شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
مطار رامون الإسرائيلي... طعنة فلسطينية في ظهر الأردن أم فخّ نصبه الاحتلال؟

مطار رامون الإسرائيلي... طعنة فلسطينية في ظهر الأردن أم فخّ نصبه الاحتلال؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 24 أغسطس 202205:40 م

تتسارع وتيرة الغضب الأردنية تجاه السلطة الفلسطينية تارة، والسلطات الإسرائيلية تارة أخرى، بعد تسفير أول مجموعة من الفلسطينيين، من الضفة الغربية، عبر مطار رامون الإسرائيلي، يوم الإثنين الماضي.

رحلة السفر التي انطلقت من فلسطين المحتلة إلى قبرص "جاءت عبر مبادرة خاصة بالتنسيق مع السلطات الفلسطينية والإسرائيلية المعنية"، وفق تصريحات إسرائيلية لوكالة رويترز، وستلحقها رحلات أخرى في الأشهر المقبلة.

قصة مطار رامون

مطار رامون افتتحته السلطات الإسرائيلية، قبل نحو أربعة أشهر، جنوب فلسطين المحتلة، بمحاذاة مطار الملك حسين في مدينة العقبة الأردنية، غير أنه أثار احتجاجات متكررة من قبل عمّان، لمنظمة الطيران الدولية، بسبب تأثيره على ترددات المطار الأردني، واحتمال تسببه في ما اعتبره الأردن "كوارث جوية" بفعل قرب المسافة بين المطارين.
"هذه الخطوة، تأتي في ظل الاندفاعة الرسمية العربية لمزيد من التطبيع مع الاحتلال، وآخرها مشروع (بوابة الأردن) في ظل استمرار العدوان على المقدسات وشطب الدور الأردني بالوصاية عليه"

مصادر أردنية كشفت لرصيف22 عن دخول الطيران الإسرائيلي أكثر من مرة إلى الأجواء الأردنية، دون إعلام مسبق للجهات الرسمية في المملكة، مما أثار استياء رسمياً وصل لتقديم مذكرة احتجاج للجانب الإسرائيلي.
ورغم المذكرة، تكررت القصة من جديد خلال الفترة الماضية، فيما لم تجب الخارجية الأردنية على أسئلة رصيف22 حول الخطوات القادمة لمواجهة التجاوزات الإسرائيلية، وخرق الحدود الجوية للطيران المتجه إلى مطار رامون.

غضب أردني يتصاعد

الرحلة (فلسطين - قبرص) فاجأت الأردن، وجاءت "كطعنة بالظهر"، بحسب تصريحات وزير الإعلام الأردني السابق، سميح المعايطة، عبر حسابه الرسمي على تويتر إذ قال: "أمس وصلت أول رحلة من مطار رامون الاسرائيلي إلى قبرص، تحمل فلسطينيين من أبناء الضفة الغربية؟ وستتوالى الرحلات إلى دول أخرى على حساب مطار الملكة علياء والمرور بالأردن".

وأضاف: "[هذه] خطوة إسرائيلية لخدمة مصالحها بالتوافق مع سلطة رام الله التي قدمت خدمة لاسرائيل على حساب الأردن، الذي تريده في الأزمات".


بعد التغريدة صرح المعايطة عبر لقاء تلفزيوني، بأن "السلطة التي سيطرت على المقاومة في الضفة، ومنعت[ها] من إطلاق رصاصة واحدة، كان بإمكانها منع سفر الفلسطينيين عبر رامون".
ليس وحده المعايطة شنّ هجمة على السلطة، بل لحقه الكاتب ماهر أبو طير (المقرب من مطبخ صنع القرار في الأردن)، الذي كتب في مقال بجريدة الغد: "إن موقف السلطة في رام الله كان متواطئاً مع الاحتلال مهما قالوا عكس ذلك، ولغة المسؤولين في رام الله كانت ناعمة تارة، ومائعة في مرات ثانية، حيث لم يمنعوا الفلسطينيين بشكل محدد وواضح من اللجوء إلى مطار رامون، وبثوا نصائح وتمنيات، بدلاً من التنبه لكلفة هذا السلوك على العلاقة مع الأردن".
من جهته، انتقد عضو مجلس النواب الأردني، خليل عطية، السلطة الفلسطينية مؤكداً أنها إلى اللحظة لم تصدر أي بيان صحافي بشأن مطار رامون، ما يدل على وجود "شيء ما". لافتاً في لقاء تلفزيوني إلى أن إغلاق المعابر في الآونة الأخيرة يأتي لإجبار المسافر الفلسطيني على الذهاب نحو رامون، لافتاً إلى وجود مؤامرة تستهدف الأردن.

