في أوّل ظهور للإيبولا عام 1976، قضى الفيروس على 280 شخصاً من أصل 318 أصيبوا به في الزائير. هدّد الفيروس الفتّاك القارّة السّمراء بعد ذلك في ثمانيةانتشارات له بين عام 1989 وعام 2008 ليختفي ويعود مجددّاً السّنة الماضية.
بدأ فيروس الإيبولا يظهر مجدّداً منذ ديسمبر 2013 واتسعت رقعة انتشاره حتى شملت معظم دول جنوب أفريقيا. وأكثر هذه الدول تعرّضاً له هي غينيا، ليبيريا، سييراليون، نيجيريا، السينيغال وغيرها. خلال الأسبوع الأخير من شهر أغسطس،أبلغت وزارة الصحّة في جمهورية الكونغو الديمقراطية منظمة الصّحة العالميّة أن البلاد تشهد انتشاراً لفيروس الإيبولا ولكنّه منفصل عن الانتشار الذي تعاني منه الدّول المجاورة لها.
حتّى الآن، يقدّر عدد ضحايا الإيبولا بنحو 4400 شخص تُوفّى 2400 منهم في ما يعتبر أسوأ انتشار للفيروس منذ اكتشافه. في ما يأتي، تفاصيل عن هذا الفيروس، أعراضه، طريقة انتقاله من شخص إلى آخر، أساليب الوقاية منه.
ما هو فيروس الإيبولا؟
الإيبولا مرض فيروسي يضم خمسة أجناس مختلفة هي بونديبوجيو، كوت ديفوار، ريستون، سودان وزائير. في حين قد تتسبب أجناس بونديبوجيو والسودان وزائير بتفشي حالات واسعة من حمى الإيبولا النزفية، التي تنتهي غالباً بوفاة ما بين 25 و90 بالمئة من الحالات المرضية، تعدّ أجناس كوت ديفوار وريستون أقل خطورة.
ما هي عوارضه؟
يسبب الفيروس ما يعرف بحمّى الإيبولا النزفية. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية WHOتشمل أعراضه الأولية شعوراً بالتعب الشديد، آلاماً في العضلات والتهاباً في الحلق. عندما تسوء حالة المصاب ويدخل المرحلة الثانية من المرض، تظهر عوارض كالغثيان والإسهال والتجفاف، يليها في بعض الحالات نزيف داخلي وخارجي يؤدي إلى الوفاة.
كيف يصاب الإنسان بفيروس الإيبولا؟
قد يصاب الإنسان بفيروس الإيبولا عبر الاتصال الوثيق بالحيوانات المصابة، بما في ذلك الشمبانزي، وخفافيش الفاكهة التي يتناولها سكان بعض الدول الأفريقية. تنتقل عدوى الفيروس كذلك من شخص لآخر إما عن طريق الاتصال المباشر مع الدم الملوث، أو أعضاء الجسم المصاب، أو بشكل غير مباشر من خلال الاتصال مع البيئات الملوثة. وقد ينتقل أيضاً في حال الاتصال المباشر مع جسد المتوفى بالمرض.
الوقاية من فيروس الإيبولا
حالياً لا يوجد علاج يتوافق عليه لهذا المرض، لذا عند الاشتباه بأي حالة عدوى تُنقل فوراً إلى أقرب مركز صحّي لتطبيق العلاج الطارئ الذي يعتمد حتى الآن على إمداد الجسم بالسوائل المناسبة تعويضاً عن الجفاف اللاحق بها.
تم الحديث عن بضعة لقاحات وأدوية لعلاج الإيبولا ولكنها لم تثبت فعاليتها. لذلك يجري العمل على إيجاد الدّواء المناسب في عدد كبير من الجامعات والمختبرات، منها جامعة أوكسفورد Oxford البريطانية، حيث بدأ فريق من العلماء اليوم بتنفيذ اختبارات على متطوّعين باستخدام دفعة جديدة من اللّقاحات، يُتوقّع أن تشكّل الحل الأفضل للأزمة.
الاختبارات هذه تستغرق عادةً سنوات من البحوث والتّجارب قبل أن البدء بتصنيعها وتوزيعها، ولكن خطورة الوضع اختصرت الوقت بطريقة قياسيّة، وقد يتوفّر 10،000 جرعة منها مع نهاية السّنة، في حال نجاح التّجارب طبعاً.
الإجراءات المتخذة في بعض الدول
كانت منظمة 'أطباء بلا حدود' قد أطلقت حملة للتدخل الطبي العاجل في دول غرب أفريقيا، لا سيّما أن النظم الصحية لبعض هذه الدول غير مهيأة لمواجهة الوضع المستجدّ. في المقابل، تأخذ الدول الأفريقية المجاورة لغينيا إجراءات متشددة، مثل فرض الحجر الصّحي وإغلاق المدارس لمنع انتشار الفيروس.
أعلنت سيراليون حال الطوارئ واستدعت قوات الأمن لفرض حجر صحي على ضحايا الإيبولا، وأغلقت ليبيريا حدودها ومنعت التجمّعات. كذلك بدأت البلدان الثلاث بإجراء فحوص دقيقة وعمليات تصوير للمسافرين في المطارات بحثاً عن مصابين، كما أن هذه البلدان تقوم بتتبّع حركات مواطنيها وتلاحق من تشك في تعرّضهم للفيروس فتفتّش منازلهم وتعزلهم عن عائلاتهم إلى أن يتم التّأكد من عدم إصابتهم.
خصّصت أوروبا من جهتها قرابة 3.9 مليون يورو لمكافحة انتشار الفيروس، وسترسل أمريكا جنوداً، واختصاصيين صحّيين، ومساعدات وأدوية إلى غرب أفريقيا كما ستنشئ هناك مستشفيات ميدانيّة لاستقبال المرضى. في حين جرى نشر اختصاصيين في الحجر الصحّي في المطارات الكبرى في الولايات المتّحدة الأمريكية تحسّباً لكلّ طارئ.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...