شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
عذابات مع الأزواج والمخابرات... أسرار تكشفها المطربة الإيرانية گوگوش في مقابلتها الأخيرة

عذابات مع الأزواج والمخابرات... أسرار تكشفها المطربة الإيرانية گوگوش في مقابلتها الأخيرة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 19 يوليو 202203:14 م

گوگوش هي المطربة الإیرانیة الشهيرة التي أثارت صخباً کبیراً في الساحة الفنیة، فکانت أکثر المطربات الإيرانيات شهرة خلال العقود الأخيرة, فقبل ثورة 1979 في إيران کانت حیاتها الخاصة موضوعاً للصحافة الإيرانية، وبعد الثورة عندما کانت ممنوعة من الغناء لمدة 20 عاماً، وخلال العقدین التالیین حينما کانت مغتربة لطالما كانت هذه المطربة محطة اهتمام.

مقابلة گوگوش الأخیرة مع الصحافية الإیرانية هُما سرشار على قناة "مَن و تو" الفارسیة التابعة إلی الأسرة البَهلویة المخلوعة، أعادتها مرة أخری إلی أعلی سلّم الأخبار. وطرحت گوگوش في هذا اللقاء قضایا جریئة، كما أنها سعت إلی تفنید إشاعات عانت منها 50 عاماً، فأثار حدیثها ردود أفعال کثیرة بين متابعيها ومحبيها.


العقد الأول والثاني من حیاتها

گوگوش و اسمها الحقیقي "فائقة آتَشین" ولدت عام 1950 في طهران من والدين آذريّيْن انفصلا عندما کانت المطربة في الثانیة من عمرها، الأمر الذي ترک أثراً سلبیاً  على حیاتها، وجعلها تعیش حیاة مریرة مع زوجة أبیها.

بدأ والدها، صابر آتشین، عملَه الفني عام 1948 بأداء الأكروبات الرياضي خلف کوالیس المسرح في طهران، ثم خاض مجال السینما الإیرانیة، وکانت صغیرته گوگوش ترافقه إلی هناك وتشاهد الفن. کانت گوگوش فتاة موهوبة، ومنذ صغرها لفتت الأنظار ومثلت في العاشرة من عمرها في أول فیلم في حياتها الفنية کان عنوانه "الملاك الهارب".

حصلت گوگوش علی شعبیة کبیرة لدى الشارع الإيراني الذي کان یقلدها في کل شيء، حتی أن تسریحة شعرها أصبحت موضة لدى الفتیات، وکانت تسمی تلك التسریحة بـالگوگوشیة

لم تكن گوگوش موهوبة في التمثیل فحسب، بل کانت تتمتع بموهبة کبیرة في الغناء، حیث بدأت تدخر المال من خلال ممارسة الغناء. وتقول گوگوش إن زوجة أبیها لم تکن لطیفة معها ومع أخیها، بل کانت تضربهما عند کل صغیرة وکبیرة: "عندما کنتُ في العاشرة من عمري ألقتني زوجة أبي من أعلی السلّم حتی جُرح رأسی بشدة، وذلك لأنی لم ألمّ فراشي فقط. حینها کان لدي عرض في مدینة أخری، وذهبت و رأسي مضمّد، وبعد ذلك حذرتني من أن أخبر أبي فقلت له عند رؤيتي  إنی وقعت من أعلی السلم". كما أجبرتها زوجة أبیها أن تمارس الغناء لجني المال بدل الدراسة التي کانت ترغب بها گوگوش الطفلة، وبالتالي کانت منصة الغناء والمسرح المفرّ الوحید لها.

تزوجت گوگوش في الـ17 من عمرها من شاب یسمی محمود قرباني، وأنجبت منه ولداً اسمه "کامبیز"، ولکن لم یستمر زواجها لأکثر من 6 سنوات.

العقد الثالث من حیاتها

کانت نهایة العقد السادس من القرن الـ20 بدایة نموّ گوگوش وازدهارها في الغناء والتمثیل حیث لقبت بـ"حوتة الموسیقی الإیرانیة"، فصار یلحِّن ويكتب لها کبار الموسیقیین والشعراء في إيران  حتی أحدثت تطوراً کبیراً في موسیقی البوب الإیرانية، وأصبحت مرجعیة یحتذى بها في هذا النوع من الموسیقی. في عام 1973  فازت گوگوش  بجائزة أفضل ممثلة من مهرجان "سِپاس" السینمائي في إیران، حیث وصفها الکثیر من المخرجین آنذاك بأفضل ممثلة في تاریخ السینما الإیرانیة.


حصلت گوگوش علی شعبیة کبیرة لدى الشارع الإيراني الذي کان یقلدها في کل شيء، حتی أن تسریحة شعرها أصبحت موضة لدى الفتیات، وکانت تسمی تلك التسریحة بـالگوگوشیة.

في عام 1975، وقبل 4 أعوام من انتصار الثورة الإسلامية في إيران، دخلت گوگوش في علاقة مع الممثل الإیراني الشهیر آنذاك "بِهروز وُثوقي"، وتزوجت منه لاحقاً، واتهمهما الکثیر بخیانة خطیبة بِهروز، الممثة "پُوري بَنائي". لم يستمر هذا الزواج کثیراً وانفصلا الفنانان بعد 14 شهراً.

في تلك الفترة، انتشرت شهرة گوگوش في دول أخری، وأصبحت تقیم حفلات في مختلف الدول، ومن أهم عروضها في الخارج کان عرضاً استمر لشهر کامل في العاصمة الفرنسیة باریس ضمن الاحتفالات الوطنیة بمرور 2500 عاماً علی الحکم الملکي في إیران، والتي اشتهرت بـ"شَهر إیران". وكانت گوگوش أول فنانة إیرانیة تغني في برج إیفل الشهیر حیث غنت هناك بالفرنسیة والإنكلیزیة والفارسیة.

وأقامت في 1977 حفلة في العاصمة العراقیة بغداد، وغنّت فيها أغاني لفيروز منها أغنية "بنت الشلبية".


في مجال التمثيل، کان فیلم "طوال اللیل" من إنتاج المخرج الإيراني "پَرویز صیّاد" في عام 1977 آخر فیلم لگوگوش، وکأنه کان یروي قصة حیاتها، تلك المرأة المنفصلة التي لم یحق لها زیارة ابنها أکثر من مرة واحدة في الأسبوع وسط حیاة یتابع الجمهور کل مجریاتها.

تزوجت گوگوس قبل الثورة الإسلامیة من "هُمایون مِصداقي"، وذهبت برفقته إلی الولايات المتحدة، ولم تعُد إلی إیران مجدداً حتی اندلاع الثورة، حیث عادت إلى البلاد من أجل ما وصفته بإدمان زوجها الشدید على الکوکائین، وفقاً لمقابلتها الصحافیة الأخیرة.

وتقول گوگوش في هذه المقابلة إن الحکومة الجدیدة في إيران قد جعلت من علاقتها بالنظام السابق ذریعة لنشر الإشاعات ضدها واتهامها بالتعاون مع السافاك (منظمة الأمن والاستخبارات في عهد نظام الشاه) في قضیة تعذیب رجل الدين المناضل آیة الله طالقانی، حتی أن والدة زوجها قالت له "انفصلْ عنها لأن وجودك معها مجازفة"، وفق قولها. مع ذلك فإن إدمان زوجها هُمایون جعل گوگوش  تعود إلی إیران رغم المخاطر الجمة، ولأنها کانت علی یقین بأن تلك الاتهمامات لیست سوی إشاعات ولا صحة لها. ولکن فور دخولها إیران اعتُقلت في المطار، وقضت أکثر من شهر في السجن، ثم أصبحت محظورة من الغناء والخروج من البلاد.

العقدان الرابع والخامس

عاشت گوگوش حیاة هادئة في تلك العقدین حتی تزوجت في التسعینیات من القرن الماضي من المخرج الإیراني الشهیر "مسعود کیمیائي" بعد أن انفصلت من هُمايون. أدی هذا الزواج إلی تعلیقات وانتقادات واسعة، حیث اعتبره الجمهور الإيراني خیانة لزوجة كيميائي "گیتي پاشائي" التي توفیت إثر إصابتها بالسرطان.


گوگوش ومسعود كيميائي

وتعليقاً علی تلك الإشاعات تقول گوگوش في مقابلتها مع هُما سرشار إن کیمیائي کان یتعاطى المخدرات،  وإنها وقعت مرة أخری في فخ المخدرات، ثم وعدها زوجها المدمن بإخراجها من البلاد، والتمثیل في السینما والغناء من جدید.

وتضيف گوگوش: "بعد الخروج من البلاد برفقة زوجي مسعود وابني، أقمت العدید من الحفلات التي حظیت بإقبال کبیر، ولکنه لم یعطني المال الذي قد وعدني به، بل ترکني وحیدة في کندا،  وعاد إلی إیران. حینها اکتشفت أن مسعود کان قد أخرجني من البلاد بطلب من وزارة الأمن والاستخبارات الإیرانیة التي طلبت مني فی ما بعد ألا أعود إلی إیران أبداً".

أثار الحدث آنذاك الکثیرَ من الأحاديث عن مسعود کیمیائي حیث قال الکثیرون إن کیمیائي کان قد التقی بمدبر جرائم القتل المتسلسل "سعید إمامی"، وطلب والأخیر منه إخراج گوگوش من إیران.

كانت حفلات گوگوش علی مرّ العقدین السابقین مکتظة دائماً بالجماهير، وأصبحت خلال العقود الخمسة الماضیة رمزاً ثقافیاً لإیران، ولا تزال تعتبر إحدی أکثر الفنانات الإیرانیات شعبیةً

لكن کیمیائي قال رداً على تلك التعليقات في ذلك الوقت إنه رفض طلب سعید إمامی وقتها، وإنه قام بإخراج گوگوش بعد وفاة إمامي. كما قال موظف سابق في وزارة الاستخبارات الإیرانیة في مقابلة له عام 2005 تعليقاً على الموضوع إن "وزارة الاستخبارات کما کانت تعمل علی إعادة أولئك الهاربين من إيران، کانت تعمل أيضاً علی إخراج الوجوه البارزة والشخصیات الشهیرة من الداخل، وگوگوش کانت منهم".


مسعود كيميائي وابنه پولاد

أثارت مقابلة گوگوش  ردود فعل واسعة، کما رد ابن زوجها مسعود من زوجته السابقة، "پولاد کیمیائي" علیها قائلاً إن لم تفسح له قناة "من و تو" مجالاً للرد فإنه سيفضح هذه الأکاذیب في وسائل أخری. وقال بولاد إن لديه الكثير ليقوله عن تلك السنوات التي قضاها هو ووالده مع گوگوش، وأضاف أنها تكذب بشأن الأموال التي كانت تجنيها من الحفلات في كندا. كما قال بولاد بأن والدته لم تتوفّ ليس بسبب السرطان فقط، بل ما تسبب في وفاتها هي الضغوط والمشاكل النفسية.

العقدان السادس والسابع

تروي گوگوش في مقابلتها الأخيرة،  أنها بعد أن ترکها مسعود کیمیائي وحیدة في کندا، واجهت الکثیر من المشاکل القانونیة في الإقامة، ورغم ذلك قررت ألا تعود إلی إیران مجدداً.

كانت حفلات گوگوش علی مرّ العقدین السابقین مکتظة دائماً بالجماهير، وأصبحت خلال العقود الخمسة الماضیة رمزاً ثقافیاً لإیران، ولا تزال تعتبر إحدی أکثر الفنانات الإیرانیات شعبیة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image