لفت ناشطون ومنظمات حقوقية أخيراً إلى أن حياة "غاندي العرب"، الناشط الحقوقي البحريني عبد الهادي الخواجة، المعتقل في سجن جو السيئ السمعة منذ عام 2011، في خطر إثر مجموعة من "الإجراءات العقابية" التي اعتُبر أنها ترقى إلى "القتل البطيء".
يقضي الخواجة (61 عاماً) عقوبة السجن مدى الحياة بتهم "تنظيم وإدارة منظمة إرهابية" و"محاولة قلب نظام الحكم بالقوة، بالتنسيق مع منظمة إرهابية تعمل لمصلحة بلد أجنبي" و"جمع الأموال لمصلحة جماعة إرهابية" إثر اعتقاله بوحشية من منزله في التاسع من نيسان/ أبريل 2011.
وكان الخواجة قد بدأ نشاطه الحقوقي في ثمانينيات القرن الماضي حين كان يعيش في أوروبا حيث ساهم في تأسيس "لجنة الدفاع عن المعتقلين السياسيين في البحرين" عام 1982 و"المنظمة البحرينية لحقوق الإنسان" عام 1992. وترأس مجلس إدارة مركز البحرين لحقوق الإنسان.
"عميد الحقوقيين البحرينيين" و"غاندي العرب"... أسرة الناشط الحقوقي البحريني البارز عبد الهادي الخواجة تقول إنها "قلقة جداً" على حياته إثر تعرضه لـ"إجراءات عقابية" تشمل الحرمان من الرعاية الصحية بعد اتهامه بإطلاق هتافاتٍ مزعومة ضد #التطبيع في #البحرين
عقاباً على رفض التطبيع؟
قبل أيام، قالت ابنة "عميد الحقوقيين البحرينيين"، مريم الخواجة، عبر حسابها في تويتر، إن أسرتها "قلقة جداً" على مصير والدها الذي أخبرهم في اتصال آنذاك بأنه مهدد بالحرمان من المكالمة الهاتفية الأسبوعية مع ذويه إثر هتافه "#البحرين حرة #فلسطين حرة… يسقط عملاء إسرائيل" في شباط/ فبراير الماضي تزامناً مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى البحرين.
وطبّعت البحرين، إلى جانب الإمارات والمغرب والسودان، علاقاتها مع إسرائيل وفق اتفاقات أبراهام التي رعتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وشهدت الأشهر الماضية رواجاً كبيراً للعلاقات بين الجانبين على جميع الأصعدة. لكن فريقاً من الشعب البحريني يتمسك بموقفه المناهض للتطبيع والداعم للقضية الفلسطينية.
وأشارت مريم إلى أن والدها، خلال الاتصال نفسه، أوضح أن المسؤولين عن السجن عاقبوه على هتافاته المتصلة بفلسطين بأن "أوقفوا كل علاج أضرار #التعذيب الذي تعرض له، بالإضافة إلى منعه من المواعيد الطبية التي كان بعضها عاجلاً لأنه قد يصاب بالعمى في عينه اليمنى بسبب الغلوكوما" المحتمل إصابته بها.
وأضافت أنه "قام بتسمية الأشخاص الذين شاركوا في إلإساءة إليه أو كانوا مسؤولين عن تعذيبه"، معربةً عن قلقها من تعرضه لمزيد من الإجراءات الانتقامية أو التنكيل به.
وكانت الطريقة العنيفة لاعتقال الخواجة قد خلّفت لديه كسوراً في الوجه، وأدى تعرضه للتعذيب بالسجن إلى مشاكل في عموده الفقري، وتدهور الرؤية في عينه اليمنى.
"أحدث مظهر من مظاهر قسوة السلطات البحرينية التي لديها سجل حافل في الإهمال الطبي للسجناء"... منظمات حقوقية تقول إن ما يتعرض له عبد الهادي الخواجة في #سجن_جو في #البحرين "يرقى إلى القتل البطيء"
وفي منشوراتها الأخيرة، كشفت مريم عن تدهور حال والدها بسبب سوء الرعاية الصحية في السجن. قالت: "بسبب الأضرار التي لحقت بفكه، لا يستطيع النوم على جانبه الأيسر. بسبب الأضرار التي لحقت بكتفه، لا يستطيع النوم على جانبه الأيمن. والآن، مع الألم المتزايد في ظهره، يمضي فقط نوبات قصيرة من النوم لأنه لا يستطيع النوم على ظهره فترات طويلة". كما شددت على أنه "الآن، غير قادر على الجلوس أكثر من 15 دقيقة في كل مرة حتى مع الوسادة الطبية".
الوسط الحقوقي قلق على حياته
في غضون ذلك، عبّر العديد من الناشطين الحقوقيين والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان في البحرين عن قلقهم البالغ على الخواجة. حثّ مركز الخليج لحقوق الإنسان الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش ومجلس حقوق الإنسان على "تحرك عاجل" لحماية الخواجة.
وقالت لين معلوف، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: "يساورنا قلق بالغ على صحة عبد الهادي الخواجة... إن ما يجري هو أحدث مظهر من مظاهر قسوة السلطات البحرينية التي لديها سجل حافل في الإهمال الطبي للسجناء".
وأضافت: "تشوب الرعاية الصحية في نظام السجون في البحرين، بشكل معتاد، حالات الحرمان من الرعاية الطبية، والتأخير، والممارسة التعسفية للسلطة، التي ترقى في حالات محددة إلى مستوى المعاملة السيئة المتعمدة"، مطالبةً السلطات البحرينية بسرعة تمكين الخواجة من الرعاية الطبية التي يحتاجها.
وفي بيان، الاثنين 4 نيسان/ أبريل، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن "عزل الخواجة عن العالم الخارجي والإهمال المتعمد لتقديم الرعاية الطبية اللازمة له قد يؤشر على نوايا خطيرة يُمكن أن تصل إلى القتل البطيء"، مشيراً إلى حرمان معتقل الرأي من التواصل مع أٍرته الأسبوع الماضي وإلغاء مواعيد زياراته للطبيب.
مريم الخواجة: والدي هو عبد الهادي الخواجة. لقد سجنوه عدة مرات، وضربوه، وأخفوه، وعزلوه، وعذبوه، وأساءوا معاملته، وحرموه من العلاج الطبي. وهذا يدفعهم إلى الجنون لأنهم ما زالوا غير قادرين على تحطيم روحه ومعنوياته
وتابع المرصد: "يُعاني الخواجة من عدة أمراض قد يؤدي تفاقمها إلى تشكيل خطر محدق على حياته، في حين يضمن قطع الاتصال عنه إخفاء تطورات صحته الجسدية والنفسية، ويمكّن السلطات من الاستمرار في تلك السياسة الشائنة".
وبينما نبّه المرصد إلى أن ما يتعرض له الخواجة "يشكل مثالاً على الانتهاكات الواسعة داخل السجون في البحرين، ولا سيما سجن جو"، دعا السلطات البحرينية إلى توفير الرعاية الطبية للسجين السياسي "فوراً ودون تأخير"، وتمكينه من ممارسة حقوقه كافة، وتوفير رعاية طبية مناسبة لحالته.
وبينما ناشدت مريم الخواجة الجميع إلى التضامن مع والدها والضغط على السلطات البحرينية لوقف انتهاك حقوقه، شددت على أن "والدي هو عبد الهادي الخواجة. لقد سجنوه عدة مرات، وضربوه، وأخفوه، وعزلوه ، وعذبوه، وأساءوا معاملته، وحرموه من العلاج الطبي. وهذا يدفعهم إلى الجنون لأنهم ما زالوا غير قادرين على تحطيم روحه ومعنوياته".
وختمت بالإشارة إلى أن "الشهر المقبل يصادف مرور 11 عاماً على اعتقاله وتعذيبه بشدة. الشهر المقبل يصادف أيضاً عيد ميلاده الحادي والستين. الشهر المقبل يصادف عاماً آخر نجا والدي من وحشية نظام #البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي وحلفائها في الغرب".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا