شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
عشق سيء السمعة

عشق سيء السمعة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مجاز

السبت 16 يوليو 202211:07 ص

الأبدية، طريق طويل إلى إيثاكا

 

لا بدّ لي أن أعترف بكلّ شجاعةٍ

أنّني حبيبة غير جيدةٍ، فأنا قلقة دائماً

والقلق خصلة عشقٍ

سيئة السّمعة.


هناك ولدتُ

في مساكن مطارٍ عسكري

وهذا لا شأن له بالعشق والقصائد

له علاقة - فقط - بقلقٍ يعلو قوةً صوت الطّائرات، واضح إذاً كم كانت

طفولتي

قلقةً.


عندما حِضتُ للمرة الأولى

اختبأت أسفل السّرير أعضّ يدي

لأكتم صوت بكائي، في اليوم التّالي

أخبرت أمّي بقلقٍ أنّي قد أموت

وبّختني قائلةً: ستموتين

لو تكلمت مع الرّجال.

وبتجهمٍ

أكّدت قريباتنا وجاراتنا مقولة أمّي

هناك ولدتُ، في مساكن مطارٍ عسكري، وهذا لا شأن له بالعشق والقصائد، له علاقة - فقط - بقلقٍ يعلو قوةً صوت الطّائرات... مجاز الأبدية

من يومها كلّما قال لي رجل:

"مرحباً"، أعضّ يدي

وأركض قلقةً أن

يقتلني!


في المراهقة

كانت عمتي تقصّ ضفائري

بتسريحةٍ أقرب لأكون  بها "مصطفى"

وكانت أمّي توصيني دائماً  بألّا أضحك

كنت قلقةً دوماً أن تفلت مني ضحكةً

على طريق مدرستي

فأرسب في

صفي!


ذات صباح

من غير قصدٍ كرجتْ ضحكتي أمامي فأمسك بها زميلي قائلاً  بدهشةٍ:

"أوف ضحكتك شو حلوة"

فشكوته للمدير، وأكملت

مدرستي الثّانوية

أعاني فوبيا قلقٍ

أن تعلم

أمّي!

عندما حِضتُ للمرة الأولى، اختبأت أسفل السّرير أعضّ يدي، لأكتم صوت بكائي، في اليوم التّالي، أخبرت أمّي بقلقٍ أنّي قد أموت، وبّختني قائلةً: ستموتين لو تكلمت مع الرّجال... مجاز

في الجامعة

كان القلق زميلي وأستاذي

يخرج من كوب النّسكافيه

من المحاضرات ومن الطّريق

زميلاتي المحجبات رأين أنّي قد أدخل النّار، وعليّ القلق جدياً كوني سافرةً، بينما

المتحررات قلن إنّي أنثى طموحة

لكن قلقة، إذْ تنقصني الجرأة

وعلاقة جسدية

لأكتمل!


حبيبي الأول

كان بسيطاً طيباً

أحبّ أصابعي، وقبل انقضاء عامٍ

افترقنا لشدّة ما منعت عنه يدي

لم يكن يفهم قلقي الشّديد

من أنْ تصبح يدي حبلى

لو قبّلها!


ثمّ

لم يتغير شيء

بمزيدٍ من القلق تابعت حياتي

من عيون مديري، من يدّ سائق التّكسي

من جارٍ يشتم زوجته ويضع "أحببته" على صورتي الشّخصية

من مجتمعٍ يراني فاشلةً

كوني لم أصبح عروساً بعد

من الحرب، والنّقود النّاقصة في حقيبتي دوماً، من العتمة

من غربةٍ في وطني

والآن منك!


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image