شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"زهور تذبل"... اغتصاب متكرر لثلاث طفلات شقيقات يتحول إلى قضية رأي عام في اليمن

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

الثلاثاء 13 سبتمبر 202206:35 م

"زهور تذبل"، قد يبدو اسماً أدبياً لرواية أو قصيدة. لكنه في حقيقة الأمر عنوان لمأساة إنسانية مروعة، ضحيتها ثلاث طفلات شقيقات من اليمن، أكبرهن لم تكمل عامها الثاني عشر بعد وأصغرهن لم تزد عن خمسة أعوام.

تعرضت الطفلات الثلاث، زهور وليان وأميرة، لاغتصاب متكرر واستغلال جنسي من قبل أربع رجال بالغين، في قضية "دعارة وزنا واغتصاب"، وفق توصيف القضاء اليمني، بمساعدة زوجة الأب التي انتهزت سفر الأب للعمل بالخارج عقب وفاة أمهن وزواجه منها.

فضحت شقيقة الأب، عمة الطفلات، الجريمة المروعة، الاثنين 12 أيلول/ سبتمبر الجاري، ليتضح أن فصولها تعود للعام الماضي، وأن حوادث الاعتداء الجنسي على الطفلات استمر عاماً كاملاً على الأقل.

وظهر الأب في مقطع مصور وهو يناشد اليمنيين الضغط لمعاقبة المغتصبين، قال: "بناتي بناتكم والشرف شرفكم. يشهد الله أني أموت في اليوم ألف مرة". علماً أن هناك قراراً قضائياً بالقبض على أربعة متهمين ذكور هاربين، وسط اتهامات لخامس، يُدعى زهران رزق علي الجبري، بالمشاركة في الاعتداء الجنسي على الطفلات. 

والمتهمون وفق بيان القضاء اليمني هم: وسيم رزق علي الجبري، وفيصل يحيى منصور الفقيه، ويحيى علي العلكمي، ومنير مثنى الأحمدي. وقد صدرت بحقهم أوامر "قبض قهري" في 22 شباط/ فبراير 2022.

ثمانية أشهر من تقاعس المسؤولين عن ضبط الجناة وضغوط على الأب لتبرئة بعض الجناة… جريمة استغلال جنسي واغتصاب متكرر لثلاث شقيقات يمنيات (أعمارهن 5 و7 و12 سنوات) تُشعل غضب اليمنيين #حق_زهور_واخواتها #زهور_تذبل

وذكر حساب "صور من اليمن"، الذي ينشط في القضايا الحقوقية والاجتماعية على تويتر، أن اثنين من الجناة هربا إلى السعودية، واثنين آخرين إلى مصر، فيما خامسهم عاد لليمن ليتزوج.

بُعد أسوأ للمأساة

لم تتوقف معاناة الطفلات عند الاعتداء الجنسي المتكرر وما تركه عليهن من آثار نفسية وجسدية، إذ أظهر الكشف الطبي ممارسات سادية ووحشية تعرضت لها الطفلات رغم صغر سنهن وهزال أجسادهن.

أظهرت أوراق التحقيق في القضية، التي نشرتها الإعلامية والحقوقية وضحى مرشد عبر حسابها في تويتر، أن القضية تتعلق بشبكة "دعارة" مكونة من زوجة الأب وخمس نساء أخريات رفقة المتهمين الخمسة.

أقرت الطفلات الثلاث أن زوجة الأب وشركاءها مارسوا الجنس أمامهن مراراً وتكراراً، وأن الطفلة الكبرى، زهور، أُجبرت على إعداد الشيشة (النارجيلة) للرجال الذين قضوا ليالٍي وأياماً في منزلهن بعلم وترتيب زوجة الأب.

وأوضحت الفتيات كيف تعرضن بشكل مستمر للاعتداء الجنسي، بالأصابع والأعضاء الذكرية، من قبل الجناة، رغم صراخهن من الألم الشديد. وأثبتت تقارير الطب الشرعي المتداولة تمزقات في غشاء البكارة للطفلات الثلاث، وتعرض زهور لاعتداء وتمزق إضافي في فتحة الشرج وإصابتها بـ"الناسور المهبلي".

أظهر الكشف الطبي على الطفلة زهور (12 عاماً) إصابتها بـ"الناسور المهبلي" وتمزقات في غشاء البكارة وفتحة الشرج، واستُخرجت من رحمها "أكياس نيلون، وشاش، وقطع قماش، وشعر، وقطن"، ما يعكس الممارسات الوحشية التي تعرضت لها #حق_زهور_واخواتها #زهور_تذبل

كما تداول ناشطون تقريراً طبياً صادراً عن طبيبة زهور، ورد فيه أنه عقب توجه الطفلة للطبيبة زينب المفلس وهي تشتكي "ألم أسفل البطن" و"إفرازات حمراء" و"رائحة كريهة من مجرى البول وفتحة المهبل"، وإجراء فحص لرحمها، جرى استخراج "أكياس نيلون، وشاش، وقطع قماش، وشعر، وقطن" منه.

اتهام المسؤولين بالتقاعس والمماطلة

في مقطع مصور صورته، استنكرت ناشطة يمنية العجز عن مساندة الفتيات ووالدهن، متهمةً جميع السلطات المعنية بالقضية بدايةً من الطب الشرعي وصولاً إلى القضاء اليمني الذي لم يتمكن من القبض على الجناة ومحاكمتهم بعد بـ"المماطلة" و"التقاعس". وأوضحت أن زهور تبين أنها "مصابة بعفن في الرحم"، بعد ثماني شهور من اكتش ما تعرضت له وشقيقتها.

أقرت الطفلات الثلاث أن زوجة الأب وشركاءها مارسوا الجنس أمامهن مراراً وتكراراً، وروين كيف تعرضن بشكل مستمر للاعتداء الجنسي، بالأصابع والأعضاء الذكرية، من قبل الجناة، رغم صراخهن من الألم الشديد #حق_زهور_واخواتها #زهور_تذبل

وسألت الأطباء الشرعيين الذين أجروا الكشف على الفتيات: "يوم كشفتوا على البنات، كشفتم إيش بالظبط؟ على وجوههم؟ كشفتم أنهم بنات وخلاص؟ لمن بعد خلاص ثمانية شهور، البنت الرحم حقها يعفن!". وسألت أيضاً: "مستني إيش يا قضاء يا يمني ثمانية شهور؟! أقصى شي سويته إعلان داخل جريدة: تعالوا سلموا أنفسكم".

وختمت وهي تبكي مخاطبةً والد الطفلات: "إحنا آسفين أنه مش قادرين نسوي معاك حاجة. آسفين أنك وصلت لهذي المرحلة (أن يخرج وبناته في فيديو يروي معاناة الأسر ويطلب المساعدة لمعاقبة الجناة وتحريك القضية). آسفين أنه مفيش حد واقف معاك. آسفين لك وآسفين لبناتك اللي أتمنى أنهم مستقبلاً يقدروا يكبروا صح".

من جهتها، عقّبت وضحى مرشد في تغريدة: "اللي قهرني بموضوع البنات الثلاث بعد انتهاك عرضهن ووضعهن الصحي السيء وتهميش قضيتهن لمدة سنة تقريباً، أن هناك واسطات كبيرة للضغط بالإفراج عن زوجة الأب وبعض المجرمين! من يتوسط لمجرمين هذا المفروض يحبسوه جنبهم".

وطالب يمنيون كثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال وسمي: #حق_زهور_واخواتها و#زهور_تذبل، بسرعة القبض على الجناة وتوقيع أشد العقوبة بحقهم ووقف أي محاولات للتعتيم على القضية أو ضغوط على الأب للتنازل عن القضية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

رصيف22 من أكبر المؤسسات الإعلامية في المنطقة. كتبنا في العقد الماضي، وعلى نطاق واسع، عن قضايا المرأة من مختلف الزوايا، وعن حقوق لم تنلها، وعن قيود فُرضت عليها، وعن مشاعر يُمنَع البوح بها في مجتمعاتنا، وعن عنف نفسي وجسدي تتعرض له، لمجرد قولها "لا" أحياناً. عنفٌ يطالها في الشارع كما داخل المنزل، حيث الأمان المُفترض... ونؤمن بأن بلادنا لا يمكن أن تكون حرّةً إذا كانت النساء فيها مقموعات سياسياً واجتماعياً. ولهذا، فنحن مستمرون في نقل المسكوت عنه، والتذكير يومياً بما هو مكشوف ومتجاهَل، على أملٍ بواقع أكثر عدالةً ورضا! لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم، وأخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا!.

Website by WhiteBeard
Popup Image