بعد ما يناهز العام على انتهاء محكوميته، أُفرج عن الشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني أشرف فياض، من أحد سجون السعودية حيث قضى حكماً بالحبس ثماني سنوات، علاوة على 800 جلدة.
ولد أشرف عبد الستار فياض (42 عاماً) لعائلة فلسطينية تستقر في السعودية لنحو ستة عقود. وصدرت مجموعته الشعرية الأولى "التعليمات... بالداخل" عن دار الفارابي في بيروت عام 2007. وفي آذار/ مارس 2013، نظم مع مجموعة من الفنانين والمصورين والرسامين معرضاً باسم "عمود نور" في مدينة جدة.
مساء الاثنين 22 آب/ أغسطس الجاري، كتب مراد السوداني، الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، عبر حسابه في فيسبوك: "قبل قليل، أشرف فياض حرّاً"، موضحاً أن مصدر الخبر هو سفير فلسطين لدى المملكة، باسم الآغا.
ولفت السوداني إلى أن الشاعر الفلسطيني سوف "يعود لعمله وإقامته في السعودية"، من دون أن يوضح ما إذا كان هناك قرار منع من السفر صدر بحقه على غرار ما يحدث مع سجناء الرأي المفرج عنهم في البلاد في الآونة الأخيرة. وكرر في ختام منشوره: "سيعود الأخ أشرف لممارسة حياته الطبيعية عملاً وفعلاً ثقافياً بما يليق بالدور والفعالية".
اتُهم بـ"الترويج للإلحاد والتشكيك في الذات الإلهية" في شعره… #السعودية تفرج عن الشاعر الفلسطيني #أشرف_فياض بعد تسع سنوات سجناً و800 جلدة. أنهى فياض محكوميته قبل عام وماطلت السلطات السعودية في إطلاق سراحه
وشاركت رائدة فياض، شقيقة أشرف، المنشور وعلقت عليه: "اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وعلا مكانك". وخلال الأسابيع الماضية، وجّهت رائدة مناشدات متكررة لإطلاق سراح شقيقها المسجون "بدون أي ذنب أو جريمة"، مستنكرةً عدم وجود "أي بوادر تلوح في الأفق للإفراج عنه". وقالت في مداخلة هاتفية مع الصحافي طارق حمدان، عبر برنامجه "الآن غداً" في إذاعة "مونت كارلو الدولية" إنهم أُبلغوا بأن قرار إطلاق سراح شقيقها مرهون بموافقة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد. وخلال منشوره، وجّه السوداني الشكر للحاكمين السعوديين وللرئيس الفلسطيني محمود عباس مشيراً إلى ضلوعهما في الإفراج عنه.
ما قصة احتجازه؟
اعتُقل فياض للمرة الأولى في آب/ أغسطس 2013، إثر ما تصفه عائلته وتقارير حقوقية بأنه "شكوى كيدية" من مواطن سعودي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدينية المتشددة ذات النفوذ الهائل آنذاك. تضمنت الشكوى اتهاماً صريحاً لفياض بأنه "يروج للإلحاد ويحمل أفكاراً ضالة مضللة". وقد أُفرج عنه في اليوم التالي لعدم وجود أدلة على اتهامه.
ومطلع كانون الثاني/ يناير 2014، أُعيد اعتقال الشاعر الفلسطيني من قبل الهيئة حيث زُجّ به في أحد سجون أبها (جنوب غربي المملكة) بتهمة "نشر الإلحاد والتشكيك في الذات الإلهية" من خلال مجموعته الشعرية "التعليمات.. بالداخل" (صدرت قبل ست سنوات من اعتقاله تقريباً) والدعوة له بين أوساط الشباب في أماكن عامة.
"يعود لعمله وإقامته في #السعودية"... يكتنف الغموض أنباء إطلاق سراح الشاعر الفلسطيني #أشرف_فياض، لا سيّما من حيث الإشارة إلى بقائه في المملكة دون توضيح ما إذا كان هناك قرار بمنعه من السفر
واجه فياض أيضاً اتهاماً بمخالفة المادة 6 من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية لالتقاطه صوراً لنساءٍ وتخزينها على هاتفه الجوال. وفرضت "الأمر بالمعروف" حظراً على زيارته.
وخلال محاكمته، التي امتدت لست جلسات، أنكر فياض التهم الموجّهة إليه مستعيناً بثلاثة شهود دحضوا شهادة الشاكي. كما أوضح أن ديوانه "التعليمات بالداخل" المتداول آنذاك لا يعدو كونه مجموعة من قصائد الحب التي لا يُقصد منها أي إهانة للدين. علاوة على ذلك، أعلن "توبته" ورجوعه عن أي شيء في الديوان قد تراه هيئة الأمر بالمعروف مسيئاً للدين.
مع ذلك، دانته محكمة أبها العامة، في 26 أيار/مايو 2014، وقضت بسجنه أربع سنوات وجلده 800 جلدة، رافضةً طلب الادعاء العام القضاء بإعدامه بتهمة "الردّة" استناداً إلى شهادة بوجود "عداوة" بين فياض والمشتكي عليه، وبسبب "توبة" فياض.
لكن الحكم لم يوافق هوى محكمة الاستئناف التي أعادت القضية إلى المحكمة العامة مع توصية بأن يتم الحكم عليه بالإعدام بتهمة الردة، وهو الحكم الذي صدر في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.
تتفق التقارير الحقوقية على أن محاكمة فياض "افتقرت إلى أدنى المعايير الدولية للمحاكمة العادلة والإجراءات القانونية". وقد توفي والده بجلطة دماغية عقب الحكم بإعدامه، وقضت والدته قبل نحو عام
وفي 2 شباط/ فبراير 2016، خففت المحكمة العامة في أبها الحكم الصادر في حق فياض إلى السجن ثماني سنوات و800 جلدة.
وتتفق التقارير الحقوقية على أن محاكمة فياض "افتقرت إلى أدنى المعايير الدولية للمحاكمة العادلة والإجراءات القانونية، سيّما حرمانه من الاتصال بمحام طوال محاكمته أمام المحكمة العامة في أبها".
وصنّفته منظمة العفو الدولية سجين رأي لكونه أودع السجن لسبب وحيد هو "ممارسته السلمية حقه الإنساني في حرية لتعبير". حتى عقب انتهاء محكوميته، وجلده 800 جلدة، ماطلت السعودية لمدة عام قبل الإفراج عنه.
يُشار إلى أن فياض لم يتوقف عن كتابة الشعر في سجنه إذ أنهى ديوانه "سيرة مرضية" عام 2019 عن "دار الديار" للنشر والتوزيع بتونس. علماً أنه فقد والده الذي توفي إثر جلطة دماغية عقب صدور الحكم بإعدامه، وتوفيت والدته قبل نحو عام وهو لا يزال في السجن.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه