شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
مباني صنعاء الأثرية في مهبّ الأمطار... الهيئة المسؤولة لا ترمّم ولا تسمح بالترميم

مباني صنعاء الأثرية في مهبّ الأمطار... الهيئة المسؤولة لا ترمّم ولا تسمح بالترميم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 19 سبتمبر 202210:19 ص

مباني صنعاء الأثرية في مهبّ الأمطار... الهيئة المسؤولة لا ترمّم ولا تسمح بالترميم

استمع-ـي إلى المقال هنا

في وقت استبشر فيه مواطنو صنعاء بهطول الأمطار الغزيرة، في مطلع آب/ أغسطس 2022، كانت عيون أفراد أسرة المهندس محمد الحرازي معلقةً بسقف غرفة المعيشة في منزلهم الواقع في حي القاسمي، في المدينة القديمة في صنعاء، إذ كانت المياه تخرّ منه مع الطين الذي كانوا قد غطّوا السطح به لتمتينه.

كان ذلك إيذاناً بكارثة وشيكة تفطّن لها الحرازي، فأخرج النساء والأطفال على وجه السرعة، وذهب بهم إلى منزل قريب له على بعد أزقة، ولم تمضِ سوى ساعات قليلة حتى انهار السقف بالكامل، وبات المنزل القديم برمته مهدداً بالانهيار.

يقول الحرازي لرصيف22، إن الغالبية العظمى من المساكن في المدينة القديمة في صنعاء، مهددة بالانهيار، وهي بحاجة إلى حملة ترميم. يتوقف برهةً عن الكلام، ثم يضيف كأنه تذكّر شيئاً جديداً: "لكن لا حياة لمَن تنادي".

ويشير إلى أن السكان اعتادوا على تسرب المياه من السقوف في مواسم الأمطار، ويقومون بإصلاحها كيفما اتفق باستخدام الطين لسد الشقوق والثقوب كحل مؤقت، "مع أن ذلك يضرّ بمنازلهم أكثر مما يفيدها كما حدث لمنزلي"، ويطالب الجهات المسؤولة بضرورة مساعدتهم لترميم منازلهم لأنهم بالكاد يوفّرون قوت يومهم، لقلة فرص العمل وعدم تقاضي الموظفين منهم رواتب، بسبب الأوضاع الأمنية العاصفة في البلاد.

"أتواصل منذ سنة ونصف السنة مع الهيئة العامة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية، لكي تقوم بترميم منزلي"، يؤكد، "لكن لا إجابة واضحةً، وأنا، والعديد من جيراني، لا نملك المال لصيانة منازلنا وتأهيلها على نحوٍ يجعلها آمنةً وقابلةً للسكن مرةً أخرى".

طراز عمراني مميز

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، مدينة صنعاء القديمة ضمن قائمة التراث العالمي عام 1986، بعد أن توافقت فيها ثلاثة من المعايير العشرة التي ينبغي توافر أحدها على أقل تقدير في المدن التراثية لتُدرج ضمن تلك القائمة.

والمعايير الثلاث هي: وجود سور يحيط بها، فضلاً عن قِدَم إنشاء أبنيتها، إذ إن الكثير منها، وفقاً لمتخصصين، غائرة في القدم ويعود بعضها إلى أكثر من ثمانية قرون؛ بالإضافة إلى ارتباطها بنحو مباشر وملموس بتاريخ انتشار الإسلام في السنوات الأولى للهجرة، إذ يُعدّ المسجد الكبير الموجود في حارة الجامع الكبير في قلب صنعاء القديمة، أول مسجد بُني خارج مكة والمدينة المنورة، ويعود تاريخ بنائه إلى العام السادس للهجرة.

ولا تتوافر معلومات دقيقة عن أعداد سكان المدينة القديمة. وبحسب آخر تعداد سكاني كان قد أجري عام 2004، بلغت أعداد سكانها 156،569 نسمةً.

وتمتاز المدينة القديمة عمرانياً بجدران مساكنها العالية المبنية من الحجر والطين والطوب الأحمر، بزخارف فنية وأشكال مختلفة، أما الأسقف فهي مغطاة بمادة الجص والقضاض، والأخير عبارة عن خليط مكوَّن من مادتين هما الحجر البركاني والنورة المطحونة، وله خاصية إسمنتية عالية ويُستخدم للإكساء والتمتين لما يمتلكه من قدرة على مقاومة العوامل المناخية.

والمنازل ذات الطراز العمراني الخاص ليست الامتياز الوحيد للمدينة القديمة في صنعاء، بل أيضاً تنوّع أسواقها وأزقتها الضيقة ومآذن مساجدها الشاهقة وبساتينها وحدائقها. وتقدَّر مساحة المدينة بحدود 5.87 كيلومتراً مربعاً، وتحتوي على 56 حيّاً سكنيّاً، وفيها نحو سبعة آلاف مبنى سكني و42 مسجداً و40 سوقاً و15 حمّاماً بخارياً.

الإهمال هو السبب الرئيسي

يعزو عبد الرقيب القادري، رئيس منظمة سلام ماليزيا للتنمية، وهي مؤسسة تنموية مقرها الأساسي دولة ماليزيا وتمارس دوراً إغاثياً وتنموياً في اليمن، أسباب انهيار أجزاء من بعض المنازل في صنعاء القديمة، إلى الأمطار، فضلاً عن شبكة الصرف الصحي التي لا تتم صيانتها بنحو دوري، ويحذّر من أن استمرار ذلك سيعني المزيد من الانهيارات ودماراً لـ"معلم حضاري وتراثي مهم جداً".

ويبيّن لرصيف22، أن الكثير من منازل المدينة غير مرتبطة بشبكة الصرف الصحي، "وتعتمد على بالوعات محفورة بجانب كل منها، تؤدي إلى تخلخل أسسها، فضلاً عن تحوّل الشوارع إلى مستنقعات لمياه الصرف الصحي خلال مواسم الأمطار بسبب ما يفيض من تلك البالوعات".

أكبر خطر يهدد مباني المدينة، برأيه، هو الإهمال، ويتمثل في "عدم الصيانة الدورية والتقييم الصحيح للمنازل الأكثر تضرراً".

يلجأ الأهالي إلى معالجة الأضرار في سقوف منازلهم وجدرانها بطرق بدائية، كملء السطوح بالتراب والطين لسد التشققات ومنع مياه الأمطار من التسرب، مما يعني إضافة حمل كبير يفوق قدرة البناء على التحمّل

ويلفت إلى أن الخطر قائم منذ سنوات، وهو ليس أمراً طارئاً حدث في هذه السنة فقط، ولكن على الرغم من المناشدات المتكررة من قبل أصحاب المنازل من أجل الترميم، "لا يجدون آذاناً صاغيةً".

العديد من سكان المدينة القديمة اشتكوا من عدم تعاون السلطات الرسمية معهم لإنقاذ منازلهم المتضررة، وذكّروا بأن الهيئة العامة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية، لا تسمح للمواطنين بترميم المنازل، وذلك من أجل الحفاظ على الصورة التاريخية للمدينة القديمة التي تكتسب أهميةً عالميةً، لا سيما أنها مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، كما أنها وفي الوقت ذاته لا تقوم بترميمها، مما يعني تعريض حياتهم وحيوات أفراد أسرهم للخطر.

وإزاء إهمال مطالبهم، يلجأ الأهالي إلى معالجة الأضرار في سقوف منازلهم وجدرانها بطرق بدائية، كملء السطوح بالتراب والطين لسد التشققات ومنع مياه الأمطار من التسرب، مما يعني إضافة حمل كبير يفوق قدرة البناء على التحمّل، فتهوي السقوف جزئياً أو كلياً في نهاية الأمر، كما يقول مراد صلاح، وهو مهندس معماري في الهيئة العامة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية.

يوضح صلاح لرصيف22 أن الهيئة هي المختصة أيضاً بالإشراف على عمليات الترميم وفق الطراز العمراني القائم، وبالمواد المخصصة من الخشب المحلي والطوب المحروق والطين.

وعن دور منظمة اليونسكو، يلفت إلى أنها تقدّم الدعم للهيئة العامة للحفاظ على المدن الأثرية، وتشرف كذلك على عمليات الترميم.

من جهتها، أكدت منظمة اليونسكو مواصلة العمل على حماية المدن التاريخية اليمنية عبر تنفيذ تدخلات طارئة وإعادة تأهيل المباني التاريخية. ومن بين المشاريع التي نفّذتها في هذا النطاق إعادة تأهيل 213 مبنى تاريخياً في المدينة القديمة في صنعاء، خلال السنوات الأربع المنقضية، بدعم من المشروع المشترك لليونسكو والاتحاد الأوروبي.

وكشف ممثل اليونسكو لدى دول الخليج العربي واليمن، ومدير مكتبها في الدوحة، صلاح الدين زكي، عن أكبر مشروع لليونسكو في المنطقة، ويتضمن ترميم وإعادة تأهيل المباني الأثرية في اليمن بتكلفة 20 مليون يورو.

وقال زكي في حوار مع وكالة قنا القطرية، إن المشروع المدعوم من الاتحاد الأوروبي يهدف في مرحلته الأولى (لم يحدد موعداً محدداً لبدئها) إلى ترميم الأسواق التراثية مع 400 منزل أثري في عدن وصنعاء وزبيد، وكذلك تدريب أربعة آلاف شاب وشابة على أساليب الترميم. وتتضمن مرحلته الثانية، ترميم المباني التاريخية التي تأثرت خلال سنوات الحرب، في ثماني محافظات يمنية.

وكانت خمس منازل قد تهدمت، وتضررت أربعون أخرى في صنعاء القديمة، جرّاء أمطار آب/ أغسطس المنصرم، التي تُعدّ الأغزر خلال السنوات الأخيرة، وفقاً لما أفاد به مدير مديرية صنعاء القديمة، مهدي عرهب. وأضاف لرصيف22، أن خمسة منازل انهارت بنحو كلي، و18 أخرى سقطت أسقف بعض الغرف فيها، ويشكو سكان 22 منزلاً آخر من تسرب المياه عبر الأسقف.

ويتابع: "على نحو عام هنالك 380 منزلاً في صنعاء القديمة متضررة بشكل أو بآخر".

ويمتاز مناخ اليمن بموسمين ماطرين، الأول في فصل الربيع (آذار/ مارس، ونيسان/ أبريل)، والثاني في الصيف (تموز/ يوليو، وآب/ أغسطس)، ويشهد الأخير عادةً أمطاراً أكثر من فصل الربيع.

وجاء في بيان صدر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، أواخر آب/ أغسطس 2022، أن "الأمطار الغزيرة والفيضانات واسعة النطاق التي شهدتها اليمن خلال الفترة من منتصف تموز/ يوليو الماضي، وحتى منتصف آب/ أغسطس 2022، أدت إلى تضرر 36 ألفاً و205 أسر، غالبيتها في مواقع ومخيمات النزوح".

وأضاف أن "الفيضانات أدت إلى تدمير الممتلكات وسبل العيش، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية الحيوية مثل الطرق، وتسببت بخسائر في الأرواح في بعض المناطق".

كما أعلنت اللجنة العليا لحصر ومعالجة الأضرار الجانبية للأمطار والسيول (تابعة لجماعة الحوثيين)، أن أضرار الأمطار التي شهدتها البلاد منذ شهر تموز/ يوليو حتى منتصف آب/ أغسطس 2022، أسفرت عن وفاة 106 أشخاص في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها.

وأكدت تضرر 2،842 منزلاً، منها 165 تهدمت بشكل كلي، غالبيتها في صنعاء القديمة التي شهدت تضرر مئة ومنزلين، بين تهدّم كلي وجزئي. وأشارت إلى أن بقية المنازل تضررت بنحو جزئي، زيادةً على الأضرار المادية التي طالت منشآت عامةً، خاصةً السدود والحواجز المائية والأراضي الزراعية، وأدت إلى انقطاع طرقات رئيسية وثانوية وغيرها.

إرث عائلي

في حارة قبة المهدي في صنعاء القديمة، يقع منزل عبد الحمدي الذي يُعدّ إرثاً عائلياً، لكن أشقاءه وشقيقاته تركوه تباعاً خلال السنوات الفائتة خوفاً من انهياره، فيما بقي هو وزوجته وابنته الوحيدة ماكثين فيه على الرغم من ذلك، فالشلل الذي أقعده وجعله يعيش فقراً مدقعاً لم يمنحه سوى خيار البقاء ومواجهة الخطر معهما مجبرين.

طوال الأسبوعين الأولين من آب/ أغسطس الماضي، انشغلت زوجة عبد الحمدي وابنتهما في تجفيف أرضيات الغرف من المياه التي تسربت إليها عبر تشققات السقوف. تقول لرصيف22: "انهار في هذا الصيف جزء من سقف إحدى الغرف. زوجي مقعد وأنا امرأة ضعيفة وفقيرة، أعمل في خدمة المنازل لأحصل على مال يعيننا، ولا أملك المقدرة على ترميم السطح، والمحاولات البسيطة التي أقوم بها بنفسي لسد الشقوق غير مجدية".

الغالبية العظمى من المساكن في المدينة القديمة في صنعاء، مهددة بالانهيار على رؤوس ساكنيها، وهي بحاجة إلى حملة ترميم، "لكن لا حياة لمَن تنادي"

المتحدث باسم المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية في حكومة صنعاء، طلعت الشرجبي، يؤكد أن الأمطار التي تساقطت من 28 من تموز/ يوليو وحتى 10 آب/ أغسطس، أدت إلى ضرر كلي في 11 منزلاً في المدينة القديمة وأصبحت عملياً غير قابلة للسكن. وهي زيادة تبلغ ستة منازل عن الرقم الذي قدّمه مدير مديرية صنعاء القديمة.

وبيّن الشرجبي لرصيف22، أن المدينة القديمة في صنعاء تعرضت خلال سنوات الحرب التي اندلعت في 2015، لغارات جوية مباشرة واستهدفت طائرات التحالف العربي الذي تتزعمه السعودية منازل فيها، ما تسبب في "خلخلة أسس الكثير من المباني، وجاءت الأمطار لتفاقم من المعاناة وتزيد الطين بلّةً".

في منزل متداعٍ من طابق واحدٍ في "حارة شارب" في المدينة القديمة، تعيش خمس أسر، كل واحدة منها في غرفة واحدة، تحت سقوف مليئة بالتصدعات، ويستحكم بأفرادها الخوف لمجرد سماعهم أصوات الرعد التي تعني بالنسبة إليهم إنذاراً بساعات عصيبة مع مياه الأمطار التي ستتسرب إليهم، والخشية من أمر أكثر خطورةً، هو الانهيار.

كانت لديهم تجربة سابقة مع صالة المنزل التي انهار جزء من سقفها خلال الصيف الفائت، جراء الأمطار. ولكي يمنعوا السطح بالكامل من السقوط، سندوه بدعامات حديدية.

محرم شارب (38 عاماً)، واحد من أرباب الأسر الخمس الذين ساهموا في ذلك، وهاجس الخوف من نزوح جديد يراوده، إذ سبق أن فرّ مع زوجته وأطفاله الأربع من نيران الحرب التي طالت محافظة الحديدة، غرب اليمن، سنة 2017.

يقول لرصيف22: "كنت أعيش في الحديدة، ولكن مع الحرب اضطررت إلى النزوح، والآن توقفت المعارك لكن لا أستطيع العودة بسبب الألغام المنتشرة في المناطق القريبة من منزلي، وأيضاً بسبب عدم امتلاكي تكاليف السفر، فأنا شبه عاطل عن العمل، أعمل يوماً وأتوقف أياماً بسبب قلة الأعمال".

ويضيف: "المنزل الذي أسكن فيه حالياً، هو إرث لعائلة شارب، وأعيش أنا وأولاد عمي مع أسرهم فيه، ولا نستطيع أن نبني المنزل أو نقوم بترميمه، لأسباب مالية، وحتى لو كانت لدينا المقدرة على فعل ذلك، فلن تسمح لنا الهيئة (العامة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية)، لأنها المسؤولة عن عملية ترميم المنازل وفق الطراز المعماري القديم لمدينة صنعاء القديمة".

وعبّر شارب عن حلم لا ينفك يراوده، وهو أن يتمكن من استئجار شقة ينام فيها وهو مطمئن على حياة أطفاله، بدلاً من مخاطر الموت تحت ركام سطح المنزل المهدد بالانهيار في أي لحظة.

بخلافه، لم ينتظر عبده الورد (موظف حكومي، 60 عاماً)، تحقق حلمه بالانتقال من منزله في حارة البستان الذي انهار جزء منه بسبب الأمطار، إذ انتقل مع أفراد أسرته الـ12، إلى منزل مستأجَر استهلك مدّخراته وأدخله في دوامة من الديون، وكل ذلك ليجنّب أسرته ما يصفه بكابوس انهيار المنزل على رؤوسهم.

يقول عبده لرصيف22: "ورثت المنزل عن أجدادي، وله مكانة خاصة في نفسي، لكنه يوشك على الانهيار، وحياة أبنائي أهم بكثير من كومة أحجار".

يطغى الغضب الممزوج باليأس على نبرة الرجل الستيني، لأن الوضع الاقتصادي المتردي الناجم عن الحرب، أثّر سلباً عليه، فلم يستطع ترميم منزله، كما أن الطلبات التي قدّمها للجهات المعنية قوبلت بوعود وصفها بالكاذبة. يشبك أصابع يديه ببعضها، ويقول بحدّة: "لا يرحمون ولا يتركون رحمة الله تنزل... الهيئة العامة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية لا ترمم منازلنا، ولا تدع القادرين منّا يرممونها".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image