أثارت الممثلة المصرية معتزة صلاح عبد الصبور جدلاً واسعاً بعد أن قالت عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن رئيس البيت الفني للمسرح إسماعيل مختار رفض إنتاج مشروع "مأساة الحلاج" للمخرج المسرحي ناصر عبد المنعم من بطولة النجم توفيق عبدالحميد، لتعرض على خشبة المسرح القومي في الشتاء.
وبحسب المسؤولين فسبب الرفض هو إدراج مشروع آخر لأحد الشباب يخص نص صلاح عبد الصبور ذاته "مأساة الحلاج".
"لأني ابنة صلاح عبد الصبور المتربية... لا تعليق"
ومن صفحتها على فيسوك نشرت: "وزارة الثقافة المفترض هذا العام تحتفى بصلاح عبد الصبور رسمياً، ممثلة بوزارة الثقافة وده كان قرار سيادى من الدولة المصرية دون أى طلب من أسرة الشاعر". وأضافت: " لأني ابنة صلاح عبد الصبور المتربية ،لا تعليق منى".
يقول الناقد الفني طارق الشناوي لرصيف22 إن رئيس قطاع المسرح لم يقل إنه لن يقدم المسرحية ولكنْ هناك شخص آخر قد تحمس لها قبل المخرج ناصر عبدالمنعم، قائلاً: "لا يوجد في الفن أسبقية حجز ولكن الكفاءة هي الفاصل بالتأكيد. رئيس القطاع لديه أسباب جعلته متحمساً لمشروع المخرج الشاب بغض النظر عن أنه كان الأسبق".
رئيس البيت الفني للمسرح رفض إنتاج مشروع "مأساة الحلاج" للمخرج المسرحي ناصر عبد المنعم من بطولة النجم توفيق عبدالحميد، لتعرض على خشبة المسرح القومي في الشتاء
من ناحية أخرى فإن المخرج المسرحي أحمد فؤاد الدين يرى أن أعمال الشاعر صلاح عبد الصبور تحتاج لاعادة القراءة طول الوقت، وأعماله تستحق إعادة الإنتاج وأن ينفذ معالجة جديدة كل فترة لها، مؤكداً أن اختلاف فريق العمل سوف يضيف بدوره معالجة جديدة ويحسب كعمل جديد ويضيف في حديثه لرصيف22: "حتى لو كان فيه حد معالج نفس الموضوع، وحتي لو كانت المسرحيتين عن نفس شغل الشاعر العظيم فأكيد اختلاف فريق العمل يخلي كل حد منهم هيقدم معالجة جديدة".
اختلاف فريق العمل سوف يضيف بدوره معالجة جديدة ويحسب كعمل جديد
أما الفنان أحمد صادق فذكّر أن مسرح الطليعة كان قد قدّم الكثير من الأعمال المسرحية للشاعر صلاح عبد الصبور من بينها مسرحية "ليلى والمجنون" ومسرحية "مسافر ليل"، ويضيف: " أنا شاركت في التمثيل في مسرحية مأساة الحلاج على مسرح الطليعة في 2003".
ويطرح صادق تساؤلاً هاماً وهو: "لماذا لا يتم تقديم مشروع المخرج المسرحي ناصر عبد المنعم ومشروع الشاب الآخر؟ كما يرى أن فريقاً يجمع بين المخرج ناصر عبدالمنعم والفنان عبدالحميد توفيق، وعمل من إبداعات الشاعر صلاح عبد الصبور، سوف ينتج عنه عمل فني قوي ويكون له أثر كبير في الجمهور".
مبالغة أم أحقية بتمثيل إرث المبدع؟
"البيت الفني للمسرح مؤسسة عتيقة وليس عليه غبار ولا يمكن اتهامه بالتقصير في حق الشاعر صلاح عبد الصبور ما دام لديه مشروع آخر يجهزه". بهذه الكلمات افتتحت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي حديثها لرصيف22. وهي ترى أنه كان من الممكن إلقاء اللوم على رئيس البيت الفني إن لم يكن قد جهز في خطته مشروعاً، لكن ما دام هناك عمل قيد التجهيز فليس لدينا عتاب عليه، وتضيف: "هناك مبالغة في حديث معتزة".
بحسب المسؤولين سبب الرفض هو إدراج مشروع آخر لأحد الشباب يخص نص صلاح عبد الصبور ذاته "مأساة الحلاج"
المرارة لم تخل من منشور معتزة نفسه الذي قالت فيه: "اللي حابب للأسف يتفرج على مسرح صلاح عبد الصبور هيضطر يسافر إلى نيويورك، أو هولندا، أو إنجلترا أو أوروبا الشرقية او أمريكا الجنوبية او إسبانيا او بلغاريا، لانه بيحتفى به عالمياً وبيتقدم مسرحه بلغات العالم وبيتدرس شعره ومسرحه فى أكبر جامعات العالم مثل هارفارد وأكسفورد".
ويقول الناقد الفني أحمد سعد الدين: "صلاح عبد الصبور قيمة مصرية كبيرة في الشعر والأدب، وفي تقديري مأساة الحلاج أيقونة فنية، ولا أفهم أسباب رفض مشروع المخرج ناصر عبد المنعم".
ما المانع في إنتاج أكثر من عمل؟
ويرى سعد الدين أن مسرحيات الشاعر صلاح عبد الصبور يمكن تقديمها في أكثر من عمل، وأن الأمر يحتاج إعطاء الفرصة لمشروع المخرج ناصر عبد المنعم، فهو رجل من رجال المسرح وله باع طويل في الإخراج المسرحي، والأقدر على تقديم عمل فني متكامل، وكذلك الفنان توفيق عبد الحميد، الذي هو نجم من نجوم المسرح على حد تقديره، ويضيف: "رئيس البيت الفني للمسرح تسرع في رده ويجب أن يعيد النظر فيما قاله".
ابنة الشاعر: اللي حابب للأسف يتفرج على مسرح صلاح عبد الصبور هيضطر يسافر إلى نيويورك، أو هولندا، أو إنجلترا أو أوروبا الشرقية
صلاح عبد الصبور، الذي كتب للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، قصيدة لقاء حينما ذهب إلى مبنى الإذاعة المصرية لاختبار صوته، كان أحد أعلام الشعر العربي، وشغل العديد من المناصب الهامة، أبرزها منصب رئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة للكتاب، فكيف يعلق قراؤه على كتاباته وهل تتوافق هذه الأعمال مع ثقافة الجيل الحالي؟
تقول نيللي تادرس إن مأساة الحلاج لم تعد صالحة للعرض المسرحي الآن، إلا إذا تتم تعديل النص نفسه بعد سماح ورثته بذلك.
أما أحمد مختار، وهو محاسب مالي، فيرى أن رفض البيت الفني للمسرح يجري في درب مصالح شخصية يستفيد منها آخرون ويضيف: " بيختاروا ناس معينة واعمال معينة بناءا على مصالح شخصية لا أكثر ولا أقل".
احتفت مصر العام الماضي بالشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، بمناسبة مرور 40 عاماً على رحيله، تحت عنوان : "فارس الكلمة" وقد شكلت الدكتورة وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم لجنة لوضع خطة الاحتفاء، بشاعر المسرح، برعاية المجلس الأعلى للثقافة، وقد ضمت الخطة العديد من الفعاليات الثقافية مثل مسابقة صلاح عبد الصبور للمسرح الشعري، ومؤتمر فارس الكلمة، وندوة تثقيفية تناولت تأثير صلاح عبد الصبور على الشعر الحر، إضافة إلى تنظيم البيت الفني للمسرح احتفالية خاصة بعنوان "شاعر المسرح" وتقديم مسرح الهناجر مجموعة من أعماله المسرحية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه