خلال شهر واحد، وفي حفلين منفصلين ضمن موسم الرياض، استطاعت الفنانة المصرية شيرين استفزاز جمهورها النسوي بتصريحات اعتُبرت مهينة للمرأة، وهذا ما دفع بمنتقديها إلى إطلاق هاشتاغات ضدّها.
فبعد مطالبتها النساء بـ"الإنصات للرجال" في حفل سابق أُقيم في 14 نوفمبر/تشرين الثاني ضمن موسم الرياض، قالت مساء 29 نوفمبر/تشرين الثاني في حفل آخر في الموسم نفسه رداً على منتقديها: "أكيد دول شوية عوانس".
ومن تصريحات شيرين التي أغضبت بعض فئات جمهورها، قد يكون التصريح الأخير أكثرها "استفزازاً"، أولاً لوصفها فيه غير المتزوجات بـ"العوانس"، تلك الصفة التي تحاول الكثير من النسويات محاربتها، وثانياً لاعتقادها أن من يدافع عن حقوق المرأة هنّ حتماً "سيدات غير متزوجات" ولديهنّ عقدة نقص.
وفيما شنّ رواد التواصل هجوماً على شيرين، قوبلت كلماتها من قبل الحضور (رجالاً ونساءً) بتصفيق حار، والكثير من الضحك. بدأت كلمتها بالقول: "المرة اللي فاتت زعلوا، وعملوا هاشتاغ عشان قلت للستات تسمع كلام الرجالة. الرجالة دول عسل وسكر".
وبعد تشجيع جمهوري قالت: "مش عارفة إيه اللي مزعلهم في كدة. أكيد دول شوية عوانس".
وبعد تصريحها، جدّد رواد تويتر هاشتاغ "#شيرين_اخرسي"، الذي علقت عليه على المسرح، إضافة إلى "#شيرين_تسيئ_للمرأة_العازبة". وأعربت شخصيات عامة سعودية عن انزعاجها مما قالته شيرين على مسرح موسم الرياض، من بينهم الإعلامية منى أبو سليمان التي غرّدت "أتت لتكحلها، عمتها"، فيما قال الكاتب سلطان بن بندر: "عُمر القسمة والنصيب ما كانت عيرة يا شيرين. كان الأجدر بها أن تكتفي بالغناء. الغناء فقط".
وكانت قد قالت في حفلها السابق الذي أُطلقت الهاشتاغات على أثره: "طالما منقدرش نستغني عن الراجل في حياتنا يبقى نسمع كلامه أحسن، ولا انتوا شايفين إيه؟ ليه بتدوخوهم وتطلعوا عينيهم، خلاص رفعنا الراية البيضا...".
ماذا يحصل لشيرين في السعودية؟
لم تكن أول مرة تغضب شيرين الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي.
فأثناء حفل أحيته في الرياض أيضاً لمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ89، في أيلول/سبتمبر الماضي، استدعت زوجها الفنان حسام حبيب إلى المسرح وقبّلت يده وطلبت منه التحدث عنها بدعوى أنها "لا تجيد صياغة الكلام"، واصفةً إياه بالرجل "المثقف" الذي "يجيد التحدّث".
قالت حينذاك: "أنا مش بعرف أتكلم أوي وأخذت عهد على نفسي إني متكلمش ومقولش رأيي، مقولش أي حاجة أنا بحس بيها... لكن إحنا في وضع دلوقت لازم نقول فيه كلمة حق، وأنا نفسي حسام جوزي يساعدني فيها، هو هنا وأنا أحبه يشاركني الكلمة دي عشان دي رسالة وهو شخص مثقف وواعي".
اللافت أن تصريحات شيرين الثلاثة التي اعتبر كثيرون أنها تتضمن إهانة للمرأة قيلت على الأرض السعودية لا في سواها، وهو ما دفع مغردة سعودية إلى قول: "ألم تسألوا أنفسكم لماذا لا تقول هذا الكلام إلا في السعودية؟ لأن إذا تكلّمت في مصر أو غير مصر كانت ستُسكت".
وأضافت أنه من الضروري "ألا تمرّ كلماتها مرور الكرام"، مطالبةً بمقاطعة أغانيها وحفلاتها.
في السياق نفسه، أشارت الشابة مريم السلطان في تغريدة ساخرة إلى ترجيحها أن "القائم على حساب الإدارة العامة لمكافحة التطرف برئاسة أمن الدولة هو الذي يُلقّن شيرين ماذا تقول في حفلاتها في السعودية لصدّ المرأة". وكان الحساب قد أشار مطلع الشهر إلى أن "النسوية" نوع من أنواع التطرّف قبل أن تتراجع الجهة الرسمية عن هذا التصنيف.
وقالت إحدى المشاركات في الهاشتاغ: "أتوقع هواية السعودية الجديدة يجيبون فنانين يكرهون النساء"، وتطرقت مشاركة أخرى إلى أن استضافة شيرين مجدداً ليس أمراً مستهجناً، لافتة إلى أن رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ نفسه يتبع "الأسلوب الذكوري بالخطاب".
واختصرت تغريدة ما قالته سعوديات على تويتر عقب حفل شيرين الأخير: "روحي اعبدي زوجك وأنتِ ساكتة".
بمعزل عن ملف المرأة التي لم تتحدث عنه إلا في السعودية، كثيراً ما تضع شيرين نفسها في ورطة تصل إلى المحاكم بسبب تصريحاتها، منها ما قالته في حفل أحيته في البحرين: "أنا هنا أتكلم براحتي عشان اللي بيتكلم في مصر بيتحبس".
ومن التصريحات التي أثارت ضجة في مصر: "أنا خسارة في مصر"، وردها على معجبة طالبتها بغناء "مشربتش من نيلها" بالقول: "متشربيش منها هيجيلك بلهارسيا".
المرأة للمرأة؟
ليست شيرين الفنانة الوحيدة التي قللت من شأن المرأة بشكل أو بآخر.
فملكة جمال لبنان لعام 2004 الممثلة نادين نجيم صرحت بأنها ضد المساواة بين الجنسين حينما سُئلت: "هل تسمحين لاِبنك بإقامة علاقة جنسية مع فتاة يحبها في عمر الـ18؟". قالت آنذاك إنها تشجعه على ذلك، لأنه 'رجال بالنهاية'، ولا يعيبه شيء، لكنها لن تسمح لابنتها بإقامة علاقة جنسية قبل الزواج.
أضافت نجيم: "بالعكس يجب على الرجل أن يخوض علاقات عدة، ويعيش حياته، ليُسعد زوجته حين يتزوج"، متابعةً بكثير من الصراحة: "أنا ضد المساواة. يجب على المرأة أن تبقى امرأة، ولو ساووني بالرجل، فسأشعر أنني رجل".
في سياق متصل، لفتت الفنانة اللبنانية ميليسا في شباط/فبراير الماضي إلى أنها لا ترفض تعنيف المرأة، إذا كان "كفاً خفيفاً" على الوجه من باب "الغيرة أو كذا أو شي"، على حد تعبيرها، من دون شرح "الكذا والشي"، ولكنها في الوقت نفسه "ضد تعنيف المرأة".
أما الفنانة اللبنانية نجوى كرم، فاتُهمت عام 2016 بالإساءة إلى المرأة اللبنانية بعدما صرّحت بأنها "ضد أن تزيد حقوق المرأة عن حدها، وتقل رجولية الرجل عن حدّها".
وأضافت آنذاك: "بخاف يصير الرجال بالآخر يقوم يسهر مع الأولاد بالليل، والمرأة تيجي تقول له أنا تعبانة اليوم قوم إنت اعمل حليب للولد، والصبح يقول لها شو طابختيلنا تجيبه أنا مش قادرة اليوم، عندي شغل"، لافتة إلى أنها ضد عمل المرأة إلا إذا كان زوجها "بحاجة مادية، لا لتعبئة وقتها".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...