تشير المعطيات الأولية إلى أن خطوة الاحتلال غير المسبوقة كانت بمثابة "فخّ" للإيقاع بين عمّان ورأم الله، خاصة أن الرحلة لم يكن معلناً عنها مسبقاً، كما تلفت مصادر فلسطينية إلى أن السلطة فوجئت أيضًا بالرحلة كما شقيقتها الأردنية

لماذا الغضب؟

يعتقد الأردن، وفق تقديرات شبه رسمية، أنه يتعرض لفخ من قبل السلطات الإسرائيلية، بعد إغلاق المعابر الحدودية، وتحديدًا جسر الملك حسين، عدة مرات خلال الأشهر الماضية، فيما تنظر عمّان لخطوة فتح مطار رامون وتسفير الفلسطينيين منه كـ"معضلة كبرى" بحاجة لتحرك رسمي على الصعيد المحلي والفلسطيني.

تتمثل خطورة سفر الفلسطينيين من مطار رامون في إضعاف إيرادات الطيران المحلي الأردني، وضرب الاقتصاد الوطني، لأن الخسارة الاقتصادية على قطاع الطيران التي ستتكبدها عمّان ثقيلة، إذ هناك نحو  950 ألف فلسطينياً عبروا إلى الاردن خلال الصيف الجاري، معظهم قدموا عبر جسر الملك حسين بغرض السفر، بحسب تقديرات رسمية أردنية.

اتهامات بالتطبيع تلاحق الفلسطينيين

السؤال الآن هو لماذا وافق الفلسطينيون على السفر من مطار رامون بدلاً من الذهاب للأردن عبر جسر الملك حسين، والسفر عبر مطار الملكة علياء الأردني خاصة أن السفر من مطار إسرائيلي يعتبر "تطبيعاً" مع الاحتلال؟
الإجابة قد تأتي من زوار جسر الملك حسين، فقد شهد الجسر اكتظاظاً كبيراً وإغلاقات متعددة في الفترة الماضية، كما روى بعض الفلسطينيين "المعاناة" التي قالوا إنهم واجهوها خلال تلك الرحلة، إضافة لسوء الإدارة والإهانة التي يتعرض لها الفلسطينيون على الجسر، مما دفعهم للسفر عبر رامون، "فشو جابرك على المرّ غير الأمر منه؟"، يقول مواطن فلسطيني.
ومع انطلاق الرحلة من النقب الفلسطيني المحتل حيث مطار رامون، إلى وجهتها، لاحقت اتهامات "التطبيع مع إسرائيل" الذين شاركوا أو سيشاركون في الرحلات القادمة على خطوط منطلقة من مطار رامون. وأصدر "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن" في الأردن، بياناً، دعا فيه الفلسطينيين إلى الامتناع عن استخدام المطار، بحجة أن الخطوة "في غاية الخطورة على الفلسطينيين والأردنيين".

الملتقى أضاف في بيانه، الذي وصلت رصيف22 نسخة منه، أنه "سيكون لها انعكاس مباشر على الأشقاء الفلسطينيين بفرض التطبيع عليهم من خلال استخدام هذا المطار للتنقل والسفر، وتوجيه ضربة قاسية لنا في الأردن، وتشكل مساساً بسيادتنا الوطنية وعلاقتنا بالأشقاء الفلسطينيين، والتواصل معهم من خلال حركة التنقل والسفر بين المناطق المحتلة والأردن".

وشدد على أن "هذه الخطوة، تأتي في ظل الاندفاعة الرسمية العربية لمزيد من التطبيع مع الاحتلال، وآخرها مشروع (بوابة الأردن) في ظل استمرار العدوان على المقدسات وشطب الدور الأردني بالوصاية عليه".

وتصدر وسما #مطار_رامون و #التطبيع_الفلسطيني_خيانه منصات التواصل الاجتماعي في الأردن وفلسطين، إذ اعتبر المغردون أن الخطوة الفلسطينية تطبيع مع الكيان الذي يحتل أرضهم، وشارك المئات من النشطاء التعليقات المنتقدة للخطوة الإسرائيلية المفاجئة.




"فخ إسرائيلي"

تشير المعطيات الأولية إلى أن خطوة الاحتلال غير المسبوقة كانت بمثابة "فخّ" للإيقاع بين عمّان ورأم الله، خاصة أن الرحلة لم يكن معلناً عنها مسبقاً، كما تلفت مصادر فلسطينية إلى أن السلطة فوجئت أيضًا بالرحلة كما شقيقتها الأردنية، إلا أن المفاجأة لم تسمح للطرفين، الأردني والفلسطيني، بالتنسيق لمواجهة الفخ الإسرائيلي.
ويرى مسؤولون فلسطينيون وأردنيون أن الخطوة القادمة يجب أن تبدأ من لحظة منع أبناء الضفة الغربية وغزة من استخدام المطار والاعتماد على المطار الأردني، عبر المرور جسر الملك حسين، ضمن تحسينات على الخدمة المقدمة للمسافرين. من دون ذلك فإننا سنظل فريسة للتلاعب الاسرائيلي، والوقوع في فخ المصالح واتهامات التطبيع.


إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard