شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
من يحكم النفط الليبي؟... صنع الله يواجه الدبيبة مستعيناً بميلشيات طرابلس

من يحكم النفط الليبي؟... صنع الله يواجه الدبيبة مستعيناً بميلشيات طرابلس

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 14 يوليو 202203:38 م

"عندما يختلف اللصوص، تظهر المسروقات".

 هذا تحديداً ما حدث خلال الساعات الأخيرة في ليبيا، التي "فات من لم يزرها الجو كله".

عودة من الحج للسلاح

لم يتأخر رد مصطفي صنع الله رئيس مؤسسة النفط الحكومية الليبية على قرار عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة المؤقتة في العاصمة طرابلس بإقالة الأول من منصبه، إذ ظهر صنع الله برفقة عناصر من الميلشيات المسلحة داخل مقر المؤسسة في طرابلس، بعد ساعات عدة من عودته من أداء مناسك الحج.

في المقابل احتشدت ميلشيات أخرى خارج مقر المؤسسة وطوقته، إذ فرضت قوات حماية الدستور مدعومة بالقوة المشتركة مصراتة، سيطرتها على المقر وطالبت مصطفي صنع الله بتسليم نفسه.

لم يتأخر رد مصطفي صنع الله رئيس مؤسسة النفط الليبية على قرار عبد الحميد الدبيبة بإقالة الأول من منصبه، إذ ظهر صنع الله برفقة عناصر من الميلشيات المسلحة داخل مقر المؤسسة في طرابلس، بعد ساعات عدة من عودته من أداء مناسك الحج

وأعلنت قوات حماية الدستور محاصرة مقر مؤسسة النفط، مشيرةً إلى تلقيها أوامر بالقبض على صنع الله وتسليمه للعدالة، مؤكدة بذلك احتمال حدوث صراع مفتوح للسيطرة على المؤسسة الحكومية المنتجة للنفط في البلاد.

وفي إعلان تمرد رسمي غير مسبوق، قال صنع الله الذي يترأس مؤسسة النفط منذ 2014، أن المؤسسة محايدة بحسب القوانين ولا تتبع للدبيبة.

ورفع صنع الله الذي يتمتع بعلاقات وطيدة مع شركات النفط الأجنبية العاملة في ليبيا شعار "أنا من وبعدي الطوفان"، وأكد في كلمة مصورة وجهها إلى الشعب الليبي قبل بضع ساعات، أنه باق في المؤسسة ولا أحد يستطيع التعدي على مقرها.

تهديدات مسلحة

وفي تهديد باستخدام القوة لمنع إطاحته، قال صنع الله عقب عودته من الحج: "تعليماتي مشددة ومن سيقترب من سور المؤسسة لا يلوم إلا نفسه".

وخاطب الدبيبة: "احترم نفسك واحترم العهد، ولن أتكلم في هذا الأمر مرة ثانية وإلا هتزعل"، في تهديد بكشف المستور، وأضاف: "إلزم حدودك واحترم نفسك. آخر مرة أدير هكي، إنت شغلت كل عيلتك وشغلت حتى جار شراي حمارتنا".

وتابع "لو عندك أخلاق قابل عدوك ولا تدار له من الخلف، فلوس النفط توزعها على القنوات الإعلامية وتترك الشعب الليبي بلا عمل ولا خبز". لافتاً إلى أنه لا توجد وزارة خارجية والدبيبة ترك الكفاءات وعيّن أبناء أخته وأقاربه وجيرانه سفراء.

صنع الله للدبيبة: "إلزم حدودك واحترم نفسك. آخر مرة أدير هكي، إنت شغلت كل عيلتك وشغلت حتى جار شراي حمارتنا. صقع عليك وإنت متحزم بالإمارات"

وقال صنع الله: "سننسق مع محافظ مصرف ليبيا المركزي ولن يكون هناك أي تواصل مع الدبيبة"، واعتبر أن قرار تشكيل مجلس إدارة جديد لمؤسسة النفط باطل وغير شرعي، وأنها محمية بالقانون الوطني والدولي.

وطالب الدبيبة باحترام مؤسسة النفط، وادعى أن إقالته من رئاستها محاولة لإرضاء الإمارات على حساب الشعب الليبي، ولضمان البقاء في رئاسة الحكومة. لافتاً إلى أن المؤسسة "صقع عليك وأنت متحزم بالإمارات".

غموض أمريكى جديد

وفي استمرار للمواقف الأمريكية الغامضة التي تبقي على إدارة الصراع، اكتفى السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، الذي لا يزال يمارس عمله من تونس المجاورة نظراً لاعتبارات أمنية، بالإعلان عن أنه يتابع "بقلق بالغ" التطورات المحيطة بمؤسسة النفط، التي قال إنها تعتبر حيوية لاستقرار ليبيا وازدهارها، وظلت مستقلة سياسياً وكفوءة تقنياً تحت قيادة مصطفى صنع الله.

