شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
نسخة عربيّة من كاسا دي بابيل والسيسي ساحر الاختفاء والظهور... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

نسخة عربيّة من كاسا دي بابيل والسيسي ساحر الاختفاء والظهور... عصارة الأسبوع في 7 أخبار

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 3 يوليو 202206:56 م

بالونات الأوبئة العابرة للحدود

اتهمت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية بأن الأخيرة مسؤولة عن تفشي فايروس كوفيد-19 في البلاد، والسبب، هو أشياء غريبة "ظهرت" على الحدود الفاصلة بين البلدين، وتسببت بانتشار العدوى  بين صفوف شعب كيم جونغ أوم المحصن ضد كل شيء. لم تحدد التصريحات بدقة ما هي الأشياء الغريبة بدقة، لكنها أشارت إلى بالونات وجدت على الحدود بين الكوريتين، وربما هي السبب.

حاولنا في المقتطف أن نرصد أجسام غريبة أخرى قادرة على حمل الفايروس دون أن تثير الشبهات عبر الحدود الدوليّة، وذلك حرصاً من على دعم نظريات المؤامرة التي ترى أن كوفيد-19 ليس إلا سلاحاً بيولوجياً، ووصلنا إلى القائمة التالية:

1-      الحيتان التي تموت على شطآن أوروبا والتي من الممكن أن تكون محقونة بالفايروس عبر غواصات تلاحقها طوال رحلاتها عبر المحيطات.

2-      أطنان الحبوب المخدرة القادمة من الشرق الأوسط والتي يمكن تغليفها بطبقة كوفيد-19، ما يسهل  انتشار الوباء والإدمان في ذات الوقت.

3-      سترات النجاة التي يرتديها اللاجئون عبر البحار. من الممكن أن يحتوي الهواء الذي تنفخ به على الفايروس، ما يسهل انتشاره في كل أنحاء العالم.

قيس سعيد يعطي في الدستور الجديد لنفسه صلاحية التحكم بأوقات الذهاب إلى التواليت، وعدد المرات التي يجب تمضع فيها اللقمة، وكمية المياه التي يجب أن يستهلكها كل تونسي، قيس سعيد الرئيس الاستثنائي في الزمن استثنائي... عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد

إصبع بعين فان غوخ لحماية الكوكب

فجأة، اكتشف الناشطون البيئيون سوق الفن، وتحولوا من فناني أداء، يستخدمون أجسادهم للاحتجاج ضد ما يشهده الكوكب من تلوث، إلى مخربيّن محترفين، فمؤخراً قام أحدهم بتلطيخ الموناليزا بالكريمة، وحالياً قام ناشطان بمهاجمة لوحة "بيتش تيرز" لفان كوخ الموجودة في صالة عرض في لندن، إذ قام كل واحد منهما بإلصاق يده بإطار اللوحة، احتجاجاً على بناء منشآت جديدة للوقود الأحفوري.

لن نشير إلى البذاءات المشينة التي خطرت ببال محرري المقتطف حين قرأوا هذا الخبر، لكننا نحيي هؤلاء الناشطين، و خصوصاً استهدافهم لسوق الفن، فقاعة غسيل الأموال والتهرب الضريبي التي ما زالت مستمرة منذ الستينيات إلى الآن دون أن تتأثر، ونحضهم على مهاجمة مساحات أشد إشكالية، كلوفر أبوظبي،  كل الملاعب والمنشآت الرياضية في قطر، مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، وغيرها من الصروح الفنيّة والثقافيّة، لكننا لا نضمن ذات رد الفعل الذي قامت به السلطات البريطانيّة، أعضاء الجسد مهددة في هذه البلدان التي لبعضها سوابق في التقطيع ونشر الأعضاء.

السيسي لاعب الخفة الذي يخفي من يريد أمام أعين الجمهور

الواضح أن السيسي اكتشف مهنة جديدة لم تلفت الانتباه حين بدأ بممارستها،  لكن احترافه لها أصبح محط الأنظار، إذ اكتشفنا أن السيسي أصبح لاعب خفة، قادراً على إخفاء أي أحد من على خشبة المسرح أو شاشة التلفاز عبر فرقعة أصابعه، ليدخل الجمهور بعدها في دهشة: كيف تمكن من ذلك؟ أين اختفى إيمان البحر درويش؟ أين اختفت آمال ماهر ؟

خصوصاً أن السيسي ضمن عرض السحر هذا فتح السوق أمام لاعبي خفة آخرين لممارسة هذه الخدعة، ما قد يعني تشجيع أشخاص ومؤسسات على امتهان هذه الممارسات، فإخفاء المواطنين دون محاسبة أو التفكير بمصيرهم شأن مغري ولا يمكن تفويت تجربته، خصوصاً أن الساحة العربية شهدت عروض خفة أكثر تأثيراً، كتقطيع الأجساد دون القدرة على إعادة تركيبها، و ألعاب نارية قادرة على الفتك بأحياء بأكملها بلمح البصر، كل هذا للتخفيف عن الجمهور والحفاظ على الحماس (والخوف) في قلوب المشاهدين.

عن النسخة العربية من لا كاسا دي بابيل

بدأت الأخبار تنتشر عن صور النسخة الكورية من المسلسل الإسباني "لا كاسا دي بابيل"، في محاولة لتحويل المسلسل إلى "موضوعة" يمكن لكل بلد أن ينتج نسختها منها، الشأن الذي آثار فضول ومخيلة محرري المقتطف حول النسخة العربية في حال قرر أحدهم إنتاجها، لذا هنا بعض التساؤلات التي من المفترض الإجابة عنها قبل البدء بكتابة السيناريو العربيّ:

1-      أي بنك مركزي ستقرر جماعة اللصوص سرقته، وما هي جنسياتهم ؟ كون البنوك العربية نصفها فارغ "مصر، سوريا، لبنان."، و النصف الآخر  لا يحوي كلّ أموال الدولة "الإمارات، قطر، السعوديّة... الخ"؟

2-      كيف يضمن اللصوص عدم قتلهم مباشرة مع الرهائن في حال اقتربوا من أي بنك عربي؟

3-      من هي السلطة التي ستحافظ على حياة الرهائن مقابل التفاوض مع اللصوص؟

4-      قناع أي فنان عربي سيرتديه اللصوص؟ عادل إمام ؟ دريد لحام؟ ناصر القصبي؟

5-      ما هي أسماء العواصم العربية التي سيتبناها اللصوص؟ دمشق؟ الرياض ؟ بيروت؟ القاهرة؟ و هل سيكون هناك دلالات طائفية ودينيّة مرتبطة بالأسماء؟

احتار المنتجون في شأن النسخة العربية من كاسا دي بابيل، أي بنك يجب السطو عليه في العالم العربي؟ فالبنوك نصفها فارغ والنصف الآخر لا يحوي كل ميزانية الدولة، بانتظار كاتب سيناريو فذّ يحل هذه الإشكالية الدراميّة... عصارة الأسبوع في المقتطف الجديد

نحو صلاحيات أوسع لقيس سعيد

أصبح بإمكاننا الآن فهم مشروع الرئيس التونسي الاستثنائي قيس سعيد، فبعد نشر مشروع الدستور الجديد، وطبيعة السلطات التي أوكلها إلى نفسه، يمكن القول إن سعيد يسعى لأن يتحول إلى ضابط التونسيين بأكملهم، صاحب القرار النهائي والأوحد، ممثل السلطة التي لا يعلو عليها شيء، منيع على المحاسبة، محصن ضد الانتقاد، و من هذا المنطلق، نطلب من المكتب الرئاسي في تونس أن يتواصل مع سعيّد، في سبيل منح نفسه سلطات أوسع، كتحديد زمن الدخول إلى بيت الخلاء، و ضبط عدد المضغات في الفم قبل بلع أي لقمة طعام، وتحديد كمية المياه التي يجب على الفرد استخدامها في حال أراد أن يستحم.

نتفهم رغبة سعيد بأن يقود البلاد والشعب نحو المستقبل، لكن أرجوك سيادة الرئيس، الشعب بدونك عاجز كلياً، لذا نرجوا منك أن تتكرم وتحدد لنا بدقة عدد الأنفاس التي يمكن أن أخذها في اليوم الواحد، والزمن القياسي للاستمناء، وطبيعة الكتب المسموح بقراءتها، وعدد الكلمات المسموح بلفظها في اليوم الواحد، لا لشيء، بل للتأكيد على صلاحياتك العابرة للقانون والمؤسسات والكلمات والأجساد.

نظف أسنانك جيداً لتحارب روسيا

امتدت أزمة الحبوب والغاز والطاقة التي يمر بها العالم بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، لتصل إلى عيادات أطباء الأسنان، إذ تواجه الولايات المتحدة وأوروبا أزمة في تأمين غازي أكسيد النيتروجين والهيليوم اللذين يستخدمان في عيادات أطباء الأسنان للتخدير وغيرها من الأساليب العلاجية.

نشطاء حماية البيئة يستهدفون الفن وسوقه لنشر الوعي حول خراب الكوكب بسبب الوقود الأحفوري، ننصح هؤلاء الناشطين بالتوجه إلى متاحف قطر والإمارات والسعوديّة لاختبار مدى تسامح هذه الدول مع المخربين

هذا الأثر الذي تركته الحرب على "كل" جوانب الحياة، يدفعنا للتفكير بجدية فيما يحصل، أولاً علينا الاعتناء بأسناننا بشدة، ثانياً، الواضح أن العالم لم يكن مدركاً درجة الاعتماد على روسيا في مختلف جوانب الحياة، أي توزع القوى العالميّ لم يكن واضحاً أمامنا قبل هذه الحرب، لذا نسأل ما دورنا نحن الذين لا ننصاع لتعليمات الأمهات بتفريش أسناننا ثلاث مرات في اليوم، نحن الذين نضيع بين البروباغاند الاستعراضيّة الأمريكيّة و تلك الإنسانوية الأوروبية و الروسية الساخرة؟

لا نحاول في هذا الكلام الانتصار لأحد على حساب أحد، لكن، نحن كمتفرجين وضحايا لهذه الحرب بصورة أو بأخرى، ما الذي يمكن أن نفعله؟ هل يكفي أن نفرش أسناننا ونستهلك البروباغاندا؟ أم نتبنى حماس المرتزقة و نذهب لقتال الدب الروسي على الجبهات؟ أم نكتفي بالصمت، ونترك القرار لأمثال بشار الأسد الذي اعترف رسمياً بلوغانسك ودونيتسك جمهوريتين مستقلتين؟

هل تحول قادة العالم إلى influencers؟

الإجابة عن السؤال السابق، متناقضة، نعم هم يؤثرون في حياتنا وموتنا وقادرين على تغيير مجرى حياتنا، ولا، هم لا يمتلكون السلطة الكلية في بعض أنحاء العالم، والأهم، لا، هم ليسوا مشاهير تيك توك وإنستغرام، لكن الواضح، أن شكل الأداء الرئاسي الجديد تغير،  والتعليقات عليه أصبحت مناكفة و"مجاكرة" أكثر منها "سياسة"، إذ يرصد المتتبع لوسائل الإعلام كيف يتم الترويج لجو بايدن بوصفه عجوزاً على وشك فقدان قواه العقلية، أخبار عن التفاتة خطأ قام بها، أو سهوه عن السلام على أحدهم، أو تعثره أثناء المشي، تنتشر بصورة شبه يوميّة، في سخرية و"إهانة" واضحة لعمره وقواه العقلية. في ذات السياق، نقرأ كيف يتم توجيه الانتقادات لفلاديمير بوتن بسبب صوره وهو عاري الصدر أو يركب حصاناً، كما تترافق هذه الأخبار مع التشكيك بقواه العقلية ودرجة اتزانه كشخص.

 نعلم أن أجساد السياسيين وسلوكهم جزء من عملهم السياسي، لكن رد بوتين الأخير يتركنا محتارين أمام بلاغة الخطاب السياسي الرسمي، إذ وصف بوتين من سخروا منه بالحماقة، وبأنهم (أي قادة مجموعة السبع) مثيرون للاشمئزاز كونه تسائل عما يقومون به في اجتماعاتهم، هل  يسكرون ويأكلون؟ أم يتعرون من أعلى أو من أسفل؟

ننصح الطبقة السياسية الدولية في هذا السياق بالاطلاع على "مبارازت مغني الراب"، و الشجارات عبر السوشل ميديا بين المؤثرين، علّ بلاغتهم، أي الرؤساء، تصبح أغنى، وأشد إضحاكاً، لأن هذا الشكل من التواصل يمتلك لاعبيه ومعلميه وعوض أن يظهروا، أي الرؤساء مرة أخرى، كالمبتدئين في تبادل الإهانات، ليتعلموا من المتفرغين لها، ومن القادرين على تقديم دروس في السخرية عوض الاعتماد على السليقة، وكتاب الخطابات الرسميّة.

يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard