شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
خلال زيارتهم قبور ذويهم... مسؤولون إسرائيليون يعترفون بقتل خمسة أطفال غزّيين بالفالوجة

خلال زيارتهم قبور ذويهم... مسؤولون إسرائيليون يعترفون بقتل خمسة أطفال غزّيين بالفالوجة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحريات العامة

الثلاثاء 16 أغسطس 202203:21 م

في آخر أيام العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزّة المحاصر، تحديداً في 7 آب/ أغسطس الجاري، قُتل خمسة أطفال فلسطينيين، أربعة منهم من عائلة واحدة، قرب مقبرة الفالوجة (شمال القطاع) في ضربة جويّة. 

لام الفلسطينيون إسرائيل على مقتل الأطفال، بينما سارع قادة أمنيون إسرائيليون إلى إلقاء اللوم في مقتلهم على "إطلاق فاشل لأحد صواريخ حركة الجهاد الإسلامي" الفلسطينية.

في 16 آب/ أغسطس، أكد مسؤولو دفاع إسرائيليون لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن إسرائيل مسؤولة عن مقتل الأطفال الخمسة، لافتين إلى أن تحقيقاً للجيش الإسرائيلي في الحادث خلص إلى أن "الأطفال قُتلوا جراء غارة جوية إسرائيلية".

أطفال غزة و"الاكتئاب والحزن والخوف"

الأطفال الضحايا هم: جميل إيهاب نجم (13 عاماً)، جميل نجم الدين نجم (أربعة أعوام)، حامد حيدر نجم (16 عاماً)، محمد صلاح نجم (17 عاماً)، ونظمي فايز أبو كرش (14 عاماً)، وقد قُتِلوا خلال زيارتهم مقابر بعض ذويهم ورفاقهم الذين قضوا أيضاً في العدوان الإسرائيلي.

بعد الادّعاء بأنهم قُتلوا جراء "إطلاق فاشل لأحد صواريخ حركة الجهاد الإسلامي"... مسؤولو دفاع إسرائيليون يقرّون: "الأطفال قُتلوا جراء غارة جوية إسرائيلية"، وتحقيق داخلي يثبت للجيش الإسرائيلي ذلك

وكان الأطفال الخمسة جزءاً من برنامج لدعم ضحايا الصدمات المرتبطة بالحرب في غزة، وفق المجلس النرويجي للاجئين (NRC)، وهو منظمة إنسانية غير حكومية نرويجية تُعنى بمساعدة الناس والدفاع عن حقوق الإنسان في الدول التي تستضيف اللاجئين.

وكان تقرير لمنظمة "Save The Children" الإنسانية الدولية، نُشر منتصف حزيران/ يونيو 2022، قد خلص إلى أن "15 عاماً من العيش تحت الحصار في غزّة تركت أربعة من كل خمسة أطفال في القطاع يعانون حالة من الاكتئاب والحزن والخوف".

أظهر التقرير تراجعاً كبيراً في الصحة العقلية للأطفال والشباب ومقدمي الرعاية الصحية مقارنةً بما كشفه تقرير مماثل عام 2018. وأبرز، علاوة على أثر الحصار البري والجوي والبحري الذي يحد من فرص الحياة الملائمة للأطفال، التبعات القوية على الأطفال جراء الضربات الجوية والحروب والاعتداءات العنيفة على القطاع.

وناشدت المنظمة المعنية بالأطفال السلطات الإسرائيلية "الآن أكثر من أي وقت مضى" رفع الحصار عن قطاع غزة، كما حثّت السلطات الفلسطينية والمجتمع الدولي والجهات المانحة على "التعزيز السريع لخدمات حماية الطفل ودعم الصحة العقلية للأطفال المتضررين" من الحصار.

يأتي الاعتراف الإسرائيلي بعد يوم من مقتل الشاب محمد شحام برصاصة إسرائيلية في الرأس، وزعم الشرطة الإسرائيلية أنه حاول طعن أحد جنودها خلال تفتيش منزله، بينما يُصرّ والده على أنه "أُعدم من مسافة صفر"

تعتيم إسرائيلي

بالعودة إلى حادثة مقتل الأطفال الخمسة قرب مقبرة الفالوجة، لفتت "هآرتس" إلى أن كبار ضباط الجيش الإسرائيلي قرروا عدم الحديث علناً عن هوية المسؤول عن الحادث، عدا بعض التصريحات غير الرسمية.

من جهتها، زعمت وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه خلال العدوان الأخير على غزة "كان الجيش يعمل للدفاع عن أمن إسرائيل" و"هاجم أهدافاً عسكرية للجهاد الإسلامي في قطاع غزة" و"بذل كل جهد معقول لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين والممتلكات المدنية قدر الإمكان خلال عملياته".

ولفت بيان الوحدة إلى أن الجيش يحقق في جميع أعماله خلال العملية وأن التحقيق في حادثة المقبرة لا يزال جارياً.

أسفر العدوان الإسرائيلي عن 49 شهيداً (بينهم 17 طفلاً وثلاث سيدات ومسن) وأكثر من 360 جريحاً (غالبيتهم أطفال). وأقرت تقارير إسرائيلية بأن ما لا يقل عن 36 من ضحايا العدوان هم "مدنيون غير متورطين في أي أعمال عنف ضد إسرائيل". علماً أن هذه التقارير تُصر على أن 14 من الضحايا المدنيين راحوا ضحية إطلاق فاشل لصواريخ كانت تُطلقها "الجهاد" على أهداف إسرائيلية.

ويأتي الإعلان عن مسؤولية إسرائيل عن مقتل الأطفال الخمسة بعد يوم من مقتل الشاب محمد إبراهيم الشحام (21 عاماً)، برصاص قوات إسرائيلية، في منزله الكائن ببلدة كفر عقب (شمال القدس المحتلة).

اتهم والد محمد، إبراهيم الشحام، قوة إسرائيلية خاصة بمداهمة منزله فجر الاثنين 15 آب/ أغسطس، وإطلاق النار على رأس نجله من مسافة صفر، وتركه ينزف على الأرض أكثر من أربعين دقيقة، قبل اعتقاله وإعلان وفاته لاحقاً.

قال الأب: "كنا نايمين أهل الدار، بتعرف الساعة 3 ونصف الصبح. بتصحيني مرتي وتقول: ‘إصحى فيه جيش‘ (...) ع طول بلشوا يطخوا علينا، يعني لا مين أنت ولا شو اسمك. ما حكى (يقصد الجيش الإسرائيلي) الشي يلي بدو إياه نهائي".

وأضاف أنه هرع إلى غرفة نومه لتفادي طلقات الجنود الإسرائيليين بينما "ابني (محمد) ع طول خبطوا إياه في رأسه، طخه بالمسدس. يعني هو جاي تصفية لابني (...) يعني إحنا ما بنعرف شو السبب؟ ليش إجو ع البيت؟".

على الجانب الآخر، قالت الشرطة الإسرائيلية إن الشاب الفلسطيني قُتل إثر محاولته طعن أحد جنودها خلال عملية تفتيش لمنزله، وأردفت: "المشتبه به تلقى العلاج الطبي على الفور في مكان الحادث من قبل مسعف الوحدة ونُقل إلى المستشفى، لكن أعلنت وفاته لاحقاً".

وأعرب منسق الأمم المتحدة الخاص بعملية التسوية في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، في تغريدة على تويتر، عن انزعاجه الشديد من الحادث الذي طالب بإجراء تحقيق مستقل وشفاف وعاجل فيه.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image