شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
تنقذني أوهامي ولا أريد التخلّي عنها

تنقذني أوهامي ولا أريد التخلّي عنها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مدونة

الخميس 4 أغسطس 202202:25 م

وأنا أعبر في شارع الجميزة، أسترق النظر سريعاً إلى قهوة في طريق متفرع من شوارع الحي المحاذي لمرفأ بيروت. غالباً ما يكون مقفلاً. آخذ نفساً عميقاً وأكمل طريقي محاولاً أن أمارس فعل الإنكار الذي يُصاحبني منذ سنتين. أراكم ذكريات عشوائيةً من هنا وهناك، كي أهرب مما عشته في ذلك اليوم، في 4 آب/ أغسطس من العام 2020.

في ذلك اليوم، أنهيت عملي ونزلت من المكتب الواقع في بناية شاكر وعوينة المحاذية للسراي الحكومي في العاصمة اللبنانية بيروت، وتوجهت للقاء صديقي إيلي في ذلك المقهى. انتظرت وصوله لدقائق. ها هي سيارته الحمراء تعبر المكان وها هو يحاول أن يركنها في الجهة المقابلة للمقهى. أناديه: "لا تركنها في هذه الزاوية الضيقة. في نهاية الشارع هناك موقف، اركنها هناك"، وهكذا حصل.

جلسنا في المقهى لنحتسي القهوة ونتحدث. دقائق ويردني اتصال من بهاء، مديري (حينها) في واشنطن، ليسألني: ما الذي يحصل في المرفأ؟ يقولون إن هناك حريقاً كبيراً. أقفل الهاتف لأتابع ما يجري. أقرأ الأخبار الواردة من هنا وهناك. حريق، ودخان متصاعد، لكن لا شيء واضحاً. تمضي الدقائق وإذ بنا نسمع صوتاً كهدير الطائرات على علوّ منخفض، وسريعاً تغيّر كُل شيء. كُل ما حولنا صار مزيجاً من الخراب والدمار والصراخ. هرعنا إلى داخل المقهى لنختبئ في حمامه لاعتقادنا بأنها غارات.

الرحلة مع الكارثة

يرنّ هاتفي مرّةً أخرى. إنه بهاء مجدداً، ويسألني: "شو عم بيصير؟ فيك تطلع لايف فيسبوك؟". لم أُفكر كثيراً. قلت له إن انفجاراً كبيراً قد وقع. أقفلت الخط، وذهبت أبحث عن حقيبتي المرمية إلى جانب الطاولة التي كنا نجلس عليها. جهّزت نفسي لأنقل ما يحصل. لم أنتبه إلى أن أتفقد ما إذا كنت قد تعرضت لأي إصابة إلا بعد أن رأيت من كان في المقهى معنا. دماء، وصراخ، وبكاء. إيلي بخير، وأنا لم أتعرّض لأي أذى. حملت حقيبتي، وحملت هاتفي وبدأت رحلتي الخاصة مع الكارثة.

أمام المقهى، شجرة معمّرة وقعت قاطعةً الطريق. انتبهت، ولا أعلم لماذا، إلى أنها وقعت في المكان الذي كان إيلي ينوي ركن السيارة فيه. مشيت أنا وهو في الشارع. أنا أحاول أن أنقل الواقع، وهو ينظر من حوله إلى مدينة تحوّلت في لحظة إلى ساحة معركة. لم أكن أعلم أنني منذ اللحظة التي بدأت فيها بنقل ما أرى، تحوّلت إلى آلة تنطق بما ترى من دون أي شعور آخر، وكأنني بدأت حالة الإنكار تحت ستار المهنية. إلى اليوم لم أجد جواباً عن هذا السؤال، ولعلّي لن أجد مهما بحثت عن مساعدة.

هل حالة إنكاري هي حالة تخصّني وحدي؟ كلّا، هي حالة تجمعنا جميعاً كلبنانيين، ولعلّها الأمر الوحيد الذي يجمعنا جميعاً، كلبنانيين.

أكتب في هذه السطور ما كبتّه لعامين. أكتب ما حاولت مشاركته مع المعالجة النفسية التي زرتها لاحقاً ولكنني لم أفلح، أو هي لم تستطع أن تُخرج منّي ما يُعيدني إلى الواقع، أو يجعلني أتصالح مع ما رأيته ولم أتخلّص منه. أخلد إلى النوم وأنا أحاول أن أفكر في منزل ريفي بعيد، وأنني أسكن فيه وبجواري الكثير من الشجر والطيور. أصحو ليلاً وأنا أشاهد جدار الغرفة ينهار من حولي، وأبدأ بمعاناتي اليومية مع الأرق الذي لا ينتهي.

في الطريق وأنا أمشي معتقداً أنني أقوم بواجبي المهني، أقرأ رسائل تصل إلى مجموعة صحافيين على تطبيق واتس آب. بعضها يقول إن الانفجار حصل في بيت الوسط، مكان إقامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. أنظر باتجاه وسط بيروت، لا شيء يوحي بذلك. أمشي في الشارع باتجاه مقهى "بول" في أوّل الجمّيزة، ومن هناك آخذ يميني لألحق بالدخان المتصاعد. أحمل هاتفي وأنقل ما أراه من أوجاع في مدينة يعتقد قاطنوها أنها تلبس ثوب الفرح دائماً، بالرغم مما تمرّ فيه من ويلات متلاحقة. هل حالة إنكاري هي حالة تخصّني وحدي؟ كلّا، هي حالة تجمعنا جميعاً كلبنانيين، ولعلّها الأمر الوحيد الذي يجمعنا جميعاً، كلبنانيين.

"اتركه ميّت"

أكمل طريقي إلى جانب بيت الكتائب، ومن هناك إلى المدخل الجنوبي للمرفأ. أتحدث عن الدمار، وعن الغبار الأحمر، وعن الوجوه الكئيبة والخائفة، وعن أناس ينزفون، وعن فتاة كانت قبل قليل تصرخ وتسأل عن أحد أصدقائها، وعن ذهول تام. أنظر حولي وأنا أرى إيلي يمشي إلى جانبي وهو يتحدث على الهاتف وعلامات الذعر تظهر عليه كما كل من في هذه المساحة المظلمة.

وصلت إلى المرفأ بعد دقائق معدودات من الكارثة. هلعٌ في كل مكان، ولا شيء غير أصوات سيارات الإسعاف التي بدأت تصل لتُنقذ من يُمكن إنقاذه. أدخل إلى الكارثة بهاتف جعلني على كوكب آخر. عناصر الجيش اللبناني ومخابراته تحت الصدمة. هذا يركض من هنا وهذا يتحدث عبر جهازه وآخر يصرخ على المدنيين كي يبتعدوا. أشق طريقي إلى حيث العنابر. سيارة للصليب الأحمر وأخرى للهيئة الصحية الإسلامية. شُبّان يحاولون انتشال من بقي حياً، وأنا أحاول أن أبعد الكاميرا عن كل ما يُظهر مشاهد القتلى والجرحى. جملة واحدة علقت في رأسي ولا تزال، هي جملة لمُسعف يقول لزميله: "اتركه ميّت، فتّش على الجرحى". جملة ينتهي معها كل ما يُمكن أن أجمعه لاحقاً، وأنا أحاول أن أسترجع شريط مروري إلى جانب الموت المتراكم فوق عنابر اختلف اللبنانيون منذ لحظة الانفجار على هويّة صاحب عنبر الموت منها الذي أودى بنا جميعاً إلى الهاوية.

جملة واحدة علقت في رأسي ولا تزال، هي جملة لمُسعف يقول لزميله: "اتركه ميّت، فتّش على الجرحى". جملة ينتهي معها كل ما يُمكن أن أجمعه لاحقاً، وأنا أحاول أن أسترجع شريط مروري إلى جانب الموت 

أحيد بنظري وعدسة هاتفي عن الجرحى وما تبقى من كُثر كانوا هناك يومها. أقرأ على المجموعة نفسها للصحافيين، خبراً تصدّر عناوين محطة إخبارية فضائية أرسله لها مراسلها في لبنان، يقول فيه إن "عناصر من حزب الله ينتشرون في محيط المرفأ وعند العنبر رقم 9". يصادف أنني أقف بين العنابر، والعنبر رقم 9 واحد منها. أحاول أن أبحث عن هؤلاء العناصر، لكن عبثاً أحاول.

الإنكار أولاً

أعود إلى هاتفي لأكمل نقلي لما أشاهده. تدفعني قدماي نحو حفرة كبيرة لا تزال أعمدة الدخان تتصاعد منها. إنه العنبر المنفجر؟ الأرجح نعم. في ذلك الوقت، لم تسعفني بديهتي كي أنسج اتهاماً سريعاً. قد يكون السبب في ذلك اختبائي من هول ما حدث خلف ستار مهنيّتي. يبدو أنها نفعت أو أنني سئمت من كُل ما هو جاهز عند كل حدث. هل يعني هذا أن التروّي جيد؟ بالتأكيد نعم، لكنّ الإنكار الذي كُنت فيه لم يكن جيداً، وهو إلى اليوم ليس كذلك، لكنّه في حينها جعلني أبتسم وأغضب في الوقت نفسه.

خلال كل هذا الوقت الذي يمضي من عمر تعاستي، كان هاتفي يرن ورسائل كثيرة تصلني وتسألني عن حالتي، وهل أنا بخير. أعترف بأنني أجبت على بعضها بالصدفة أو بانتقائية لم أفهمها. أذكر أن كُثراً من المقرّبين مني آنذاك حاولوا الاتصال بي أكثر من مرّة، لكنّي لم أجِب. كُثر فعلوا. لماذا يتصلون؟ ألا يُشاهدون ما أنقله من مآسي؟ هل أنقل عبر هاتفي ما يحصل وأنا مرمي على الأرض مصاباً أو ميّتاً؟ أجيب في نفسي عن أسئلتهم، حتى بعد أن خرجت من بين عنابر الموت.

بدأت بطارية هاتفي الذي أنقل منه بالنفاد، ووجدت فرصتي المؤاتية لكي أنسحب من ذلك المكان. أنظر حولي فأرى عدسات بعض المصورين تلتقط كُل ما تراه من دماء وأشلاء. كنا قلّةً في حينها. أمشي باتجاه المدخل الجنوبي الذي دخلت منه إلى المأساة؛ سيارات إسعاف وإطفاء تصل إلى المكان. اختفى إيلي من المشهد، عاد إلى عائلته على ما يبدو. هو محظوظ. أفكر في ماذا لو كان المقهى الذي جلسنا في باحته الخارجية مواجهاً للمرفأ وليس لوسط بيروت، ما الذي كان سيحدث؟ إلى اليوم أرى المشهد وبطريقة غريبة أشعر أيضاً بأنني محظوظ بالرغم من كُل هذا الثقل الذي أحمله معي حتى الآن.

طفل تائه

لم تنتهِ مهمّتي في ذلك اليوم حين خرجت من المرفأ. فأنا صحافيّ وعليّ نقل ما يحدث، بغض النظر عمّا أشعر به. وهل لي أن أشعر؟ أساساً أنا حين فتحت هاتفي وبدأت بمهمّتي علمت أنه محكوم عليّ بأن أتخلّى عن أحاسيسي، والمطلوب مني الكثير من المهنية والتجرّد. التجرّد فوق أشلاء بشر ذنبهم أنهم تواجدوا على مساحة شبيهة بكل الإهمال الذي يسود ما يُسمّونه الـ10،452 كلم2، مع فارق بسيط، هو أن على هذه المساحة أطناناً من النيترات تنتظر من يوقد صاعقها.

صعوداً مجدداً إلى الجميزة، حيث صارت الرؤية أوضح. الأسئلة الأولى عن مكان الانفجار تلاشت، والآن الموعد مع واقع آخر. في غضون نصف ساعة تحوّلت الأسئلة من "ماذا حصل؟"، إلى "كيف لكُل هذا الدمار أن يحلّ بنا وما الذي خلّفه هذا الانفجار؟". قبل نصف ساعة أو أكثر قليلاً كان الرعب والهلع هما سيّدا كل شيء. الآن المشهد مختلف قليلاً. غريب هذا الانتقال ولو أنه طبيعي. الآن، كل ما يمكن مشاهدته هو صمت وأسى وركام فوق ركام وناس تبحث عن ناس بتعبٍ لا يمكن وصفه.

جلست تحت "الدوش" كطفل خائف من خطر آتٍ أو متروك على قارعة طريق في بلاد لا يعرف فيها أحداً. كانت المياه تنزل على جسمي وأنا أشاهد ما أخسره من سواد الغبار والدخان الذي التصق بي ولا يزال

كان عليّ أن أكتب ما أراه، بعد أن صورت ونقلت ما استطعت. جلت في المدينة المدمّرة، وعرّجت على مستشفيات كانت طواقمها الطبية تستغيث كحال كل الناس في تلك المنطقة. أمشي وأكتب وأدوّن في رأسي مشاهد كثيرةً يجمعها عنصر واحد: الخوف. أحاول أن أحمل رجليّ من مكان إلى آخر، وأن أترك بعض القوّة لكي أستجمعها حين أصل إلى المنزل، لأنني، مجدداً، صحافيّ وعليّ أن أكتب. عليّ اليوم أن أكتب ما مرّت به المدينة في يوم لم أعتقد حينها أنه لن يخرج منّي إطلاقاً.

وصلت إلى المنزل عند الـ11 ليلاً. طوال الساعات الخمس الماضية لم أتنبه إلى أنني تحوّلت إلى كائن لا يُشبهني؛ ثقيل كثقل الساعات التي مرّت بين الركام. قرّرت أن أستغني عن التزامي المهني لخمس دقائق؛ أريد أن أستحمّ. دخلت إلى الحمّام، وجلست تحت "الدوش" كطفل خائف من خطر آتٍ أو متروك على قارعة طريق في بلاد لا يعرف فيها أحداً. كانت المياه تنزل على جسمي وأنا أشاهد ما أخسره من سواد الغبار والدخان الذي التصق بي ولا يزال إلى الآن. طالت الدقائق، وكأنّي بالمياه أحاول أن أغسل ذاكرتي. لقد كنت متوهماً ولا أُنكر أن الكثير من الوهم كان له الدور في البقاء على قيد الحد الأدنى من الحياة.

انتهيت من واجبي. كتبت في تلك الليلة وكأنني أنزع عنّي قيوداً كبّلتني لساعات. خلدت إلى النوم معتقداً أنني بخير، لأبدأ رحلتي مع الجدران التي تتهاوى عليّ كُل يوم. في اليوم التالي، عدت إلى المكان، إلى المشاهد نفسها وإلى محاولات "مدنية" لمساعدة الناس المتروكين في تلك البقعة المكسوّة بالخوف والموت. رأيت الناس تركض للمساعدة، لكن لماذا؟ لماذا الإصرار على لملمة الجرح ورتق ما أحدثه إهمال من يحكمنا بالموت؟ لماذا علينا أن نعيد المدينة إلى سابق عهدها ونُطبّع مجدداً مع من يقتلنا؟ أستمع إليهم اليوم وهم يرفضون هدم الإهراءات "الشاهد الأخير على المجزرة"، وأسأل: ألم تُرمَّم البيوت حتى قبل أن تنتهي السلطة من مسرحية مسح الأضرار؟

العيش مع الوحوش

على مدى أيام وأشهر، بقيت محاصراً في ذلك الشارع. أبحث عن مأساة جديدة في كُل مرّة لأكتب عنها. لم أكن أعلم أو أشعر بأنني غارق في مأساتي، وأحاول أن أختبئ من نفسي بالهرب إلى الآخرين. كُنت أبحث عن المهمّشين أكثر، وعن اللاجئين والموت الذي اعتادوه أينما حلّوا، وعن عاملات أجنبيات هربن إلى بلاد اعتقدوها أرض خلاص، لكنها لم تكن كذلك إطلاقاً، وعن مجتمع الميم-عين الذي اعتقد أن له مكاناً يعيش فيه كما يحلو له، فصحا على دمار ذلك "الأكواريوم".

سأمشي في شارع الجميزة باتجاه المرفأ، وسأعود إلى منزلي مع الكثير من الانهزام والخيبة. سأنزل إلى الجميزة محاولاً التخلّص من أوهامي، كي أحيا بالحد الأدنى الذي سمح لنا به أسياد هذا "الكيان اللبناني"

بعد أيام من الانفجار، يحدثني زميلي في عملي السابق ليقول لي إن الفيديو الذي صوّرته مباشرةً بعد الانفجار تجاوز عدد مشاهداته المليون مشاهدة. قلت له: جيّد. لم تكن لدي حشرية أن أدخل لأرى عدد المشاهدات. أساساً أنا إلى اليوم لم أشاهده، ولعلّي لن أشاهده يوماً.

قبل 4 آب/ أغسطس 2020، كان شارع الجميزة ولفترة طويلة بعد يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، مكاناً نجتمع فيه يومياً على كأس بعد يوم طويل من التظاهر. كان شارعاً يضجّ بالأحلام، أو بما اعتقدناها أحلاماً وهي في الحقيقة مجرّد أوهام، تأخذنا من الواقع الذي نريد أن نهرب منه كل يوم، واقع أننا في بلاد يحاصرنا فيها الموت من كل مكان، والموت أشكاله متعددة.

في أحد الأيام، قبل أشهر من الانفجار، وفي عزّ حراك 17 تشرين الأول/ أكتوبر، كُنت مارّاً بالسيارة أنا وصديقي نادر قرب مقهى بول نفسه. كانت هناك سيارة تقطع الطريق، نزل منها شخص يبدو أنه من المدعومين والمحظيين. انتظرنا لدقائق والسيارة مكانها، ندهته بأننا نريد أن نمرّ. هاله طلبي، فنظر إلي وقال: "إنتوا جماعة الدقون مصدقين حالكم عاملين ثورة، يلا من هون"، قبل أن يتدخل مرافقه ليُبرهن استزلامه لمشغله، ومستقوياً بمسدس ظاهر على جنبه. طلب منّي نادر الصمت، وأن نرحل بسلام. هكذا هي بلادنا: نعيش فيها مدعوسة كرامتنا، وممنوعين من قول "لا". ما علينا إلا الصمت واستجرار الخيبة، والعيش مع الوحوش من حولنا.

في 4 آب/ أغسطس 2022، سأنزل إلى ذلك المقهى، وأمشي في شارع الجميزة باتجاه المرفأ، وسأعود إلى منزلي مع الكثير من الانهزام والخيبة. سأنزل إلى الجميزة محاولاً التخلّص من أوهامي، كي أحيا بالحد الأدنى الذي سمح لنا به أسياد هذا "الكيان اللبناني".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image