وقال في بيان نشرته السفارة الأمريكية عبر تويتر، إنه يجوز الطعن في قرار استبدال مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في المحكمة، ولكن "يجب ألا يصبح موضوع مواجهة مسلحة". مشيراً إلى أن اعتبارات السياسة العامة الرئيسية لليبيا في هذا الصدد، هي إعادة إنتاج النفط والغاز من أجل معالجة القضايا الملحة التي تؤثر على حياة كل ليبي، وخاصة نقص الكهرباء، ضمن آلية ليبية معمول بها لإدارة ومراقبة الإيرادات بشفافية.

وتساءل: "هل سيدرك القادة الليبيون من جميع الأطراف أن هذه التطورات تُظهِر مرة أخرى الحاجة الملحة للإرادة السياسية، للتوصل إلى حل وسط وتهيئة المرحلة الفورية للمصالحة والانتخابات؟".

بدورها، أكدت لجنة الطاقة في مجلس النواب شرعية مجلس الإدارة الحالي لمؤسسة النفط، وقالت في بيان إن قرارات الحكومة "لا يعتد بها"، واعتبرت أن كل المحاولات التي تقوم بها حكومة الوحدة هي "صفقات سياسية مشبوهة لخلط الأوراق وتأزيم الوضع السياسي والاقتصادي للدولة الليبية".

وبعدما قالت إن قرارات الحكومة السابقة لا يعتد بها، باعتبارها صادرة عن جهة غير ذات صفة، أوضحت أنها لن تؤدي إلا للانقسام في أهم القطاعات الحيوية في البلاد.

قصة الإقالة

وأصدرت حكومة الدبيبة الثلاثاء، 12 يوليو/ تموز،  القرار رقم 642 بشأن تعيين فرحات بن قدارة محل صنع الله، رئيساً لمؤسسة النفط، واستبدلت أربعة آخرين في مجلس الإدارة، وألزمت الجهات المختصة العمل به وتنفيذه منذ تاريخ صدوره، وإلغاء كل حكم يخالفه، ثم شكلت لجنة لإدارة الانتقال.

وأصبح صنع الله، الذي عيّنته حكومة سابقة في منصبه عام 2014، رمزاً مهماً جنباً إلى جنب مع محافظ البنك المركزي "الصديق الكبير"، في الحفاظ على تدفق الإيرادات للحفاظ على استمرار الخدمات الحكومية خلال الصراع.

مخاوف ومحاذير

ويرى محللون أن تعيين بن قدارة، الذي كان قبل عام 2011 محافظاً للبنك المركزي، وهو حليف معروف لحفتر، لإدارة مؤسسة النفط بدلاً من صنع الله، قد يكون محاولة من قبل الدبيبة لترسيخ وضعه في طرابلس، كما يعني الصراع على السلطة أن القرارات المهمة مثل تغيير مجلس إدارة المؤسسة قد تواجه معارضة شرسة.

يذهب تحليل أمريكى إلى أن نجاح دبلوماسية الرئيس الأمريكى جو بايدن النفطية في الشرق الأوسط أو فشلها يتوقف على ليبيا، إذ يعتقد بين فيشمان أن زيادة الإنتاج السعودي من النفط لا يعني الكثير بالنسبة للاحتياجات الدولية إذا ظل الإنتاج الليبي غير موثوق به.

وأوضح أن تكثيف التعامل الأمريكي مع ليبيا الذي طال انتظاره لا يتطلب تنازلات أخلاقية. ويمكن أن يؤدي تحقيق الاستقرار في ليبيا إلى عودة نحو 500 ألف ومليون برميل في اليوم إلى السوق بسرعة، كما سيوجه ذلك ضربة إستراتيجية لروسيا، التي نشرت مرتزقة فاغنر لفترة دامت ثلاث سنوات على الأقل في الداخل الليبي.

وتعتبر السيطرة على إيرادات ليبيا النفطية من خلال مؤسسة النفط والبنك المركزي هي الجائزة الرئيسية للفصائل المتناحرة منذ انتفاضة 2011، التي دعمها حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، وانتهت إلى فوضى وعنف مستمرين منذ سنوات في ليبيا، عقب إطاحة القذافي.

وتسبب الوضع السياسي الفوضوي، في خسارة 850 ألف برميل من إنتاج النفط هذا العام، بسبب حصار الفصائل المتمركزة في الشرق، ما يلقي الضوء على مخاطر اتواجهها إمدادات الطاقة الرازحة تحت ضغوط عالمية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard