكفى القفص بالفارسية)، وتتحدث أغنيته عن حرية العيش في البلاد.


وحصدت الأغنية التي كتبها الشاعر الشهير شَهريار قَنبَري ملايينَ من أعداد الاستماع، وأعاد نشرَها الكثيرُ من المؤثرين والنجوم خلال الاحتجاجات المتواصلة.

وقبل أيام أطلق نجم البوب الإيراني مهدي يَرّاحي، أغنيته الثانية باسم "سُرود زن" (نشيد المرأة)، وهي من كلمات الشاعرة الإيرانية مونا بُرزُويي، والتي اعتقلتها السلطات بعد نشرها أشعاراً تضامنية مع المحتجين، ثم أطلقت سراحها بكفالة بعد أسبوع من سجنها.


"به سَمت فَرداي جَهان"

دَاريوش إقبالي (71 عاماً)، الفنان الشعبي والناشط الاجتماعي وعضو منظمة العفو الدولية، والذي يعيش في المنفى منذ بداية الثورة الإسلامية في إيران (1979)، أطلق أغنية "به سَمت فَرداي جَهان"  (نحو مستقبل العالم) من كلمات الشاعر الإيراني وكاتب الأغاني الشهير إيرَج جَنّتي.

وشارك المطرب المعارض في مظاهرات الإيرانيين في النمسا ودعم الاحتجاجات، كما ندد بقمع المتظاهرين السلميين داخل إيران خلال حفلته في ألمانيا.

وفي لندن ألغت الشرطة البريطانية حفلتَه وسط العرض الغنائي بسبب تهديد أمني تعرض له الجمهور من جهات مجهولة، ورفع الفنان والحاضرون هتافاتٍ ضد الجمهورية الإسلامية عند مغادرة الصالة.

" RIP"

أما المطرب الإيراني الشهير مُعين (70 عاماً)، والذي يعيش في الولايات المتحدة منذ ثورة 1979، تضامن مع مأساة مهسا أميني واحتجاجات الحرية بأغنية أسماها "RIP"، ما تعني ارقدي بسلام مخاطباً الشابة مهسا.


في لندن ألغت الشرطة البريطانية حفلة المطرب داريوش وسط العرض الغنائي بسبب تهديد أمني يتعرض له الجمهور من جهات مجهولة، ورفع الفنان والحاضرون هتافات ضد الجمهورية الإسلامية عند مغادرة الصالة

وكتب مُعين حول إطلاق الأغنية خلال منشور له: "قلقون على أبناء إيران في هذه الأيام الصعبة والحزينة. هؤلاء رأس مال الوطن الذي يجب أن نقلق على مستقلبهم، وعلينا أن نصغي لمطالبهم وألّا نقمعهم".

"ما زياديم"

أما المغنية گُل آذين، فأطلقت أغنيتها "ما زياديم" (نحن كُثرٌ)، وفي هذه الأغنية تتحدى المطربة السلطاتِ، إذ تناولت فيها صمود الشباب الإيراني والحرية وحب الوطن والمستقبل الواعد والنضال حتى استعادة البلاد من الحكم الإسلامي، وفق كلمات الأغنية.

وتشتهر المطربة المقيمة في لندن، بكفاحها الغنائي ضد القيود الصارمة على الفتيات الإيرانيات خلال مسيرتها الفنية طوال سنوات غنائها.

أغنية "Zhin" الكُردية 

ونظراً لأصول الشابة مهسا أميني الكُردية، التي توفيت في مخفر شرطة الحجاب، أطلق المطرب الكُردي الإيراني ناصر رزّازي، والذي يعيش في المنفى، أغنيةً باسم "Zhin" وهي "جينا" بالكُردية، ما يعني "الحياة" بالعربية، وهو الاسم الأول (الكُردي) لمَهسا.


وردّد أكراد إيران هذه الأغنية، كما أطلقت الفنانة الكردية الإيرانية هاني مجتهدي، وهي الأخرى تعيش خارج البلاد، أغنيةً بهذه اللغة حول مأساة مهسا أميني وحريات النساء داخل إيران.

"سُرود بَرابَري"

أعادت 12 مطربة إيرانية يعشن في الغرب، أغنية "سُرود برابري" أو "جَوانه مِيزَنيم"، (تعني بالفارسية نشيد المساواة وننمو) وهي نشيد الحركة النسويّة الإيرانية، التي انتشرت عام 2008.


وشاركت كلٌّ من شادي أميني، وشري إم، وجاستينا، وماريا، وماريا منصور، وفرآواز، وماندانا خَضْرايي، وتينا، وصَبا ضامِني، وماهان مُعين، ونِگين كي تي، وشايا زَندي، في تسجيل مقطع فيديو يرددن هذا النشيد على إثر الاحتجاجات التي اعتُبرت حركةً نسائية ضد الجمهورية الإسلامية.

"رقص بيروزي"

أما أجدد أغنية فهي للأكاديمي والملحن والعازف والمطرب بيجَن مرتضوي، القاطن في لندن وكاليفورنيا، فقدم "رقص بيروزي" وتعني "رقصة النصر"، وهي أغنية ملحمية على طريق الأغاني القديمة الفارسية.


ومازال الفنانون يطلقون أغاني تتمحور حول مفاهيم "المرأة والحياة والحرية"، وهو أبرز شعار الاحتجاجات التي وصفت بأنها أكبر تحدٍّ للنظام الإسلامي خلال العقد الأخير.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image