شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"مطار بدّه طيارة لتوصله"... لماذا ترغب إسرائيل في فتح "رامون" أمام الفلسطينيين؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحريات العامة

الخميس 21 يوليو 202204:21 م

عقب تكهنات متزايدة في الأسابيع الأخيرة، أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم"، الخميس 21 تموز/ يوليو، بأن مطار رامون الإسرائيلي الدولي يستعد لأولى رحلات سفر الفلسطينيين للخارج عبر إسرائيل وليس الأردن، بزعم إظهار "حسن النوايا" تجاه الفلسطينيين ومحاولة "تسهيل" سفرهم.

وفق الصحيفة الإسرائيلية، تتأهب هيئة المطارات في إسرائيل لتشغيل أولى الرحلات الجوية الدولية للفلسطينيين في آب/ أغسطس الوشيك، وذلك من رام الله إلى إسطنبول عبر مطار رامون وعلى متن طائرة شركة "بيجاسوس" التركية. وقالت إنه إذا "أتت المبادرة ثمارها، فستكون خطوة تاريخية".

يتزامن الخبر مع معاناة آلاف الفلسطينيين القادمين من الخارج، منذ نحو أسبوعين، أزمة خانقة على جسر الملك حسين (معبر الكرامة) الذي هو وسيلة الفلسطينيين للسفر للخارج.

وأقر المسؤولون الأردنيون بأن المعبر يشهد "اكتظاظاً غير مسبوق"، أحالوه لعوامل عدة، بينها: انقطاع السفر لمدة عامين خلال جائحة كورونا، وعطلة المدارس، وعودة المغتربين، وإجازة الصيف، وأخيراً عدم استجابة الجانب الإسرائيلي لمتطلبات التعامل مع الأعداد الزائدة من المسافرين بما في ذلك قصر أوقات الدوام لديه وقلة أعداد موظفيه.

مناورة سياسية أم بحث عن مكسب اقتصادي؟

خلف الخطوة الإسرائيلية، وهي "خطوة تجريبية" تنتظر "الضوء الأخضر" من وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، الكثير من الخلفيات والأسباب وأيضاً الأهداف التي ترمي إسرائيل إلى "ضربها بحجر واحد" على ما يبدو.

"خطوة تجريبية" تنتظر "الضوء الأخضر" من غانتس… لماذا يحاول الإسرائيليون تشغيل مطار رامون لرحلات الفلسطينيين الخارجية؟

بينما تذكر التقارير الإسرائيلية المختلفة أن المقترح الإسرائيلي "جزء من سلسلة من مبادرات ‘حسن النية‘ تجاه الفلسطينيين، عقب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة للمنطقة"، إلا أن محللين ومصادر فلسطينية يشددون على وجود "مناورة سياسية" و"مصلحة اقتصادية" خلفه.

منذ افتتاحه في كانون الثاني/ يناير عام 2019، لم يحظ مطار رامون الصحراوي، الذي كلّف إسرائيل أكثر من ملياري شيكل (نحو 600 مليون دولار أمريكي) بهدف تخفيف الضغط على مطار اللد، بإقبال من المسافرين الإسرائيليين. 

وخلال العامين الماضيين، إثر جائحة كورونا، كان المطار خاوياً تماماً. ولا يزال يكافح لاستقطاب المسافرين منذ عودة حركة السفر قبل نحو ستة أشهر. وهذا ما دفع مسؤولاً (لم يُذكر اسمه) للتأكيد لـ"يسرائيل هيوم" أن إدارة المطار ترحّب بمقترح تسفير الفلسطينيين.

فكرة تقديم الأشياء "العاطلة" لدى الإسرائيليين إلى الفلسطينيين، حتى لمجرد تحسين صورة إسرائيل كسلطة احتلال، ليست جديدة. أحد أبرز الأمثلة عليها كان عرض إسرائيل منح أكثر من مليون جرعة من لقاحات كورونا للسلطة الفلسطينية تبين لاحقاً أن صلاحيتها كانت على وشك الانتهاء.

هذه المرة، هناك هدف آخر تكهنت به تقارير إعلامية، بعضها بثته هيئة البث الرسمية (مكان)، وهو "اشتراط" إسرائيل ألا تتخذ السلطة الفلسطينية أي إجراء ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.

إلى ذلك، تشدد "يسرائيل هيوم" على أن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين يعكفون على فحص جميع جوانب القضية راهناً، بما في ذلك عمليات تفتيش الركاب قبل دخول إسرائيل، وتحديد من سيكون مؤهلاً من الفلسطينيين للسفر عبر المطار الإسرائيلي، ومن سيكون منوطاً بها تقديم خدمات ما قبل الرحلة وما شابه.

وتابعت: "من المتوقع أن تتم عملية نقل الفلسطينيين إلى مطار رامون في إطار عملية منظمة ومراقبة". في هذا الصدد، أوضحت الصحافية الفلسطينية رنا أبو فرحة أن "الوصول إلى المطار سيكون من خلال حافلات مخصصة تحتاج إلى تصريح، ولن يكون مسموحاً لمن لديه ‘منع أمني‘"، وهو أحد أشكال العقوبات التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين الذين تعتبر أنهم يمثلون خطراً على أمنها.

"لن أدعم اقتصاد الاحتلال"... أعرب فلسطينيون عن رفضهم السفر عبر المطار الإسرائيلي أولاً لعدم "إنعاش اقتصاده" وثانياً بسبب صعوبات لوجيستية أبرزها بُعد المطار الإسرائيلي والحاجة لـ"تصريح أمني" وتعقيد عمليات التفتيش فيه

السلطة ترفض

وأعربت السلطة الفلسطينية علناً عن رفضها المخطط الإسرائيلي على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة النقل والمواصلات، موسى رحال، الذي قال لشبكة "قدس الإخبارية" المحلية: "الموقف الرسمي الفلسطيني يرفض هذا المخطط، خاصة أنه من طرف واحد، ويعزز سياسة الفصل العنصري التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين".

وزاد رحال أن السلطة سبق أن طالبت إسرائيل بتسليمها مطار قلنديا (القدس)، وإعادة إعمار مطار غزة، والسماح ببناء مطار ثالث في الضفة الغربية المحتلة، لتسهيل حركة الفلسطينيين. وهي الطلبات التي لم تتحقق إلى الآن.

فضلاً عن ذلك، ألمح رحال إلى محاولة إسرائيل إنعاش الحركة في مطار رامون عبر إجبار الفلسطينيين على السفر منه، منبهاً إلى أن تنظيم رحلات هذا المطار سيكون بسيادة إسرائيلية كاملة ودون أي دور فلسطيني أو التزام بالاتفاقيات الموقعة مع السلطة، وأن تنظيم تلك الرحلات من شأنه أن يحرم الفلسطينيين المسموح لهم بالسفر من مطار اللد من التوجه إليه.

كما اتهم "الاحتلال تعمّد مؤخراً التنكيل بالفلسطينيين، على معبر الكرامة، من أجل توجيههم لاستخدام مطار رامون".

وأشار مواطنون إلى أن رفض السلطة راجع لاعتبارات سياسية أخرى، أبرزها "الحفاظ على العلاقات مع الأردن وعدم إضعافه".

"لاعتبارات سياسية بينها الحفاظ على العلاقة مع الأشقاء الأردنيين"... السلطة الفلسطينية ترفض المقترح الإسرائيلي بتسفير الفلسطينيين عبر مطار "رامون"، وتتهم: "الاحتلال تعمّد مؤخراً التنكيل بالفلسطينيين، على معبر الكرامة، من أجل توجيههم لاستخدام مطار رامون"

فلسطينيون يرفضون "دعم اقتصاد المحتل"

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، رفع فلسطينيون شعار "ننفق أموالنا في مطارات الأردن أفضل من المحتل"، لافتين إلى أنه "حتى الإسرائيليون يأنفون مطار رامون".

من هؤلاء موسى ناصر الذي غرّد: "لن أدعم اقتصاد الاحتلال. سأتحمل مشقة الجسور وأدعم الاقتصاد العربي الأردني وأستخدم مطار الملكة علياء وأدفع تكاليف أكثر لكن فلوسي بتروح لأردني شقيق مش لإسرائيلي محتل".

وأشار آخرون إلى رفضهم لأسباب لوجيستية أبرزها أن الذهاب للمطار بحاجة إلى "رحلة لحالو" إذ يبعد عن أقرب مدينة في الضفة ثلاث ساعات بالسيارة على الأقل. كتب أحدهم: "ساعة للأردن أهون من 3، 4 ساعات طريق بالسيارة للمطار بس". عبّر معلقون عن هذه الصعوبات ساخرين "مطار بده طيارة لتوصله".

وأكد خلدون البرغوثي، الصحافي المختص في الشأن الإسرائيلي، لموقع "بالغراف" أن الخطوة الإسرائيلية "تبدو في ظاهرها خطوة لتسهيل حياة الفلسطينيين بغية تحسين صورة الاحتلال أمام العالم بينما هي في باطنها خطوة لإنقاذ هذا المشروع المكلف والذي فشل في أن يكون مطاراً دوليا آخر، وتحصيل مكاسب اقتصادية من خلال تشغيله عن طريق الفلسطينيين".

وأردف: "في الواقع، هي تحاول إخفاء واقع الاحتلال؛ إخفاء تحكمها التام بتحرك الفلسطينيين وسفرهم إلى الخارج وحرمانها أيضاً الكثير منهم من السفر".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard