"أجمل ما فيها العشق والمعشقة
وشويتين الضحك والتريقة
شُفت الحياة ولفّيت، لقيت الألذّ
تغييرها وده يعني التعب والشقا"
لا أعتقد أنني عرفت أحداً في حياتي يجسّد معنى هذه الرباعية مثل الفنان الشامل حسين الإمام الذي كان وسيظل مرتبطاً لديّ بمعنى البحث عن البهجة والرَوَقان، وبكونه الإنسان المتوهج النابض بالحيوية والراغب في الإفلات من نكد الدنيا وفخاخها المهلكة، هكذا رأيته في كل المرات التي قابلته فيها، فبدا لي أنه يشبه إلى حد بعيد صورته التي ظهرت من خلال أعماله الغنائية أو برامجه المتنوعة أو أغلب أدواره التمثيلية، مع أنه كان ممثلاً غنياً وقادراً على التغيير والتنوع، لكنه كالكثير من ممثلينا، لم يُستغلّ إلا في حالات قليلة، وحين بدأ البعض يتنبه إلى طاقته الغنية وفكر في توظيفها كما يليق به، داهمه الموت الذي ظن كل من عرف حسين الإمام أنه سيزوره متأخراً جداً.
قال لنا حسين الإمام ليلتها إنه تعلم أن من أهم مفاتيح البقاء الطويل في الوسط الفني الحفاظ الدائم على هدوءك وكتم انفعالاتك.
حين بدأتُ معرفة الفنانين والكتاب عن قرب، أدركتُ كيف يمكن أن تختلف صورة فنان مبهج أو كاتب ساخر في حياته العادية عن الصورة التي يعرفها عنه الناس من خلال أعماله أو كتاباته، لدرجة تجعلك تفكر في أنه مصاب بانفصام في الشخصية، أو أن عفريت البهجة لا يتلبّسه إلا حين يمثل أو يكتب ثم يفارقه طيلة الوقت، وعلى العكس تماما كان حسين الإمام الذي لا يمكن أن يجدك متضايقاً أو في حالة عَكْننة، إلا وحاول أن يذكرك بأهمية البعد عن النكد، ليس بكلام نظري، ولكن باقتراح أكلات معينة يمكن أن تجعل مزاجك أرْوَق، أو أماكن للسفر داخل أو خارج مصر لتغيير "مودَك"، أو الاستماع إلى موسيقى كنت تجهلها، أو مشاهدة أفلام "أبيض وإسود" يمكن أن تزيد من طاقتك الإيجابية، وهو كلام لو قاله لك أحد المتقعرين من هواة كتب التنمية الذاتية لقررت ربما فَشّ غلّك فيه، لكنك كنت تصدقه وتتحمس له عندما يأتي من حسين الإمام الذي كان تجسيداً حياً للبهجة والرَوَقان.
بعد سنوات من متابعته كمعجب بأغانيه وموسيقاه، تعرفت شخصياً على حسين الإمام عام 1997 في كواليس مسرحية (باللو) التي كانت تعرض على مسرح مدينة نصر
حين قلت له مداعباً ذات مرة إن ما يقوم به من نشر للبهجة في الفقرة اليومية التي ظل يقدمها لسنوات في برنامج (القاهرة اليوم) حرام أن يظل مقصوراً على مشتركي قناة الأوربت فقط، وأنه لا بد من إنشاء وزارة للبهجة يكون هو وزيرها، ليقدم من خلالها ما يقدمه للناس من خلطة سحرية تجمع بين الموسيقى والأكل والبهجة والسخرية الذكية من الواقع الاجتماعي والتي كان يكبحها أحياناً ويوفرها لما بين الفواصل، قال ساخراً إن هدف تلك الوزارة سيلقى حتفه وسط اللجان والإدارات والترقيات والحوافز والعلاوات، لتتحول إلى مصدر إضافي لتصدير النَكَد الذي كان يعتبره العدو الأخطر للمصريين، ولذلك لم تكن صدفة أن يرحل عن الدنيا في أيام كان فائض المصريين فيها من النكد كافياً للتصدير إلى سكان الأرض والكواكب المجاورة.
بعد سنوات من متابعته كمعجب بأغانيه وموسيقاه، تعرفت شخصياً على حسين الإمام عام 1997 في كواليس مسرحية (باللو) التي كانت تعرض على مسرح مدينة نصر، بعد أن بدأت صداقتي الوثيقة بالفنان الكبير صلاح السعدني أطال الله عمره، وكنت أيامها أنتهي من عملي في صحيفة (الدستور) التي كنت سكرتيراً لتحريرها، وأذهب إلى المسرح لأسهر حتى الصباح في صحبة مكونة من صلاح السعدني وحسين الإمام ومحمود الجندي وحسن الأسمر وأشرف عبد الباقي وسماح أنور التي كانت قد حلّت وقتها بديلة لإسعاد يونس، وحين بدأت بروفات مسرحية (ألابندا) التي كان ينتجها عصام إمام نفس منتج (باللو)، كان ينضم إلى الصحبة محمد هنيدي وعلاء ولي الدين الذين كانا يأتيان مع بعض أفراد فريق (ألابندا) لسماع الألحان التي كان حسين يقوم بعملها لأغاني المسرحية.
كانت تلك السهرات تصل إلى قمة بهجتها، حين يشارك فيها حسين الإمام بالغناء والعزف على الجيتار، لأكتشف فيه قدرته الفريدة على أن يقوم بتلحين أي عبارة تلفت انتباهه في الجلسة، ليقوم بتحويلها إلى مطلع أغنية راقصة يكتب باقي كلماتها على الهواء
كانت تلك السهرات تصل إلى قمة بهجتها، حين يشارك فيها حسين الإمام بالغناء والعزف على الجيتار، لأكتشف فيه قدرته الفريدة على أن يقوم بتلحين أي عبارة تلفت انتباهه في الجلسة، ليقوم بتحويلها إلى مطلع أغنية راقصة يكتب باقي كلماتها على الهواء، وهي الموهبة التي لمسها الكثيرون فيما بعد، حين تم استثمار مواهب حسين المتعددة في برنامج (القاهرة اليوم) الذي كان يقدم فيه فقرة ليلية يمزج فيها بين الطبخ والموسيقى والحوارات الخفيفة مع الضيوف، وهو ما تم باقتراح من المشرف العام على إنتاج قناة أوربت في مصر المخرج طارق الكاشف، صديق حسين القديم وعضو فرقة طيبة التي كان قد أسسها حسين في السبعينات مع شقيقه أحمد الشهير فيما بعد بـ مودي الإمام، والتي لم تشتهر أغلب أغانيها، بقدر ما اشتهرت فيما بعد بأنها الفرقة التي كان أحمد عز (تايكون الإحتكار والفساد) يعمل فيها أحياناً كلاعب درامز.
بعدها انقطعت علاقتي بحسين الإمام، ولم أره ثانية إلا في برنامج (القاهرة اليوم) الذي شاركت في إحدى حلقاته في ثاني أيام عيد الأضحى سنة 2003.
بعدها انقطعت علاقتي بحسين الإمام، ولم أره ثانية إلا في برنامج (القاهرة اليوم) الذي شاركت في إحدى حلقاته في ثاني أيام عيد الأضحى سنة 2003، وكنت قد ذهبت إلى البرنامج بصحبة الصديقين النجم أحمد حلمي والمخرج علي رجب رحمه الله للمشاركة في فقرة تحتفي ببدء عرض فيلم (صايع بحر) الذي كان ثاني بطولة مطلقة لأحمد حلمي، وكان ثالث فيلم يظهر لي للنور بعد فيلمي (حرامية في كي جي تو) و (الباشا تلميذ)، وكانت تلك المرة الأولى التي ألتقي فيها بمذيعي البرنامج عمرو أديب ونيرفانا إدريس.
قابلني عمرو أديب ليلتها بجفاء لم أفهم سره في البدء، لكني تذكرت بعد قليل أنني كنت قد كتبت عنه عام 1998 في صحيفة (الجيل) مقالة أسخر فيها منه حين بدأ عمله كمذيع، معتبراً منحه هذه الفرصة التي لا يستحقها محسوبية وسعي لفرضه على المشاهد في نفس القناة التي يعمل فيها أخوه الأكبر عماد الدين أديب، وفور دقائق من بدء استضافتنا في الجزء الثاني من البرنامج كانت الحلقة قد تحولت إلى مناوشة حامية الوطيس، بعد أن أخذ عمرو يتهم الفيلم بتخريب أخلاق الشباب وتشجيعهم على ممارسة الجنس عبر حِيّل قام بها بطل الفيلم وأصدقاؤه، لنتبادل الرد على اتهاماته للفيلم الذي كان يتعرض لحملة تحريض ضده بسبب اسمه وأغنيته وإعلانه الترويجي لدرجة أن نائباً في مجلس الشعب قدم استجواباً ضد وزير الثقافة يطالب بمحاسبته لأن الرقابة على المصنفات الفنية التابعة لوزارته أجازت فيلماً مثله يحض على الصياعة ويسخر في أغنيته من اللغة العربية ممثلة في أشعار امرؤ القيس وحافظ إبراهيم.
قابلني عمرو أديب ليلتها بجفاء لم أفهم سره في البدء، لكني تذكرت بعد قليل أنني كنت قد كتبت عنه عام 1998 في صحيفة (الجيل) مقالة أسخر فيها منه حين بدأ عمله كمذيع، معتبراً منحه هذه الفرصة التي لا يستحقها محسوبية وسعي لفرضه على المشاهد في نفس القناة
تطورت الأمور أكثر حين اتهم عمرو أديب فيلمنا بأنه يشجع الفتيات المحجبات على خلع الحجاب، مستدلاً بوجود لقطة يسقط الإيشارب فيها من على رأس ياسمين عبد العزيز، فينظر لها حنتيرة بطل الفيلم بانبهار، ليقاطعه علي رجب ويرد عليه بانفعال كاد أن يكون مصحوباً ببعض الأصوات السكندرية المنغّمة، ورغم أن أحمد حلمي توتر من منحى الحوار الذي كان يظنه احتفاءً بالفيلم كما اتفق معه معدو البرنامج، فقد حاول أن يكتم توتر أعصابه على الفيلم وما يمكن أن يتعرض له من حملات مقاطعة، فأخذ يؤكد أن الفيلم لا يدعو إلى خلع الحجاب، بدليل أن ياسمين ظلت ترتدي الحجاب حتى نهاية الفيلم، وأن ظهور ياسمين عبد العزيز بالحجاب مرتبط بطبيعة شخصيتها كفتاة تعمل بائعة في حي شعبي.
أما أنا وبحكم اندفاعي الذي ـ صدق أو لا تصدق ـ فقدت الآن كثيراً منه، فقد قاطعت رد حلمي الهادئ وقررت تحويل الموضوع إلى خناقة، لأقول لعمرو إنني لا أدري منذ متى ظهرت عليه أعراض الغيرة على الحجاب أصلاً
أما أنا وبحكم اندفاعي الذي ـ صدق أو لا تصدق ـ فقدت الآن كثيراً منه، فقد قاطعت رد حلمي الهادئ وقررت تحويل الموضوع إلى خناقة، لأقول لعمرو إنني لا أدري منذ متى ظهرت عليه أعراض الغيرة على الحجاب أصلاً، وأنه من العيب أن يتحدث بهذه السطحية والمغازلة لمشاعر الجمهور المتدين لتأليبه على الفيلم، خاصة أنه ابن السيناريست الكبير أستاذنا عبد الحي أديب الذي يمكن لأي مشاهد متطرف أن يتهمه بإفساد أخلاق الناس والتحريض على الرذيلة بأفلام يمكن أن ينطبق عليها نقد عمرو مثل استاكوزا ومذكرات مراهقة وديسكو ديسكو وما سبقها من أفلام السبعينات المهاجرة إلى بيروت واسطنبول، إلا إذا كان ينوي أن يتصل بوالده ليدعوه للاعتذار على الهواء عن دوره في نشر الرذيلة وإفساد الأخلاق.
بعد عودتنا على الهواء، كان المشهد مضحكاً جداً، لأن التوتر كان بادياً على وجوه الجميع.
تكهربت الأجواء أكثر، وقبل أن أستفيض في التلبيخ، قاطعتني نيرفانا إدريس معلنة استئناف النقاش بعد فاصل قصير نذهب بعده إلى فقرة المطبخ التي يقدمها الفنان حسين الإمام، وفور إعلان الفاصل، تواصلت الخناقة من طرفي وطرف علي، في حين تحلى عمرو أديب بالصمت ناظراً في أوراقه، ومكتفياً بابتسامة متوترة، ليدخل حسين الإمام الاستديو، ويبدو من طريقته المبالغة في الترحيب بنا بأنه أخذ قرارا بألا يستمر النقاش بهذا الشكل، حيث طلب من عمرو ونيرفانا أن يتركا له أن يدير دفة الحوار عندما نعود على الهواء، قائلاً كلاماً من نوعية "سيبوني أرحب بصحابي بقى"، معتذراً لأحمد حلمي على الأجواء الساخنة التي طمأنه أنها ستكون في مصلحة الفيلم، ومحاولاً تهدئتي بتذكيري بجلسات مسرحية ألابندا، ومهدئاً علي رجب باستدعاء ذكريات العمل في أفلام عمل فيها علي مساعداً لإيناس الدغيدي، كان من بينها فيلم (استاكوزا) الذي استهجن انتقادي له، قائلاً لي "اوعى تكون غنوة استاكوزا مش عاجباك.. خد بالك هنغنيها سوا على الهوا".
بعد عودتنا على الهواء، كان المشهد مضحكاً جداً، لأن التوتر كان بادياً على وجوه الجميع، إلا نيرفانا ذات الوجه الذي لا تتغير انفعالاته أبداً، ليبدأ حسين الإمام في الحديث عن النقاش الساخن حول الأفلام والذي يجب أن يدفع الجمهور لمشاهدة الأفلام والحكم عليها بنفسه، ولأنني لم أكن قد هدأت بعد، قمت بانتزاع الكلمة لأوضح أن الخلاف لم يكن حول رأي في جودة الفيلم أو رداءته، وإنما بإلصاق اتهامات أخلاقية باطلة بالفيلم، ليرد حسين بأنه لم يفهم أن عمرو يقول ذلك كأنه حصل في الفيلم لأنه لم يشاهده أصلاً، بل كان ينقل رأياً سمعه من أحد النقاد، سائلاً: مش كده يا عمرو؟ ليهز عمرو رأسه دون حماس، ويقوم حسين بتغيير الموضوع للحديث عن أغنية الفيلم التي اشتهرت بغنوة (يا علي) سائلاً عن كاتب كلماتها، فيقول له علي رجب إنها من كلمات شكري محجوب، وإنني اقترحت إدخال بيت "مكر مفر مقبل مدبر معا" في مقدمتها، وبيت "أنا البحر في أحشائه" في منتصفها.
فجأة تحول النقاش بقية وقت الحلقة إلى حديث عن أغاني الأفلام والشعر الحلمنتيشي، وبدأ تلقي اتصالات المشاهدين التي تعلق على الطبق الذي كان يطبخه حسين، والذي لم أعد أذكر ما هو، لكني لا زلت أذكر أنه كان خارقاً للعادة في جماله، ككل الأطباق التي ذقتها بعد ذلك في مشاركاتي في البرنامج كضيف عبر السنين، وما أذكره أكثر كيف أخذني حسين بعد انتهاء الحلقة أنا وعلي رجب على جنب بعد مغادرة أحمد حلمي، وأخذ يحدثنا بصدق ولطف عن خطورة الغضب وعدم التحكم في الانفعالات على من يريد أن يعمل في الفن.
مع أنني لم أنجح في ذلك بالكامل إلا أنني أهدي إليه القدر الكبير الذي حققته، مواصلاً تذكير نفسي بأهمية البعد عن النكد والانفعال، أما البهجة والرَوَقان فلا أظن أن أحداً يمكن أن يعثر عليهما بسهولة في أيامنا هذه، حتى لو كان حسين الإمام
قال لنا حسين الإمام ليلتها إنه تعلم أن من أهم مفاتيح البقاء الطويل في الوسط الفني الحفاظ الدائم على هدوءك وكتم انفعالاتك، وصولاً إلى مرحلة لا تأتي إلا بالخبرة والممارسة، وهي أن تقوم بتحويل أي موقف يغضبك إلى مثار للسخرية بينك وبين نفسك، ولا تعطي أي شخص فرصة أن يراك غاضبا أو منفعلا، لأنه سيدرك أن ذلك الانفعال نقطة ضعفك، ولو كان يكرهك سيستغلها بعد ذلك لمصلحته، وأن أكبر انتصار على من يرغب في جعلك تنفعل أن تقوم بتجاهله وتحرمه من رؤية غضبك منه، وهو كلام جميل أعترف أنني فشلت في تطبيقه لسنوات طويلة، وسبق أن كتبت قبل سنوات أنني حين أتمكن من تغيير طبيعتي التي تسعى للتعبير عن انفعالاتها في التو واللحظة، سأهدي نجاحي ذلك إلى روح حسين الإمام، ومع أنني لم أنجح في ذلك بالكامل إلا أنني أهدي إليه القدر الكبير الذي حققته، مواصلاً تذكير نفسي بأهمية البعد عن النكد والانفعال، أما البهجة والرَوَقان فلا أظن أن أحداً يمكن أن يعثر عليهما بسهولة في أيامنا هذه، حتى لو كان حسين الإمام.
...
نكمل الأسبوع القادم بإذن الله.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...