شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"فيروس ماربورغ"... كيف يواجه العالم تفشيّاً وبائيّاً محتملاً بمعدل إماتة يناهز 90%؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 19 يوليو 202201:11 م

أعربت منظمة الصحة العالمية، الاثنين 18 تموز/ يوليو الجاري، عن "قلق بالغ" إزاء احتمال تفشي "فيروس ماربورغ" عالمياً، لافتةً إلى قدرته على قتل المصاب أحياناً في غضون ثلاثة أيام فقط، مع معدل إماتة ناهز الـ90% في الفاشيات السابقة.

جاء ذلك بعد تأكد حالتي وفاة بالفيروس، الذي ينتمي لفصيلة الفيروسات الخيطية ومنها فيروس إيبولا الفتّاك، في غانا، علاوة على متابعة 90 مخالطاً.

ويسبب الفيروس مرض "حمى ماربورغ النزفية" وهو "مرض وخيم وشديد الفتك"، بحسب منظمة الصحة العالمية. يظهر الفيروس تحت المجهر الإلكتروني في شكل خيوط ممتدة تلتف لتكوّن أجساماً غريبة في بعض الأحيان. وهو من أشدّ العوامل الممرضة المعروفة من ضمن ما يصيب البشر. 

ماذا نعرف عنه؟

برغم أن الفيروس الذي عُرف لأول مرة عام 1967 "نادر" فهو "قادر على إحداث فاشيات وخيمة تتسم بمعدلات إماتة مرتفعة"، وفق تقديرات الصحة العالمية التي ألمحت إلى أنه "تبيّن، تاريخياً، أنّ الفاشيات لم تستقطب اهتمام السلطات الصحية إلاّ بعد تفاقم سريان المرض جرّاء العمليات غير الملائمة التي يُضطلع بها في المواقع الصحية بهدف مكافحة العدوى".

يسبب "حمى ماربورغ النزفية" وهو "مرض وخيم وشديد الفتك"... ماذا نعرف عن #فيروس_ماربورغ الذي أعربت منظمة الصحة العالمية عن "قلق بالغ" إزاء احتمال انتشاره في العالم؟

وفي حين لا يوجد لقاح أو علاج محدّد لمكافحة فيروس ماربورغ والمرض الناتج عنه، يُعتقد أن الوقاية في البداية ثم توفير الرعاية الصحية للمريض والحفاظ على جسمه من الجفاف وعلاج أعراضه المختلفة، عوامل تُسهم في تحسين فرص المصابين للبقاء على قيد الحياة.

الدليل على ذلك أن معدلات إماتة الحالات في الفاشيات السابقة تراوحت بين 24 و90% (حسب تقديرات Who) وتوقف ذلك على سلالة الفيروس المنتشرة وجودة إدارة الأزمة في كل بلد.

وبينما لا يزال المستودع الطبيعي للفيروس مجهولاً، أو غير مؤكد على أقل تقدير، تُشير البيانات المتاحة إلى أن الخفافيش تلعب دوراً في نشر المرض ونقله إلى الإنسان. كما يمكن للقرود نقل العدوى وإن كانت لا تُعتبر من مستودعات المرض المعقولة، لأنّ جميع الحيوانات الحاملة للعدوى تقريباً تموت بسرعة فائقة. 

وتحدث العدوى بين البشر جرّاء ملامسة دم المريض أو سوائل جسمه الأخرى (البراز والقيء والبول واللعاب والإفرازات التنفسية) التي تحتوي على تركيزات عالية للفيروس الذي قد يسري عبر المني أيضاً حتى بعد شفائهم السريري بنحو سبعة أسابيع.

وتزداد إمكانية نقل العدوى من المصابين كلّما اشتد المرض لديهم، وتبلغ ذروتها خلال مرحلة المرض الوخيمة. تبعاً لذلك، تنتج العدوى عادةً خلال رعاية المرضى بالمنزل أو المشفى أو بسبب بعض ممارسات الدفن. وتهدد إعادة استخدام الإبر الملوثة بالفيروس بوقوع عدوى أشدّ وخامة تتسبب في تدهور الحالة الصحية بسرعة وزيادة احتمال الوفاة.

وتراوح فترة حضانة الفيروس بين يومين و 21 يوماً. وجميع الفئات العمرية حسّاسة للعدوى، لا سيّما البالغين إذ كانت حالات إصابة الأطفال بالفيروس "نادرة جداً" حتى فاشية أنغولا التي سجّلت إصابة 12 طفلاً وطفلة (8 % من إجمالي الإصابات).

أعراض قاسية تحوّل المريض إلى "شبح"

من أبرز أعراض الإصابة الصداع الحاد المفاجئ ووعكة شديدة عادةً ما ترافقها الأوجاع والآلام العضلية. ويُصاب المريض بحمى شديدة في اليوم الأوّل، يعقبها وهن تدريجي وسريع. وفي اليوم الثالث تقريباً يبدأ إسهال مائي حاد وألم في البطن ومغص وغثيان وتقيّؤ. وقد يستمر الإسهال أسبوعاً كاملاً، ما يجعل من محاربة الجفاف عنصراً مهماً للحفاظ على حياة المريض.

تعتبر "الصحة العالمية" #فيروس_ماربورغ "من أشدّ العوامل الممرضة المعروفة" إذ بلغت معدلات وفاة المصابين به في الفاشيات السابقة 90%، وهو ينتقل عبر دم المريض وسوائل جسمه المختلفة. بسبب أعراضه القاسية، يظهر المريض بصورة "شبح"

وتتسبب هذه الأعراض الشديدة والمتزامنة في ظهور المريض في صورة أقرب إلى "الشبح" مع عينين عميقتين ووجه غير معبّر وخمول شديد بالجسد، بحسب "الصحة العالمية".

وتشتد الأعراض بين اليوم الخامس واليوم السابع للإصابة، فيما تمتاز الحالات المميتة، عادة، بشكل من أشكال النزف من مواضع عدة. فيظهر الدم في القيء والبراز والأنف واللثّة والمهبل. وتعقب مرحلة النزف فشل متتالٍ في أعضاء الجسم.

وكثيراً ما تؤثر الإصابة على الجهاز العصبي المركزي، مسببةً حالة من الهذيان و/ أو التهيّج والعدوانية. ورُصد التهاب الخصية في المراحل المتأخّرة من المرض، أي في اليوم الخامس عشر تقريباً. وتحدث الوفاة في الحالات المميتة غالباً بين اليوم الثامن واليوم التاسع من ظهور الأعراض وتسبقها عادة صدمة.

ظهور متكرر مرتبط بالمناجم والكهوف

وبعد ظهور أول للمرض بمركزين واقعين في ماربورغ بألمانيا وبلغراد بجمهورية يوغسلافيا السابقة عام 1967، أُلقي اللوم فيه على أنشطة مختبرية على نسانيس أفريقية خضراء استُقدِمت من أوغندا، سجّل الفيروس حضوراً في مناسبات محدودة ارتبطت جميعها بزيارة الكهوف التي تعيش فيها الخفافيش أو العمل في المناجم.

كانت أنغولا مسرحاً لـ"أكبر فاشيات حمى #ماربورغ النزفية في التاريخ" بين عامي 2004 و2005، إذ أبلغت عن 374 حالة إصابة نتج عنها 329 وفاة، بمعدل إماتة 88%

كان الظهور الثاني المسجّل للمرض في عام 1975 في جنوب أفريقيا، وتسبب في وفاة سائح أسترالي وإصابة شخصين آخرين شُفيا لاحقاً. وفي عامي 1980 و1987 ظهرت حالات إصابة ووفاة محدودة بالمرض في كينيا. 

وشهدت جمهورية الكونغو الديمقراطية، بين عامي 1998 و2000 "أوّل فاشية كبرى"  لهذا الفيروس، تسببت في 154 حالة إصابة نتج عنها 128 حالة وفاة غالبيتها لشباب يعملون في مناجم الذهب، بمعدل إماتة ناهز 83%.

أما أنغولا، فكانت مسرحاً لـ"أكبر فاشيات حمى ماربورغ النزفية في التاريخ" بين عامي 2004 و2005، إذ أبلغت عن 374 حالة إصابة نتج عنها 329 حالة وفاة، بمعدل إماتة 88%.

وظهر المرض في أوغندا عامي 2007 و2008 و2017، مع حالات محدودة. وكان آخر ظهور سابق للمرض في غينيا في آب/ أغسطس 2021، لمريض ذكر توفي لاحقاً.

ونظراً لارتباط العدوى بدم وسوائل جسم المصاب، توصي منظمة الصحة العالمية باتخاذ بعض الاحتياطات لتفادي العدوى، بينها المحافظة على نظافة اليدين الصحية، والنظافة الصحية للجهاز التنفسي، وآداب السعال، واستعمال معدات الحماية الشخصية لدرء المخاطر، وممارسات الحقن المأمونة، وتنظيف البيئة وتطهيرها، والإدارة المناسبة للبياضات والنفايات، وتطهير المعدات الطبية المُعاد استعمالها.

وفي حالة ظهور أي عدوى بالفيروس، تنصح بعزل المريض فوراً، والتحقق من إصابته، ومتابعة البيئة المحيطة والمخالطين له، مع مراعاة مراسم الدفن الآمنة والكريمة حال حدوث وفاة.

وعقب الظهور الحديث للفيروس، حثت وزارة الصحة الغانية المواطنين على تجنب المناجم والكهوف التي تعيش فيها خفافيش الفاكهة، وطهو جميع منتجات اللحوم جيداً قبل تناولها، للمساعدة في تقليل مخاطر انتشار العدوى.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image