شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
اُعتُقل وأُقيل وثمة تحريض على قتله… لماذا يُستهدف نادر كاظم في البحرين؟

اُعتُقل وأُقيل وثمة تحريض على قتله… لماذا يُستهدف نادر كاظم في البحرين؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن وحرية التعبير

السبت 30 يوليو 202202:22 م

شهدت الأيام القليلة الماضية رواجاً واسعاً لأنباءٍ مثيرة للقلق حول الكاتب والأكاديمي البحريني نادر كاظم، بدايةً من خبر عن اعتقاله بلا سبب واضح أو معلن الخميس 21 تموز/ يوليو، مروراً بالإفراج عنه وفصله من عمله الأكاديمي بعد ذلك بنحو أسبوع، انتهاءً بدعوة صريحة لـ"إعدامه" في ساحة عامة.

وتناول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنباء توقيف كاظم قبل أيام، قائلين إنه وجهت إليه تهمتا: "ازدراء وبث كراهية نظام الحكم". وأُفيد لاحقاً بالإفراج عنه بالتزامن مع تداول قرار مزعوم لإقالته من التدريس في جامعة البحرين بدعوى "انتفاء حاجة القسم الأكاديمي له نتيجة عدم توفر النصاب الأكاديمي للتدريس". ولم يتسن لرصيف22 التحقق من صحة القرار في ظل صمت السلطات البحرينية في هذا الشأن.

في أحدث تطور، حرّضت مغرّدة على "إعدام" كاظم علناً، ووصمته بأنه "منافق وخائن"، في تطور خطير اعتبره ناشطون دليلاً على أن "خطاب الكراهية والحقد الدفين ما زال يستعر في نفوس البعض"، مذكرين بأن البحرين "دولة قانون ومؤسسات".

كتبت مريم الجودر، التي تعرّف عن نفسها عبر تويتر بأنها "‏‏‏‏استشارية تمويل وتطوير أعمال وعضوة في غرفة تجارة وصناعة البحرين"، في رد على تغريدة للناشط الحقوقي يوسف الجمري حول توقيف كاظم: "لو أنا من الحكومة أعدمه في ساحة سوق المنامة عشان يتعلموا أن ما أرض استحملت منافقين وخونة كثر ما استحملت البحرين. يحمدوا ربهم أن الله غارس الرأفة في قيادتنا. بالأصح ما يطلّعوا على البراغيث أمثاله".

"باحث تخطى حدود #البحرين في أهميته وتداول بحوثه ومنتوجه"... أنباء عن "حصار معنوي" و"مخطط لاغتيال" #نادر_كاظم لأنه "يكتب في مواضيع حساسة تمثل أمناً وطنياً يجب أن لا يكتب فيها إلا من اجتاز اختبارات الولاء المطلق"

أثارت التغريدة غضباً واسعاً، ووصفت صاحبتها بأنها "طائفية" و"داعشية"، مع استهجان صمت السلطات عن التعقيب على ما قالته. وقامت الجودر بحذف تغريدتها لاحقاً وإن استمر اللغط حولها.

لما الاستهداف؟

وفي إجابته عن سؤال: لماذا استهداف نادر كاظم؟، قال الصحافي البحريني عادل مرزوق، رئيس تحرير البيت الخليجي للدراسات والنشر، في سلسلة تغريدات عبر تويتر، إن هناك سببين لذلك، أولهما مقال كتبه كاظم عام 2006 بعنوان: "عواقب المساومة على المواطنة" عبر صحيفة "الوسط".

أما ثانيهما، فهو "أنه باحث تخطى حدود #البحرين في أهميته وتداول بحوثه ومنتوجه. لكنه في هذا المنتوج يرتكب جريمتين: 1. لا يلتزم بالرواية الرسمية للدولة. 2. يكتب في مواضيع حساسة تمثل أمناً وطنياً يجب أن لا يكتب فيها إلا من اجتاز اختبارات الولاء المطلق"، وفق مرزوق.

بالعودة للسبب الأول، فقد حذّر كاظم في مقاله من أن تصبح حقوق المواطنة بالبحرين "سلعة باهظة الثمن" يصعب الوصول إليها إلا عبر شروط "إثبات ولاء ووطنية" مبالغ فيها، متابعاً بأن "الموالين" المتحمسين للمكاسب من الدولة قد يكسرون "أفق التوقع" ويأتون بـ"ولاء منقطع النظير"، ما تصبح معه تدريجياً مظاهر التذلل في الولاء المعيار المقبول لإثبات الوطنية في البلاد.

"طرد أستاذ جامعي وباحث مرموق من وظيفته الجامعية بحجج واهية بينما يُعتقل ويُحقق معه لأسباب غير معلنة، يُثبت لنا للمرة الألف أن المواطنة في بلدنا تُعامل كمكرمات لا كحقوق، وأن ‘دولة القانون‘ حبر على ورق" #البحرين

وأوضح مرزوق أنه بعد عام 2011 واستفحال "المساومة والتطبيل والتملق والتزلف" للحكومة، أصبح كاظم "الذي لا يتناول الشأن السياسي البتة، والذي لا تربطه بالمعارضة ولا يتواصل معها بل يرفض جل مساراتها، والذي يضع صور ملك البلاد وولي العهد ويهنئهما بالأعياد الوطنية والدينية كلها، والذي يساهم في أغلب الفعاليات الثقافية الوطنية" هو "شخص ناقص في وطنيته".

وأردف: "كل ما قام ويقوم به #نادر_كاظم لم يكن كافياً لمروره من اختبار الوطنية والولاء بنسخته الجديدة بعد عام 2011. أخفق نادر في إثبات وطنيته وولائه، وبالتالي لم يحصل على حقوق مواطنته واحترامه الذي يستحقه. يُطرد من الجامعة ويتم التحقيق في ما يكتب باعتباره مشروعاً ثقافياً ضد الدولة"، متابعاً بأن "مئات الآلاف من المواطنين لم يعد في مقدورهم إثبات ولائهم للدولة" بشروط الولاء الحديثة.

ولم يستبعد معلقون أن يكون في آخر مؤلفات كاظم، وهو كتاب "أمة لا اسم لها… من بناء الأمة إلى تفككها"، ما أغضب السلطات البحرينية.

مي بنت محمد حاضرة

في غضون ذلك ألمح الصحافي المختص بشؤون الخليج عباس بوصفوان لوجود صلة بين ما يتعرض له كاظم وإقالة الوزيرة السابقة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة من منصب رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار. عُرف عن كاظم قربه من الشيخة لدرجة تبنيها كتاباته وموهبته وطباعة عدد من كتبه في دور نشر تترأسها. 

برغم أنه "لا يتناول الشأن السياسي، ولا تربطه بالمعارضة ولا يتواصل معها بل يرفض جل مساراتها، ويضع صور ملك البلاد وولي العهد ويهنئهما بالأعياد الوطنية والدينية كلها، ويساهم في أغلب الفعاليات الثقافية الوطنية"... لماذا اعتقلت #البحرين #نادر_كاظم؟

تحت عنوان: "اغتيال نادر كاظم يحتاج لأكثر من اتهام سياسي، فما التهم التي تطبخ لحرقه؟ وأين اختفت مي آل خليفة؟"، كتب بوصفوان في سلسلة تغريدات: "فصول اغتيال المؤلف البحريني البارز نادر كاظم بدأت للتو. ليس لما قال، وإنما لما يمكن أن يكون عليه. فهو مثقف واعد، ويمكن أن يكون عالماً مرموقاً في تخصصه".

وأكد أنه "لا يمكن لاتهام ساسي أن يكون كافياً للقضاء على قلم ألمعي مثله" وأن "اغتيال قلمه يحتاج اتهاماً غليظاً، وضرباً تحت الحزام بما يجعله من ‘أصحاب السوابق‘"، مستطرداً بأن ما يحدث راهناً هو محاولة لـ"حصاره معنوياً" عبر الفصل التعسفي من جامعة البحرين وتوقيفه أسبوعاً والتحقيق معه على ذمة قضية.

وعقّب الناشط السياسي والحقوقي إبراهيم شريف على "محنة" كاظم بالقول: "أن يُطرد أستاذ جامعي وباحث مرموق من وظيفته الجامعية بحجج واهية في نفس الوقت الذي يعتقل ويحقق معه لأسباب غير معلنة، يُثبت لنا للمرة الألف أن المواطنة في بلدنا تُعامل كمكرمات لا كحقوق، وأن ‘دولة القانون‘ حبر على ورق".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard