"تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى"
الجملتان السابقتان يُطلق عليهما اسم "آيتي الغرانيق"، وهما جزء من رواية في كتب السيرة النبويّة، ضعيفة برأي معظم علماء الحديث، يمكن القول إن نطقهما كان حركة سياسية قام بها النبي محمد لاستمالة كفّار قريش. الجملتان السابقتان اللتان أشار لهما الكاتب سلمان رشدي، بعد ألف وأربعمئة عام، في روايته "آيات شيطانيّة"، جملتان لم تتسببا باختلاف المسلمين ولا اقتتال الفرق الإسلامية، بل طعن كاتب، في يده، وبطنه، وعينه، من قبل شخص لن نذكر اسمه، شخص قرر فجأة أن ينتصر لواحدة من نسخ دين محمد.
المجرم لم يقرأ سوى صفحتين من الرواية. والدته غسلت يديها منه. لا أحد في طهران أو في حزب الله تبنى عمليته. المجرم نفسه ادّعى البراءة أمام القضاء، إذن على من اللوم؟ القارئ الأحمق؟ اللاقارئ الأحمق؟ هل نقاشات التشدد السني والشيعي ستفيدنا في النهاية، أم أن الخوف سيزداد أمام مس مشاعر أحد أو مقدساته؟
بوجه كل الموتورين المفرطين في حساسيتهم، نقولها ببساطة، المؤلف لا يموت طعنًا، ولا خنقاً، ولا يفنى، وإن كان ثمن حرية المخيلة والكلمة فقدان عين وكبد، فليكن، جسد الكاتب أي كاتب، فداء لها، وما يمكن أن نقوم به، نحن المدافعون عن هذه الحرية، هو القراءة ونشر كتب رشدي وفودة ومحفوظ حيث استطعنا.
ناسا تحاول استعادة مجدها عبر نشر معلومات عسكريّة
لم تعد وكالة الفضاء الأمريكية تمتلك ذات الهالة التي أحاطت بها سابقاً، لا بسبب نظريات المؤامرة التي تحيط بها، بل لسبب بسيط: أصبحت الرحلات إلى الفضاء سهلة، لا حاجة لرواد فضاء، وتدريب لسنوات، ورتب عسكرية، يكفي بعض المال كي نحجز رحلة إلى آخر آفاق الغلاف الجوي، لنلتقط صورة سيلفي تبهر الأصدقاء وتكيد الأعداء.
ناسا التي لم تعد هوليوود قادرة على الترويج لها، قرّرت اتباع استراتيجية جديدة لاستعادة ماء وجهها، إذ أشارت تقارير أن ناسا، "بالخطأ" وعبر برنامج تتبع الحرائق الخاص بها، ذاك الذي يُوظف الأقمار الصناعية، أتاحت للعامة، أي لأي أحد، متابعة القصف الأوكراني على مستودعات الذخيرة الروسيّة، ما جعل المنصة تتحوّل إلى وسيلة للناشطين والخبراء العسكرين والفضوليين والعدميين، لتتبع الحرب مباشرة ومعرفة مدى القصف الأوكراني.
لا نعلم كيف سترد روسيا على هذا "الخطأ"، لكن ناسا الآن، أصبحت مصدراً للمعلومات التي لا يمكن تجاهلها، ونأمل ألا تقوم روسيا بضرب الأقمار الصناعية، لا لشيء، كيلا نخسر الإنترنيت و الـGPS في هواتفنا النقالة، فأن يضيع أحدنا على مفترق طرق، أشد إشكالية من متابعة الحرب وراء الشاشة، وعد نقاط الحرائق في روسيا وأوكرانيا.
ناسا تحولت إلى مصدر للمعلومات العسكرية، إذ بـ"الخطأ" تنشر للعلن مواقع تبادل القصف بين روسيا وأوكرانيا، محولة الحرب إلى لعبة Risk، نتتبعها عبرها الموت من وراء الشاشة...عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد
السوريون في تركيا: وقود العنصرية، ورقة انتخابيّة، ومادة دسمة لفيديوهات التيك-توك
لا يمكن تجاهل العنصرية التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في تركيا، صحيح البعض منهم حصل على الجنسية التركية، لكن الكثيرين يعيشون خوف الترحيل والضرب العشوائي، والانتهاء كفيديوهات تبثّ على تيك توك. ومؤخراً حسم "سلطان السنّة"، وريث الخلافة، رجب طيب أردوغان، الجدل، مشيراً إلى ضرورة الحوار مع النظام السوري، ومؤكداً أن الإرهاب في سوريا سببه الولايات المتحدة وقوات التحالف.
إذاً المشكلة ليست في إيران وميليشياتها، ولا في نظام الأسد الدموي، ولا في رعاة التشدد الإسلامي، بل في طائرات التحالف، وبمجرد تلاشيها، يمكن تسهيل عودة اللاجئين إلى منازلهم المدمرة! لا نعلم إن كانت هذه لعبة انتخابية لإرضاء العنصريين في تركيا، لكن إن كان هذا هو السيناريو القائم، فلا نعلم ما سيحدث في تركيا إن وجد اللاجئون أنفسهم أمام خيار العودة إلى سوريا، خصوصاً أن الموت والحياة شديدا التشابه في هذه الحالة.
ثغرة لخلق الطمأنينة أثناء تبادل الـNudes
أصبحت ميزة الـScreen shot في الهواتف النقالة شأناً لا يمكن إنكار أهميته، هي دليل قانوني، وسيلة لإثبات الحقيقة وأسلوب للابتزاز. هي ميزة لاستعادة الكلام المكتوب خارج سياقه، وأحياناً تزويره، والأهم، وسيلة لزرع الرعب أثناء تبادل الـNudes، الممارسة الحميمة التي لا يمكن الفكاك منها، والمحكومة بالمخاطرة والثقة المتبادلة. لكن في قراءة شبقية – وظيفية قدمها أحد محرري المقتطف الجديد، وصلنا إلى نتيجة أن واتس آب لن يمنع السكرين شوت بشكل كامل كما يشاع، لكنه سيمنع التقاط صور للرسائل/ الصور المتلاشية، تلك التي مكن مشاهدتها لمرة واحدة، ما يعني مساحة أمان يمكن عبرها تبادل الصورة العاريّة بطمأنينة جزئية، بالتالي، في حال اشتد الشبق بعاشقين، لتكن الصور العارية آنية فقط، لا مجال للاحتفاظ بها، كالممارسة الجنسية نفسها، لا يمكن استعادتها في المستقبل.
القاعدة بسيطة إذن: تبادلوا الـNudes عبر ميزة view once message، لضمان اللذة والوقاية من احتمالات الابتزاز.
أسماء من، تلك التي يريدها ماسك بدقة؟
لم نعد نعلم بدقة ما الذي حل بصفقة تويتر، ورغبة ماسك بشراء منصة التواصل الاجتماعي، إذ وصل الأمر إلى المحكمة، بحجة أن ماسك تراجع عن الشراء، كون الشركة لم تقدم له ضمانات حول الحسابات الوهمية وأسماء أصحابها، الحجة المنطقية مبدئياً لكن التمعن بها يكشف أن إغلاق الحسابات الوهمية قد يهدد تويتر نفسه، ورغبة البعض بالحفاظ على سرية هوياتهم الحقيقة، لذا حرصاً منا على إتمام الصفقة هنا قائمة بسيطة بالشخصيات الحقيقية لبعض الحسابات الوهميّة:
1- زهرة البيلسان: رجل بعمل الـ45 عاماً، لديه شابان مهاجران في أوروبا، يعمل في وزارة التموين، يخفي اسمه خوفاً من ملاحقة المراجعين له، ويستخدم حسابه لنشر صور الصباح والزهور والحديث مع ولديه.
2- ملحد ولكن: مواطن عربي اكتشف خدعة الأديان، لكنه يحافظ على الأخلاق العامة، ينشر على حسابه مقاطع فيديو لفتح أعين الناس حول حقيقة الماسونيّة.
3- لا فتى إلا عليّ: صاحب دكان يؤمن بالمهدي المنتظر، ينشر أدعية بشكل دائم، أحياناً تستخدم زوجته حسابه لشتم عارضات الأزياء ومذيعات الأخبار.
4- إلا رسول الله: مواطنة عربية مسلمة، تؤمن بالحب والزواج، ولا مانع لديها من مراسلات حميميّة، تستخدم حسابها لشتم سلمان رشدي وشارلي إيبدو والدنمارك.
5- الخاص مغلق: شاعرة بعمر الـ19، تنشر خواطر شعرية وتشارك بعض المقالات، لا ترغب بالحديث مع أحد لأن العرصات منتشرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
6- كلام محن: رجل أعزب بعمر الـ33، يعمل نهاراً وفي الليل يتابع الأفلام الإباحية من صيغة 3gp، يبحث عن عشيقة رقمية أو عشيق لتبادل رسائل حميمية تغنيه عن الاستمناء ليلاً.
طورت الصين روبوتاً باسم "سايبر ون" يمتلك القدرة على فهم المشاعر البشرية، لكن لابد من اختبار قدرته على قراءة مشاعر أمام رجل أمن يطرح عليه سؤال (1+1) يساوي كم؟... عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد
صلاة استسقاء في ألمانيا!
الواضح أن المولى جلّ جلاله أراد ابتلاء الكفار الـكويريين الألمان، فجفّت أنهارهم، وانخفضت مناسيب المياه في خزاناتهم، لكن المسلمين أشد كرماً من الألمان، إذ دعت لجنة الفتوى في ألمانيا، الهيئة المستقلة، إلى إقامة صلاة الاستسقاء، علّ الله يفتح أبواب السماء، ويصب الأمطار. لكن الملفت أن لجنة الفتوى هذه خجولة، لا تتدخل في السياسية، وهذا شأن مفهوم، لكن ما جذب نظرنا في صفحة اللجنة على فيسبوك هو التعليقات التي تتراوح بين الأدعية وشتم المجتمع الكافر الفاسد، وهنا المفاجأة، هناك البعض، لا نعلم بما نصفهم، يرون في "الآخر" الأوروبي عدواً، يستحق الجفاف وربما الموت، وهذا بالضبط ما لا نعرف كيف نتعامل معه، هل نشتمهم؟ نخاطبهم بالحسنى؟ نعمل على نشر الوعي؟ هنا في المقتطف لا نمتلك هذه المقدرات، لكن ما نستطيع قوله، هو أن الماء بيد السماء، ومن تشمت به يوماً، قد يشمت بك في يوم آخر، فاحذر يا من تحرص على دين محمد.
هل ينجو الروبوت من رجال الأمن ؟
يبدو أن الرجل الآلي "أوبتيموس" الذي يروج له أيلون ماسك، وجد لنفسه منافساً صينياً، إذ تم الكشف مؤخراً عن روبوت "سايبر ون" ذي شكل الإنسان، والقادر، حسب الشركة المصنّعة، على رصد مشاعر البشر والتفاعل معها، نرحب في المقتطف بهكذا اختراعات قد تنقذ البشريّة، لكننا دوماً، وتبنياً للمنهج العلمي، نشك بقدرة هذه الروبوتات على قراءة مشاعر "كل البشر". هناك مواقف، يعجز البشري نفسه عن التعامل معها، فكيف يمكن للروبوت تجاوزها، نقترح هنا اختبارات لرصد قدرة الروبوتات على التفاعل مع بعض النماذج من الناس، مثلاً:
1- يقف الروبوت في فرع التحقيق أمام ضابط الأمن الذي يسأله "1+1" يساوي كم؟
2- يجلس الروبوت في مكان عام مع أصدقاء، يطلق أحدهم نكتة عن السيسي، فهل يضحك الروبوت أم يسكت؟
3- يكتشف الروبوت أن أحد أجزائه معطوبة، وبحاجة لتغيير، فيضطر إلى الذهاب للسوق السوداء، في مكان ناء، فيستغله البائع ويطلب منه ثمناً خيالياً أو يمارس معه الجنس عوضاً عن ذلك، ما هو موقف الروبوت؟
يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...